من صفحة: 380
إلى صفحة: 400
النص الكامل للبحث: PDF icon 180530-215200.pdf
خلاصة البحث:

تناولت في صفحات هذا البحث شخصية إسلامية غاية في الأهمية رافقت الإمام علـي بن موسى الرضا  عليهم السلام  وكان من المقربين له جدا ذلك هو الشـيخ عبد الســــلام بن صالح الهروي أبا الصلت خادم الإمام الرضا  عليه السلام  كما كان يســمي نفسه فهو واحد من أصحاب الإمام الرضا  عليه السلام  وأمنا سره، والحق هو كذلك وعلى هذا الأساس من الإنصاف والعدل والواجـــب أن نتعرف أكثر على شخصيته وعن العلوم والمعارف التي نقلها ألينا الشيخ الهروي عن أهل البيت  عليهم السلام  ومــن المؤسف حقا انه لاتوجد مؤلفات كثيرة عن هذا الرجل المهم والمظلوم الذي يعد واحدا من رواد الحديث وخصــــوصا الحديث المنقول عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليهم السلام . وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيــــمه الى ثلاثة مباحث تناولنا في المبحث الأول تعريفا كاملا لأسمه ونسبه وولادته ونشأته وبداياته في نقــــــل الحديث وكتابته، كما أسهبت متطرقا عن ابرز شيوخه وتلاميذه حتى وفاته سنة 236هـ، إما المبحث الثاني فقد كان الحديث فيه عن أخبار الإمام الرضا  عليه السلام  التي نقلها الشيخ الهروي باعتباره كان ملازماً ومقرباً له  عليه السلام  فهو اصــــــدق من ينقل عنه ويروي أحاديثه، فقد أورد وذكر قصة استشهاد الإمام الرضا  عليه السلام  بشكل مفصل لأنه الشخص الوحيد الذي كان عند الإمام  عليه السلام  ليلة استشهاده، وكذلــــــــك تحدث الشيخ الهروي عـــن المـــواقف التي دارت بين الحاكم العباسي المأمون والإمام الرضا  عليه السلام  بأدق تفاصيلها، اما المبحث الثالث فقد كان الحديث فيه عن الأحاديث النبوية الــشريفة المروية عن ابي الصلت الهروي ونظرا لدقتها وصحتها لانها منقولة عن عالم ال محمد الامام الرضا  عليه السلام  فهي اذن اصدق ماروي من الاحاديث النبوية الشريفة واهمها، لذلك نالت جانباً من الاهتمام والرعاية في هذا البحث. وقد اعتمدت على عدد من المصادر في اعداد وكتابة هذا البحث اهمها كتاب تهذيب الكمال في اسماء الرجال للحافظ جمال الدين المزي المتوفي سنة 742هـ، وكتاب سيرة اعلام النبلاء للذهبي المتوفي سنة 748هـ، ومصادر اخرى لايسع المجال لذكرها، اما المراجع الحديثة فقد كان اهمها كتاب خادم الامام الرضا  عليه السلام  ابي الصلت الهروي للمياحي ابو جهاد وكتاب مسايرة الامام الرضا  عليه السلام  لجليل عرفات.

Abstract:

Dealt with in thesis pages of this research a very important Islamic person that accompanied Imam Ali Ibn Musa Reza (As) and was close to him, he is: (Abdul Salam Bin Saleh Abu Salt Heravi) Imam Riza (As) Sever as he calls himself if, he is one of the followers of Imam Reza (As) and his secrets trustees, and he was, and for this its from quity and justice and the duty to know more about this person and his science and knowledge that by him to which is related with Ahl Al-Bayt (As).

It is really onfortunate that there are no books recieter about this important and oppressed man who is one of the pioneers of hadeeth especially hadeeth, that transferred from the faithful Imam Ali Ibn Abi Talib, especially (P).

The nature of the research has necessitated dividing it into three sections we had in the first part, a complete definition for his name and lineage and his birth and upbringing and his beginnings in the felid of hadeeth and write it 6 also I had toke along way talking about his teachers and students until his death in 236 AH, while the second section has been talk about the news of Imam Reza (As) that conveyed by sheikh Heravi because he was so cloused to him (A), is truer.

Than convey him and tells his talks, he cited the story of the martyrdom of Imam Reza (As) with details because he was the only person who was with Imam Reza at the night of his martyrdom, as well as sheikh Heravi situations occur that took place between Al Ma'moon and Imam Reza (As) with the smallest details. The third section has been talking about the hadith irrigated by Abe Salt Heravi and Due to the accuracy, validity, of it because it reproduces Imam Reza (As) so they believe to be the mosty Honest hadith every, so had gave attention and care for it in this research. I had relied on a number of sources in the preparation and writing of this research such as: (Tahtheeb Al Kamal of Asma'a Alrijal) for Hafiz Jamaluddin Mazzi (Abu) Hajjak the year 742 AH, and the book: (serat Alam Al nobala for Al Thahabi) (d. 748 AH), and other sources that I can';t mention. About the modern references was the most important book is: (Imam Reza (As) Abe Salt Heravi) for Maahi Abu Jihad and the book: (Mosayarat Al Imam Al Riza for Jalil Arafat).

البحث:

المقدمة

تناولت في صفحات هذا البحث شخصية إسلامية فذة أفنت حياتها في خدمة عترة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله  وكان نصيبها خدمة سيدي ومولاي الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، ألا وهو الشيخ عبد السلام بن صالح الهروي، وكان الدافع لاختيار هذه الشخصية والكتابة عنها، أني قمت بزيارة ضريح الإمام الرضا  عليه السلام  وبعد إنهاء زيارتي للضريح المقدس طلبت أن ازور مراقد ومقامات أصحابه الكرام فتشرفت بزيارة مرقد الشيخ الهروي وبعد الاطلاع على سيرته وحياته ومجاورته وملازمته للأمام الرضا  عليه السلام  بحثت عن أصله وفصله وتأريخه فوجدته واحداً من أشهر واشرف علماء عصره وله شخصية كبيرة وصدق حديث فشجعني ذلك على أن اكتب عنه هذا البحث المتواضع.

وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة مباحث كان الحديث في المبحث الأول عن اسمه الكامل ونسبه وولادته ونشأته وكيف رافق الإمام الرضا  عليه السلام  وأسلوب مرافقته، وكذلك رأي العلماء المحبين والحاقدين عليه وأبرز شيوخه وتلاميذه وسنة وفاته ونهاية حياته التي أفناها في خدمة سيده ومولاه الإمام الرضا  عليه السلام  وأسهبت متطرقاً في المبحث الثاني عن أخبار الإمام الرضا  عليه السلام  التي أوردها شيخنا الفاضل( أبي الصلت) الهروي فهو أكثر من روى وحدث ونقل أخبار الإمام الرضا  عليه السلام  وذلك لأنه هو من لازمه أطول فترة في حياته وكان من اقرب المحبين للإمام، وقد تعلم منه الكثير الكثير ونهل من بحر علمه الواسع مما جعله المتفوق دائما وفي كل المناظرات والجلسات العلمية التي أجراها مع المناهضين والمناوئين لأهل البيت  عليهم السلام  كما إن الشيخ الهروي من الذين كرمهم الله سبحانه وتعالى ببركة العلم ونور قلبه بالأيمان الصادق ومحبة أهل بيت النبوة  عليهم السلام  فهو أخر من نظر إلى الإمام الرضا  عليه السلام  وشارك في مراسيم غسله وتكفينه والصلاة عليه بعد استشهاده وروى ذلك إلى المقربين والمحبين وتعجبه مما رأى في تلك الليلة التي استشــهد فــيــهاالإمام الرضا عليه السلام .

اما المبحث الثالث فقد كان الحديث فيه عن الأحاديث المروية عن الشيخ أبي الصلت الهروي وكيف كان شيخنا الجليل يسافر ويجوب البلاد بحثا عن الصدق في رواية الحديث والتأكد من رواته وناقليه مع التركيز على الأحاديث التي تخص أهل البيت  عليهم السلام  وخصوصاً سيدنا ومولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليهم السلام  لذلك تهجم على الشيخ الهروي الحاقــدين والـــمناهـضين لأل رسول الله  صلى الله عليه وآله  وعترته الطاهرة واتهامهم الشيخ الهروي بالكذب والنفاق وحاشا لله أن يكون عبد السلام بن صالح الهروي من هؤلاء.

وقد اعتمدت على بعض المصادر في كتابة وأعداد هذا البحث كان من أبرزها كتاب سيرة أعلام النبلاء، للشيخ الذهبي المتوفى سنة 738هـ وكتاب تهذيب التهذيب لابن حجر المتوفى سنة 852هـ، وكتاب عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق وكتاب بحار الأنوار للشيخ ألمجلسي وكتاب معجم رجال الحديث للشيخ الطوسي.

المبحث الأول:-اسمه ونسبه وولادته ونشأته وتلاميذه وشيوخه

أسمه ونسبه:

عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة بن هاوش وكان هاوش من مدينة هرات إحدى اكبر مدن خراسان القديمة في أفغانستان حالياً ([1]).

وكان جده الأعلى هاوش قد وقع بيد الجيوش الإسلامية أسيرا أيام حكم عثمان بن عفان وعندما كانت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لنشر الديانة الإسلامية وإعلاء كلمه الله، كان هاوش فارساً وشاباً يمتاز بمهارة ركوب الخيل وخوض السباقات. ومن التقاليد المعروفة عند القادة العرب أيام الفتوحات الإسلامية هو جلب الحرفيين ومن له صنعه إلى المدينة للاستفادة من خدماتهم وصنعتهم، فكان هاوش واحد من هؤلاء الذين تم جلبهم إلى المدينة لبراعته في ركوب الخيل ومعرفة أنسابها وكيفية تدربيها وتربيتها ([2]).

تزوج هاوش في المدينة وأنجب أولاد وبنات وكان من الموالين لآل محمد  صلى الله عليه وآله  ومن المقربين للأمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده  عليهم السلام  وكان زواجه من السيدة فضة من نساء المدينة المنورة وتحالفه مع إحدى قبائل قريش برئاسة عبد الرحمن بن أبي سمرة القريشي، لذلك عرفت عائلة أبي الصلت الهروي فيما بعد بمولى عبد الرحمن بن سمرة القريشي.

ولادته ونشأته:

ولد عبد السلام بن صالح المكنى (أبا الصلت) في المدينة المنورة سنة 160هـ وسماه أبوه عبد السلام، ومنذ طفولته كان أبو الصلت الهروي محباً لمجالس العلم والعلماء والبحث، خصوصاً في علم الحديث لذلك تتلمذ على يد كبار العلماء مثل سفيان بن عيينة المتوفى سنة 178هـ ومن اجل طلب العلم سافر أبو الصلت الهروي إلى بلدان إسلامية كثيرة للبحث عن الحديث وعن الرواية وجــالــس العـلـماء وخصوصاً في بغداد حاضرة الدولة العباسية آنذاك والبصرة والكوفة ونيشابور والحجاز وبلدان إسلامية أخرى.

