كلمة السيد رئيس جامعة أهل البيت (عليهم السلام) بمناسبة السنة الدراسية الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء تدريسيو الجامعة و إداريوها
أبنائي وبناتي طلبة الجامعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا يخفى عليكم جميعاً ما للعلم من منزلة في ديننا الإسلامي الحنيف , فمع انشغال المسلمين بالجهاد لنشر الإسلام في العالم كله , أمرهم رب العزة –تقدست أسماؤه- بالتعلم فقال (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) , وجعل نبينا الكريم محمد (صلى الله علية واله وسلم ) طلب العلم فريضة على المسلمين كالصلاة والصيام والحج والزكاة ... وجعل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (علية السلام ) الجهل رذيلة , إذ قال: إذا أرذل الله عبداً حظر عليه العلم .لهذا فان العلماء وطلبة العلم يؤدون عملا جليلاً يرضي الله – سبحانه – ورسوله (صلى الله علية اله وسلم) والأئمة الكرام (عليهم السلام) , فلهم البشرى وهم يقبلون إلى هذه الجامعة : التي تتشرف باسم ( أهل البيت عليهم السلام) في عامهم الدراسي الجديد.
ومع أهمية طلب العلم والجد والاجتهاد فيه دائماً فانه اليوم أكثر أهمية بسبب التحديات الكبيرة التي تواجه بلدنا وشعبنا لان الشعب المثقف الذي يتحلى بالعلم والوعي أكثر قدرة على مواجهة الأعداء من الشعب الجاهل ’ ولو تسلح شبابنا بالوعي والعلم لما غرر بهم القتلة والمعتدون . لهذا ادعوكم إخواني وأبنائي الأعزاء إلى بذل قصارى جهدكم في الجد بطلب العلم والاستكثار منه واستيعاب معانيه للارتقاء إلى مستوى الشعب المتعلم الواعي الذي لا يهزه الأعداء ولا تنال منه مؤامراتهم .
ثم إن جامعتنا التي تحمل اسم (أهل البيت عليهم السلام) ومدينتنا المقدسة مدينة الإمام الحسين (علية السلام) تفرضان علينا أمراً آخر وهو التحلي بالآداب والأخلاق الإسلامية , لان العلم وحده لا يكفي لبناء الإنسان فالعلم من غير أخلاق علم لا نفع فيه , بل قد يكون ضرره اكبر من نفعه , إذ إنّ أسلحة الدمار الشامل ووسائل التعذيب والإبادة هي من نتاجات عصر ذوت فيه الأخلاق ولقد قال نبي الرحمة (صلى الله علية واله وسلم ) : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , فجدير بطلبة جامعة أهل البيت (عليهم السلام) وأبناء مدينة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) أن يجعلوا النبي الكريم (صلى الله علية واله وسلم) نصب أعينهم وان يقتدوا به في أدبه الرفيع وخلقه العالي الذي امتدحه عليه ربنا – سبحانه وتعالى – فقال : (وانك لعلى خلق عظيم) . ومن مصاديق الأخلاق الإسلامية : احترام الأساتذة والتواضع لهم والاستجابة لنصائحهم والأخذ بإرشاداتهم لان الأستاذ أب ومن لا يحترم أباه ولا يبره فانه سيكون عاقاً ولقد نهى الإسلام عن العقوق وجعله من كبائر الذنوب.
ومن الخلق القويم كذلك العناية بالمظهر اللائق الذي يتناسب وقدسية مدينتنا وجليل عملنا في الحقل العلمي والتربوي , وبذلك فلابد لطالب العلم من الالتزام بالزي الموحد الذي يحافظ على هيبة المؤسسة الجامعية ولا يحيلها إلى ساحة عرض أزياء.
ولا ريب إن الأخلاق الفاضلة والتوفيق في طلب العلم هما من ثمرات الإيمان بالله والإخلاص في طاعتة, لذا فيجب على كل منا عدم التهاون في أداء الواجبات الشرعية والانتهاء عن المحرمات والاستزادة من المستحبات كالصلاة النافلة وقراءة القران الكريم والدعاء بتعجيل فرج إمامنا المهدي (عليم السلام) (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً)إن شاء الله.
مع حبي وتقديري للجميع
الأستاذ الدكتور عبود جودي الحلي
رئيس جامعة اهل اليبت (عليهم السلام)