محاضرات الصرف والنحو - المحاضرة 11 - تخفيف إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ
تخفيف إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ
- الأمثلة
1- إن عملّكَ متقّنٌ أو إن عملُكَ لمتقنٌ.
إن مرضَهُ عُضالٌ أو إن مرضُهُ لعضالٌ.
2- علمتُ أن ليس لمقصِّرٍ فلاحٌ، بلغني أن لم يقبض على اللص، كأن قد طلع القمر، كأن لم يهمل واجبه أحدٌ.
3- الشمس طالعةٌ لكنِ المطرُ نازلٌ. الكتابُ صغيرٌ لكنْ نفعُهُ عظيمٌ.
- البحث
عرفت فيما تقدم أن الحروف (إنّ وأخواتها) تدخل على المبتدإ والخبر، فتنصب الأول وترفع الثاني، وقد اختصت (إن. وأنّ. وكأنّ. ولكنّ) بأنها قد تخفف نونها المشددة؛ فتكتسب أحكاماً تعرفها فيما يأتي:
تأمل كلمة (إن) في مثالي الطائفة الأولى تجد أنها هي (إنّ) المعروفة لك ولكنها خففت في النطق، وتجد أنها تارة تأتي عاملة عمل إنّ المشددة فتنصب الاسم وترفع الخبر، وتارة تلغي فلا تعمل شيئاً، وحينئذ يعرب ما بعدها كما لو كانت غير موجودة، و إذا تدبرتها في حال الإهمال في هذين المثالين وفي كل مثال آخر، وجدت لام الابتداء لازمة للخبر بعدها؛ حتى لا تلتبس بإن النافية التي تقدمت لك.
أنظر إلى الكلمتين (أنْ وكأنْ) في أمثلة الطائفة الثانية، تجدهما صورتين مخففتين لأنّ وكأنّ اللتين درستهما فيما سبق، ولا فرق بينهما وبين المشددتين من حيث العمل، غير أن اسمها لابد أن يكون ضميراً محذوفاً مفسّراً بالجملة التي تأتي بعده، وهو ضمير الشأن الذي تعرفه، أما خبرهما فهو الجملة المفسرة، فإذا قلت: علمت ان ليس (لمقصر فلاح) كان تقدير ذلك (علمت أنه ليس لمقصر فلاح) وإذا قلت: (كان قد طلع الفجر) كان تقديره (كأنه قد طلع الفجر).
تدبر الكلمة (لكن) في مثالي الطائفة الأخيرة، تجد أنها هي (لكنّ) المشددة عينها جاءت مخففة في النطق، وتجد أنها مهملة لا عمل لها، وهي كذلك في كل مثال تجئ فيه مخففة.
- القاعدة
تخفّف إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ: أمّا إنّ فيجوز عند التخفيف إعمالها وإهمالها، وإذا أهملت دخلت لام الابتداء على الخبر فارقة بين الإثبات والنفي.
وأما أنّ وكأنّ فلا تهملان، غير أنّ الاسم فيهما يكون ضمير الشأن محذوفاً.
وأما لكنّ فتهمل وجوباً.
تمرين(1)
بيّن العامل والمهمل من إن المخففة وأخواتها في الجمل الآتية، وبين للعامل اسمه وخبره:
1- إن الكذب ممقوت، 2- سرني أن ليس بينكم خلاف، 3- كأن لم تنفعك نصيحتي. 4- إن هؤلاء الجنود لباسلون. 5- رأيت أن لا صديق وفيّ. 6- نضر الزهر وكأن لم يكن ذابلاً. 7- المدينة جميلة لكن شوارعها ضيقة. 8- إنِ اليأس لقاتل.
تمرين(2)
أدخل إن المخففة على كل جملة من الجمل الآتية، واجعلها مرة عاملة ومرة مهملة
(1) أبوك طبيب ماهر. (2) ذو المال محترم. (3) المجدون فائزون. (4) المقصرّون ملومون. (5) الفتيات مهذبات. (6) البقرات سمان. (7) المدينة جميلة لكن شوارعها ضيقة. (8) إن اليأس لقاتل.
