محاضرات العقائد2 - المحاضرة 22 - الإمامة
الإمامة:
يقول السيد الخوئي:
قال أناس مات هادي الأمة***** من غير أن يوصي ولم يهمه
وذاك قول فارغ لا يشترى***** كيف وفيه النص قد تواتر
فهل ترى دين النبي اكملا***** والشارع الخبير عنها غفلا
قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخاطب علياً (عليه السلام): الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.
ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد) الرعد: 4.
يذكر الحديث الحاكم النيشابوري في المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، ويعلّق على هذا الحديث بأنه حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه أي: البخاري ومسلم فالحديث صحيح وفي الشروط التي يذكر أنها منقبة أخرى لعلي (عليه السلام)، قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): خلقت أنا وعلي ابن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش. نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر ألف سنة.
يذكر الجويني هذا الحديث في فرائد السمطين والكنجي الشافعي في كفاية الطالب. والزرندي في نظم درر السمطين. والخوارزمي في المناقب و.. وفي حديث آخر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إنك قسيم الجنة والنار. شعر ذو جناس جميل:
علي حبه جنة***** قسيم النار والجنة
وصي المصطفى حقا***** إمام الانس والجنة.
وإنك تنقر باب الجنة فتدخلها بغير حساب (أو بلا حساب).
يذكر هذا الحديث الخوارزمي في المناقب وصاحب فرائد السمطين وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق والقندوزي في ينابيع المودة.
وفي الآية الكريمة: (عم يتسائلون عن النبأ العظيم).
والمقصود بالنبأ العظيم هو خلافة علي (عليه السلام) أو هو علي (عليه السلام).
وحديث آخر عن أم سلمة تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي مع القرآن والقرآن مع علي. لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
القرآن الصامت يضم إليه القرآن الناطق وهو علي (عليه السلام) الذي كان خبيراً بكل آية نزلت من القرآن. وهذه الفضيلة تؤكد عصمة علي (عليه السلام) كما أن القرآن معصوم من الخطأ والزلل.
ذكر هذا الحديث الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين وذكره الشبلنجي في نور الأبصار. والمتقي الهندي في كنز العمال وصاحب ينابيع المودة وصاحب الصواعق المحرقة ومجمع الزوائد.
يروي أبو ذر الغفاري حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ترد علي الحوض راية أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين. فأقوم فآخذ بيده فيبيّض وجهه ووجه أصحابه وأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون تتبعنا الأكبر وصدقناه ووازنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه.
فأقول: ردوا رواءً مرويين. فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبداً.
الحوض كناية عن رضا الله تعالى بعبده وكناية عن الفوز بالجنة.
يعلّق الكنجي الشافعي على هذا الحديث في كفاية الطالب يقول: في هذا الخبر بشارة ونذارة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). أما البشارة فلمن آمن بالله عز وجل ورسوله واحب أهل بيته، وأما النذارة فلمن كفر بالله ورسوله وأبغض أهل بيته وقال مالا يليق بهم، ورأى رأي الخوارج أو النواصب.
عن انس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله رب العالمين عهد إليّ عهداً في علي بن أبي طالب فقال لي: انه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني. علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي غدا يوم القيامة والأمين على مفاتيح خزائن رحمة ربي.
وفي حديث آخر يرويه الخوارزمي في المناقب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أنا أول من تنشق عنه الأرض (أي أول من يخرج للمحشر) يوم القيامة وأنت يا علي معي ومعنا لواء الحمد وهو بيدك تسير به أمامي تسبق به الأولين والآخرين.
أما المزية التي انفرد بها الإمام علي (عليه السلام) من دون سائر الخلق ولم يشركه أحد في هذه المزية أبداً هي أن علياً (عليه السلام) وليد الكعبة.
يقول الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين في الجزء الثالث: تواترات الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في جوف الكعبة.
يقول محمود الألوسي: وأحرى بإمام الأمة وأحرى بإمام الأئمة أن يكون وضعه (ولاته) في ما هو قبلة للمؤمنين.
سبحان من موضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين.
والنبي المختار قال لنا***** ليلة المعراج لما صعده
وضع الله بكتفي يده***** فأحس القلب انه قد برده
وعلي واضع اقدامه***** في محل وضع الله يده
مزية أخرى لعلي (عليه السلام) أنه صعد على منكب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحطيم الأصنام وتطهير الكعبة المشرفة.
وهذا مشهور عند علماء الفريقين. ذكره أحمد بن حنبل في المسند.
والنسائي في الخصائص ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى والرياض النضرة و..وكون علي (عليه السلام) الصديق الأكبر والفاروق الأكبر. ونظائر ذلك أيضاً ورد في أحاديث صحيحة ومتواترة.
روى الإمام أحمد بن حنبل بإسناده عن سعد، قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسد الأبواب الشارعة في المسجد و ترك باب علي (رضي الله عنه) ويروي الترمذي باستناده عن ابن عباس، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بسد الأبواب إلا باب علي (عليه السلام).
وروى ذلك عدد كبير من أصحاب الصحاح والمسانيد. وذكر السيد هاشم البحراني (رضي) في غاية المرام ص639-642، تسعة وعشرين حديثاً من طرق العامة وخمسة عشر حديثاً من طرق الخاصة.
وحينما اعترضوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، قال والله ما أنا سددتها وفتحته منقبة أخرى. قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب.
وهذا حديث متواتر صحيح رواه عدد من الصحابة. نجده في المستدرك على الصحيحين وفي المناقب لابن المغازلي وفي أسنى المطالب للجزري والصواعق المحرقة فرائد السمطين. وهناك كتب مستقلة منها كتاب فتح الملك العلي بصحة باب مدينة العلم علي.
وحديث آخر يرويه أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن منكم من يقاتل على تأويله (تأويل القرآن) كما قاتلت على تنزيله.
قال فقام أبو بكر وعمر فقالا، نحن؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا ولكن خاصف النعل (وكان علي (عليه السلام) يخصف نعله).