كانت بداية حياته أيام الإمام الرضا  عليه السلام  وكان من الملازمين له والراوي لأحاديثه وأخباره: بل في(تهذيب الكمال) هو خادم الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  وذكروا عنه أنه كان عالماً فقيهاً أديبا يرد على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية والزنادقة والقدرية ويناظرهم وفي كل ذلك كان الظفر له ([3]) وذكروا أيضا: أنه كان يقدم أبا بكر وعمر ولا يذكر أصحاب النبي  صلى الله عليه وآله  إلا بالجميل والخير ([4]) ولكن اغلب المؤرخين والرواة رموه بالتشيع لروايته عن الإمام الرضا  عليه السلام  وذكر مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليهم السلام  الدالة على أفضليته و إمامته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله  كروايته للحديث القائل (أنا مدينة العلم وعلي بابها)([5]). والذي كان من أكثر الأحاديث التي أغاضت أعداء أهل البيت  عليهم السلام  وأعداء أبي الصلت الهروي مما دفعهم إلى الهجوم على أبي الصلت واتهامه بالكذب والخبث. رغم أن هذا الحديث جاء على لسان اغلب رواة الحديث فقد رواه الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي  صلى الله عليه وآله  كما رواه أبي معاوية، وإسماعيل بن مجالد وأبو الفتح الكوفي والحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي وأخرجه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات ([6]) وربما ذكر الشيخ الهروي لأهل البيت  عليهم السلام  الكثير وحبه لهم دفع أعداؤهم والحاقدون عليهم إلى مهاجمة كل من يأتي بذكرهم والثناء عليهم وخاصةً في العصرين الأموي والعباسي وهذا حال موضوع بحثنا العالم والفقيه أبي الصلت الهروي رغم انه كان يذكر أبا بكر وعمر وسائر الصحابة بالجميل والحسن ولا يغلو أبدا في ذكرهم ([7]).

وقد ذكر ابا الصلت الهروي العديد من المؤرخين والمحدثين والرواة فمنهم من اطرا عليه وذكره بخير ورفع من شانه، فقال عنه الشيخ النجاشي  انه ثقة صحيح الحديث ([8]) وذكره السيد الخوئي  لااشكال في وثاقته ولعلها من المتفق عليه بين الموالف والمخالف ([9]) وذكره أيضا يحيى بن نعيم حيث قال:أبو الصلت نقي الحديث، ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم يرَ منه كذب ([10]) وقال: عنه احمد بن سعيد الرازي إن أبا الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث، إلا انه يحب آل الرسول  صلى الله عليه وآله  وكانوا دينه ومذهبه ([11]) وذكره الذهبي في سيرة أعلام النبلاء فقال: عنه الشيخ العالم العابد شيخ الشيعة، له فضل وجلال... وكان زاهداً متعبداً ([12]) ومع هذا الإطراء والثناء من قبل كل هؤلاء المحدثين والرواة فقد قذفه البعض الأخر واتهموه بالكذب والخبيث فقال عنه أبو احمد بن عدي الجرجاني:له عــــن عبد الرزاق أحـاديث منا كير في الفضائل، وهو متهم في هذه الأحاديث ([13]) كما اتهمه أبو جعفر العقيلي وقال عنه: رافضي خبيث، ومرة يقول عنه كذاب، ومرة غير مستقيم الأمر ([14]) ولكن ابن حجر رد على العقيلي فقال أفرط العقيلي في قوله كذاب ([15]) كما نال منه أبو حاتم الرازي فقال: لم يكن عندي بصدوق وهو ضعيف ([16]) وبعد البحث عن شخصية أبي الصلت الهروي وجدنا إن اغلب رواة الـــحديث وأفـقـهـهـم

كانوا يخصون أبا الصلت بالثناء والمديح وحسن السيرة وصدق الحديث ولم يذكره بالسوء إلا الموالين للأمويين والعباسيين.

شيوخه وتلاميذه:

كان أبو الصلت الهروي قد تتلمذ على يد ابرز وأشهر علماء عصره وعلى رأسهم الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين) فهم اعلم الأولين والآخرين، وكذلك الشيخ والفقيه إمام عصره عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني والإمام مالك بن انس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو أبو عبدا لله الاصبحي الحميري، والاصرم بن غياث النيسابوري الخراساني الشيباني أبو غياث وجرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط بن هلال بن النضر أبو عبدا لله الكوفي الرازي وسفــيان بــن عييـــنة بن ميسون أبو احمد المكي الهلالي، وغيرهم الكثير وهؤلاء هم النخبة من العلماء والفقهاء والمعروفين آنذاك ([17]).

أما ابرز تلاميذه وهم كثر أيضا ومنهم الفقيه و العالم المعروف عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الرحمن البغدادي الشيباني، وعلي بن محمد بن علي بن حيان أبو الحسن الخزاعي ومحمد بن أيوب بن سنان بن يحيى أبو عبد الله البجلي الرازي ومحمد بن زكريا بن يحيى بن صالح أبو شريح القفاعي ويعقوب بن يوسف بن أيوب أبو البكر البغدادي وهؤلاء هم النخبة الأولى من تلاميذ الشيخ الفاضل أبي الصلت الهروي الذي روى عن الثقاة من العلماء عصره وفي مقدمتهم الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  وإسماعيل بن عياش وجرير بن عبد الحميد وجعفر بن سليمان الضجعي وحماد بن زيد([18]). 

ومما ذكر عن شيخنا الفاضل أبي الصلت الهروي ما كتبهُ الشيخ الطوسي إذ قال عنه من أبناء العامة ([19]) وربما كان قول الشيخ الطوسي هذا سنداً إلى مواقف الشيخ أبي الصلت الهروي من صحابة رسول الله  صلى الله عليه وآله  عند ذكرهم فهو كما أسلفنا يذكرهم بالحسن والجميل والخير دائماً لذلك كان يتهم بأنه من السنة وأحيانا أخرى يتهم بأنه من الشيعة ولكن في حقيقة القول انه شيعياً تتلمذ ودرس على يد الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  بل كان خادمه ونديمة الذي لا يفارقه، ومن أشهر مؤلفات العالم والفقيه أبي الصلت الهروي كتابه وفاة الإمام الرضا  عليه السلام  والذي أورد فيه بحثاً مفصلاً عن حياة الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  وأحاديثه وما جرى له في حكم المأمون العباسي.  

