محاضرات العقائد - المحاضرة 20
بسم الله الرحمن الرحيم
انتهينا في المحاضرات السابقة ببيان الأدلة على اثبات الصانع والصياغات المختلفة للبرهنة على أن هذا الخالق الصانع واحد لاشريك له وأن تعدد الالهة معناه اختلال النظام وفسادالكون ومعناه أن لايوجد شيء أصلاً وستلهم مجموعة من اللوازم الفاسدة الباطلة بحسب منطق العقل والبرهان سنحاول في بحث الشبهات ان نرد على مجموعة من الاسئلة لكن هنا ارى من الضروري أن نلحق مباحثنا السابقة ببحث موجز عن الشك والحيرة وكون الانسان في حالة من عدم الاطمئنان عدم الثبات عدم اليقين نحاول ان نرى كيفية معالجة القرآن لهذا الجانب وكيفية اهتمام الائمة عليهم السلام بمسألة الشكوك والشبهات التي ترد حول مسألة التوحيد والايمان بالله تبارك وتعالى هناك عوامل كثيرة يجب أن لاتغيب عن بالنا تلاحظونها هناك على اللوحة مرة نتحدث عن الشكوك وهذه الشكوك على نحو تقود الى اليقين تارة وتتجه الى الحيرة تارة أخرى وهناك عامل الجهل وعامل ثالث هو الأمراض النفسية والوسوسة وغير هذه العوامل الثلاثة هناك مسألة مهمة جداً في منطق القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام وهي مسألة تصفية النفس هذه الامور الأربعة إذا أخذناها بعين الاعتبار ننتقل الى مسالة اخرى وهي ان قلب الانسان يتراوح بين ندائين مختلفين وسلوكه يكون متأثرين بعاملين مختلفين هما الكثرة والبيئة وإصغاء الانسان الى النداء الموجه اليه يكون على حالتين وأخيراً يجب ان نربط هذا الموضوع ببحث الهداية والضلال ، الأمور المتشابكة كلها اذا وضحنا من كل منها جانباً وألقينا نظرة سريعة عليها تترابط في مابينها لتوضح لنا كيف أن الشبهات والشكوك تسيطر على الفكر الانساني
وأن القرآن عالج هذا الموضوع في كثير من آياته بأساليب مختلفة دعونا نتأمل الجانب الأول وهو مسألة الشكوك .
الشك حالة طارئة من حالات النفس الانسانية وبعبارة اخرى مسألة الشك مسألة طبيعية ان الانسان يشك في كثير من الأشياء كما يحصل له اليقين بالنسبة لأشياء أخرى مرة نقصد بالشك استواء الحالتين وتساوي الكفتين في الاحتمال
وهو مايعبر عنه بالشك المنطقي يعني هل تميل الى الاثبات 50%هل تميل الى النفي 50% هل يزيد جانب على آخر بمقدار ، لذلك اليقين ماكانت كفة الايجاب 100 وكفة السلب (0) .
الشك ماكانت الكفتان 50و50 اما اذا كانت أحدى الكفتين من 51 الى 99
فتكون ظناً أما اذا كانت من 49 الى 1 وهماً ، اذاً الانسان امام حالات ثلاثة الشك 50و50 ـ اليقين 100ـ(0) ، الظن51ـ 99 ومن الطبيعي ان تكون الكفة الاخرى في مقابلها بالنسبة اذا كانت هذه(51 )الجانب المقابل يكون
(49) واذا كان هذا الجانب ( 70) الجانب الاخر يكون (30) وهكذا فيصير الجانب الاخر وهماً .
وقد ركب فقهائنا احكاماً كثيرة على هذا التقسيم الثلاثي او الرباعي، لكن اذا قلت الجانب الاخر من الظن وهو الوهم اذا اعتبرته حالة رابعة فيكون وهماً في مقابل الظن أما اذا جعلته تابعا فأنه يعتبر متفرعا على الاول .
فقهائنا هنا رتبوا هذه المسائل على هذا الأساس وخير من صنف الابحاث الاصولية على هذا الاساس هوالعلاّمة العظيم الشيخ الانصاري رضي الله عنه الذي يعبر عنه عندي كثير من فقهائنا بشيخنا الاعظم الشيخ الانصاري مؤسس المدرسة الاصولية الحديثة ومن بعده تلميذه المحقق الخراساني الشيخ محمد كاظم المعروف بالآخوند .
