محاضرات التاريخ الإسلامي - المحاضرة 33 - سياسة النبي (صلى الله عليه وآله) إزاء المنافقين
-
سياسة النبي (صلى الله عليه وآله) إزاء المنافقين:
لا نعرف في تأريخ الحكومات سياسة حكيمة اتبعّت في معالجة القلاقل الداخلية كالتي انتهجها النبي (صلى الله عليه وآله) في تعامله الحكيم مع ظاهرة النفاق، فعلى رغم ما كانت تشكله هذه الظاهرة من أخطار كانت تودي بمصير الدولة الإسلامية إلا ان الحكمة التي اتبعها النبي (صلى الله عليه وآله) في تطويق الظاهرة جعلتها في حالة انكماش مستمر حتى انتهت بنفسها دون استخدام العنف والقوة فموقف النبي (صلى الله عليه وآله) من هذه الظاهرة موقف الطبيب من المرض، عمل على حصر المكروب في أصغر مساحة ثم سد المنافذ التي كانت تزود هذا المكروب بأسباب الحياة مما جعلها غير قادرة على الاستمرار في نشاطها أكثر مما فعلته.
وقد قامت سياسة النبي (صلى الله عليه وآله) اتجاه المنافقين على أسس متينة هي:
1- تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) مع ظاهرة النفاق في البداية كظاهرة اجتماعية نفسية فلم يعطها جانباً سياسياً ولذلك فقد توسل بالوسائل النفسية والاجتماعية لمعالجة هذه المشكلة والمثل على ذلك تعامله مع ابن أُبي في بداية الأمر ومنعه المسلمين من مسه بسوء على رغم ما فعله من مشاكل.
2- تعامل النبي (صلى الله عليه و آله) مع ظاهرة النفاق بصورة مجزأة فعالج كل جزء باعتباره قضية مستقلة عن القضية الأخرى اي انه لم يتعامل مع مشكلة النفاق كحركة وتجمع إلا بعد ان أخذ هذا التجمع بعده السياسي فكانت المعالجة الاجتماعية والنفسية تقتضي علاجاً نفسياً لكل عنصر مشترك في صنع الظاهرة على انفراد ومن الأمثلة على ذلك ما رواه ابن هشام في سيرته ان نفراً من المنافقين فيهم وديعة بن ثابت ومخشن كانوا يقولون للمسلمين، اتحسبون ان جلاد بني الأصفر (الروم) كقتال العرب بعضهم بعضاً والله لكأننا بكم غداً مقرنيّن في الحبال. وعرف النبي (صلى الله عليه وآله) بهم فأرسل اليهم عمار وقال له: ادرك القوم يا عمار وسلهم عما قالوا فإن انكروا فقل لهم قلتم كذا وكذا وانطلق عمار بن ياسر ولما سألهم عما كانوا يتحدثون به اسرعوا إلى رسول الله يعتذرون اليه، وتقدم وديعة وأخذ بزمام ناقته وقال يا رسول الله لقد كنا نخوض ونلعب ولم نكن جادين في شيء قلناه فعفا النبي (صلى الله عليه وآله) وانزل الله فيهم: (ولئن سألتهم ليقولن انا كنا نخوض ونلعب قل ابالله وآياته كنتم تستهزئون).
3- تحصين المجتمع الإسلامي من آثار وتراكمات حركة النفاق وذلك بالكشف عن هوية المنافقين وعن وسائلهم وطرق تحديّهم للأمة الإسلامية وكان للقرآن الكريم دور كبير في الكشف عنهم وعن مخططاتهم وفي ايجاد المناعة لدى المسلمين ومنعهم من التأثر بهم وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يلعنهم بالاسماء حتى لا يدع مجالاً للتأثر في المسلمين.