تمرين(3)
إدخل إن المخففة على الجمل الآتية، وبين اسمها وخبرها في كل جملة:
(1) لا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة. (2) ليس تحت الشمس جديد. (3) رضا الناس غاية لا تدرك. (4) قد ارتفع سعر القطن. (5) سيندم الظالمون. (6) لن يضيع العرف بين الله والناس. (7) عواقب الصبر محمودة. (8) لا تسود الأمم إلا بالأخلاق.
تمرين(4)
أدخل لكن المخففة على كل جملة من الجمل الآتية، وضع قبلها ما يناسب من الكلام واشكل أواخر الكلمات بعدها:
(1) النظام مضطرب. (2) الربح قليل. (3) الصّناع قليلون. (4) الأسعار رخيصة. (5) الطريق وعرة. (6) النوافذ مفتحة.
تمرين(5)
كوّن تسع جمل تبتدئ الثلاث الأولى منها بإن المخففة العاملة، والثلاث الثانية بإن المخففة المهملة، والثلاث الأخيرة بكأن المخففة.
تمرين في الإعراب(6)
(أ) نموذج:
رأيت أن ليس للجاهل احترام.
رأيت – فعل وفاعل.
أن – مخففة من الثقيلة وهي حرف مبني على السكون، واسمها ضمير الشأن محذوف.
ليس – فعل ماض ناقص.
للجاهل – جار ومجرور خبر ليس.
احترام – اسم ليس، وجملة ليس للجاهل احترام في محل رفع خبر أن المخففة، وأن وما بعدها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي رأى.
(ب) أعرب الجمل الآتية:
(1) إن البخل لعار. (2) وجدت أن ليس لك عذر. (3) وجدته صبوراً كأن لم تلمّ به نائبة. (4) القطن قليل لكن سعره رخيص.
تمرين(7)
اشرح قول إبراهيم بن المهديّ في رثاء ابنه وأعرب البيت الأول:
كأن لم يكن كالغصن في ميعه الضّحا سقاه الندى فاهتزّ وهو رطيب
كأن لم يكن كالدّر يلمع نــــوره بأصدافه لما تشنه ثــــــقوب
كفّ إنّ وأخواتها عن العمل
- الأمثلة
1- إنما الحياة جهاد، إنما القناعة كنز، إنما تقاس همم الناس بالأعمال، إنما يعاقب المسئ.
2- ليتما الدهر مسالم، ليتما الإنسان كامل، ليتما السرور دائم، ليتما الشباب راجع.
- البحث
تأمل أمثلة الطائفة الأولى تجد (إن) في كل منها ملغاة لا عمل لها، وتجدها في المثالين الاولين داخلة على جملة اسمية، وفي المثالين التاليين داخلة على جملة فعلية، وقد عرفناها فيما تقدم لا تدخل إلا على الجملة الإسمية، وإذا دخلت عليها نصبت الإسم ورفعت الخبر، فما الذي أبطل عملها هنا وأزال اختصاصها بالدخول على الأسماء؟ إذا بحثنا لا نجد لذلك سبباً سوى اتصالها (بما) الزائدة، فهي التي كفتها عن العمل، وهي التي أزالت اختصاصها بالأسماء، ومثل (إنّ) في ذلك أنّ، ولكنّ، وكأنّ، ولعل، فهذه الأحرف الخمسة متى اتصلت بما الزائدة بطل عملها وزال اختصاصها بالأسماء.
تأمل أمثلة الطائفة الثانية تجد (ليت) داخلة على المبتدإ والخبر في كل مثال، ولكنها عاملة في المثالين الأولين، ملغاة في المثالين الأخيرين، فما الذي أجاز إعمالها وإلغاءها في هذه الأمثلة وقد عرفناها دائماً عاملة؟ لا سبب لذلك سوى اتصالها (بما) الزائدة، وإذا تدبرت ليت في كل مثال تتصل فيه بما الزائدةن وجدتها باقية على اختصاصها بالأسماء، ووجدتها تارة عاملة وتارة غير عاملة.
