محاضرات العقائد2 - المحاضرة 18 - الإمامة
- الإمامة:
ذكر الجويني أو الحمويني في فرائد السمطين، ج1 ص205، بإسناده عن بريده الأسلمي قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسدّ الأبواب فشق ذلك على أصحابه. فما بلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، دعا الصلاة جامعة، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر وخطبهم، فلم يُسمعْ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذٍ. فقال: يا أيها الناس ما أنا سددتها الأبواب ولا أنا فتحتها، بل الله عز وجل سدَّها، ثم قرأ رسول الله: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى) النجم: 1-2-3-4. فقال رجل، دع لي كوة تكون في المسجد. فأبى النبي وترك باب علي مفتوحاً فكان يدخل ويخرج منه.
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج2 ص202، يذكر هذا ويقرنه بشأن نزول الكوكب. يقول بإسناده عن أنس بن مالك قال: انقضّ كوكب على عهد رسول الله. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي. فنظرنا فإذا هو انقضّ في منزل علي بن أبي طالب. فقال جماعة من الناس، قد غوى محمد في حبّ علي. فأنزل الله: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى أن..) قوله تعالى: (لنجعلها لكم تذكرة وتعيها إذن واعية) الحاقه: 12.
يروي ابن المغازلي في كتابه مناقب علي بن أبي طالب ص265 بإسناده عن حوشب عن مكحول يقول: لما نزلت وتعيها إذن واعية، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم اجعلها إذن علي. قال علي. فما سمعتُ بإذني شيئاً فنسيته.
قوله تعالى: ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا الدهر 8-9-10-11 ذكر ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب ص272 بإسناده عن طاووس في هذه الآية، نزلت في علي بن أبي طالب وذلك انهم صاموا وفاطمة وخادمتهم. فلما كان عند الإفطار وكانت عندهم ثلاثة أرغفة.
قال فجلسوا ليأكلوا فأتاهم سائل فقال أطعموني فإني مسكين. فقام علي فأعطاه رغيفه، ثم جاء سائل فقال أطعموا اليتيم، فأعطته فاطمة الرغيف. ثم جاء سائل فقال أطعموا الأسير، فقامت الخادمة فأعطت الرغيف، وباتوا ليلتهم طاوين، فشكر الله لهم ذلك فأنزل فيهم هذه الآيات.
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اطبعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء 59.
يروي الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج1 ص148، بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن علي (عليه السلام)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي (الاقتران في الطاعة) وانزل فيهم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
قلت يا نبي الله من هم؟ قال أنت أولهم.
- الاستدلال العقلي:
حين يقترن الأمر بطاعة أولي الأمر بطاعة الله تبارك وتعالى وطاعة الرسول فلابد وان يكون ذلك كله على منحى واحد. حينما نقرن بين أمور ونحكم عليها بأن تكون مشمولة بعنوان واحد، لابد وأن تكون هناك سنخية فكيف بالإطاعة ووجوب الإطاعة: أطيعوا.. وهذا الخطاب موجه إلى كل المؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا).
هذه الإطاعة بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى قطعية لأنه الخالق.
وإطاعة الرسول قطيعة لأنه هو المعصوم وهو مبلغ عن الله تعالى وعن رسالاته.
أما بالنسبة إلى أولى الأمر، فإن لم يكن المقصود من أولي الأمر الأئمة المعصومين المبرئين من العيوب والذنوب، فلا يعقل أن تكون طاعة أولي الأمر مقترنة بطاعة النبي وطاعة الله بتارك وتعالى.
النص من جانب والعصمة من جانب آخر عنصران أساسيان في الاعتراف بمن يكون قدوة يهدي المسلمين ويمسك بزمامهم ويدلهم على الطريق الصحيح وهذه ربانية من الله تبارك وتعالى لا يتصرف فيها أحد.