4- فرض العزلة عليهم وهو من الأساليب النفسية والسياسية التي استخدمها النبي (صلى الله عليه وآله) لشل حركة النفاق فمن ناحية تشعرهم بأخطائهم الجسيمة ومن ناحية أخرى تقطع الجسور بينهم وبين المجتمع فينقطع تأثيرهم المباشر وينقطع عنهم الامداد المالي لأن الحركة تقوم على تمويل بعض أصحاب الأموال وابرز مثال على هذه القاعدة ما وقع على الثلاثة الذين خُلفوا فقد فرض النبي (صلى الله عليه وآله) عليهم العزلة حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وكان سبب تخلّفهم عن معركة تبوك هو التسويف وضعف الارادة والتأثر بدعايات المنافقين ولم يكن لكعب عذر في عدم المشاركة فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) نادماً مقراً بالخطأ وعندما سأله النبي (صلى الله عليه وآله) عن سبب تخلفه عزى ذلك إلى الجدل الذي يؤدي إلى حالة التردد وينشأ منها التخلف وكان الرسول قد أنهى الكلام معهم فنبذهم المجتمع وظلوا على هذه الحالة خمسين يوماً اضطر ابن الربيع وهلال بن أمية ان يقعدوا في البيت يبكيان واما كعب بن مالك فكان أشبّ الثلاثة واجلدهم فكان يخرج فيشارك في الصلاة مع المسلمين ويطوف في السوق ولا يكلمه أحد وكان يأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويسلم عليه فيقول في نفسه هل حرك شفتيه برد السلام أم لا فيسارقه النظر فإذا التفت نحوه اعرض النبي (صلى الله عليه وآله) عنه فتنكرت له الدنيا ولم يرض أحد ان يكلمه ببنت شفه فجاء إلى بستان ابن عمه ابى قتادة وهو أحب الناس اليه فسلم فلم يرد ابو قتادة عليه السلام فقال له: يا أبا قتادة انشدك بالله هل تعلمني حب الله ورسوله؟ وذلك من أجل ان يجبره على الكلام لكن ابو قتادة سكت ثم اعاد عليه السؤال فسكت أيضاً وأخيراً قال ابو قتادة الله ورسوله أعلم، فزادت الكارثة على رأس كعب بن مالك عندما جاء إلى زوجته ليجدها قد عزلته أطاعة لأوامر رسول الله.
وعرف ملك غسان بالأمر فارسل كتابا إلى كعب يقول فيه انه قد بلغني ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك، وكان الملك يتوقع ان كعباً سيستجيب له بسرعة وانه سيستخدم ذلك ورقة يانصيب مع المسلمين الآخرين الذين يتعرضون لمثل هذه المحنة لكن ماذا كان جواب كعب للعروض التي قدمها ملك غسان.
اخذ الرسالة فاحرقها في التنور وبهذا الموقف الصلب برهن كعب على اخلاصه واستقامته فتقبل الله توبته فنزلت في حقه والاثنين الآخرين: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم، ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم، وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله إلا اليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا، ان الله هو التواب الرحيم).. ونستخلص من هذه الحكاية الاساليب التربوية التي اتبعها النبي (صلى الله عليه وآله) في معالجة المشاكل من هذا القبيل، فالنبي (صلى الله عليه وآله) لم يكتف بفرض العزلة الاجتماعية بل طبق على هؤلاء الثلاثة الذين لم يأتوا بعذر مشروع لغيابهم عن غزوة تبوك العزلة الاقتصادية أيضاً وامتد قانون العزلة داخل البيت. ويمكن لمس آثار المقاطعة التامة سيما مقاطعة النبي (صلى الله عليه وآله) لكعب على نفسيته ونقف في هذه الحكاية عند معاودة الاعداء على استثمار هذه المقاطعة ومحاولة كسب كعب بواسطة تلك الرسالة الجذابة التي أرسلها ملك غسان وننظر أيضاً إلى نهاية الحكاية والتي تُوجّت بقبول التوبة عن الثلاثة الذين خُلّفوا وهي تؤكد فاعلية اسلوب المقاطعة في تغيير المواقف والسلوك الانساني.
