مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 10
الجامعات .... قيادة المجتمع
ليس دور الجامعات هو التعليم وحده، بل التربية والبحث العلمي أيضاً. فالجامعة هي العقل المدبر الذي يقود المجتمعات الى الحياة السعيدة التي يسودها التقدم المستمر ويرفرف على اجنحتها الامان والصحة.
الجامعات هي التي ترفد المجتمع بالقيادات التي تسيّر دفّة المجتمع من خلال برامجها التربوية والتعليمية الكفيلة بانتاج طبقة المتعلمين المثقفين والاداريين وهؤلاء بدورهم يمنحون ثقتهم إلى الجامعات فيركنون اليها في خططهم وقراراتهم.
فما من خطة يحتاجها البلد الا وقد مرت عبر مراكزالبحث العلمي التي تتولى مسؤولية مناقشة أوضاع البلد مناقشة علمية؛ واقع البلد الزراعي، الصناعي، الصحي، التربوي، التعليمي... فضلا عن معالجته.
الثغرات، والمعوقات، وكيفية النهوض بهذا الواقع.
ونظرة واحدة إلى الدول المتقدمة في عالمنا اليوم نكتشف أن هذهِ الدول تقدمت عندما منحت جامعاتها دور الريادة في المجتمع وحتى الساسة فيها ينقادون لمراكز البحث العلمي أي يقودهم العلم وليس العكس.
هذهِ الحقيقة يلمسها كل من عاش وترعرع في الدول المتقدمة وكل من عمل في جامعات تلك الدول يذعن بالكامل إلى ان العلم هو الذي يقود هذهِ المجتمعات من خلال المؤسسة الجامعية.
فاين نحن اليوم في العراق من هذهِ الحقائق.
من حقنا أن نسأل..
من الذي يقود العراق؟..
وما هو دور الجامعات في هذا البلد؟
لقد عاشت الجامعة العراقية أربعة عقود تحت هيمنة القبضة الحديدية للسلطة السياسية ولاتزال مخلفات هذهِ القبضة قائمة حتى يومنا هذا فلماذا لانضع حداً لهذهِ الظاهرة؟ ونعيد للجامعة العراقية رونقها ورصانتها، حتى يعود المثقف العربي من المحيط الى الخليج وهو يفتخر بأنه خريج الجامعة العراقية؟