وفاتهُ:

توفي الشيخ الهروي في سنة (236)هـ في مدينة نيشابور وهذا يعني إن وفاته كانت بعد استشهاد الإمام الرضا  عليه السلام  بحوالي ثلاثين عام، وأوصى بأن يدفن إلى جانب سيده ومولاه الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  فنقلت جنازته إلى طوس وبالأخص سنباذ حيث مزار الإمام الرضا  عليه السلام  ولكــن السلطات العباسية آنذاك لم توافق على دفنه إلى جانب الإمام الرضا  عليه السلام  وأوقفوا جنازتهُ في بوابة طوس، أعنيَ منطَقةَ طَرَقْ القديمة والحالية فدفن على بُعْد فرسخين من مرقد الإمام الرضا  عليه السلام  واليوم مزاره محل تردد المسلمين من الشيعة والسنة على السواء وهو على بعد أربعة كيلومتر من مدينة مشهد المقدسة أثني عشر كيلومتر عن الحرم الرضوي الشريف ([20]) وقد أولت حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران كل الرعاية والاهتمام بالمراقد والمزارات الموجودة هناك فنجد ضريح الشيخ أبي الصلت الهروي واحداً من اكبر المزارات يزهو بأفخر أنواع البناء والريازة وجمالية المكان وينال حُسْنَ الرعاية والاهتمام شأنه بذلك شأن كل المزارات والمراقد الدينية.

المبحث الثاني:- أخبار الإمام الرضا  عليه السلام  عن أبي الصلت

هناك الكثير من العلماء والمحدثين في التأريخ الإسلامي وقد ورد عنهم أخبارٌ جمة عن أهل بيت النبوة (صلوات الله وسلامه عليهم) ولكن أخبار الشخصيات الملازمة لهم بالتأكيد تكون أكثر دقة وتفصيلاً فهذا الشيخ الهروي يروي لنا كل صغيرة وكبيرة عن الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  فيقول أبو الصلت الهروي من خلال ملازمتي ومرافقتي لعالم أل محمد  صلى الله عليه وآله  حظيت بما لا يحظى به غيري...فخصني الله بهذه الدرجة العظيمة والمنزلة الرفيعة لأني كنت خادم الإمام الرضا عليه السلام ([21]) ويضــيف أيضــا فيقول عندما تذكر مصـــــائب أهل البـــيت  عليهم السلام  ومصــيبة الإمام الرضا  عليه السلام  واستشهاده يذكر اسمي معها فيقول الخطباء قال الإمام الرضا عليه السلام : يا أبا الصلت أغلق باب الحجرة وأجمع الفراش أريد أن استشهد كما استشهد جدي الإمام الحسين  عليه السلام  في كربلاء على الأرض والتراب، يتحدث شيخنا أبو الصلت الهروي فيقول: جاء شهر رمضان المبارك وجمع الإمام الرضا عليه السلام  فراشه استعداداً للعبادة و التهجد حتى وصل عيد الفطر المبارك فطلب المأمون العباسي من الإمام الرضا  عليه السلام  أن يأتم بالمسلمين في صلاة العيد ولكن الإمام الرضا  عليه السلام كان عالماً بما يريده المأمون وما عنـــــده من أهداف يسعى لتحقيقها بحيث أصبح وجود الإمام الرضا  عليه السلام  بجنب حكم العباسيين أمراً لا يطاق وخطراً يداهم حكمهم ليل نهار، فمناظرات الإمام  عليه السلام  مع أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة وإذعان هؤلاء واعترافهم بعلم وأحقية الإمام الرضا عليه السلام  وحُب الناس الذي كان يزداد يوماً بعد يوم وعدم قبول ولاية العهد إلا بشروط منها أن لا ينصب الإمام  عليه السلام  ولا يعزل أي مسؤول ولا يتدخل في شؤون الدولة وضعه المأمون في زاوية حرجة أحرجتهُ يوماً بعد يوم ([22]).

رفض الإمام  عليه السلام  عرض المأمون لأقامة صلاة العيد إلا بشروط منها انه يقيمها كما كان يقيمها رسول الله (صلى الله علية واله وسلم) وعلي بن أبي طالب  عليه السلام  وإلا لا يخرج للصلاة، فقبل المأمون ذلك وقال: يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  مَنْ أفضل منك وأنت السيد ابن السادة فأفعل ما تريد، فقال الإمام  عليه السلام  أخبروا الناس قبل ثلاثة أيام في المدينة وأطرافها بأن تقام صلاة العيد هذه السنة بإمامتي وان تقام الصلاة بطريقة رسول الله  صلى الله عليه وآله  وعلي بن أبي طالب  عليه السلام  فدقت الطبول في شوارع المدينة وأزقتها وذهب المخبرون وقد ركبوا الخيول وزينوها إلى أطراف مرو والكل ينادي أيها المسلمون ستقام صلاة العيد لهذه السنة بإمامة عالم أل محمد الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  وبطريقة رسول الله  صلى الله عليه وآله  وعلي بن أبي طالب  عليهم السلام  وشاع الخبر بجميع نواحي مرو وأطرافها وأبتهج الناس بهذا الخبر حتى شعر المسلمون بأنهم يصلون خلف النبي  صلى الله عليه وآله  وجاء يوم العيد الأول من شوال، فهرع الناس رجالاً ونساء شيوخاً وشباباً إلى الشارع المؤدي إلى بيت الإمام الرضا  عليه السلام  وكان في طليعة هذا السيل العظيم من الناس الوزراء والمستشارون العسكريون ومسؤولوا الدولة وفي جانبي الشارع تضرب الطبول وتقرع الأبواق ابتهاجاً بفرحة العيد وفرحة إمامة الرضا  عليه السلام  للصلاة فيهم. الكل واقف وكأن الطير على رؤوس الناس فطلبوا من الإمام الخروج إلى صلاة العيد، فما كان منه  عليه السلام  إلا أن قال: دعوا الناس تتجمع بأكملها حتى لا ينحرم أحد من ثواب صلاة العيد وبدأ  عليه السلام  يغتسل ويعطر بأطيب العطور وشمر عن ساعديه وساقيه حتى المرافقين والركبتين، ويقول أبو الصلت فوضعت أمامه النعل فقال: يا أبا الصلت اليوم من أيام الله تعالى وكان رسول الله  صلى الله عليه وآله  وأمير المؤمنين عندما يخرجون لصلاة العيد يخرجوا حفاة الإقدام قد شمروا لباسهم عن ساعديهم وسيقانهم ووضعوا طرف العمائم على أعناقهم وأنا أفعل ما فعلوه، فليرى الناس كيف كانت صلاة رسول الله  صلى الله عليه وآله  وعلي بن أبي طالب  عليه السلام  ([23]).

