محاضرات العقائد2 - المحاضرة 33 - تجرد الروح
- تجرد الروح:
- النموذج الأول:
بعد غزوة بدر الكبرى وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المشركين من قتلى بدر وحينما جمعوا والقي بهم في القليب بأمر منه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقف على رأسهم يحدثهم: كنتم جيران سوء لي، أخرجتم نبي الله من بلدته وشردتموه ثم تكالبتم واتفقتم على القضاء عليه. (بعد هذا الحديث التمهيدي) قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً. فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ في هذه المرحلة كانت بجانب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عمر بن الخطاب فاستغرب وقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هل تكلم أجسادا ميتة؟.
قال له الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): مه يابن الخطاب، ما أنتم بأسمع منهم.
- النموذج الثاني: خطاب الإمام علي (عليه السلام) بعد حرب الجمل.
جاء الإمام علي (عليه السلام) ووقف على جسد كعب بن سورة قائد البصرة وطلحة.. ثم خاطبهما بنفس الخطاب الذي خاطب به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتلى بدر (لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً. فهل وجد تماماً وعد ربكما حقاً. فاعترض عليه من كان بجوار الإمام (عليه السلام) وكان الجواب منه (عليه السلام) كالآتي:
فو الله لقد سمعا كلامي. كما سمع أهل القليب كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النموذج الثالث:
حينما توفيت فاطمة بنت أسد كفنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثوبه وصلى عليها ودخل في قبرها وتمدد بجوارها وبعد أن الحدها، قرب فمه الشريف من أذنها، انكبّ عليها طويلاً يناجيها ويقول لها:
ابنُكِ، ابنُكِ، ابنُكِ، ثم خرج وسوّى عليها.
على ما ينقله الكليني (رضي الله عنه) في أصول الكافي: حينما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من القبر بعد أن ألحد فاطمة بنت أسد، سئل عن ذلك وماذا صار يناجيها، وكان جواب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): فإنها سئلت عن ربها فقالت، وسئلت عن رسولها فأجابت وسئلت عن وليها وإمامها فأُرْتِجَ عليها وقلت لها ابنك ابنك ابنك (إشارة إلى الإمام علي (عليه السلام)).
- عالم البرزخ:
العالم الذي يسمى بالبرزخ هو وسط بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ولذلك سمي برزخاً.
الجزاء والثواب والعقاب في مرحلة البرزخ إنما يكون بما يقتضي هذه المرحلة. حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): القبر إما روضة من رياض الجنان أو حفرة من حفر النيران.
- خصوصيات عالم البرزخ:
(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون) المؤمنون 99-100.
(وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر: 45-46.
تدل هذه الآيات على خصوصيات عالم البرزخ من جهات:
- أولاً: (النار يعرضون عليها...) هذا العرض على النار والتخويف بالنار إنما يكون من خواص عالم البرزخ، والدخول في النار إنما يكون في مرحلة لاحقة حيث تقول الآية الكريمة: ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب.
إذن هناك حالتان، قبل يوم الساعة، بعد يوم الساعة.
- ثانياً: في يوم القيامة لا يوجد ليل ولا نهار، لا يوجد صباح ولا مساء.
وإنما يكون ذلك في عالم البرزخ: النار يعرضون عليها غدواً وعشياً.
- ثالثاً: إن قيام الساعة إنما هو يوم مشترك لكل الأمم ولكل أبناء البشر بينما كان هذا برزخ لخصوص آل فرعون.
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أماتاً. بل أحياء عند ربهم يرزقون) آل عمران: 169- في هذه الآية إشارة إلى الرزق الذي يكون في عالم البرزخ. راجع بحار الأنوار بحث المعاد حيث يفصل الشيخ المجلسي في هذا الموضوع.
- القرآن ومشاهد القيامة:
القرآن الكريم يصف لنا شيئاً من مشاهد يوم القيامة:
قوله تعالى في سورة القارعة: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش) 4-5.
العهن المنفوش: الصوف المحلوج.
قوله تعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده) الأنبياء: 104.
قوله تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) إبراهيم: 48.
الآية المباركة: (وتكون السماء كالمهل).
الآية المباركة: (إذا السماء انشقت).
قوله تعالى: (إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت) التكوير: 1-2-3.
قوله تعالى: يومئذٍ يتبعون الداعي لاعوج لهم وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً) طه: 108.
وقوله تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها).
قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم، إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) الحج 1-2.
النفخة في الصور:
قوله تعالى: (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) يس: 51.