تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 401
إلى صفحة: 415
النص الكامل للبحث: PDF icon 180530-215941.pdf
خلاصة البحث:

يعالج البحث قضية بناء القصيدة، في مرحلتي: الاعداد، والانجاز، او مرحلتي الاشتراط، والتوصيف، فالبناء بمعنى التكوين، او الصناعة، او الخلق، او الانشاء، ومعاييره، فيقصد به في البحث: دراسة شروط تكوين القصيدة، وخلقها، وقوانين صناعتها، ودراسة عملية الابداع الشعري، وكيفية تكوين الافكار، وتبلورها وشروطها، وآليات توصيف العواطف، وبيان صدقها من عدمه، وتحليل الاخيلة ودراسة مدى دقتها.

اما البناء المنجز، فنعني به: البناء الهيكلي، او الشكلي، او الخارجي، او المنجز، ويندرج تحته: نشاة القصيدة شكليا، وتطورها الشكلي، انواع القصيد: ارجوزه، مقطوعة، قصيدة، موشح... الخ، واجزاء القصيدة: مطلع، مقدمة، تخلص، موضوع، خاتمة. ويشتمل ايضا على البناء الداخلي، الذي يشتمل على معالجة القضايا الآتية: توصيف اللغة الشعرية، الالفاظ، التراكيب، الاساليب، والايقاع، الخارجي، الداخلي، والصورة الفنية، عناصرها، انواعها، التشخيص، التجسيد، التجسيم، وتوصيف الرموز، والافكار، والعواطف، والاخيلة.

Abstract

Build the Arabic poem between characterization and requirement

This analytical research to an important issue, in Arabic literature, relating to the construction of the Arabic poem, in the case of characterization, in the case of the requirement, and depending on the nature of the material studied, this study divided the two sections preceded pave the linguistic definition and idiomatic to denote construction and understandable.

The first topic on the study of construction, understood as indicating the shape done. While the other section, in construction as a normative concept means and configuration requirements in construction and creativity, and followed Alambgesan Conclusion The researcher found necessary to extract the most important findings and proposals.

 Due to the appropriate analytical approach to the subject matter, paragraphs Thread has studied the data according to the curriculum.

البحث:

المقدمة

تمثل القصيدة من الناحية التكونية ــ في المدونة العربية التقليدية ــ مجموعة من الابيات الشعرية، من بحر واحد، ملتزم فيها قافية واحدة في الغالب، اما عدد هذه الابيات، والحد الادنى لها لتكوين القصيدة فقد كان موضع خلاف، فقد رأى الاخفش: ان ثلاثة ابيات يمكن ان تؤلف قصيدة، لكن اكثر علماء العروض يرون ان القصيدة يجب الا تقل عن سبعة ابيات.

وقد شغل بناء القصيدة النقاد القدامى، والمحدثين، الى الحد الذي اصبح هذا الموضوع المادة الاساس في معظم الكتب النقدية، ونظراً لتلك الاهمية، وجد الباحث، ان مفاهيم موضوعة بناء القصيدة العربية، ومصطلحاتها، بهذا التوظيف لم تستوعب تماما في البحث الاكاديمي بعد، ومن هنا كان هذا البحث.

وتبعاً لطبيعة المادة المدروسة، قسمت هذه الدراسة على: مبحثين، سبقهما تمهيد في التعريف اللغوي، والاصطلاحي لدلالة البناء، ومفهومه.

قام المبحث الاول على: دراسة البناء، بوصفه مفهوما معياريا يعنى بإشتراطات التكوين، والانشاء، والابداع، فيما كان المبحث الاخر: في البناء بوصفه مفهوما يدل على الشكل المنجز، واعقب المبحثين خاتمة، وجدها الباحث ضرورية لإستخلاص اهم النتائج والمقترحات.

ونظرا لمناسبة المنهج التحليلي لمادة البحث، فقد درست فقرات الموضوع على وفق معطيات ذلك المنهج.

وقد كان البحث ثمرة لمجهود، انصب على تتبع آراء النقاد العرب قدامى، ومحدثين، وفرزها، ودراستها، وتحليلها، وتقويمها، الامر الذي افرز عددا من الصعوبات، والمشاكل تمثلت في تداخل افكار المادة المدروسة، واختلاف الاراء وتباينها احياناً، لكن الرغبة في انجاز العمل خفف تلك الصعوبات، فضلاً عن مساندة كثير من الاصدقاء والزملاء الذين لا يسع الباحث الا تقديم الشكر والامتنان لهم.

التمهيد: البناء... المفهوم والدلالة

للبناء في المعاجم اللغوية دلالتان عامتان ؛ فهو اولاً: يدل على الشيء المنجز، والمتحقق في الوجود، وجمعه أبنية ([1])، وبهذا المعنى فإن مفهوم البناء يرادف مفهوم البنية التي تعني: ((تلك المنظومة ذات العناصر المتفاعلة، حيث كل عنصر يؤدي وظيفة داخل المنظومة، وتحدد قيمته بهذه الوظيفه))([2]).

والبناء بالمعنى المتقدم لا بد ان يتكون من شكل ظاهر للعيان، سنطلق عليه: البناء الخارجي، وشكل آخر غير ظاهر انما يعكسه الشكل الخارجي ويدل عليه، وسنطلق عليه: البناء الداخلي. وربما يقترب هذا الفهم لبناء القصيدة من مفهوم تشومسكي في البنية السطحية والبنية العميقة.

اما الدلالة الاخرى لمفهوم البناء فإنها تحيل الى معنى اجرائي، وتدل على عملية خلق النص وإنشائه، وصناعته، فالبناء بهذا المعنى نقيض الهدم([3]).