- القاعدة
تتصل (ما) الزائدة (بإنّ) وأخواتها فتكفّها عن العمل، وتزيل اختصاصها بالأسماء، إلاّ (ليت) فيجوز إعمالها وإلغاؤها، ولا يزول اختصاصها بالأسماء.
تمرين(1)
بيّن الحروف العاملة والملغاة من إن وأخواتها في العبارة الآتية، وبين سبب الإلغاء فيما لم يعمل منها:
زرت سوقاً من أسواق الريف مرّة وما كنت أبغي شراءً ولا بيعاً وإنما أردت أن أعرف شيئاً من عادات القوم وأعمالهم في هذه السوق. قصدت إليها مبكراً؛ فخيّل إلى أنما الطرق المؤديّة إليها أنهار تزخر بالقرويين: من رجال ونساء وغلمان وما بلغت بابها حتى شهدت الناس يتزاحمون ويتدافعون، كأنما هم في ملحمة أو معركة حامية. دفعت بنفس بين الدافعين، ودخلت السوق فإذا صخب وضجيج، ونزاع وشجار، أقذار متراكمة وغبار ثائر، وأقوات يغطيها جيش من البعوض والذباب، وسلع معروضة في غير نظام، والناس حيارى لا يدرون من أثمانها شيئاً، ولكنما يتساومون فيها على غير هدى، فمرة يربحون ومراراً يخسرون.
وليتما لهذه الأسواق نظاماً صحياً دقيقاً وقوانين تحول دون غبن الناس وضررهم.
تمرين(2)
بيّن ما جاء عاملاً وما جاء غير عامل من (إنّ) وأخواتها في العبارات الآتية، ووضّح سبب الإلغاء فيما لم يعمل منها:
(1) إنما الرجوع إلى الحق فضيلة. (2) إن المطر غزير. (3) إنما الأعمال بالنيات. (4) كأن القصر جبل شامخ. (5) كأنما يعقل الحيوان. (6) كأن الشمس قرص من الذهب. (7) ستعلمون أنما يكافأ المجد. (8) ساءني أن أباك مريض. (9) الرجل بخيل ولكنما ابنه جواد. (10) تعب العامل ولكنّ العمل قليل. (11) ليتما الناس منصفون. (12) ليتما الحياة خالية من الكدر. (13) لعل الجيش منتصر. (14) لعلما الصناعة ناهضة.
تمرين(3)
صل (إنّ) وأخواتها في الجل الآتية بما الزائدة، وبيّن ما يجب إهماله منها وما يجوز:
(1) إنّ الريح شديدة، (2) إنّ أذني الحصان صغيرتان، (3) أعلمت أنّ الزرافة طويلة العنق، (4) سرني أن التاجر رابح، (5) كأنّ الماء مرآة، (6) كأن الجمل سفينة، (7) كأن المعلّمين آباء، (8) ليت الإنسان مخلد. (9) ليت الربيع دائم. (10) الخادم حاضر لكنّ السيد غائب.
تمرين(4)
أدخل (إنّ) على كل جملة من الجمل الآتيةن واجعلها مرة مقرونة بما الزائدة ومرة غير مقرونة، واشكل أواخر الكلمات في الحالتين:
(1) القمر مضيء. (2) الثوب نظيف. (3) النيل فائض. (4) البناء شاهق. (5) السفينة سائرة. (6) الذباب مفرّ. (7) المصباح متقد. (8) الجمل قويّ. (9) الفيل ضخم.