5- ملء أوقات المسلمين.. فأفضل طريقة لمواجهة الدعايات هو ان يبادر القائد ويتصل بجماهيره بصورة مباشرة وعبر التوجيه المكثف والمتواصل ليمحي اثر الدعاية مهما كانت قوية. هكذا كان يفعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مقاومة الدعاية المضللة فهو لم يدع مجالاً لهذه الدعايات من النفوذ داخل صفوف المسلمين فكان رده يأتي سريعاً واسرع حتى من حركة الدعاية في المجتمع، ففي عودة النبي (صلى الله عليه وآله) من غزوة بني المصطلق وقعت مشكلة كادت ان تثير فتنة بين المسلمين سببها مقولة عبد الله بن أُبي فما كان من النبي، صلى الله عليه وآله، عندما بلغه ذلك إلا وان يأمر اصحابه بالرحيل ولم يكن الرحيل مقرراً في تلك الساعة، ومشى بالجيش طوال الليل وشطراً من اليوم الثاني حتى آذتهم الشمس فنزلوا وقد أنهكهم السير ولم يمكثوا قليلاً حتى امرهم بالسير إلى المدينة فلم يدع مجالاً لانتشار الخبر وعندما انتشر حديث الأفك بين الناس سارع النبي (صلى الله عليه وآله) ليقف خطيباً ليقول: ايها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق والله ما علمت فيهم إلا خيراً وما علمت في ذلك الرجل سوءا ولم يدخل بيتاً من بيوتي إلا وانا معه ويجري النبي (صلى الله عليه وآله) تحقيقاً سريعاً ويطلب من الموكلين بالتحقيق ان ينقلوا للملأ تفاصيل الحادث، هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتحرك مع النشاط الدعائي الهدام الذي كان يقوم به المنافقون فهو كان يرد بالمنطق والعقل ولم يسكت على الدعايات المضللة ولم يحاول ان يتهرب من الرد ولم يتجاهلها بالرغم من تفاهتها وتعرضها غير المباشر لشخصيته الكريمة.
6- استعمال العنف: وذلك عندما تتحرك حركة النفاق من ظاهرة اجتماعية إلى ظاهرة سياسة عندها لا يجد النبي (صلى الله عليه وآله) وسيلة للمقاومة سوى التوسل بالعنف لتصفية التحرك.
وحتى في هذه المرحلة لا يتوسل النبي (صلى الله عليه وآله) بالقتل بل كان يكتفي بايقاف الذي يقوم به المنافقون ففي غزوة تبوك كان المنافقون يجتمعون في بيت من بيوت اليهود يثبّطون عزائم الناس ويخوفونهم من لقاء الروم ويتآمرون على عرقلة مسيرة الجيش إلى تبوك بالتعاون مع طائفة اليهود الاعداء وعندما بلغ الخبر النبي (صلى الله عليه وآله) ارسل إلى بيت عبيد الله في نفر من اصحابه فأشعلوا النار في البيت فانهزم المتآمرون وفر احدهم من خلف البيت فسقط فكسرت رجله. ومرة ثانية لم يتردد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في استخدام القوة عندما عقد المنافقون عزمهم على اتخاذ مسجد ضرار مكاناً للتآمر على المسلمين بالتعاون مع الروم فأرسل أيضاً جماعة من أصحابه لهدم المسجد واحراقه لكن اسلوب العنف لم يتعد ذلك، فقد كان الهدف هو الحيلولة دون اصطباغ الحركة بالطابع السياسي باتخاذ الاوكار والمراكز ومنع تطور حركة النفاق إلى مستوى التأثير الحاسم وقد استطاع بهذه الاساليب الحكيمة ان ينهي هذه الحركة ويزيلها من الوجود وربما كان يستشري شرها لو كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يستخدم القوة في بداية الأمر.