على ان التمييز بين دلالتي البناء الخارجي او الداخلي او دلالتي المنجز والاجرائي السابقتين، لم يكن واضحاً تماماً عند اصحاب المعاجم اللغوية، ولا عند النقاد القدامى او المحدثين، فقد يجد القارئ في كثير من المؤلفات التي تتحدث عن بناء القصيدة لبساً كثيراً في مراد الكاتب وقصده لأي المفاهيم يعني.

والمتتبع للمصطلحات الخاصة لبناء القصيدة يجدها كثيرة، متداخلة، متضاربة، فقد افرز الدرس الادبي العربي عددا من المصطلحات في هذا المجال، من اهمها: بناء القصيدة، البناء الفني، البناء الهيكلي، البناء الموضوعي، الوحدة الموضوعية، الوحدة العضوية، شكل القصيدة، تركيب القصيدة، فضلا على عدد آخر من المفاهيم التي اعتاد عليها النقاد القدامى، مثل: الصناعة، النسج، عمود الشعر، وغيرها.

وقد انعكس عدم التمييز بين دلالات البناء على المفهوم الاصطلاحي، لذلك فمن الصعوبة ان يجد الباحث تعريفاً دقيقاً للبناء ـ بناء القصيدة ـ عند القدماء او المحدثين، فقد اصبح هذا المفهوم مجالاً يجمع الاراء المتباينة والمتناقضة التي تراوحت بين توصيف شكل القصيدة العربية، وبيان مفاصل جسدها وتركيب هيكلها، وبين عملية انشاء القصيدة وتكوينها اجرائيا، والفرق بين هذه المعاني واضح وكبير كالفرق بين وصفنا لبيت من الخارج ووصفنا لمكونات بنائه ومواده، او كالفرق بين ووصفنا لبيت مكتمل البناء ووصفنا لطريقة عمل بيت آخر في طور الانجاز.

وبناء على ما تقدم، ونتيجة لاختلاف مفهوم البناء، وتمايز دلالته بين شكله الخارجي او الداخلي، وآليات تكوينه، يرى الباحث ان دلالة البناء يفترض ان لا تقع تحت مفهوم تعريفي موحد يجمع المعنيين السابقين في سلة واحدة كمفهوم البناء الفني، او مصطلح شكل القصيدة التي انتشرت مؤخرا بين النقاد حديثا، فلكل واحد من هذه المفاهم ميدان بحثه المختلف عن الاخر.

المبحث الاول: البناء.... مفهوما معياريا اشتراطات الصناعة والتكوين

ان بناء القصيدة بهذا المعنى يعد مفهوما يُعنى بما يجب ان تكون عليه القصيدة الناجحة، فهو ــ بهذا التوظيف ــ اداة معيارية، يحاول اجتراح الاشتراطات الخاصة لما يجب ان تكون عليه القصيدة، وقد انتبه ابن قتيبه لهذا التمايز بين بناء وآخر حينما قال: ((المديح بناء والهجاء بناء)) ([4])، اذ ان لكل واحد منهما متطلباته النفسية، وشروطه التي يستوجبه.

ويتضح مما تقدم ان الحديث عن البناء بالمعنى الاجرائي يقع على متطلبات صناعة القصيدة، بمكوناتها الخارجية او الداخلية، على الرغم من كل مفهوم من هذين المفهومين اشتراطات تكوينه وخلقه الخاصة به، وله معاييره وشروطه ايضا، وكثيرا ما تتضمن هذه الاشتراطات دوافع القول الشعري ومهيئاته، مثلما تتضمن صفات النجاح الشخصية بالنسبة للمبدع.

لذلك افاض النقاد قديماً وحديثاً في شروط بناء القصيدة المميزة، ومعايير نجاحها، وما يتطلب على الشاعر عمله، الى الحد الذي يمكن معه القول: ان اغلب ما كتب عن بناء القصيدة يتضمن تلك الاشتراطات، وإن لم نجد في مدوناتهم فصلا واضحا بين شروط بناء هيكل القصيدة وشروط لغتها الشعرية واساليبها اللغوية والبلاغية.

ان عملية الخلق الشعري تتطلب شروطاً، منها ما يجب ان يتوفر في الشاعر، ومنها ما يجب ان يتوفر في القصيدة، لكي يمكن القول ان هذا الشاعر يتميز عن غيره بميزة معينة، وان تلك القصيدة انمازت عن سواها بشروط انفردت بها، ومن حيث العموم فالشاعر المميز هو الشاعر الفحل الذي: ((له مزية على غيره كمزية الفحل على الحقاف))([5])، اما النص المميز فمزيته: ((ما رأيته متلاحم الاجزاء، سهل المخارج، فتعلم بذلك انه افرغ افراغا واحداً، وسبك سبكاً واحداً))([6])، فالشعر: ((صناعة وضرب من النسج، وجنس من التصوير))([7])، وعلى الشاعر ان يكون دقيقاً في اختيار الفاظه، وان تكون تلك الالفاظ دالة على المقصود من غير عناء فإن: ((احسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره ومعناه في ظاهر لفظه))([8]).

وقد فصلوا القول في اللفظ والمعنى وشروطهما والعلاقة بينهما، فمن الضروري ((ايفاء كل معنى حظه من العبارة، والباسه ما يشاكله من الالفاظ، حتى يبرز في احس زي، وابهى صوره))([9]). فالمعاني للشعر بمنزلة: ((المادة الموضوعة والشعر فيها كالصورة))([10])، فإن: ((اللفظ جسم وروحه المعنى))([11])، وتبدو النزعة التعلمية واضحة عند النقاد العرب وهم بصدد عملية الخلق الشعري وما يتطلبه ذلك، يقول الجرجاني: ((واذا اردت ان تعرف موقع اللفظ الرشيق من القلب، وعظم غنائه في تحسين الشعر فتصفح نسيب متيمي العرب، ومتغزلي اهل الحجاز))([12])، ويعلل الآمدي القول السابق قائلا: ((وينبغي ان نعلم ان سوء التأليف، ورداءة اللفظ يذهب بطلاوة المعنى الدقيق، ويفسده، ويعميه حتى يحوج مستمعه الى طول تأمل))([13]).

