محاضرات العقائد - المحاضرة 30
4- وقال البلخي: إن الله لا يقدر على مثل مقدور العبد، لأن مقدور العبد إما طاعة أو سفه، وكلاهما لا يثبتان في حق الله.
5- وذهب الجبائيان إلى أنه لا يقدر على عين مقدور العبد، وإلا لزم اجتماع الوجود والعدم على تقدير أن الله يريد إحداثه والعبد إعدامه.
والجواب عن الجميع: أن المقتضى لتعلق القدرة بالمقدور إنما هو الامكان، وهو سار في الجميع، فيثبت عموم القدرة.(1)
الله قيوم
قال علماء الكلام الله حي، والدليل على ذلك أنه معطى الحياة ولا يعقل أن يكون فاقد الشيء معطيه.
ولكن الأفضل أن نقول الله قيّوم، ومعنى ذلك أن به قوام الوجود والموجودات بأسرها، فإذا صرف النظر عن الموجدات لحظة كان الفناء المحض.
ونمثّل لذلك (والقياس مع الفارق) بالنفس الناطقة فإنها محيطة بالصور الذهنية وإذا غفلت عنها لحظة واحدة انمحت تماماً.
قال تعالى: (الله لا اله إلا هو الحي القيوم)(2).
وقال: (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)(3).
قال الرغب في معنى (قيوم): القائم الحافظ لكل شيء، والمعطى له ما به قوامه.(4)
وورد مثل هذا المعنى في قوله تعالى: (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت)(5).
ــــــــــــــ
الهامش
(1)- العلامة الحلي: كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص174.
(2)- سورة البقرة، الآية 255.
(3)- سورة طه، الآية 11.
(4)- المفردات في غريب القرآن، ص؟؟؟؟
(5)- سورة الرعد، الآية 33.