تمرين(5)
أدخل (ليتما) على كل جملة من الجمل الآتية واضبط أواخر الكلمات بالشكل وبين ما يجوز في ضبط إسمها:
(1) السماء مصحية. (2) الهواء معتدل. (3) المهر مذلل. (4) الربيع قريب. (5) المال كثير. (6) الصديق مهذب. (7) العتاب نافع. (8) الصحة دائمة. (9) البستان مثمر.
تمرين(6)
(1) كوّن ست جمل تشتمل الثلاث الأولى منها على (إنّ) المتصلة بما الزائدة والثلاث الثانية على (أنّ) المتصلة بما الزائدة أيضاً، واشكل أواخر الكلمات.
(2) كوّن ست جمل تشتمل الثلاث الأولى منها على (كأنّ) المتصلة بما الزائدة، والثلاث الثانية على (لكنّ) المتصلة بها أيضاً، واشكل أواخر الكلمات.
(3) كوّن ثلاث جمل تشتمل كل منها على (ليت) المتصلة بما الزائدة، وبين ما يجوز في ضبط أسمها.
تمرين في الإعراب(7)
(أ) نموذج:
إنما ثمرة العلم العمل:
إنما – إن حرف توكيد، وكافة عن العمل.
ثمرة – مبتدأ مرفوع.
العلم – مضاف إليه مجرور.
العمل – خبر المبتدإ مرفوع.
(ب) أعرب الجمل الآتية:
(1) إنما البشاشة حبل المودّة.
(2) وجدت أيما صداقة الجاهل تعب.
(3) الإخوان كثيرون ولكنما الأوفياء قليلون.
(4) ليتما الغايات تبلغ بالأماني.
تمرين(8)
اشرح البيتين الآتيين وأعرب الأول منهما:
إنما الدنيا هبات وعوار مسترده شدة بعد رخاء ورخاء بعد شدّة.
(لا) النافية للجنس
- الأمثلة
1- لا شاهد زور محبوب، لا شجرة رمّان في البستان، لا راعي غنم في الحق.
2- لا راكباً فرساً في الطريق، لا مقصّراً في واجبه ممدوح، لا مجدّاً في عمله مذموم.
3- لا سرور دائم، لا ضدّين مجتمعان، لا مجدّين محرومون، لا جاهلات محترمات.
- البحث
أنت تعرف أن (إنّ) وأخواتها تدخل على المبتدإ والخبر، فتنصب الأول، ويسمى أسمها، وترفع الثاني، ويسمى خبرها، ومن أخوات إن (لا) النافية للجنس، وهي التي يقصد بها النصّ على أن الخبر منفيّ عن جميع أفراد الجنس(1)، وإنما أفردنا الكلام عليها هنا لأن لها أحكاماً وشروطاً خاصة بها تعرفها مما يأتي:
تأمل اسم (لا) في الأمثلة المتقدمة تجده يقع على أحوال ثلاث، فهو في الطائفة الأولى مضاف، وفي الطائفة الثانية شبيه بالمضاف، وفي الطائفة الثالثة مفرد: أي غير مضاف ولا شبيه بالمضاف على مثال ما عرفت في باب النداء. وإذا تأملت آخر هذا الأسم في أحواله الثلاث مبنياً على ما ينصب به. فإن كان قبل دخول (لا) عليه ينصب بالفتحة بني على الفتح، وإن كان ينصب بالياء لأنه مثنى أو جمع مذكر سالم بني على الياء، وإن كان ينصب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم بني على الكسرة، كما هو واضح في الأمثلة.
ــــــــــــ
الهامش
1- فإذا قلت لا بستان مثمر فقد نفيت الإثمار عن جميع أفراد البساتين، وعلى هذا لا يصح أن تقول لا بستان مثمر بل بستانان، لأن هذا يكون تناقضاً. بخلاف (لا) العاملة عمل ليس، فإنها ليست نصاً في الجنس بل تحتمل نفي الواحد ونفي الجنس، فإذا قدرتها نافية للواحد جاز أن تقول لا بستان مثمراً بل بستاناً، وإن قدرتها نافية للجنس لم يجز ذلك.