يقول الهروي أخذتني هيبة الإمام  عليه السلام  ومظهره الذي يظهر الخوف والخشوع لله تعالى وكأني واقف أمام رسول الله  صلى الله عليه وآله  فأخذني البكاء والخشوع وهرولت إلى الباب لأفتحه حتى يرى الناس هذا المظهر الإلهي العجيب الذي لم أره قط في حياتي، فتحت الباب وضج الناس بالتكبير والتهليل وتحرك الجمع نحو الدار وكأن سيلاً نزل من جبال مكة نحو السهل، كبرت وأوميت إلى الناس أن يبقوا في مكانهم ولا يثيروا الضجة، وسيخرج الإمام  عليه السلام  ألان، فــخرج الإمام  عليه السلام  من الدار إلى صحن الدار فكبر ثلاثاً حتى وصل الباب وأنا خلفه وباقي الخدام والعلماء خلفي ونحن نكبر بعد الإمام الرضا  عليه السلام  فلما وصل إلى الباب وخرج إلى الشارع ورأى الوزراء والمستشارين ومسؤولي الدولة وضع الإمام  عليه السلام  وهيبتهُ وقد شمر عن ساعديه وساقيه ولم يحتذ بنعل نزلوا من خيولهم وخلعوا أحذيتهم وطأطأوا رؤوسهم وكبروا لله تعالى وفسحوا الطريق للإمام ومن معه: أما عامة الناس فيصفهم الشيخ الهروي بأنهم كانوا كالبحر المتلاطم يموج يميناً وشمالاً بحيث أصبح الوضع لا يمكن السيطرة عليه وأما الحرس والحمايات ففقدوا السيطرة على الوضع نهائياً وكانت أصوات دق الطبول تزداد وتتعالى كلما شاهـــد ضاربــوا الطبول وعازفوا

الأبواق الإمام الرضا عليه السلام  وهو يتعدى من أمامهم كتعظيم سلام وتحـية لجلال مقدمه الكريم واستمر الامام  عليه السلام  بين الزحام يشق طريقه الى ساحة المدينة الكبيرة حيث تقام صلاة العيد. وكما أوردنا أصبحت الحالة في المدينة لا يمكن السيطرة عليها ولم يبق تمييز بين وزير ولا مستشار ولامسؤول وقد اختلط الحابل بالنابل، فضج الناس بالبكاء وهم ينادون يا رسول الله يا محمده ويا علي بن موسى الرضا (عليهم جميعا صلوات الله وسلامه) السلام عليك يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  والتكبير والتهليل يزداد من كل حدب وصوب فأرسل وزير المأمون رسولاً إلى المأمون يقول له عن لسان الوزير: أيها الخليفة إذا كان لك أمل في خلافة بني العباس وتريد حياتك وخلافتك فأرجع علي بن موسى الرضا  عليه السلام  إلى بيته لان الوضع أصبح قاب قوسين أو أدنى من سقوط الخلافة بأكملها. فأصدر المأمون أمرهُ إلى الإمام الرضا  عليه السلام  بأن يرجع إلى بيته فوراً وقال: يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  أنا قلق على سلامتك من هذا الوضع في المدينة أرجع سأكلف غيرك أن يأتم بالمسلمين فرجع الإمام عليه السلام  إلى بيته والناس تبكي وتنادي يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  صلِّ بنا ولو مرة واحدة في حياتنا لنرى صلاة رسول الله  صلى الله عليه وآله  وجدك أمير المؤمنين  عليه السلام  ولهذا وقع المأمون في ورطة سياسية كبيرة كادت أن تؤدي بحكمه إلى الأبد فرجع الناس وهم يبكون وهجم عدد منهم بالحجارة على الحراس والحمايات وعدد آخر نادوا بالشعارات المناوئة لحكم المأمون وظلمه وضجت الضجة على دار الخلافة ورجع الناس إلى بيوتهم وهم يلعنون المأمون وبني العباس ([24]).

سفر الإمام الرضا  عليه السلام  إلى مدينة سرخس:-

ذكر شيخنا أبو الصلت الهروي قائلاً: عندما نزلنا مع الإمام الرضا  عليه السلام  إلى مدينة سرخس وهي مدينة بيت الطوس ومرو وتبعد عن مدينة مشهد تقريبا146 كم شرقاً، نزل الإمام الرضا  عليه السلام  في بيت كأنه سجن وهذا ما أراده المأمون العباسي، وكان على أبي الصلت أن يزور سيده الإمام الرضا  عليه السلام  بين الحين والأخر في ذلك المنزل، ولكن كان يواجـــه صعوبات من قبل الحراس حول تلك الزيارات فقد منعوه أكثر من مرة، فلجأ إلى أسلوب الرشوة للدخول إلى البيت وزيارة الإمام  عليه السلام  وبعد أن أغدق في العطاء على الحراس كان ردهم: ليس الأمر أن لا نعطيك أجازة للزيارة، بل إن السيد المقصود الإمام الرضا  عليه السلام  ليس لديه وقت للزوار واللقاء.

يقول أبو الصلت فتعجبت من هذا الكلام وقلت:ما معنى ليس لديه وقت للقاء ؟ ما عمل السجين حتى لا يسمح له وقته بزيارة قصيرة؟ قلت الكلام لأبي الصلت اعتقد أنه يصلي في الليل والنهار ألف ركعة، غير النوافل، فهو في الصباح والظهر والمغرب يصلي ويجلس في مصلاه ويدعو ربه.