وبعد ذلك بقية فقهائنا فإذاً الشك هو بقاء الانسان على حالة التردد واستواء الطرفين هذه مسألة طبيعية ومن اللطيف ان ترى أن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في نهج البلاغة حيث يتحدث عن آدم والهبوط له تعبير جميل جداً يقول : فباع اليقين بشكه هذا يوضح لنا ان مسألة اليقين والشك مسألة قديمة في النفس الانسانية وحالة طارئة حتى الانسان الاول في مجموعتنا وفي التعبير القرءآني وهو آدم ابو البشر كان له يقين وكان له شك لكنه باع يقينه بشكه .
الشك مسألة قديمة في النفس الانسانية لكن لاتدوم طويلاً في النفس الانسانية
حالة الشك لاينبغي الاستمرار عليها فإذا الانسان يتجه اما واما اما تحصل له رؤية صادقة يبحث عن الدليل ليحصل له هاد ومرشد حيث أن الله تبارك وتعالى يفتح عليه أبواب الهداية فيشرح صدره للايمان يهيئ له وسائل الاعتقاد الصحيح فيخرج من حالة الشك الى اليقين اذاً هذه الشكوك تؤدي الى اليقين وحين إذاً يتيقن بهذا الموضوع الاعتقادي بعد ان كان يشك فيه ولكن في بعض الحالات يبقى على التردد والحيرة فيكون سالكا باتجاه الحيرة .
مامعنى الحيرة القرآن يعبر عن هذا تعبيرا جميلاً يقول له أصحاب يدعونه الى الهدى برغم وجود الهادي وبالرغم من وجود المرشد بالرغم من وجود من ياخذ بيده فيسلك به الطريق مع ذلك يبقى في حالة من الحيرة والتردد اذا هذا اما منشأه العناد اوإنعدام الرؤية الصحيحة أو الوسوسة وهذا ما سنتطرق اليه اذا الشكوك لاينبغي ان تخيف الانسان وانما ينبغي ان يجعلها الانسان قاعدة للوصول الى اليقين وذلك بما سنتحدث عنه من تفصيلات النفس من طلب الهداية من الله تبارك وتعالى ومن البرهان الصحيح الذي يخرج الانسان من حالة التردد
والشك هذه مسألة مهمة ننتقل الى مسألة ثانية مسألة الجهل هناك قاعدة أساسية وهي أن الناس أعداء ماجهلوا داء وبيل مرض الجهل اذا سيطر على الانسان راح في متاهة لايعرف عن الواقع شيئاً جهله يدعوه الى ان يعادي العلم جهله يدعوه الىان يعاند الذي جاء لهدايته جهله يسبب له العناد مع نفسه واسدال الحدود الكثيفة عليه على نفسه على ذاته اذاً اذا رأيت انساناً يتجه إلى ؟؟؟
يتجه الى الإلحاد يتجه الى عدم الايمان بالله تبارك وتعالى فلاحظ أولاً هل هو جاهل أم لا ليس ملاك الشخص ان يكون مزوداً بثقافة جامعية أم ل لأننا ربما نجد وعياً وفهماً لدى الاناس البسطاء العاديين اكثر مما نجده عند المثقفين وذلك لاستحواذ الشيطان عليهم تريد أذنهم ان لاتسمع إلا نداء الشيطان لتراكم الذنوب لابتعاده عن حقيقة النفس وهذه العوامل كلها تجعلهم في عداد الجهلة فإذاً ليس تعبيرنا هو مقصودنا من الجهل هوعدم الحصول على شهادة جامعية عدم الدراسة في المدارس العالية عدم مطالعة الكتب لاالعلم قد يكون وعياً وفهماً ورؤية صحيحة من دون دراسة ظاهرية إذاً اذا كان جاهلا بهذا المعنى فإننا نحاول ان نزيل ستار الجهل لانه داء مبيد والناس اعداء ماجهلوا اذا ازحت هذا الستار عنهم وكانت العوامل الاخرى للهداية متوفرة فيه فإنه سرعان مايذعن للحق ويهتدي وتزال الشبهات والشكوك من أمامه هذه الموضوعات تفيدنا لما ذكرناه في المحاضرات السابقة وهي عن بعض مظاهر القدرة . تتحدث عن الغنى و ماشابه ذلك من الصفات فإذاً حين نقول أن التركيز على هذه المسائل في المنطق القرآني وفي مدرسة أهل البيت إنما هو باعتباره القاعدة الاساسية لانطلاق الانسان الى رؤية واثقة فإذاً نحاول أن نرفع ستار الجهل من أمام عينيه فينظر بدقة وإذعان .
