مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 18
اعتلى الإنسان العراقي منصة الشرف عندما وقف باختياره وبفتوى المرجعية الدينية ليصد العدوان الهمجي التتري الذي ذكرنا بالعصور المظلمة في التاريخ البشري وبعد عقود من الزمن عادت كلمة الوطن جميلة على السن العراقيين يتفوه بها الفقراء والبسطاء بعد أن اغتصبها الساسة والحكام . ويقاتلون من اجله باذلين دماءهم زكية على أرضه بعد أن كان مسلوباً يتقامر باسمه مراهقو السياسة.
عاد العراق شامخاً عزيزاً أبياً بالحشد الشعبي , مرفوع الرأس كلما زادت الدماء على أرضه لأنها ثمن الحرية والعزة والكرامة وكان لابد ان يتحول العراق كله الى حشد وينقلب الشعب الأبي كله إلى حشود .
حشد على جبهات القتال وحشد في المصانع وحشد في المزارع والحقول . وحشد في الجامعات يصارع الجهل والتخلف ويحقق النصر في التعليم والبحث العلمي , فالإنسان العراقي في جهاد العلم ليس بأقل عن مجاهدة مغول العصر في جبهات الانبار وبيجي والفلوجة فهو امتداد لجابر بن حيان الكوفي وابن النفيس وابن البيطار والكندي.
فهذا هو الإنسان العراقي إذا احتشد وقرر أن يخوض غمرات الإبداع ويأخذ بناصية العلم .
وهذا زمن الحشد..
ففي جامعتنا نحن بحاجة إلى حشد جهادي نقاتل الترهل العلمي الذي أصاب الجامعات العراقية ونقاتل المناهج المتخلفة التي عفى عليها الزمن ونقاتل من اجل غد مشرق للعراق يبنى بالعلم والمعرفة لا يبنى بالجهل والتخلف.