اما كيفية تكوين القصيدة فقد نالت حظا وافراً من كلام النقاد العرب الذين تكلموا عن صناعة الشعر، وأول ما يصادفنا في ذلك: رسالة بشر بن المعتمر، التي حاول فيها وضع قواعد الصنعة، فيقول: ((خذ من نفسك ساعة نشاطك، وفراغ بالك، واجابتها اياك... وإياك والتوعر، فإن التوعر يسلمك الى التعقيد، والتعقيد هو الذي يهلك معانيك، ويشين الفاظك، ومن اراد معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما، فإن حق المعنى الشريف اللفظ الشريف، ومن حقها ان تصونهما عما يفسدهما ويهجنها، وعما تعود من اجله ان تكون اسوأ حالاً منك قبل ان تلتمس اظهارهما، وترتهن نفسك بملابستها، وقضاء حقها، فكن في ثلاث منازل ؛ فإن اولى الثلاث: هو ان يكون لفظك رشيقاً، عذبا، وفخماً سهلا، ويكون معناك ظاهراً مكشوفاً، وقريبا معروفاً... فان امكنك ان تبلغ من بيان لسانك، وبلاغة قلمك، ولطف مداخلك، واقتدارك على نفسك، الى ان تفهم العامة معاني الخاصة وتكسوها الالفاظ الواسطه التي لا تلطف عن الدهماء، ولا تجفو عن الاكفاء، فأنت البليغ التام))([14]).

في النص السابق حدد بشر ما مطلوب من الشاعر عمله لتوفير الوقت المناسب لقول الشعر متمثلاً بما يأتي:

  1. ساعة النشاط وفراغ البال.
  2. الاستعداد النفسي (وإجابتها إياك).

اما شروط الشعر الناجح فقد حددها بشر بما يأتي:

  1. اختيار الالفاظ الكريمة للمعاني الكريمة.
  2. ابعادهما عن الهجنة.
  3. اللفظ الرشيق العذب الفخم السهل.
  4. المعنى الظاهر المكشوف والقريب المعروف.
  5. تجنب التوعر والتعقيد.

وبهذا يمكن ان يعد بشر بن المعتمر من اوائل النقاد الذين ارسوا قواعد العملية الشعرية، وشروطها، وعليه يمكن ان يكون بشر مؤسس هذا المفهوم من البناء، وواضع اسسه، وشروطه.

وممن اولوا عملية البناء الشعري اهتماما متزايداً بعد بشر الناقد ابن طباطبا الذي وضع كتابه ـ عيار الشعر ـ لا ستقصاء مفصليات عملية الابداع الشعري، وشروطها، يقول ابن طباطبا: ((فإذا اراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرا، واعد له ما يلبسه اياه من الالفاظ التي تطابقه، والاقوال في التي توافقه، والوزن الذي يسلس له القول عليه، فإذا اتفق له بيت يشاكل المعنى الذي يرومه اثبته، واعمل فكره في شغل القوافي بما نقتضيه من المعاني على غير تنسيق للشعر، وترتيب لفنون القول فيه، بل يعلق كل بيت يتفق له نظمه على تفوت ما بينه وبين ما قبله، فاذا كملت له المعاني، وكثرت الابيات وفق بينها بأبيات تكون نظاما لها، وسلكا جامعهاً لما تشتت منها، ثم يتأمل ما قد اداه اليه طبعه ونتجته فكرته يستقصي انتقاده، ويرمم ما وهي منه، ويبدل بكل لفظة مستكرهه لفظة سهلة نقية...))([15]).

ففي هذا النص ـ الذي نقلناه على طوله لأهميته ـ يقسم ابن طباطبا مراحل نظم القصيدة على المراحل الآتية:

  1. مرحلة كونها فكرة مجردة (نثراً).
  2. تشكيل الفكرة النثرية بقوالب الشعر والفاظه وقوافيه واوزانه.
  3. التسلسل في الابيات وتلاحمها.
  4. التهذيب وإعادة النظر في القصيدة([16]).

ان اهمية آراء ابن طباطبا في عملية الخلق الشعري تتجسد في تأثر النقاد الذين جاؤوا بعده بتلك الافكار، فهذا ابو هلال العسكري يتابعه في منهجه التعليمي فيوصي الشاعر بما يجب عليه فعله، يقول العسكري: ((واذا اردت ان تعمل شعراً فاحضر المعاني التي تريد نظمها في فكرك، واظهرها على قلبك، واطلب لها وزنا يتأنى فيه إيرادها، وقافية يحتملها، فمن المعاني ما تتمكن من نظمه في قافية، ولا تتمكن منه في اخرى، وتكون هذه اقرب طريقاً، وايسر كلفة منه من ذلك، ولإن تعلو الكلام فتأخذه من فوق فيجئ سلساً سهلاً ذا حلاوة ورونق خير من ان يعلوك فيجئ كزاً فجا ومتجعدا جلفاً، فاذا عملت القصيدة فهذبها، ونقحها بإلقاء ماغثٍّ من ابياتها، ورث، ورذل، والاقتصار على ما حسن، وفخم بابدال حرف منها بآخر اجود منه حتى تستوي اجزاؤها، وتتضارع عواديها، واعجازها))([17]).

نجد هنا ا ن ابا هلال العسكري قد طابق في آرائهِ ما قاله ابن طباطبا حتى اننا لا نكاد نعثر على أي خلاف بينهما على الضد من ابن رشيق الذي خالف ابن طباطبا والعسكري معاً في اختيار البيت دون ان يسبقه بإختيار القافية، فيقول: ((بل اصنع القسم الاول على ما اريده ثم التمس في نفسي ما يليق به من القوافي بعد ذلك فابني عليه القسم الثاني، افعل ذلك كما يفعل من يبني البيت على القافية ولم ار ذلك بمخل علي ولا يزعجني عن مرادي ولا يغير عليّ شيئاً من لفظ القسم الاول الا في الندرة التي لا يعتمد بها او على جهة التنقيح المفرط))([18]).