الحالة الثالثة هي الامراض النفسية والوسوسة لانه هناك امراض تصيب النفس الانسانية فيبقى الانسان بحالة غير طبيعية يعني كما ان المرض يصيب الجسد والعياذ بالله اليد تصاب بالشلل فلايتحرك ، يعني الانسان لايتحرك يعني لايستطيع أن يحرك يده كذلك نفسه وروحه وضميره قد يكون مصاباً بمرض فاذاً من الافضل ان نعالج حالة المرض فاحيانا نجد إنساناً كله شجع وطمع كله حرص كله كبرياء ، هذا بارتدائه لباس الكبرياء والحرص سد على نفسه منافذ الهدايةوبذلك تجرد عن الواقعية، أحيانا يكون مصاب بالوسوسة يعني لايستطيع
أن يقرر نهائياً هذا مرض هذه حالة نفسية مرض يجب ان يعالج اذاً حينما نتحدث عن الامراض النفسية والوسوسة نقصد شيئاً غير الشكوك وغير الجهل يعني الشك قد يقود نحو اليقين وقد يقود نحو الحيرة والجهل يمنع من الرؤية الصحيحة بينما الأمراض النفسية تجعل هذا الانسان قلقاً لا يستطيع أن يقدم على شيء طبيعته ليس في المسائل الإعتقادية هكذا وإنما في كل شىء مثلاً عشرين مرة يعد نقوده يكتب الشيء فيعيده عشرت المرات وهكذا يغسل يده فيعود فيغسل ويعود فيغسل ، الوسوسة هذه مرض يجب أن يعالج ، أما المسألة الاساسية جداً في المنطق القرآني هي مسألة تصليح النفس ((بسم الله الرحمن الرحيم والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وماطحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها))
إذاً الفلاح هو من نصيب الإنسان الذي يزكي نفسه ( أفلح من زكاها ) تصفية النفس عملية مستمرة في حياة الإنسان يجب أن يهتم بها يعني لا يكتفي انك تعلمت في الصغر بعض المسائل الاعتقادية وتركتها لاتنميها لاتزكيها لاتوسعها في البحث والتعمق و الدقة، تركز جهودك على جوانب أخرى لكن تتناسى عن هذه المسألة الأساسية أهي صحيح لماذا ؟ لأن النفس بعبارة أخرى القلب في منطق القرآن ليس هذا العضو الذي يبحث عنه في علم الأحياء والتشريح وإنما هو مركز الوعي لدى الإنسان وهو النفس إذا هو يكون و النفس تعبيراً للحقيقة الواحدة النفس والقلب لأن القلب وجد بذاته كما ورد في حديث معتبر (القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله) قلب الإنسان، النفس الإنسانية يجب أن تصفى يجب أن تزكو يجب أن تتخلص من الشوائب لان هذا القلب هو حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله) لذلك يجب أن يكون القلب متجهاً إلى ذكر الله تبارك وتعالى دائما ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) تستقر وهذا هو المعنى السامي لكون القلب حرماً لله سبحانه وتعالى لا يسكن فيه غيره لا يشغله غيره إذا عرفنا هذه الأمور الأربعة يعني أن نسلك بالشكوك إلى مرحلة اليقين أولا ثانياً نرفع ستار الجهل ثالثاً نعالج الأمراض النفسية رابعاً نهتم بتصفية النفس وتزكيتها وخلوص القلب خلوصه من الشوائب إذا كانت هذه العوامل الأربعة انتبهنا لها وعرفناها ونظرنا إليها بعين الاعتبار نستطيع ان نعرف دور البرهان والدليل في الكشف عن الواقع ودور المعلم والاستاذ والمربي والواعظ وبالمراحل العليا الامام والرسول باعتبارهم حلقات من سلسلة الهداية يعني الهداية انما هي من الله ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ) حتى الرسل والانبياء لولا المدد الإلهي والهداية لم يكن له شأن يذكر فإذا انما هم هداة لهداية الله سبحانه وتعالى وبمشيئته وبامداده في كل لحظة وفي كل آن هناك نقطة مهمة جدا في تراثنا الاسلامي الزاخر بالعظمة والمعنوية والدقة وهوأن قلب الانسان