ويذكر أبو الصلت: طلبت من الحارس أن يتفضل علي ويأخذ لي أجازة زيارة في أي وقت لديه فراغ. وفي النهاية وبعد إلحاحٍ كثير وصــــــــبر دخلت على الإمام علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  فرأيتهُ سجيناً مهموماً وجالساً في المحراب في حالة تـفـكـيـر وعـنـدئـذ أغرورقت عيناي بالدموع ولكن سعيت أن أسيطر على أحاسيسي فسألتهُ عن دعايات توجد بين الناس، فقلت: يا أبن رسول الله  صلى الله عليه وآله  ما هذه الداعيات التي توجد بين الناس، والتي نسبت إليك ؟ فقال الإمام الرضا  عليه السلام  ماذا يقولون ؟ قلت، يقولون بأنك تقول وتدعي بأن جميع الناس عبيد لكم ! فرفع الإمام رأسه إلى السماء مهموماً ومتعجباً وقال: ألهي، يا خالق السموات والارضين وعالم بالعَلنِ والسر! وأنت تشهد بأني لم أقل هذا مهما كان الأمر، ولم أسمع هذا من آبائي وأجدادي! وأنت عالم بالظلم الذي حل بنا من هؤلاء ومن هذه الأمة وهذهِ هي أحد المظالم في حقنا ([25]) يقول الشيخ الهروي وألتفت إليّ الإمام الرضا  عليه السلام  وقال:-يا عبد السلام ! إذا كان الناس يقولون عنا هذا كل الناس عبيدنا فكيف بالأحرار وهم ليسوا عبيداً مِنْ مَنْ اشتريناهم ؟ ([26]). يقول شيخنا: فلمت نفسي فقلت لماذا لم يخطر بذهني هذا الجواب فبتسم الإمام الرضا  عليه السلام  وقلت: نعم يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  صحيح ما تقوله. سألني بتعجب ولعل الإمام  عليه السلام  أراد أن ينبهني ويوبخني فقال: عليه السلام  يا عبد السلام: لاسامح الله: أنت لست منكراً لهذه الولاية التي وجبها الله تعالى لنا ؟ فقلت له بارتباك لا....لا....لا ! أعوذ بالله، أسالهُ أن لا يبقيني لهذا اليوم الذي أفكر بهذا الشكل ولو للحظة واحدة، أنا بكل ودودي مؤمن بولايتكم يا أبن رسول الله  صلى الله عليه وآله  ([27]).

علي قسم الجنة والنار:

ذكر لنا الشيخ الهروي رواية وحديثاً دار بين الإمام علي بن موسى الرضا  علیهما السلام  والمأمون العباسي فقال: المأمون جالساً في قصرهُ يوماً وكان الإمام الرضا عليه السلام  جالساً بجنبه، فألتفت المأمون للإمام وقال: يا أبا الحسن! منذ مدة شغلت بالي قضية، فكرت أن أطرحها عليك حتى أسمع الجواب منك، فقال الإمام  عليه السلام  وما هذه القضية ؟ فقال المأمون: الرواية التي تقول بأن جدك علي بن أبي طالب  عليه السلام  قسيم الجنة والنار فكيف يكون ذلك فأجاب الإمام الرضا عليه السلام  قائلاً: يا أمير: ! ما سمعت من آبائك عن عبد الله بن عباس ؟ قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله  قال: حب علي أيمان وبغضه كفر، فقال المأمون: نعم والله سمعت ذلك فقال الإمام علي بن موسى الرضا  علیهما السلام : وعلى هذا فكل محب للأمام علي بن أبي طالب  عليه السلام  يذهب إلى الجنة وكل مبغض وعدو لعلي يذهب إلى النار وعلى هذا الأساس فعلي قسيم الجنة والنار ([28]) فقال المأمون: يا أبا الحسن ! لا أبقاني الله لحظه بعدك وأشهد بأنك وارث علم رسول الله صلى الله عليه وآله  فلما وصل الإمام المنزل جلست جنبه بكل شوقٍ وفرح وقلتُ:يا أبن رسول الله  صلى الله عليه وآله  ما أعجب من جواب أجبت به المأمون عن علي بن أبي طالب  علیهما السلام  وأعتقد بأن ذلك هو الجواب المناسب للمأمون، فقال الإمام الرضا  عليه السلام : يا أبا الصلت! قلت له بمقدار الحاجة ومنزلته وإلا الموضوع يحتاج إلى أكثر من ذلك، لأني سمعت عن أبي وهو سمع من آبائه عن أمير المؤمنين  عليه السلام  نقل عن رسول الله  صلى الله عليه وآله  قال: يا علي! أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة وتقول لجهنم هذا اشخص لي وذلك لك ([29]).