ان ابن رشيق في هذا النص يبدو وكأنه يتكلم عن تجربته الذاتية بضمير (الانا) لا سيما اذا علمنا ان الرجل شاعر مارس كتابة الشعر.

وهكذا نلحظ ان البناء بشكله المعياري هذا عند النقاد القدامى كثيراً ما اريد منه امورا تعليمية تصب في انجاح عملية الابداع وكيفية تكوين القصيدة، اذ ان النقد العربي القديم كان في الاعم الاغلب نقداً توجيهياً تغلب عليه سمة التعليمية، ثم ان قلة النصوص النقدية التي تناولت المفهوم الاول للبناء ـ الشكل المنجز او البناء الهيكلي ـ قد يفسر بأن اولئك النقاد اعتبروا ان شكل القصيدة العربية امراً مفروغاً منه تسالم عليه الناس، فلا حاجة للتفصيل فيه وقد تكلم النقاد العرب على وفق منهج معياري ارادوا من خلاله محاكاة المثل الفنية الممتازة ((التي يحتوي كل مثال منها على صفات وخصائص تعب اصحابها في التعبير عنها. اما المثل الفنية المطلقة من غير قيود ولا حدود فإنها لا توجد في الشعر ولا في أي ضرب من ضروب الفن))([19]).

وفي النقد الحديث نجد ان البناء بمعناه الاجرائي ـ التكوين والخلق ـ اخذ شيئا من اهتمام النقاد المحدثين، لكن الملاحظ ان التأكيد كان منصبا على عمليات الانشاء والتكوين في قسمه الداخلي وقد يعود السبب في ذلك الى ايثار ما يجب ان يكون عليه المضمون الجديد على المنجز الشكلي التقليدي اولا في بناء القصيدة عندهم، ثم ان هؤلاء النقاد حالهم حال الادباء قد سئموا الاشكال البنائية الجاهزة،ومالوا الى الحرية في اتخاذ اشكال مبتكرة، وكأنما اصبح التأكيد على هذا الفهم للبناء الداخلي متطلبا عصريا، لذلك نجد ان الاشتراطات التي يجب ان تكون عليها العناصر التكوينية الابداعية للعمل الشعري كانت متعلقة في المكونات الداخلية للنص الشعري، لذلك كان مجال البحث في اغلب ما كتب منصبا على ما يجب ان يكون عليه بناء القصيدة الداخلي، فمحمد عبد المنعم خفاجي يجعل الاشتراطات التكوينية مما يجب ان تتصف عناصر التجربة الشعرية والموسيقى والخيال والصورة الشعرية والوحدة الفكرية([20])، في حين يرى محمد زكي عشماوي ان عناصر نجاح النص الشعري محصورة بثلاثة مكونات اساسية وكلها داخلية، وهي عنده: الفكرة والصورة والموسيقى([21])، وخلطت نازك الملائكة بين الموضوع والهيكل وان كانت رائدة في هذه التسمية وقد اضافت عنصري التفاصيل والوزن([22])، اما احمد كمال زكي فإن شروط نجاح النص لا بد ان تتوافر في عناصر البناء الداخلية ايضا وهي عنده: العاطفة والخيال والمعنى واللغة ([23])، اما صلاح فضل فعلى الرغم من تقسيمه عناصر البناء على قسمين: عناصر شكلية (صوتية) واخرى موضوعية (دلالية)([24]) الا ان الواضح من كلامه انه يؤكد على شروط نجاح كلا القسمين اللذن يمثلان البناء الداخلي، فيما نجد تلك العناصر عند محمد فتوح احمد تتحدد بثلاثة: الايقاع والتركيب والدلالة([25])، وكلها عناصر داخلية، اما مرشد الزبيدي فيجدها باربعة عناصر داخلية ايضا: اللغة والموسيقة والصورة والموضوع([26]).

 

المبحث الثاني:البناء... مفهوما وصفيا توصيف الشكل المنجز

تعد القصيدة عملا بنائيا، فهي تبدأ بفكرة ذهنية بسيطة، لتنتهي بجسد كتابي متحقق وجوديا، والقصيدة بشكلها المتحقق تخضع لتوصيفات ترسم ملامحها، مثلما تخضع لإشتراطات تكفل نجاحها.

والفرق بين توصيف القصيدة، بوصفها وحدة بنائية مكونة من اجزاء متعددة، وبين الاشتراطات التي يجب ان تكون عليها صناعة القصيدة كالفرق بين المادة المدروسة ومنهج دراستها، فهما ميدانان متغايران، لكل منهما استقلاله وخصوصيته، بحيث يصبح الجمع بينهما تعسفا واضحا، بل خلطا لا يسوغه المنطق.

وبناءا على ما تقدم، يصبح من الضروري، ان يكون لكل ميدان من الميدانين السابقين، مصطلحاته الخاصة، التي تحدد ــ وبدقة ــ هوية كل منهما، ليتسنى للدارس والمتلقي معا الخروج بصورة واضحة لعملية الخلق الشعري.

والمتابع للمتن النقدي العربي المتخصص بدراسة القصيدة العربية، لا يخفى عليه ما وقعت فيه الدراسات الخاصة بهذا الجانب من خلط مصطلحي، الى درجة يمكن معها ان نصف هذا الخلط بالفوضى المصطلحية، وسيكون هذا المبحث خاصا بدراسة البناء بوصفه شكلا منجزا.

