محاضرات علم المنطق - المحاضرة 41 - التمثيل
التمثيل
تعريفه :
التمثيل : هو اثبات حكم الجزئي لثبوته في جزئي مشابه له .
مثاله :
كاثبات حكم حرمة الخمر للنبيذ لأنه يشبه الخمر في الإسكار .
أركانه :
للتمثيل أركان لا يتم الإستدلال به إلاّ عند توفرها وهي :
1- الأصل : وهو الجزئي المعلوم ثبوت الحكم له كالخمر في المثالالمذكور .
2- الفرع : وهو الجزئي المطلوب إثبات الحكم له كالنبيذ في المثال المذكور .
3-الجامع : وهو جهة المشابهة بين الأصل والفرع . كالإسكار في المثال المذكور .
4- الحكم : وهو الحكم المعلوم ثبوته للأصل والذي يحاول اثباته للفرع ، كالحرمة في المثال المذكور .
كيفية الإستدلال به :
هي أن يعمد المستدل إلى معرفة جزئي يشابه الجزئي الذي يطلب اثبات حكمه . . ثم يقوم بمحاولة حصر علة الحكم في النقطة أو الوصف الذي يشترك الجزئيان فيه والذي يصلح لأن يكون سبباً للحكم . . . ثم يثبتالحكم .
مثل : أن يعمد المستدل وهو يريد معرفة (حكم شرب النبيذ) إلى معرفة ما يشابهه في بعض أوصافه التي تصلح لأن تكون سبباً للحكم وهو (الخمر) - هنا . ثم يقوم بمحاولة حصر سبب حرمة شرب الخمر بـ (الإسكار) من بين الأوصاف المشتركة بين الخمر والنبيذ ، لأن الإسكار يصلح لأن يكون سبباً للحرمة . ثم ينتهي بعدها إلى أن الإسكار الذي هو سبب لحرمة شرب الخمر موجود في النبيذ - أيضاً . فيرتب عليه : أن حكم شرب النبيذ هو الحرمة أيضاً لأنه مسكر كالخمر .
الخلاصة :
والخطوات التي تتبع في الإستدلال بالتمثيل هي ما يلي :
1- تعيين المطلوب .
2- تعيين الأصل .
3- محاولة حصر سبب الحكم في نقطة مشتركة بين الأصل والفرع ، تصلح لأن تكون سبباً للحكم .
4- النتيجة .
أهمية التمثيل :
تقدم أن رأينا في موضوع (إثبات الفرض) من الإستقراء كيف أن التمثيل يتخذ أساساً لكثير من الفروض العملية في مختلف العلوم . فعن طريق التمثيل توصل (دارون) إلى وضع (نظرية تنازع البقاء) بين الأحياء ، لأنه لاحظ وجه شبه بين الحياة الإجتماعية في قيامها على أساس من التنافس والتصارع وبين الحياة الطبيعية . وعن طريق التمثيل أيضاً توصل ( نيوتن ) إلى وضع (نظرية الجاذبية) لأنه لاحظ وجه شبه بين سقوط الأجسام نحو الأرض وحركة القمر حول الأرض وحركة الكواكب جميعها حول الشمس .
والتمثيل هو (القياس الشرعي) الذي يعد في رأي بعض المذاهب الفقهية الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي .
بهذا وأمثاله نستطيع أن ندرك أهمية التمثيل في العلوم .
التحليل والتركيب
( التحليل )
تعريفه :
هو تقسيم الشيء إلى أجزائه من عناصر أو صفات أو خصائص ، أو عزل بعضها عن بعض ، ثم دراستها واحداً واحداً للوصول إلى معرفة العلاقة القائمة بينها وبين غيرها .
تقسيمه :
ينقسم التحليل إلى قسمين هما : التحليل المادي (أو الطبيعي) والتحليل العقلي (أو المنطقي) .
1- التحليل المادي : هو تقسيم الشيء إلى أجزائه أو عزل عناصره بعضها عن بعضها في الواقع الخارجي .
مثاله :
كتحليل الماء - كيميائياً - إلى عنصر الأوكسجين وعنصر الهيدروجين بنسبة (2) من الأوكسجين إلى (1) من الهيدروجين . وتحليل حامض الكاربونيك إلى (16) جزءاً من الأوكسجين و (6) أجزاء من الكربون .
2- التحليل العقلي : هو عزل أجزاء الشيء أو صفاته أو خصائصه بعضها عن بعض في الذهن .
مثاله :
كتحليل العالم الكيميائي الذي يبحث في الفضة وخواصها عندما يحللها إلى صفة اللون (البياض) ويعزل هذه الصفة في ذهنه ويتأكد من وجودها في أفراد أخرى من الفضة ، ثم يحللها إلى خاصية (قبول الفضة للطرق) ويعزلها كذلك ويتأكد من وجودها أيضاً في أفراد أخرى من الفضة ، ثم يحللها إلى خاصية (سرعة توصيل الفضة للحرارة والبرودة والكهرباء) ويعزلها ويتأكد منها كما فعل سابقاً . . . وهكذا يعمل في بقية الصفات والخواص حتى ينتهي إلى مجموعة من الصفات والخصائص تعطي صورة كاملة للفضة .
(التركيب)
تعريفه :
التركيب هو جمع أجزاء الشيء أو ربط صفاته وخواصه بعضها ببعض للوصول إلى قوانين عامة .
تقسيمه :
ينقسم التركيب إلى قسمين أيضاً هما : التركيب المادي والتركيب العقلي .
1- التركيب المادي : وهو جمع أجزاء الشيء مترابطة ترابطاً تظهره مؤلفاً تأليفاً كاملاً في الواقع الخارجي .
مثاله :
كتركيب الكيميائي للماء الصناعي من عنصريه المذكورين سابقاً تركيباً يشابه الماء الطبيعي بصفاته وخواصه .
2- التركيب العقلي : هو ربط صفات الشيء أو خواصه بعضها ببعض في الذهن .
مثاله :
كتركيب العالم الهندسي للمثلث من ثلاثة خطوط مستقيمة متقاطعة ، وللمربع من أربعة خطوط مستقيمة متساوية متعامدة .
مجال استعمال التحليل والتركيب :
يشمل استخدام هاتين الطريقتين جميع العلوم . وتستعملان - غالباً - معاً . إلاّ أن طريقة التحليل يكثر استعمالها في علوم الطبيعة والكيمياء وعلم النفس خاصة . وطريقة التركيب يكثر استعمالها في العلوم الرياضية
خاصة .