محاضرات العقائد - المحاضرة 28
وإذ عرفنا ما تقدم أن لنا أن نستخلص النتائج الآتية:
1- المادة سبب الخفاء، والتجرد هو منشأ العلم الحضوري.
2- الله تعالى عالم بالاشياء قبل وجودها في مرتبة ذاته، وهذا عين ذاته. وليس في مرتبة الاشياء حتى يرد على ذلك انه لا معلوم قبل وجود المعلوم، وإلى هذا أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (عالماً بها قبل ابتدائها)(1).
3- اثبات العلم الاجمالي لله تعالى بالموجودات قبل وجودها مستلزم لخلو الذات من الكمال العلمي، وهو غير معقول، لأن الله تعالى وجود صرف لا يشذّ عنه كمال وجودي.
4- حضور الماديات لدى الله تعالى غير معقول، لأن المادية لا تلائم الحضور.
5- الله عالم بالكليات والجزئيات (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض)(2).
هذا غير ما نتصوره في كيفية تعلّق علمه تعالى بالاشياء، وهو العالم بالحقائق.(3)
ــــــــــــــ
الهامش
(1)- نهج البلاغة، الخطبة رقم 1.
(2)- سورة سبأ، الآية 34.
(3)- ممن أشار إلى الأقوالالمختلفة ومناقشتها الأستاذ قمشهاي في (حكمة الهي) ج1، ص262-280، و(منهاج البراعة) ج1، ص364.