فالبناء بمعنى الشكل المنجز، هو هيكل القصيدة القائم الماثل للعيان، ودراسته تعني توصيف مكونات القصيدة الخارجية، او الداخلية، أي انه عمليا يدل على دراسة الاجزاء الخارجية للقصيدة من: مقدمة الى التخلص ثم الموضوع وصولاً الى الخاتمة، ثم الانتقال لدراسة المكونات الداخلية لها التي تتكون من: دراسة اللغة الشعرية: الالفاظ، والتراكيب، والجمل، والاساليب، والابيات، والبناء بهذا المعنى نادرا ما يختلف من غرض لآخر، اومن شاعر لآخر، منذ نشوء القصيدة العربية قبل الاسلام الى العصر الحديث الا في حالات قليلة.

وبناءا على ما تقدم، فإن ميدان البحث، ومجال الدراسة لهذا المفهوم من البناء انصب على بنية القصيدة الخارجية، ثم الوقوف على ما تخفيه من آليات داخلية، ومن ثم تفكيك اجزائها لمعرفة الآليات الحاكمة لعلاقة تلك الاجزاء ببعضها، وهو بهذا غير معني بما يجب ان تكون عليه تلك الاجزاء معياريا، وغير معنى ايضاً بما يجب ان تكون عليه عملية الخلق الشعري وادواته من خيال او تصوير او غير ذلك، فهو مفهوم وصفي تحليلي وليس معياريا، معني بما هو كائن وليس بما يجب ان يكون.

وفضلا على ما تقدم فإنه مما يندرج تحت هذا المفهوم من البناء توصيف خطوات انشاء القصيدة وصناعتها، اذ ان: ((كل مرحلة من هذه المراحل تمثل خطوة في إتمام مشروع العمل الشعري، ويستلزم تبعاً لهذا الاساس ايجاد رابط لفظي او معنوي يربط تلك الوحدات برابط الوحدة القدية المشتركة، ولما كان هذا المضمار اسا لابد منه في عملية البناء الشعري فقد اقتضى براعة في وضع اللبنات موضعها المناسب حتى تتجاذب اقطاب المراحل مع بعضها بعضاً))([27])

وقد حاول ابن قتيبة ان يضع تأسيسا تاريخيا لهذا المفهوم من البناء حينما قال: ((وسمعت بعض اهل الادب يذكر ان مقصد القصيدة إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار. فبكى وشكا، وخاطب الربع، واستوقف الرفيق، ليجعل ذلك سببا لذكر اهلها الظاعنين عنها، اذ كان نازلة العمد في الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة المدر، لإ نتقالهم من ماء الى ماء وانتجاعهم وتتبعهم مساقط الغيث، حيث كان، ثم وصل ذلك بالنسيب فشكا شدة الوجد والم الفراق، وفرط الصبابة والشوق، ليميل نحوه القلوب، ويصرف اليه الوجوه... فإذا علم انه استوقف من الاصغاء اليه والاستماع له، عقب بايجاب القول، فرحل في شعره، فشكا النصب والسهر، وسرى الليل، وحر الهجير، وانضاء الراحلة والبعير، فاذا علم انه قد اوجب على صاحبة حق الرجاء، وذمامة التأميل، وقرر عنده ما ناله من المكاره في المسير، بدأ في المديح...))([28]).

نجد في النص السابق ان ابن قتيبة حاول ان يضع يده على اجزاء القصيدة العربية الاساسيه الا انه قدم وأخر بين تلك الاجزاء والموضوعات التي تعالجها ؛ فالشاعر (مقصد القصيدة) يبدأ بالمقدمة التي تتضمن وصف الديار ثم يذكر معاناته، ومن بعد ذلك يستوقف الصحب ليتخلص لذكر احبابه وهجرانهم عنها بغية امالة قلوب السامعين اليه ليكون ذلك مدخلاً مناسبا للدخول في غرضه وهو المديح: ((فالشعراء يبدأون قصائدهم بوصف الديار وحالها في نفوسهم من ذكريات وبالغزل والحديث عن الحبيبة وديارها قبل ان ينتقلوا الى ما نكبتهم به ضرورة العيش وهو المديح استجداء لرمز الممدوحين))([29]).

ويبدو ان هذا الترتيب بين اجزاء القصيدة كان اشبه بالدستور الذي يسير بمقتضاه الشاعر حينما يريد بناء قصيدة: ((فالشاعر يبدؤها بوصف الاطلال والديار والنسيب، ثم يستطرد الى وصف الصحراء، او حيوانها الاليف والوحشي، حتى إذا فرغ من هذا الوصف خرج الى الغرض الاساسي لقصيدته من الفخر او المدح او الهجاء او الاعتذار او الرثاء، وربما ختمها بالحكم والامثال))([30]).

ومعنى هذا ان الاجزاء البنائية للقصيدة العربية على وفق هذا المفهوم من البناء انحصرت في ثلاث وحدات: المقدمة والتخلص والموضوع، وقد تناولها الشاعر العربي بحسب ما ذكره ابن قتيبة في نصه السابق في ثلاث مراحل وهي: الافتتاح والرحلة والغرض، فلقد: ((تحددت صيغ مدخل القصيدة الجاهلية الموروثة عبر ثلاث مراحل ؛ اولها: الافتتاح الذي يعالج فنون الطلل والظعن والنسيب والغزل والخمر والشيب والشكوى والفروسية وما الى ذلك من صور ظلت البيئة الجاهلية تغذيها، وتحدها بالتفاصيل المتجددة، وظل الشاعر يتخذها منفذا تعبيريا لحديث النفس في تأملها للماضي... وثانيها: الرحلة التي تتخذ ـ غالباً ـ مجرى وصف الناقة ورحلتها... وثالثها: الغرض الذي تعالجه القصيدة ويتمثل في الاستجابة الآنية لظرف طارئ يستدعي المديح او الهجاء او الرثاء او الفخر...الخ ويتخذ الشاعر منفذا تعبيريا لا ستشرافه الذاتي وتطلعه الى النموذج الاعلى لمثله في الحياة))([31]).

