محاضرات النحو2- المحاضرة 16 - النكرة والمعرفة
النكرة والمعرفة
نكرة: قابل أل، مؤثرا، *** أو واقع موقع ما قد ذكرا
النكرة: ما يقبل " أل " وتؤثر فيه التعريف، أو يقع موقع ما يقبل " أل " فمثال ما يقبل " أل " وتؤثر فيه التعريف " رجل " فتقول: الرجل، واحترز بقوله " وتؤثر فيه التعريف " مما يقبل " أل " ولا تؤثر فيه التعريف، كعباس علما، فإنك تقول فيه: العباس، فتدخل عليه " أل " لكنها لم تؤثر فيه التعريف: لانه معرفة قبل دخولها [ عليه ] ومثال ما وقع موقع ما يقبل " أل " ذو: التي بمعنى صاحب، نحو " جاءني ذو مال " أي: صاحب مال، فذو: نكرة، وهي لا تقبل " أل " لكنها واقعة موقع صاحب، وصاحب يقبل " أل " نحو الصاحب.
***
وغيره معرفة: كهم، وذي *** وهند، وابني، والغلام، والذي
أي: غير النكرة المعرفة، وهي ستة أقسام: المضمر كهم، واسم الاشارة كذي، والعلم كهند، والمحلى بالالف واللام كالغلام، والموصول كالذي، وما أضيف إلى واحد منها كابني، وسنتكلم على هذه الاقسام.
***
فما لذي غيبة أو حضور *** - كأنت، وهو - سم بالضمير
يشير إلى أن الضمير: ما دل على غيبة كهو، أو حضور، وهو قسمان: أحدهما ضمير المخاطب، نحو أنت، والثاني ضمير المتكلم، نحو أنا.
***
وذو اتصال منه ما لا يبتدا *** ولا يلي إلا اختيارا أبدا
كالياء والكاف من " ابني أكرمك " *** والياء والها من " سليه ما ملك "
الضمير البارز ينقسم إلى: متصل، ومنفصل، فالمتصل هو: الذي لا يبتدأ به كالكاف من " أكرمك " ونحوه، ولا يقع بعد " إلا " في الاختيار، فلا يقال: ما أكرمت إلاك، وقد جاء شذوذا في الشعر، كقوله:
13 - أعوذ برب العرش من فئة بغت *** علي، فما لي عوض إلاه ناصر
وقوله:
14- وما علينا - إذا ما كنت جارتنا - *** أن لا يجاورنا إلاك ديار
***
وكل مضمر له البنا يجب، *** ولفظ ما جر كلفظ ما نصب
المضمرات كلها مبنية، لشبهها بالحروف في الجمود، ولذلك لا تصغر ولا تثنى ولا تجمع، وإذا ثبت أنها مبنية: فمنها ما يشترك فيه الجر والنصب، وهو: كل ضمير نصب أو جر متصل، نحو: أكرمتك، ومررت بك، وإنه وله، فالكاف في " أكرمتك " في موضع نصب، وفي " بك " في موضع جر، والهاء في " إنه " في موضع نصب، وفي " له " في موضع جر.
ومنها ما يشترك فيه الرفع والنصب والجر، وهو " نا "، وأشار إليه بقوله:
للرفع والنصب وجر " نا " صلح *** كاعرف بنا فإننا نلنا المنح
أي: صلح لفظ " نا " للرفع، نحو نلنا، وللنصب، نحو فإننا، وللجر، نحو بنا.
ومما يستعمل للرفع والنصب والجر: الياء، فمثال الرفع نحو " اضربي " ومثال النصب نحو " أكرمني " ومثال الجر نحو " مر بي ".
ويستعمل في الثلاثة أيضا " هم "، فمثال الرفع " هم قائمون " ومثال النصب " أكرمتهم " ومثال الجر " لهم ".
وإنما لم يذكر المصنف الياء وهم لانهما لا يشبهان " نا " من كل وجه، لان " نا " تكون للرفع والنصب والجر والمعنى واحد، وهي ضمير متصل في الاحوال الثلاثة، بخلاف الياء، فإنها - وإن استعملت للرفع والنصب والجر، وكانت ضميرا متصلا في الاحوال الثلاثة - لم تكن بمعنى واحد في الاحوال الثلاثة، لانها - في حالة الرفع للمخاطب، وفي حالتي النصب والجر للمتكلم، وكذلك " هم "، لانها وإن كانت بمعنى واحفي الاحوال الثلاثة - فليست مثل " نا "، لانها في حالة الرفع ضمير منفصل، وفي حالتي النصب والجر ضمير متصل.
***
وألف والواو والنون لما *** غاب وغيره، كقاما واعلما
الالف والواو والنون من ضمائر الرفع المتصلة، وتكون للغائب وللمخاطب، فمثال الغائب " الزيدان قاما، والزيدون قاموا، والهندات قمن " ومثال المخاطب " اعلما، واعلموا، واعلمن "، ويدخل تحت قول المصنف " وغيره " المخاطب والمتكلم، وليس هذا بجيد، لان هذه الثلاثة لا تكون للمتكلم أصلا، بل إنما تكون للغائب أو المخاطب كما مثلنا.
***