بصورة عامة يملك اذنين ولكن ليس أولئك الذين نتحدث عنهما بالتشريح الاذينين الايمن والايسر، البطين الايمن الايسر ، لا، قلب الانسان بين اذنين اذن الرحمن اذن الشيطان ما معنى ذلك يعني قلب الانسان جهاز استقبال يلتقط من هنا ويلتقط من هناك يلتقط من هنا إلهامات وإمدادات وفيوضات رحمانية ويلتقط من هنا ،هذا الجهاز بواسطة الاذن الاخرى وساوس تشكيكات وتاويلات شيطانية تخويفات شيطانية ( انما ذلك الشيطان يخوف اوليائه ) لاحظ هل انت ولي لله تبارك وتعالى ( الله ولي الذين آمنو والذين كفروا اوليائهم الطاغوت ) لاحظ الفرق بين هذين الانسان في حياته اما ولي ومنقاد لله والله وليه واما هو منقاد الى الشيطان فالطاغوت وليه أو الشيطان وليه ولذلك هذه مسألة أساسية لكل قلب أذنان وهذا ماجاء في قرآننا ونؤكد عليه بهذا المعنى جهاز استقبال يلتقط من جانبين أذن تلتقط الإلهامات الرحمانية وأذن أخرى تلتقط التسويلات الشيطانية ويكون قلب الانسان متأرجح بين هاتين الاقطتين وهاتين الاذنين اذاً لاتخف حين ترى بعض الشبهات تعترض قلبك ولكن حاول اًن تصفي النفس وان تسموا بالقلب الى ان يكون القلب حرم الله هذه مسالة اساسية جدا لاتخف من التسويلات الشيطانية ولكن لاتنصاع اليها لأنك إذا انصعت اليها خرجت عن عبادة الله ، لماذا ؟ من اصغى الى ناطق حديث عن الرسول صلى اله عليه وآله من اصغى الى ناطق فقد عبده .
إن كان ينطق عن الرحمن فقد عبد الرحمن ، وان كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان لهذا قلب الانسان بين ايحاءات إلهية وتسويلات شيطانية الانسان الذي يصغي الى ناطق شخص يتكلم ليس من الضروري أن هذا الذي يتكلم دائما يكون مصدر هواية قديكون مصدر ضلال وانحراف ربما يكون ناطقا عن الباطل ولذلك يقول الحديث من اصغى الى ناطق فقد عبده فإن كان ينطق عن الرحمن فقد عبد الرحمن ) لذا يجب ان ننتبه الى دورالمحيط ودور البيئة وتأثير مايلقى في النفس ومايعلم في هذا لاحظوا القلب هنا الفطرة من جانب والبيئة من جانب آخر الفطرة تعمل عملها ذلك الدين القيم فطرة الله التي فطر الناس عليهاذلك الدين القيم من جهة أخرى البيئة الابوان، المعلم، الصديق، كل هذه من العوامل الأساسية لذا ورد في احاديثنا ((يعرف المرء بجليسه )) ربما لانعرف عن الشخص شيئاً لكنك تستطيع أن تأخذ نظرة عنه من خلال جلسائه وقرناءه لانه متاثربهم حتماً لأن الكيفية علة الانضمام الانسان يميل الى أمثاله لاتجد شخصين متصادقين يمشيان ويتلازمان وهمابعيدين تمام البعد في الهدف والرؤية والحقيقة ترفض لكن المتقاربين في الهدف المتقاربين في الرؤية المتقاربين في السلوك نجدهما منسجمين متلازمين متسايرين معاً لهذا نقول أن للبيئة تاثيرا على الانسان ولذلك قد يكون بفطرته مؤمنا قد يكون بفطرته ميالا الى الإيمان لكن التربية السقيمة تربية غير صحيحة الايحاءات الشيطانية التي أصغى اليها باعتبار الناطق سواء كان الناطق أباً أو أماً أو معلماً أو أصدقاء سوء هؤلاء يؤثرون التأثير غير المطلوب لذلك يكون هذا متجها ومصغياً بكله الى الباطل وهذه مسائل اساسية يجب أن ننتبه اليها ونأخذها بعين الاعتبار حين ننزل بهذه المعلومات وهذه المسائل + البرهانية العقلية الى مستوى الواقع الذي نعايشه لانه لانريد ان نكون خياليين مثاليين نعيش في ضائقة نعيش في طوباوية، وانما نريد ان نتعامل مع المجتمع نريد ان نتعامل مع الناس نريد ان نجيب على شبهاتهم نريد ان نرفع عنهم أستار الجهل الكثيفة والحجب التي تمنعهم