تنمية السياحة الدينية
السياحة الدينية هي أحد أنواع النشاط الترفيهي والروحي للإنسان والغرض من السياحة الدينية هي إشباع حاجات إنسانية وإيمانية وفرصة للتعارف ومعرفة تجارب وعادات الشعوب، وتساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، والنشاط السياحي له ارتباط مباشر بالوضع الأمني، وان السياحة لا تمثل هدف اقتصادي فحسب بل لها دور في الأنشطة الاجتماعية والثقافية وإيجاد مجالات للتعارف المنظم وازالة الفوارق وتقريب وجهات النظر وقد بارك الباري عز وجل في هذا النوع من التلاقي كما طلب من المسلمين اللقاء في مكان واحد وبيوم معلوم، كما وأن الكثير من المسلمين بالأخص طائفة الشيعة الاثناعشر يرون في زيارة الأئمة الأطهار: في كربلاء والنجف إشباع روحي وتقرب إلى الله بشفاعتهم، وهذه الظاهرة قديمة وغير مرتبطة بارتفاع دخل الفرد أو الدعاية الإعلانية لترغيب الناس للتوجه للزيارة. والعراق معروف وعلى مستوى العالم بعمقه الحضاري وموارده المختلفة وارثه الديني ووجود ضرائح الأئمة الأطهار في النجف وكربلاء والكاظميين وسامراء بالوقت الذي نعزي أنفسنا والعالم الإسلامي على تفجير الإمامين علي الهادي والحسن العسكري8 أود أن أشير لمكانة الضريحين الدينية ينطلق البحث من مشكلة مفادها هذا التساؤل هل تتوفر في العراق إمكانات سياحية تتمثل بالموارد السياحية الدينية والتي بالإمكان استثمارها من خلال عملية التخطيط للسياحة الدينية. أما فرضية البحث تتمثل بأن تتوفر في العراق إمكانات السياحة الدينية بالمعطيات الطبيعية فضلاً عن المعطيات البشرية وتواجد مراقد الأئمة الأطهار وهذه الموارد مجتمعة تشكل عوامل الجذب السياحي وهذا ما يتطلب التخطيط لهذه الموارد بغية تنميتها وتطويرها مما يخدم عملية التنمية في العراق.
ويهدف البحث إلى التخطيط إلى الارتقاء بمستوى السياحة الدينية، سيما وان السياحة الدينية لها خصوصية تختلف عن أنواع السياحات الأخرى لذلك تحتاج إلى تخطيط سياحي لغرض تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وذلك انطلاقاً من إدراك أهمية السياحة الدينية ودورها في تنمية وتطوير هذا القطاع.