ذكر الشيخ الهروي يقول: سمعت في أماكن مختلفة ومناسبات متعددة من الإمام الرضا  عليه السلام  سوف يقتل بالسم بيد المأمون العباسي لا بارك الله فيه لكن كنت أرجو من الله تعالى أن لا تقع هذه المصيبة ولا يأتي ذلك اليوم أو على الأقل أن لا يكون المصاب قريباً حتى لا أكون حياً وارى مصرع الإمام الرضا  عليه السلام  يوما، وأمرني  عليه السلام  قائلاً:يا أبا الصلت اذهب إلى تلك القبة التي دفن فيها هارون الرشيد وأتني بقبضة تراب من الإطراف الأربعة للقبر ولكن حذراً أن يختلط التراب بيدك ([30]) يقول أبو الصلت فذهبت إلى قبر هارون وفعلت كما أمرني الإمام  عليه السلام  ووضعت التراب على قطعة من القماش ووضعتها أمام سيدي ومولاي علي ابن موسى الرضا  عليهم السلام  فنظر الإمام  عليه السلام  إلى ذلك التراب ووضع يده على كومة التراب الذي جلبته من الجهة المقابلة لباب القبلة وقال: هذا التراب الذي أخذته من مقابل الباب ؟ فأن الذي رأى العجائب الكثيرة من علم الإمام وإمامته، لم يستغرب كثيراً من معرفته لمكان جلب التراب وقلت: نعم يا سيدي! لكن الجملة التي قالها الإمام  عليه السلام  بعد ذلك كانت عجيبة وبعيدة عن المتوقع، إذ قال: غدا سيحفرون في هذه التربة قبراً وسوف يصطدمون بصخرة صماء لا يمكن أن يفعلوا معها شيئاً فألقى التراب جانباً ثم وضع يده على كومة التراب الذي جلبته من جانب القبر فقال: هذا التراب الذي جئت به من الجهة اليمنى من قبر هارون الرشيد فقلت:نعم يا مولاي، فقال  عليه السلام  وهنا سوف يصطدمون بمرتفع حاد القمة، لا يمكن الحفر به أبدً ثم وضع يده على التراب الذي جلبته من الجهة اليسرى للقبر وقال: هنا أيضا سيجدون مرتفع مثل المرتفع الأيمن للقبر. وأيضا ألقى بهذا التراب جانبا، وألان بقي التراب الذي جلبته من جهة رأس هارون الرشيد اخذ هذا التراب وقال: في هذه التربة لا توجد مشكله وسوف تشارك أنت في حفر قبري، وعندما تصل إلى قعر القبر ضع يدك على قعر القبر واقرأ هذه الكلمات: يقول أبو الصلت علمني الإمام الرضا عليه السلام  كلمات وأذكار حفظتها جميعا ولكن بعد الانتهاء من مراسيم دفن الإمام عليه السلام  نسيتها بالكامل فكان هذا الأمر من العجائب ثم استمر الإمام بكلامه وقال: عندما تقرأ هذه الكلمات والأذكار سيخرج الماء بقوة من داخل القبر حتى يملأ القبر بالماء وفي هذه الإثناء سوف ترى اسماك صغيره وكبيره داخل الماء، خذ هذه القطعة من الخبز اسحقها وانثرها بالماء حتى تأكل الأسماك منه وعندما تأكل الأسماك الصغيرة فتافيت الخبز تخرج سمكه كبيره وتأكل جميع الأسماك الصغيرة ثم تختفي عن الأنظار. ثم أقرأ مرة أخرى الكلمات والأذكار سوف تبتلع الأرض كل الماء في القبر، أدعو المأمون نيابة عني حتى يحضر مراسيم الدفن ويشاهد هذه الحالة عن قرب. فقلت:وإذا لم يقبل: فقال عليه السلام  سيقبل حتماً ألان سيأتي رسول المأمون لي، أنت تعال معي إلى مجلس المأمون وعند الخروج من المجلس، إذا رأيت عباءتي على متني فكلمني في أي موضوع تحب، أما إذا رأيت عبآتي على رأسي فلا تكلمني ولو بكلمة واحدة([31]).

