مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 27
التعليم الرقمي
على رغم ما للانترنت من مساوئ وأضرار على جيل الشباب، لكنه ومع عصر الكرونا دخل الانترنت في حياة البشرية بشكل لا يتصور. فمن التواصل البيني والتبادل المعرفي إلى التجمعات الرقمية التي أصبحت بديلاً عن رفاق المقاهي والمطاعم إلى التبادل التجاري والسلعي حتى وصل أخيراً إلى التعليم الرقمي حيث تحولت غرفة الطالب في بيته إلى صف دراسي وإلى قاعة مناقشة وتحوّل الهاتف والتابلت واللابتوب إلى أستاذ يجيب عن كل سؤال تسأله ويعطيك الحلول لأصعب المسائل الرياضية والفيزيائية، ويجيبك عن آلامك سببها وعلاجها ليس فقط يجيبك على ما تريد أن تسأله بل يقوم باختبارك بثقة عالية؛ إنك أمين على ما قرأت واستفدت.
لقد تحوّل الانترنت مع الكرونا إلى شيء آخر فبعد أن كان وسيلة للهو والاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ بل في بعض الموارد سبيلا للإفساد وتغيير اخلاق الشباب، بل حتى وسيلة للاجرام والإرهاب، أصبح اليوم ملجأً لكل طالب علم ولكل تلميذ ينشد النجاح في حياته العملية.
لقد ادركنا ومن خلال هذا التحوّل في عالم الانترنت كم لهذا المخلوق الوهمي الذي لا يُرى بالعين المجردة كم له من فوائد وكم يستطيع الانسان أن يستفيد منه؟ فإذا كان البعض إلى الأمس القريب يلعن الأنترنت لأنه جلب لهم الجريمة والإرهاب وعصائب القتل والدمار أصبح الكثير منا يترحمون على الآباء الذين اكتشفوا هذا المخلوق العجيب الذي لم يدرك أحد حتى الآن ماهيته بالتحديد، لكنهم أصبحوا اليوم اسارى مقيدين له في البيت والعمل والدائرة وفي الشارع والسيارة وحتى وهم بين السحاب لا يستغنون عن اللابتوب وجهاز الهاتف النقال، فهناك أبعاد جديدة للانترنت وعلاقته بالانسان يُبشر بمستقبل واعد للبشرية جمعاء.