من صفحة: 458
إلى صفحة: 481
النص الكامل للبحث: PDF icon 230320-113244.pdf
خلاصة البحث:

تعد واقعة الطف الخالدة زاخرة بالمواقف، وتعكس صور القيم النبيلة للامام الحسين -ع- وأصحابه، كالمروءة والشجاعة والكرم والحمية والغيرة على الدين والعرض ومحض النصيحة، وبالعكس من ذلك لم نجد من هذه القيم لدى الاعداء سوى الحقد والقسوة والشتائم والشماتة وقتل الأسرى كما حدث مع نافع بن هلال الجملي، فتمثلت هذه القيم العظيمة بين أحرف كلام الامام الحسين -ع- وأصحابه مع أعدائهم. وعند دراستي لتمثلات هذه القيم في كلام الامام الحسين -ع- وأصحابه وجدته يوجز في موضع يستوجب الايجاز، ويطنب في موضغ يستوجب الاطناب فيه؛ وذلك لكي يوضح الحقيقة التي أخفيت عن أهل الكوفة. إضافة الى استعماله لفنون علم المعاني، من استعماله (إنّ) والقسم ولام التوكيد لغرض لفت نظر المتلقي، ومن جانب آخر نجده استعمل في علم البيان من تشبيه واستعارة وكناية لتأكيد المراد بأبلغ صورة للمتلقي، أما فنون علم البديع فكانت قليلة نسبياً؛ لأن الموقف لم يكن يحتمل التأني في استعمال الالفاظ والعبارات، بل كان الامام -ع-، وأصحابه يركزون على المعاني ومحاججة الخصوم، لذا فاستعمال الطباق كان محدودا، قياساً بالجناس الذي كان أكثر منه.