محاضرات النحو2- المحاضرة 24 - الموصول
الموصول
موصول الاسماء الذي، الانثى التي، *** واليا إذا ما ثنيا لا تثبت
بل ما تليه أوله العلامه، *** والنون إن تشدد فلا ملامه
والنون من ذين وتين شددا *** أيضا، وتعويض بذاك قصدا
ينقسم الموصول إلى اسمي، وحرفي.
ولم يذكر المصنف الموصولات الحرفية، وهي خمسة أحرف:
أحدها: " أن " المصدرية، وتوصل بالفعل المتصرف: ماضيا، مثل " عجبت من أن قام زيد " ومضارعا، نحو " عجبت من أن يقوم زيد " وأمرا، نحو " أشرت إليه بأن قم "، فإن وقع بعدها فعل غير متصرف - نحو قوله تعالى: ( وأن ليس للانسان إلا ما سعى ) وقوله تعالى: (وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) - فهي مخففة من الثقيلة.
ومنها: " أن " وتوصل باسمها وخبرها، نحو " عجبت من أن زيدا قائم " ومنه قوله تعالى: ( أو لم يكفهم أنا أنزلنا ) وأن المخففة كالمثقلة، وتوصل باسمها وخبرها، لكن اسمها يكون محذوفا، واسم المثقلة مذكورا.
ومنها: " كي " وتوصل بفعل مضارع فقط، مثل " جئت لكي تكرم زيدا ".
ومنها: " ما " وتكون مصدرية ظرفية، نحو " لا أصحبك ما دمت منطلقا " [ أي: مدة دوامك منطلقا ] وغير ظرفية، نحو " عجبت مما ضربت زيدا " وتوصل بالماضي، كما مثل، وبالمضارع، نحو " لا أصحبك ما يقوم زيد، وعجبت مما تضرب زيدا " ومنه: ( بما نسوا يوم الحساب ) وبالجملة الاسمية، نحو " عجبت مما زيد قائم، ولا أصحبك ما زيد قائم " وهو قليل، وأكثر ما توصل الظرفية المصدرية بالماضي أو بالمضارع المنفي بلم، نحو " لا أصحبك ما لم تضرب زيدا " وبقل وصلها أعني المصدرية بالفعل المضارع الذي ليس منفيا بلم، نحو " لا أصحبك ما يقوم زيد " ومنه قوله:
25 - أطوف ما أطوف ثم آوي *** إلى بيت قعيدته لكاع
ومنها: " لو " وتوصل بالماضي، نحو " وددت لو قام زيد " والمضارع، نحو " وددت لو يقوم زيد ".
فقول المصنف " موصول الاسماء " احتراز من الموصول الحرفي - وهو " أن وأن وكي وما ولو " وعلامته صحة وقوع المصدر موقعه، نحو " وددت لو تقوم " أي قيامك، و " عجبت مما تصنع، وجئت لكي أقرأ، ويعجبني أنك قائم، وأريد أن تقوم " وقد سبق ذكره.
وأما الموصول الاسمي ف" الذي " للمفرد المذكر، و " التي " للمفردة المؤنثة.
فإن ثنيت أسقطت الياء وأتيت مكانها: بالالف في حالة الرفع، نحو " اللذان، واللتان " وبالياء في حالتي الجر والنصب، فتقول: " اللذين، واللتين ".
وإن شئت شددت النون - عوضا عن الياء المحذوفة - فقلت: " اللذان واللتان " وقد قرئ: ( واللذان يأتيانها منكم ) ويجوز التشديد أيضا مع الياء - وهو مذهب الكوفيين - فتقول: " اللذين، واللتين " وقد قرئ: ( ربنا أرنا اللذين ) - بتشديد النون - وهذا التشديد يجوز أيضا في تثنية " ذا، وتا " اسمى الاشارة، فتقول: " ذان، وتان " وكذلك مع الياء، فتقول: " ذين وتين " وهو مذهب الكوفيين - والمقصود بالتشديد أن يكون عوضا عن الالف المحذوفة كما تقدم في " الذي، والتي ".
***
جمع الذي الالى الذين مطلقا *** وبعضهم بالواو رفعنطقا
باللات واللاء - التي قد جمعا *** واللاء كالذين نزرا وقعا
يقال في جمع المذكر " الالى " مطلقا: عاقلا كان، أو غيره، نحو " جاءني الالى فعلوا " وقد يستعمل في جمع المؤنث، وقد اجتمع الامران في قوله:
26 - وتبلي الالى يستلئمون على الالى *** تراهن يوم الروع كالحدإ القبل
فقال: " يستلئمون " ثم قال: " تراهن ".
ويقال للمذكر العاقل في الجمع " الذين " مطلقا - أي: رفعا، ونصبا، وجرا - فتقول: " جاءني الذين أكرموا زيدا، ورأيت الذين أكرموه، ومررت بالذين أكرموه ".
وبعض العرب يقول: " الذون " في الرفع، و " الذين " في النصب والجر، وهم بنو هذيل، ومنه قوله:
27 - نحن الذون صبحوا الصباحا *** يوم النخيل غارة ملحاحا
ويقال في جمع المؤنث: " اللات، واللاء " بحذف الياء، فتقول " جاءني اللات فعلن، واللاء فعلن " ويجوز إثبات الياء، فتقول " اللاتي، واللائي ".
وقد ورد " اللاء " بمعنى الذين، قال الشاعر:
28 - فما آباؤنا بأمن منه *** علينا اللاء قد مهدوا الحجورا
كما قد تجئ " الاولى " بمعنى " اللاء " كقوله: فأما الاولى يسكن غور تهامة فكل فتاة تترك الحجل أقصما
***