تعتبر العلاقة مابين القمر والأرض وثيقة جداً وخاصة أن القمر هو التابع الوحيد لكوكبنا , والذي يلفت الأنظار بأطواره المختلفة التي يظهر بها وهو يدور حول الأرض . كما يظهر لمتابعي حركته أن مساره يتغير بشكل واضح من ليلة إلى أخرى على أثر ذلك ذكر أ. ملهم محمد هندي ( قسم العلوم الفلكية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ) أنه وخلال هذه الحركة يتفق أن يكون مرور القمر مسامتاً ( متعامداً ) للكعبة المشرفة في لحظة معينة خلال هذه الدورات ، مما يجعله علامة من العلامات الدالة على اتجاه القبلة ( الكعبة المشرفة ) أو للتأكد من اتجاهها , وهذا التعامد يشبه الظاهرة المتعارف عليها من تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة ، يومين من خلال السنة هما : ( 28 مايو ، 16 يوليو ) و ذلك لحظة دخول وقت صلاة الظهر في مكة المكرمة , ويعتبر تحديد القبلة بهذه الطريقة صحيحاً إلى حدٍ كبير .

ومن متابعة حركة القمر واختلاف ميلانه السريع بالنسبة للشمس ( حيث أن ميلان القمر أكبر من الشمس ويكمل دورة ميله خلال شهر خلافاً للشمس التي تستغرق سنة كاملة) , وبسبب هذه السرعة في التغير خلال اليوم فإنه يصادف أن هناك لحظات معينة يكون القمر فيها فوق الكعبة مباشرة مما يجعله دليلاً على اتجاه الكعبة المشرفة في نصف الكرة الذي يشاهد القمر فيها .

ومن هذه اللحظات هو ماسيحصل بمشيئة الله الساعة السابعة وأربع وثلاثين دقيقة (19:34) بتوقيت مكة المكرمة بعد مغرب يوم الجمعة القادم 7 ربيع الثاني من عام 1430هـ الموافق 3 أبريل من عام 2009م , إذ يكون فيها القمر متعامد تماماً على الكعبة المشرفة , ويستطيع أي شخص يشاهد القمر لحظتها أن يحدد اتجاه القبلة , حيث أن هذه الظاهرة ستتكرر في هذه السنة ثلاث مرات .