من رؤية الواقع لذلك يجب أن ننتبه الى أنه من العوامل الاساسية اذا راينا إنسانا في بيئة غير صالحة نحاول أن نغير بيئته وقد جربنا ذلك كثيراً إنتقال الانسان من محيط موبوء الى محيط اعتقادي صحيح يغير جوهره ويكشف عن أنه كان يملك جذوة الايمان لكن هذه الجذوة كانت لاتقوى على الوقوف في وجه الريح الرياح العاتية كانت تعطل أثر هذه الجذوى وتخمدها كما أن الانسان المصاب بمرض خبيث قد يعزل قد ينقل الى الحجر الصحي لايبتعد عن ذلك المحيط وبالعكس قد يكون تماثل الى الشفاء وقد تحسن فيخرجونه من المكان الموبوء الى المكان الاخر سالما ومن هنا يقول الشاعر :
لا تربط الجرباءَ حول صحيحية خوفاً على تلك الصحيحة تجربُِ
لان المحيط والبيئة الموبوئة المحيط الذي يسيطر عليه الفساد والضلالة والانحراف بلاشك يؤثر في أفراده ولهذا نجد ان هذا امر اعتيادي نقل الانسان من حالة الى حالة نقله من بيئة الى بيئة أخرى له تمام التاثير في تغيير رؤيته اذا اخذنا هذه الامور كلها بعين الاعتبار نشير إلى مسالة أخرى مهمة وهي مبحث الهداية والضلال معنى ذلك ان في مجموعتنا الاعتقادية أسس ثابتة تدلنا على ان الهداية من الله تبارك وتعالى من يهدي الله فهو المهتدي ومن يرد ان يضله في كثير من الآيات القرءانية نجد ان الهداية تنسب الى الله سبحانه وتعالى ونجد مثال يكون هذا السؤال ، كيف يكون الله تبارك وتعالى هادياً وكيف يكون مضلاً ومن الذين يضلهم ؟ سنحاول أن نسلط الاضواء على هذه الحقيقة في مبحث العدل انشاء الله لأننا حين نتناول مسألة الجبر والتفويض من الآيات التي يستند اليها القائلون بالجبر هي الايات التي ترتبط بمسألة الضلال والهداية يقولون لما كانت الهداية من الله والإضلال من الله فنحن مجبرون ، نحن سنعالج هذه المسألة في مبحث العدل ونحلل آية آية ونناقشها بدقة حول موضوع الهداية والضلال في ذلك الوقت ، لكن هنا نريد أن نقول بان بحثنا هنا يرتبط بمبحث الهداية والضلال يعني أن المشيئة الالهية تتدخل هنا أيضا ولكن ليس على نحو الجبر وإذا كان جبراً فهو جبراً تكويني وليس جبراً تشريعياً الذي يؤدي الى الآثار غير المنطقية التي لايقرها القرآن التي لايقرها العقل هوالجبر التشريعي، أما الجبر التكويني وسنفرق بينهما في محله ان شاء الله فلا يترتب عليه لازم فاسد وعليه نقول اذا تعلقت مشيئة الله تبارك وتعالى بهداية شخص فإن الله يهيئ الوسائل والاسباب لذلك تهيئته للاسباب والوسائل هي التي تفتح الطريق امام هذا الانسان وتزيل العقبات لذلك فإنك في كل لحظة وفي كل آن يجب ان تتوجه الى الله تبارك وتعالى طالباً منه ان يأخذ بيدك أن تقول اللهم لاتكلني الى نفسي طرفة عين ابداً وفي الصحيفة السجادية مايؤكد هذا المعنى انك لوتركتني لهلكت انك لو تخليت عني ولم تاخذ بيدي لاستهوتني الشياطين لصرت في هوة سحيقة من الضلال والشبهات والرؤية الفاسدة الرؤية الباطلة لذلك يجب أن نتوسل الى الله تبارك وتعالى في ان يمدنا بهدايته في كل آن وهو الهادي وأن ينير لنا الطريق وله الشكر في جميع الاحوال وهذا هو السبب في أن الرسول صلى اله عليه وآله والائمة عليهم السلام خصوصاً خطب الامام امير المؤمنين لاحظوها تبدأ غالبا بحمد الله تبارك وتعالى ليس حمد الله امراً اعتبارياً أو روتيناً نبدأ به خطابنا وانما واقع يتوجه الى الحمد الحقيقي فنحمده على ماامدنا لهدايته وأزال الشبهات عن طريقنا وهو الذي ينير الطريق أكثر ومنه نستمد العون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.