ونرى عند النقاد العرب القدماء تأكيداً على ضرورة تماسك تلك الاجزاء، فقد اشار الحاتمي الى ان: ((القصيدة مثلها مثل خلق الانسان في اتصال بعض اعضائه ببعض، فمتى انفصل واحد عن الآخر، او باينه في صحة التركيب، غادر بالجسم عاهة تتخون محاسنه وتعفي معالم جماله))([32])، وهذا الكلام يحيلنا الى مفهوم الوحدة العضوية للقصيدة التي يفترض ان تكون كالكلمة الواحدة ((في اشتباه أولها بآخرها، نسجاً ولفظاً، ومعنى))([33]).

وفيما يخص البناء الداخلي فقد وجد النقاد العرب ان المكونات الداخلية للقصيدة العربية يعد الوجه الآخر لبنائها الخارجي، فقد زاد الدكتور نوري حمودي القيسي على عناصر وحدة القصيدة عناصر اخرى تصب في بنائها الداخلي منها: ((الترابط العضوي بين الاغراض التي يطرقها الشاعر، ووحدة الفكر التي تشد اجزائها، ووحدة الحدث، وترابط الحدث، وترابط الافعال التي تأتي وفق سياق محكم وتسلسل مترابط))([34]).

وقد نجد هذا المفهوم للبناء ـ بمعنى الشكل المنجز ـ يقترب من دراسة الوحدة العضوية للقصيدة التي سبق ارسطو العرب في التركيز على ضرورتها اثناء حديثه عن المأساة اليونانية اذ رأى ارسطو ان تلك الاجزاء يجب ان تكون متماسكة: ((بحيث اذا نقل او بتر جزء انفرط عقد الكل وتزعزع لأن ما يمكن ان يضاف اولا يضاف دون نتيجة ملموسة لا يكون جزءاً من الكل))([35]).

وعلى الرغم من تلازم مكونات البناء الداخلي والبناء الخارجي للقصيدة، وعدم انفصالهما منطقيا، وصعوبة تصور اي واحد منهما دون تصور الآخر، يرى الباحث ضرورة فصلهما في دراسة القصيدة، اذ ان مزجهما معا تحت مفهوم واحد في الدراسة، وكأنهما شيئا واحدا كثيرا مما يؤدي الى نتائج دراسية سلبية لا تصب في الكشف عن آاليات القصيدة، وربما تؤدى الى تكوين صورة مشوشة وغير دقيقة عنها.

فقد اوجدت الدراسات النقدية الحديثة مصطلحا جديدا ملتبسا هو: البناء الفني، للدلالة على محمولات المصطلحين السابقين معا، ومن خلال استعراض المتون النقدية الحديثة، واستعراض ما انجزته الجامعات من رسائل واطاريح اكاديمية نجد ان المراد بمصطلح البناء الفني: دراسة هيكل القصيدة او شكلها المنجز فضلا على دراسة البناء الداخلي لها: اللغة الشعرية، والاساليب، والصورة الفنية، وربما تجمع تلك الدراسات بين مكونات القصيدة المتقدمة الى جانب ما يجب ان تكون عليه عملية الخلق الشعري، وهو جمع لا مبرر له ولا يسوغه المنطق العقلي.

لقد اوقع هذا المفهوم كثيرا من القراء والمتلقين العرب في لبس، وقد لا يستطيع القارئ ان يتبين له مفهوما موحدا او تعريفا دقيقا في دراسات النقاد المعاصرين، فقد بان الخلط واضحا في المؤلفات الحديثة بخصوص تحديد المصطلحات الخاصة بدراسة مكونات القصيدة العربية، وعلى سبيل التمثيل ورد المصطلح المذكورعند الدكتور مرشد الزبيدي واراد منه: ((بناء العبارات والصور والموسيقى والافكار والتركيبات اللغوية والعواطف المتآلفة والمتضادة فيها...)) ([36])، وهذا معنى عام غير مخصص، يشتمل على دراسة اوجه القصيدة كلها، وهو معنى يبتعد من مفهوم دراسة وحدات القصيدة الذي يتفق مع الرؤية السابقة لمفهوم البناء، ومما يزيد الامر غموضا والتباسا ان الاستاذ الزبيدي يعود ثانية ليعقد مقارنة بين المصطلح المذكور ومصطلح آخر هو: الوحدة العضوية، قائلاً: ((وان الفرق بين المفهومين فيما ترى يتعلق بطرائق التحليل، ففي حالة دراسة الوحدة العضوية يتعلق البحث بدراسة العلاقات التي هي الاقسام التي يتكون منها النص بينما في حالة البناء الفني يتعلق الامر بدراسة العناصر المكونة للقصيدة فضلاً عن دراسة علاقات الاقسام المكونة لها، فالبناء الفني... اشمل من وحدة القصيدة، وهو يتضمنها، ولذلك يكون من المناسب في بنية العمل الفني ان يخصص جزءاً من دراسته لموضوع وحدة القصيدة))([37]).

ولا يمكن التسلسم بصحة هذا الكلام بمجمله لتناقضه لا سيما في الجزء الاخير منه حينما اراد من (مصطلح البناء الفني): الدراسة الشاملة للقصيدة أي جعل مفهومي البناء: الشكل المنجز، وعملية الخلق والتكوين منظويات تحته، مع الاشارة الى ان هذا اللبس الذي يتمثل في تعميم مصطلح البناء الفني وارد في اكثر المصادر التي عنونت بهذا العنوان([38]).

ويرى الباحث ان مصطلح (البناء الفني) مصطلح غير دقيق، فهو يثير كثيراً من الارباك اولا، ثم اذ انه لم يرد في المتن النقدي العربي القديم ثانيا، فالمدونة النقدية العربية قد درست القصيدة العربية في اغلب الاحوال على وفق مفهومي البناء اللذين ذكرناهما.

