محاضرات علم المنطق - المحاضرة 15 - التقسيم والتصنيف (التقسيم)
التقسيم والتصنيف
( التقسيم )
-
تعريفه :
التقسيم (( أو القسمة )) هو تجزئة الشيء إلى أنواعه أو تحليله إلى
عناصره . فمثلاً : إذا قلنا : (الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي : الاسم والفعل والحرف) فإننا بهذا نكون قد جزّأنا الكلمة إلى أنواعها الثلاثة المذكورة . وإذا قلنا : (الماء ينحل إلى عنصرين هما : الأوكسجين والهيدروجين) نكون قد حللنا الماء إلى عنصريه اللذين تركب منهما . تلك التجزئة وهذا التحليل هو القسمة (أو التقسيم) .
-
أساسه :
لأجل أن يكون التقسيم ذا فائدة لا بد من أساس يقوم عليه والأساس هو الغاية التي يهدف إليها المُقََسَّم . والصفة التي يلاحظها أثناء التقسيم ويتخذ منها مقياساً عاماً في تقسيمه . فمثلاً : إذا قسمنا الحيوانات إلى آكلة اللحوم وآكلة النبات كان أساس التقسيم نوع الغذاء الذي يأكله الحيوان . وإذا قسمنا المثلث إلى متساوي الأضلاع ومتساوي الساقين ومختلف الأضلاع كان أساس القسمة هو نوع الأضلاع التي يتألف منهما المثلث .
-
تنبيه :
قد يقسم الجنس الواحد بتقسيمات مختلفة إلى أنواع مختلفة وذلك لإختلاف الأسس التي يراعيها المقسَّم عند التقسيم . فقد يقسم الإنسان على أساس اللون إلى أسود وأبيض . وقد يقسم على أساس الشعب إلى عربي وفارسي وهندي . وقد يقسم على أساس المجتمع الذي يعيش فيه إلى بدوي وحضري . . . وهكذا .
-
أنواعه :
تتنوع القسمة إلى نوعين هما : القسمة الطبيعية والقسمة المنطقية .
1- القسمة الطبيعية : هي تحليل الشيء إلى أجزائه التي يتألف منها .
مثل : تقسيم الماء إلى عنصري الأوكسجين والهيدروجين وقسمة الزجاج إلى عنصري الرمل وثاني أوكسيد السلكون وهكذا .
2- القسمة المنطقية : هي تحليل الشيء إلى أنواعه التي ينطبق عليها . مثل : تقسيم الكلمة إلى الاسم والفعل والحرف . . . وقسمة الزاوية إلى الحادة والقائمة والمنفرجة .
-
شروط القسمة المنطقية :
يشترط في القسمة المنطقية مايلي :
1- فرض أساس واحد للتقسيم : فلا تصح قسمة الشيء الواحد على أكثر من أساس في آن واحد .
2- مساواة مصاديق الأقسام إلى مصاديق المقسم : ويراد به أن كل مصداق ينطبق عليه القسم لا بد أن ينطبق عليه المقسم . فمثلاً لفظة ( المدرسة) وهي مصداق الاسم الذي هو قسم من الكلمة ينطبق عليها الاسم فيقال (المدرسة اسم) وتنطبق عليها الكلمة التي هي المقسم للاسم فيقال ( المدرسة كلمة) وهكذا .
3- عدم تداخل الأنواع : فمثلاً لا يصح تقسيم الحيوان ذي العمود الفقري إلى ما له رئة وما له ثدي لأن الثدييات من ذوات الرئة .
4- اتصال حلقات السلسلة : فلا يصح قطع سلسلة القسمة في بعض
حلقاتها . . . كتقسيم الكلمة إلى أقسامها الثلاثة (الاسم والفعل والحرف) وتقسيم الفعل إلى المرفوع والمنصوب والمجزوم وترك تقسيمه إلى الماضي والمضارع والأمر . لأن المرفوع والمنصوب والمجزوم أنواع للفعل المعرب وهو المضارع فقط .
الفرق بين القسمتين :
يتلخص الفرق بين القسمة الطبيعية والقسمة المنطقية بما يلي :
1- يصح حمل القسم على المقسم وحمل المقسم على القسم في القسمة المنطقية فيصح أن يقال (الاسم كلمة) و (هذه الكلمة اسم) . ولا يصح ذلك في القسمة الطبيعية . فلا يصح أن يقال (الأوكسجين ماء) و (هذا الماء أوكسجين) .
2- القسمة المنطقية عملية تنازلية يبدأ فيها من الجنس إلى أنواعه ومن النوع إلى أصنافه ومن الصنف إلى أفراده .
-
أساليب التقسيم :
لأجل أن تكون القسمة صحيحة وجامعة لجميع الأقسام . هناك طريقتان تسميان بأسلوبي التقسيم هما : الطريقة الثنائية والطريقة التفصيلية .
1- طريقة القسمة الثنائية : وهي طريقة الترديد بين النفي والإثبات . ويعنى بها : تقسيم الشيء تقسيماً دائراً بين إثبات القسم ونفيه مثل تقسيم الحيوان إلى الناطق وغير الناطق ، والناطق إلى الرجل وغير الرجل ، والرجل إلى العالم وغير العالم ، والعالم إلى العربي وغير العربي ، وهكذا ويرجع إلى هذه الطريقة ــ عادة ــ في القسمة المطولة لأجل الإختصار .
2- طريقة القسمة التفصيلية : وهي قسمة الشيء إلى جميع أقسامه
تفصيلاً . مثل : تقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف ، والاسم إلى معرب ومبني. . . الخ .
-
أهمية التقسيم :
لا أظن أن هناك من لا يدرك أهمية القسمة وفائدتها . . . لأننا لولا القسمة لا نستطيع أن نفهم تسلسل الأشياء ومبادئها . فمثلاً بالتقسيم الطبيعي المعروف في علم الحيوان نستطيع أن نعرف أن فصيلة الأسد من طائفة الضواري ، وأن طائفة الضواري من صنف اللبائن وأن صنف اللبائن من الشعبة الفقرية . ومثله في علم النبات فمثلاً لولا القسمة لا نستطيع أن نعرف أن البكتريا من الفطريات الإنشطارية ، وأن الفطريات الإنشطارية من الفطريات غير الحقيق