مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 28
مساوئ التعليم الالكتروني
على رغم ما حظي به التعليم الالكتروني من اهمية قصوى في العملية التعليمية بالأخص في الفترة الاخيرة من انتشار الجائحة، حيث انقلب التعليم في العالم برمته الى تعليم عن بعد. فاخذ الطلبة يتلقون علومهم في غرف نومهم ويتبادلون المعلومات مع اساتذتهم وزملائهم عبر الشبكة العنكبوتية، وعلى رغم التقدم الذي طرأ على منصات التعليم الالكتروني والتطور الهائل الذي حدث في مجالات التواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات، لكن يبقى التعليم الالكتروني وهو يفتقر الى مزايا التعليم الحضوري، فالعلم ليس مجرد حزمة معلومات تنتقل من المعلم الى التلميذ بالأخص في المراحل الاولى من التعليم، بل هو انتقال للمشاعر والخبرات والقيم والاعراف من المتلقى
الى المتلقي اليه فالتعليم هو تربية قبل ان يكون تلقي للمعارف والعلوم، وعلى هذا الأساس وعلى هذا الاساس قامت فكرة المدرسة والمعهد والجامعة كمكان يجتمع فيه الاستاذ مع تلميذه وعبر الوشائج الانسانية التي تنمو بين الاثنين تتحقق العملية التربوية، وهذا مالا يستطيع التعليم الالكتروني من تحقيقه مهما تطورت الوسائل وتقنيات المعرفة.
وبالإضافة الى هذا المأخذ على التعليم الالكتروني، هناك ثغرات اخرى وهي:
اولا: تفاوت قوة النت من دولة لأخرى ومن منطقة لأخرى ومن شركة لأخرى ومن طالب لآخر، خلق واقعا مأزوما لدى الطالب بالأخص في العالم الثالث ويظهر هذا التفاوت بشكل جلي اثناء الامتحانات حيث سيؤثر هذا العامل على سرعة تلقي الطالب وسرعة ادائه على المنصات التعليمية.
من هنا نشأ التفاوت بين مستويات الطلبة لا بسبب الذكاء والقدرات الذهبية التي يمتلكها الطالب بل نتيجة قوة النت او ضعفه.
ثانيا: الاجابات الجماعية، فنتيجة لمشاكل النت تشكلت مجموعات طلابية متكونة من خمسة او ستة اضطروا ليدرسوا مع بعض ويمتحنوا مع بعض، وهي ظاهرة غير صحية على مستوى الوباء المنتشر وعلى نتائج الامتحانات فهي تشكل خللا كبيرا يرقى لمستوى الغش الجمعي وهي ظاهرة تكاد تصبح طبيعية حتى في الدول المتقدمة التي لم تتمكن من خلال ما اوتيت من تقنية متطورة ان تحد من هذه المشكلة وتحقق القدر المطلوب من الامانة العلمية تاركة الامر للثقة المتبادلة بين الطالب والمؤسسة.
ثالثا: الدرجة النهائية التي تمنح للطالب في نهاية الفصل الدراسي لا تمثل مستواه العلمي فكم من طالب مجتهد لم يحصل على استحقاقه في التعليم الالكتروني على عكس ذلك كم من طالب فاشل حصل على ما لا يستحقه، من هنا لا يمكن الاعتماد على نتائج التعليم الالكتروني في عملية التقييم النهائي للطالب، اذ ان هناك عوامل عديدة لا علاقة لها بمستوى الطالب المعرفي تتحكم في اجوبة الطلبة على الاسئلة الامتحانية. وعليه لا يمكن الركون الى التعليم الالكتروني كأساس للتعليم بل يمكن ان يكون عاملا مساعدا للتعليم يضاف الى التعليم الحضوري في تقييم الطلبة وتمييز الكسول عن المجتهد.
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون صدق الله العلي العظيم