ونجد الامر ذاته عند الدكتور جودت فخر الدين في كتابه (شكل القصيدة العربية)، فقد استعمل الدكتور جودت مصطلحا آخر ليس اقل ارباكا من مصطلح البناء الفني، فقد استعمل مصطلح: الشكل، بوصفه مصطلحا جديدا في دراسة القصيدة العربية، فقد جعله جامعا لمفهومي البناء السابقين في سلة واحدة، فالشكل عنده يتحدد بهذه المعادلة:

الشكل = المعنى + المبنى

وبذلك فإن مفهوم الشكل عند الدكتور فخر الدين مفهوم عام يمكن للدارس من خلاله دراسة كل ما يتعلق بالقصيدة بصورة غير محددة، مما افقد هذا المصطلح هويته ([39]).

وبناءا على ما قدم يرى الباحث انه يتوجب على الدارس إن اراد معالجة الشكل الخارجي المنجز وهيكلها المعماري والهندسي فإن مصطلح البناء الخارجي اومصطلح البناء الهيكلي هو المصطلح الملائم لدراسته، ويقع تحت هذا النوع من الدراسة: دراسة اللغة الشعرية: الالفاظ والتراكيب والجمل والاساليب والابيات، واجزاء القصيدة من مقدمة وتخلص وموضوع وخاتمة، فضلا على دراسة الايقاع بنوعيه: الخارجي والداخلي، اما إذا أراد دراسة عناصر القصيدة الداخلية: الافكار والعواطف، الخيال، الصور الفنية، والحالات النفسية فإن مصطلح البناء الداخلي سيكون المصطلح المناسب لدراسته.

 

خاتمة

من خلال العرض السابق تبين للباحث ان مفهوم البناء لم يحظ بمصداق موحد عند نقادنا القدامى والمحدثين معاً، فتحتَ هذا المفهوم انطوت موضوعات لا جامع بينها سوى انها تُعنى بدراسة القصيدة لا سيما بعد ان تناسل مصطلح البناء الى مصطلحات غير دقيقة لا تفي بمصاديقها، وبناءا على ذلك يرى الباحث ان مصطلحات مثل البناء الفني او البناء الموضوعي لا ضرورة لها كونها تثير من الاشكاليات اكثر مما تسلطه من اضواء في المجالات التي تدرسها داخل الجسد الشعري التقليدي، وتبعاً لذلك وانسياقاً مع المنطق العقلي نرى ان يدرس بناء القصيدة وفق مخطط الاتي:

البناء بمعنى عمليات التكوين او الصناعة او الخلق او الانشاء، ويدرس تحت هذا الباب:

أ. شروط تكوين القصيدة وخلقها وقوانين صناعتها.

ب. ودراسة عملية الابداع الشعري.

ج. كيفية تكوين الافكار وتبلورها وشروطها.

د. آليات توصيف العواطف وبيان صدقها من عدمه.

ذ. تحليل الاخيلة ودراسة مدى دقتها.

اما البناء المنجز، فيقع تحته دراسة:

اولاً: البناء الهيكلي، او الشكلي، او الخارجي، او المنجز، ويندرج تحته:

  • نشاة القصيدة شكليا وتطورها الشكلي.
  • انواع القصيد: ارجوزه، مقطوعة، قصيدة، موشح... الخ
  • اجزاء القصيدة: مطلع، مقدمة، تخلص، موضوع، خاتمة.

ثانيا: البناء الداخلي، ويدرس:

أ. اللغة الشعرية، الالفاظ، التراكيب، الاساليب.

ب. الايقاع، الخارجي، الداخلي.

ج. الصورة الفنية، عناصرها، انواعها، التشخيص، التجسيد، التجسيم، الرمز.

د. الافكار، والعواطف، والاخيلة.

 

