بنك الفقراء وامكانية الاستفادة من تجربته في العراق
يتناول هذا البحث تجربة بنك الفقراء في بنغلاديش التي تعد من التجارب الباهرة التي قلبت موازين التنمية رأسا على عقب وقدمت أبزر نموذج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التأثير المباشر على نسبة الفقر على المستوى الوطني وخاصة عند النساء عبر نظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم على إنشاء مشروعات صغيرة تدر عليهم دخلا معقولا.
وتكمن مشكلة البحث بأن يعيش العراق ازمة اجتماعية تتزايد معدلاتها بشكل مرتفع الا وهي أزمة الفقر والبطالة إذ تصل معدلات الفقر إلى 23% من السكان هم دون مستوى الفقر بينما تصل معدلات البطالة إلى 15% خصوصا بين الشباب والنساء. وزادت من حدة المشكلة عزوف المؤسسات المصرفية التقليدية في العراق عن مساعدتهم لعدم توفر الضمانات المالية الكافية لديهم ووضع شروط تعجيزية وضمانات مالية يعجزون عن توفيرها.يهدف البحث الى تعريف بنشأة بنك غرامين (بنك الفقراء) واهم السمات والاهداف التي يتحلى بها كمؤسسة مصرفية فريدة من نوعها، وتوضيح كيفية الية عمل بنك غرامين، وماهي الدروس المستفادة من تجربة بنك غرامين ومدى امكانية تطبيقها في العراق؟
لذا اتبع الباحث المنهج الاستقرائي والاستنباطي لاثبات فرضيته وبغية الوصول إلى اهدافه المنهج الاستقرائي والاستنباطي مستعيناً بالمصادر العربية والاجنبية والبيانات المتاحة. وكانت نتائج البحث هي يمكن الاستفادة من تجربة غرامين ليس بتقديم القروض للفقراء فقط وانما كل شرائح المجتمع التي يمكنها إن تحصل على خدمات مالية من البنوك التقليدية اما لصغر حجم المبلغ التي تطلبه تلك الشرائح او لعدم توفر الضمانات الكافية لديهم.
اهم التوصيات التي توصل اليه البحث بأنه ليس بالضرورة أن تطبق تجربة غرامين حرفيا وبالفكرة نفسها وبالهيكل نفسه الإداري فالعراق تختلف ظروفه المحلية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية عن بنغلاديش يضاف الى ذلك لا تتوفر في العراق تشريعات قانونية وإدارية تحث على تقديم الخدمات المصرفية للطبقات الفقيرة. لذا يمكن الاستفادة من تجربة بنك الفقراء في خلق نموذج مشابه لخصائصه الاساسية يتلاءم مع بنية المجتمع العراقي ومؤسساته