فقد ترك الحركة لتنتهي بنفسها فانتحرت بايديها ويعود الفضل في ذلك إلى سياسة التعامل فقد تعامل معها كما يتعامل الطبيب مع المريض فالطبيب يعمل على حصر المرض في أضيق مكان ويعمل أيضاً على تقوية الجسم واعطائه المقاومة اللازمة ليتمكن بنفسه ان يقضي على المرض والحكمة في ذلك انه سيتولد في الجسم مناعة مضادة ضد هذا المرض سيجنبه الاصابة به لامد طويل.
وانتهت الحركة إلى مصير معلوم فبعد موت عبد الله بن أُبي تفرق جمع المنافقين فبعضهم عاد إلى حظيرة الإسلام تائباً إلى الله مثل متعب بن قشير الذي كان من العناصر النشطة في معركة أحد يومها كان يردد لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا ها هنا فقد ذكر ابن حجر في الاصابة انه تاب ومن التائبين أيضاً هلال بن أمية.. واما الآخرون فقد جمّدوا نشاطهم بعد وفاة زعيمهم ولم يعد يُسمع لهم ذكر بعد السنة التاسعة للهجرة.
الفئة الثالثة.. المؤلفة قلوبهم
شهدت الحياة الاقتصادية في جزيرة العرب فترة ظهور الإسلام تطوراً نوعياً فقد انتقل قسم من المجتمع من حياة البداوة إلى الحياة الحضرية وقد رافق هذا الانتقال تغيّر في التكوين الاقتصادي لحياة المدن فبعد ان كانت الحياة الاقتصادية في الصحراء حياة متواضعة بسيطة أصبحت الحياة في المدينة أكثر تعقيداً ودخلت التجارة كعنصر هام في قلب موازين الحياة في الحضر فقد جلبت التجارة الاموال الطائلة ودفعت بأصحاب رؤوس الأموال إلى صرف بعض الأموال على الترف والراحة فظهرت حياة ارستقراطية في المدن وبالأخص مكة التي كانت مركز التجارة في جزيرة العرب ورافق هذا التحول الاقتصادي بروز بعض سمات الحضارة المادية كالنفعية والبحث عن الريح وتسخير كل شيء من أجل المنافع الاقتصادية. فقد استثمرت قريش المكانة الدينية لمكة لمنافعها التجارية فتمسكت بالوثنية لأنها كانت السبيل للمحافظة على مكانة مكة (في جزيرة العرب) وبالتالي فهو الضمان لبقاء زمام التجارة بأيديهم.
وعندما جاء الإسلام قاومت قريش الدين الجديد خوفاً منها على مصالحها وعاداتها وتقاليدها فالإسلام يساوي بين السيد والعبد وبين الغني والفقير وهذا يتناقض مع نظام الطبقات في مكة بالاضافة إلى أن الدين الاسلامي يؤمن برب موجود في كل مكان ويمكن أن يعبد في اي مكان وهذا يؤثر على منزلة مكة حسب اعتقاد قريش باعتبار أن مكة هي مركز الاوثان في جزيرة العرب. لهذا وجدنا أن زعماء قريش ووجهائها لم يرفضوا فقط الدين الجديد بل حاربوه بضراوة، غير أن قيام الدولة الإسلامية في المدينة أوجد لدى المسلمين فرصة وضع العراقيل أمام التجارة المكية فأصبحت تجارته تحت رحمة المسلمين وكانت تحدو النبي (صلى الله عليه وآله) رغبة تحرير مكة بدون قتال لأنها مدينة مقدسة ولم يكن يريد النبي (صلى الله عليه وآله) إضعاف مكانتها كمركز عبادي وتجاري كما انه كان على بيّنة من امر زعماء قريش وإن سبب رفضهم للإسلام هو غرورهم بأموالهم فإذا ما استطاع النبي (صلى الله عليه وآله) تهديد منافعهم ثم تضمينها فإنه سيتمكن