مصادر ومراجع

  1. الادب وفنونه، د. محمد مندور، دار نهضة مصر للطبع والنشر، مصر، ط2، د.ت.
  2. البناء الفني للقصيدة العربية، د. محمد عبد المنعم خفاجي، مكتبة القاهرة، د. ت.
  3. البناء الفني في قصيدة الحماسة العباسية، د. سعيد حسون العنبكي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 2008.
  4. بناء القصيدة في شعر الشريف الرضي، د. عناد غزوان، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 2008.
  5. بناء القصيدة الفني في النقد العربي القديم والمعاصر، د. مرشد الزبيدي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1994.
  6. بناء القصيدة في النقد العربي القديم في ضوء النقد الحديث، د. يوسف حسين بكار، دار الاندلس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط2، 1983.
  7. البيان والتبين، الجاحظ، ابو عثمان عمر بن بحر (ت255هـ) تحقيق عبد السلام هارون، مطبعة البابي الحلبي واولادة، مصر، ط1، 1938.
  8. شكل القصيدة العربية في النقد العربي القديم حتى القرن الثامن الهجري، د. جودت فخر الدين، دار الآداب، بيروت، ط1، 1984.
  9. حلية المحاضرة، الحاتمي، ابو علي محمد بن الحسين المظفر (ت388هـ) تحقيق جعفر الكتاني، المكتبة الوطنية، بغداد، 1979.
  10. الحيوان، الجاحظ، ابو عثمان عمر بن بحر (ت255هـ) تحقيق عبد السلام محمد هارون، مطبعة البابي الحلبي واولاده، مصر، ط1، 1938.
  11. شعر اوس بن حجر ورواته الجاهليين، دراسة تحليلية، د. محمود عبد الله الجادر، دار الرسالة للطباعة، بغداد، 1979.
  12. الشعر والشعراء، ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم الدينوري (ت276هـ) تحقيق محمد محمود شاكر، القاهرة، 1966.
  13. العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، القيرواني، ابو علي الحسن بن رشيق الازدي (ت456هـ) تحقيق محمدمحي الدين عبد الحميد، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، بيروت، ط4، 1972.
  14. عيار الشعر، ابن طباطبا، محمد بن احمد العلوي (322هـ) تحقيق عباس عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1982.
  15. فحولة الشعراء، الاصمعي، ابو سعيد عبد الملك بن قريب (ت216هـ) تحقيق محمد عبد المنعم خفاجه وطه محمد الزين، مطبعة المنيرية في الازهر، ط2، 1962.
  16. فن الشعر، ارسطو، ترجمة عبد الرحمن بدوي، بيروت، 1973.
  17. الفن ومذاهبه في الشعر العربي، د. شوقي ضيف، دار النعارف مصر، ط13، 2004.
  18. فلسفة الجمال في الفكر المعاصر، د. محمد زكي العشماوي، بيروت، 1980.
  19. في النقد الادبي، د. شوقي ضيف، دار المعارف، مصر، ط3، د. ت
  20. قراءة اخرى في شعر المتنبي، د. محمد فتوح احمد، مكتبة القاهرة، 1983.
  21. قضايا الشعر المعاصر، نازك الملائكة، دار العلم للملايين، بيروت، ط5، د. ت.
  22. كتاب الصناعتين، العسكري، ابو هلال الحسن بن عبد الله (ت 395 هــ)، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد ابي الفضل ابراهيم، البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، 1952.
  23. لسان العرب، ابن منظور، ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الانصاري (ت711هـ) تحقيق عبد علي الكبير ومحمد احمد حسب الله وهاشم محمد الشاذلي، دار المعارف، مصر، د. ت.
  24. محاضرات في تاريخ النقد عند العرب، د. ابتسام مرهون الصغار ود. ناصر حلاوي، جامعة بغداد، مطابع دار الحكمة، الموصل، 1990.
  25. الموازنة بين ابي تمام والبحتري، الامدي، ابو القاسم الحسن بن بشر (ت370هـ) تحقيق احمد صقر، دار المعارف، مصر، 1960.
  26. نظرية البنائية في النقد الادبي، د. صلاح فضل، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط3، 1987.
  27. النقد الادبي الحديث، اتجاهاته واصوله، د. احمد كمال زكي، مكتبة القاهرة، 1972.
  28. نقد الشعر، قدامة بن جعفر (ت337هـ) تصحيح س. أ بو حيباكر، مطبعة بريل، ليدن، 1956.
  29. نوافذ الوجدان الثلاث، دراسة نفسية في شعرية الخطاب الادبي، د. سعيد يعقوب، مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط1، 2005
  30. الوساطة بين المتنبي وخصومه، الجرجاني، القاضي علي بن عبد العزيز (ت366هـ) تحقيق محمد ابي الفضل ابراهيم، وعلي محمد البجاوي، البابي الحلبي وشركاه، مصر، ط4، 1966.

 

البحوث والاطاريح

  1. شعر رثاء الامام الحسين في العراق ابتداء من سنة 110هـ حتى سنة 1350هـ، دراسة فنية، خالد كاظم حميدي، رسالة ماجستير، كلية الاداب، جامعة الكوفة، 2007.
  2. مراثي الامام الحسين في الشعر العراقي للحقبة 1900 ـ 1950 دراسة في الموضوع والفن، علي حسين يوسف، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة كربلاء، 2009.
  3. ملامح من صور البناء الفني لقصيدة الحرب، د. نوري حمودي القيسي (بحث) مجلة دراسات الاجيال، بغداد، السنة الثانية، العدد الثالث، 1981.

 

 

[1]-  ينظر ، لسان العرب: 1 / 365.

[2]-  نوافذ الوجدان الثلاث: 195.

[3] - ينظر ، لسان العرب: 1 / 365.

-[4] ينظر, الشعر والشعراء: 1/ 67

-[5] فحولة الشعراء: 13

[6]- البيان والتبين: 1 / 67.

-[7] الحيوان: 3 / 132.

-[8] البيان والتبين: 1 ـ 83.

-[9] عيار الشعر: 4.

-[10] نقد الشعر: 4.

-[11] العمدة: 1 / 124.

-[12] الوساطة: 24.

-[13] الموازنة: 1 / 402.

-[14] البيان والتبين: 1 / 135 ـ 136.

-[15] عيار الشعر: 11.

-[16] ينظر: محاضرات في تاريخ النقد عند العرب: 188.

-[17] كتاب الصناعتين: 139.

[18]- العمدة: 1 / 210.

-[19] الفن ومذاهبه في الشعر العربي: 22.

-[20] ينظر: البناء الفني للقصيدة العربية: 45.

-[21] ينظر ، فلسفة الجمال: 119.

-[22] ينظر ، قضايا اشعر المعاصر: 234.

[23]- ينظر ، النقد الادبي الحديث: 45.

-[24] ينظر ، نظرية البنائية في النقد الادبي: 294

[25]- ينظر ، قراءة اخرى في شعر المتنبي: 45.

[26]- ينظر ، بناء القصيدة الفني: 25.

-[27] شعر رثاء الامام الحسين في العراق (اطروحة): 11.

[28]- الشعر والشعراء: 1 / 94.

-[29] م. ن: 1 / 74 ـ 75.

-[30] الادب وفنونه: 59

-[31] في النقد الادبي: 154.

-[32] حلية المحاضرة: 1 / 215.

-[33] عيار الشعر: 126.

-[34] ملامح من صور البناء الفني لقصيدة الحرب: 109.

-[35] فن الشعر: 26.

-[36] بناء القصيدة الفني: 14.

[37]- ينظر, م ن: 56.

[38]- بناء القصيدة الفني في النقد العربي في ضوء النقد الحديث ، والبناء الفني للقصيدة العربية ، وبناء القصيدة في شعر الشريف الرضي ، والبناء الفني في قصيدة الحماسة العباسية ومراثي الامام الحسين في الشعر العراقي 1900 ـ 1950 (اطروحة).

[39]- ينظر, شكل القصيدة العربية: 23.