تنعى جامعة أهل البيت عليهم السلام الأستاذ الدكتور حسن الجلبي
الجلبي: قلب عراقي ينبض في بيروت
سوف لاينس العراقيون الذين أقاموا في بيروت فضل وكرم الدكتور حسن الجلبي الذي كان محط احترام كل اللبنانيين من سياسيين ومثقفين وجامعيين وحقوقيين، وعبرهم كان يعمل على حل مشكلات العراقيين يوم كانت لبنان منفى اضطراري لهم أيام العهد السابق. وكنت ((أنا)) أحد الذين أقاموا في بيروت فترة من الزمن. يومها كنت أكتب في جريدة السفير وجريدة النهار موضوعات عن العراق وما كان يعانيه الشعب العراقي من ظلم النظام الجائر، وفي كل مرة كان يتصل بي الدكتور الجلبي ويدعوني إلى مكتبه في الجامعة الإسلامية ويثني على ما كتبته فكان قارئا جيداً ومتابعاً دقيقاً للشأن العراقي، وكان يسألني بشوق عن أوضاع العراق متلهفاً لسماع أية معلومة أوخبر أو حدث عن وطنه العراق.
وحرصه على العراق جعله ملاذاً للعراقيين المهجرين في لبنان والذين كانوا يعانون أشد المعاناة؛ بلا هوية ولا جواز سفر ولا عمل، تتخطفهم دوريات الشرطة اللبنانية عند الحواجز فلم يكن لهم خلاص الا توسط الدكتور الجلبي بصورة مباشرة أو عبر المرحوم الشيخ مهدي شمس الدين الذي كان يرأس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان.
وبعد أن سقط النظام وعودتنا إلى الوطن وتأسيسنا لجامعة أهل البيت عليهم السلام تطورت العلاقة بيننا وبين الجامعة الإسلامية حيث وضع الدكتور الجلبي كل خبراته وكل امكاناته في خدمة جامعة أهل البيت عليهم السلام وكان يقول لي أنتم امتداد لنا في العراق.
وعندما انشغلنا بكتابة الدستور العراقي أصررت على أعضاء لجنة كتابة الدستور باستضافة الدكتور الجلبي فاستضافوه على رغم مشاغله الكثيرة وأطلعوه على المسودات والمناقشات، فكانت له آراء سديدة في الدستور العراقي.
لقد قضى عمره المديد في لبنان، لكن كانت عينه على العراق.
عاش في لبنان لكنه ترك بصمات ساطعة في العراق، وطنه الذي لم ينساه.
الدكتور محسن القزويني