من السيطرة على مكة فوجدناه يتحاشا الصدام العسكري ويعقد صلحاً مع قريش هو صلح الحديبية ثم تتنكر قريش لبنود الصلح فيجهز الرسول جيشاً جراراً كان باستطاعته ابتلاع القوة العسكرية التي تمتلكها قريش في ساعات لكن الرسول ظل على سياسته في تحرير مكة سلمياً ودفع زعمائها إلى الاسلام وقد تحقق له ما شاء ففتح مكة دون اراقة الدماء ومنح زعماء مكة فرصة التفكير قبل اعلان اسلامهم لكنهم ادركوا بالبديهة ان اسلامهم يعني ضمان وضعهم الاقتصادي زيادة على ما يمتلكون فانهم سيحصلون على سهم من الغنائم. وهذا الذي حصل فعلاً بعد غزوة حنين حيث اعطى رسول الله زعماء قريش وسادتها ووجهائها مائة بعير وفضلّهم في العطاء على الانصار والمهاجرين. فعن طريق المال كان رسول الله يأمن شرهم ويكسبهم إلى جانبه لأنه كان على علم بأن هؤلاء ليسوا رجال عقائد بل رجال منافع فأينما اتجهت المنافع اتجهوا اليها وسموا بالمؤلفة قلوبهم وأصبحوا يشكّلون بوزنهم الاجتماعي وخبرتهم في السياسة والقتال وبالأموال التي يمتلكوها قوة ذات اهمية في الخريطة السياسية وابرز هؤلاء المؤلفة قلوبهم:
ابو سفيان وولديه معاوية ويزيد، حكيم بن حزام بن خويلد وهو أخو خديجة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) العلاء بن جارية، الحارث بن هشام بن المغيرة وهو سيد بني مخزوم، صفوان بن أمية وهو ابن الطاغية أمية بن خلف وكان من اثرياء قريش هرب يوم فتح مكة إلى ساحل البحر الاحمر ومكث مطارداً حتى حصل على أمان رسول الله, صلى الله عليه و آله، استدان منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (50 ألف درهم) لتوزيعها على المحتاجين من الانصار والمهاجرين، سهيل بن عمرو وهو مبعوث قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في صلح الحديبية وكان خطيباً بارعاً، حويطب ابن عبد العزي وكان من أثرياء قريش استدان منه النبي (40 ألف درهم)، مالك بن عوف كان رئيس هوازن يوم حنين وكان اهله ضمن أسرى في غزوة حنين وامواله ضمن الغنائم لكنه فلت من المسلمين وتحصن من جديد لقتال المسلمين لكن رسول الله أملّه باعادة أمواله وأهله إذا ما اسلم فاستجاب لرأي رسول الله فأعطاه الرسول بالاضافة إلى ذلك مائة بعير من غنائم حنين.
ومن المؤلفة قلوبهم أيضاً عيينة بن حصن، الاقرع بن حابس، هشام بن عمر، قيس بن عمر، سعيد بن يربوع، عثمان بن وهب، العباس بن مرداس، مخرمة بن نوفل، عمير بن وهب، النضر بن الحارث، أسيد بن الحارث.
وللوهلة الأولى نجد أن هؤلاء كانوا يشكلون واجهات اجتماعية أو رؤوساء عشائر أو تجار لهم خبرة في المعاملات التجارية وكان انضمامهم للمسلمين ذو فوائد جمة سياسية واجتماعية واقتصادية فهؤلاء هم رموز الشرك فاعلانهم الاسلام كان يعني انتهاء عهد الشرك إلى الأبد كما وإن لكل واحد من هؤلاء عدد كبير من التابعين فاسلامهم سيؤدي إلى اسلامهم ايضاً، كما أن بعض هؤلاء من اصحاب الاموال يمكن الاستفادة من اموالهم بالاستدانة منهم والاستفادة من خبراتهم التجارية.