ويقول الشيخ الهروي يصف حاله بعد أن سمع هذا الكلام من الإمام الرضا  عليه السلام  فقال: إن هذه الكلمات من الإمام  عليه السلام  ألقت النار في قلبي وياليتني مَتُ قبل هذا ولم أرَ هـــــذا الـيوم، لبس الإمام  عليه السلام  لباسه وذهب خلف رسول المأمون وأنـا خـلـفه ولان الجميع يعرف بأني مرافق وخادم الإمام  عليه السلام  استطيع أن احضر مع الإمام في أي مكان. وعند وصولنا مجلس المأمون ووقع نظره على الإمام  عليه السلام  فقام من مكانه ونزل من تخته وقبل الإمام  عليه السلام  من بين عينيه واجلس الإمام بجانبه، كان أمام المأمون طبق جميل ونظيف ومملوء بالعنب الممتاز فمد المأمون وأخذ منه عنقوداً وأكل نصفه وأعطى النصف الثاني الذي سقي بالسم إلى الإمام  عليه السلام  وقال: هذا العنب اهدي إليك وهو من النوع النادر، فكيف أستسيغه وآكله وأنت لم تشاركني به أرجوك يا ابن رسول الله أن تأكل منه، إما الإمام  عليه السلام  فقد كان يعلم بالأسرار والغيب بعلم الله تبارك وتعالى فأجاب قائلاً: أعفني عن هذا الأمر: ولكن المأمون أصر على ذلك، وقال: قسما بالله، أذا تأكل منه سوف أكون مسروراً فأعتذر الإمام  عليه السلام  ثلاث مرات وفي كل مره يقــسم عـلى الإمام بـمحمد  صلى الله عليه وآله  وعلي  عليه السلام  أن يأكل منه ولو بمقدار قليل فأكل الإمام  عليه السلام  مجبراً فقط ثلاث حبات من هذا العنب ووضع عباءته على رأسه وخرج من المجلس وعندما رأيت الإمام قد وضع عباءته على رأسه علمت بحلول البلاء ووقوع المصبية وان المأمون قد فعلها: وبما إن دار الإمام الرضا  عليه السلام  لا تبعد كثيراً عن قصر المأمون إلا أن الإمام  عليه السلام  كان يجلس ويقوم عدة مرات من شدة السم خلال هذه المسافة القصيرة وعندما وصلنا إلى البيت، كان الإمام  عليه السلام  لا يستطيع الكلام فأشار إليّ أن أغلق الباب فأغلقت الباب بأحكام من الداخل حتى لا يمكن لأحد دخول الدار ويسبب الأذى للإمام  عليه السلام  وعندما ذهب الإمام إلى المكان الذي كان يجلس به دائما ألقى بنفسه على الأرض وتمدد وأنا بقيت في حيرة من أمري انظري يميناً وشمالاً وانظر إلى ساحة الدار، وإذا بصبي يشبه كثيرا الإمام الرضا  عليه السلام  لم أره من قبل، احتملت بأنه ابن الإمام الرضا  عليه السلام  وقلت: سيدي: الباب موصد ومغلق، من أين دخلت ! والحقيقة ما كنت اعلم بأنه هو الإمام بعد الرضا  عليه السلام  وهو الإمام الجواد  عليه السلام  لم اسأل هذه قط لأني رأيت بعيني كل المعجزات من الإمام  عليه السلام  فأن مجيء الإمام الجواد  عليه السلام  من المدينة إلى طوس ودخوله الدار وهي مغلقة الأبواب لم يكن شيئا عجيبا على الإمام لعلمهم ومعجزاتهم. وأجابني ذلك الشاب ذو الوجه المنور قائلاً: لا تسأل عن أشياء لا تخصك ([32]) وأسرع إلى الإمام الرضا  عليه السلام  فلما وقعت عين الإمام الرضا على ولده محمد الجواد  عليهم السلام  قام من مكانه رغم الضعف، والوضع الأليم الذي يعاني منه، واعتنق الإمام الجواد  عليه السلام  وضــمه إلــى صدره الشــريف وجلــس الاثنان على فراش الإمام الرضا  عليه السلام  فألقى الإمام  عليه السلام  العباءة على رأسيهما وشرعا بالنجوى، ولم افهم شيئا من نجواهما، وبعد ذلك تمدد الإمام الرضا  عليه السلام  من مكانه وغطاه الإمام الجواد بهذه العباءة وجاء إلى صحن الدار وناداني باسمي وقال: يا أبا الصلت وقلت خادمكم يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  فكلمني بكلمات التسلية علمت بأن روح الإمام الرضا  عليه السلام  التحقت ببارئها ! فبكيت بكاء شديداً فكان كلام الإمام الجواد عليه السلام هكذا! عظم الله أجرك في الرضا ذهب الإمام الرضا  عليه السلام  فلما رأى بكائي قال: الآن لا تبكي أذهب وأحضر وسائل التغسيل و التكفين وأتني بالماء حتى نقوم معاً بتجهيز الإمام  عليه السلام  وبما أني عشتُ طويلاً بهذا البيت بجانب الإمام الرضا  عليه السلام  وأعلم بكل ما فيه، فقلت: سيدي الماء موجود في البيت، ولكن لا يوجد مغتسل ألا أن نأتي به من خارج البيــت لكن الإمام الجواد  عليه السلام  قال: يوجد مغتسل في المخزن! إما أنا فمرات عديدة دخلت المخزن ورتبت ما فيه ولم أرَ مغتسلاً فيه رغم هذا امتثلت لأمر الإمام الجواد  عليه السلام  ودخلت المخزن و أذا هناك أشاهد مغتسلا جديداً ونظيفاً فوضعنا الإمام الرضا  عليه السلام  على المغتسل ([33]) وأردت أن أشارك الإمام الجواد  عليه السلام  بكل أعمال تغسيل وتكفين سيدي ومولاي الإمام الرضا  عليه السلام  ولكن الإمام الجواد  عليه السلام  قال: قف أنت جانبا ستساعدني الملائكة و لا حاجه إليك، فلما انتهى التغسيل قال الإمام الجواد  عليه السلام  أتني بالكفن والحنوط، فقلت: لم نعد الكفن والحنوط فقال الجواد  عليه السلام  أيضا: الكفن داخل المخزن. فكان الكفن والحنوط داخل المخزن، ولم أراهما مطلقا طول مدة بقائي في خدمة الإمام  عليه السلام  فقال الإمام الجواد  عليه السلام  مرة أخرى: أتني بالتابوت يقول الشيخ الهروي خجلت أن أقول لا نملك تابوت، وذهبت مباشرة إلى المخزن فرأيت تابوتا لم أراه من قبل مطلقاً، فرفعته وأتيت به ووضعته مقابل الإمام الجواد عليه السلام  صلينا صلاة الميت على جنازة الإمام الرضا عليه السلام  وكان وقتها الغروب وغابت الشمس خلف الجبال المحيطة بمدينة طوس من الجنوب والتي تسمى الآن بسلسلة جبال بينالود وهـي الــجبال الـواقعة شمال مدينة نيشابور أيضا صلينا صلاة المغرب وأنا خلف الإمام الجواد  عليه السلام  وبعد الصلاة انشغلنا بالكلام وفجأة انشق السقف وارتفع التابوت نحو الأعلى وذهب إلى السماء فكان هذا الأمرسهلاً على الإمام الجواد  عليه السلام  إما أنا فقد ارتبكت وقلت للإمام الجواد  عليه السلام : سيدي سيطالبنا المأمون بجنازة الإمام الرضا  عليه السلام  فماذا نقول له وماذا نفعل؟ فأجاب الإمام الجواد  عليه السلام  براحة بال وبدون قلق قائلاً يا أبا الصلت لا ضير عليك لا تقلق سترجع جنازة الإمام الرضا  عليه السلام  إلى مكانها قريباً. وأضاف قائلاً يا أبا الصلت لا يموت نبي في مغرب الأرض إلا أن يجمع الله تعالى بينه وبين وصيه عندما يموت في مشرق الأرض قبل دفنه. فلما اقترب الليل من نصفه انشق السقف مرة أخرى ونزل التابوت في مكانه الأول فلما صلينا صلاة الصبح قال الإمام الجواد  عليه السلام  اذهــب يا أبا الـصــلت وافتح باب الدار ألان يأتي الطاغية المأمون إليك وقل له جهزنا الإمام الرضا عليه السلام  فذهبت إلى باب الدار، ورجعت لأنظر الإمام الجواد  عليه السلام  مرة أخرى فلم أره، وبدون أن يدخل أو يخرج من باب ذهب ولم أره فلما فتحت الباب وإذا بالمأمون راكباً على جواده ويحيط به حمايته وحاشيته فلما وقعت عيناه عليَ سألني: ماذا فعل الرضا ؟ وأنا مجبر أن اعزيه بكلمات تظهر انه هو صاحب العزاء فقلت: عظم الله أجرك ! فلما سمع المأمون بهذه المصيبة ألقى بنفسه من جواده على الأرض وشق قميصه وألقى بالتراب على رأسه وبكى بأعلى صوته لمدة طويلة وبعد ذلك اصدر الأوامر لحاشيته، جهزوا جنازة الرضا بأحسن ما يمكن فأجبتهجهزنا الجنازة، ولم يتوقع المأمون هذا الجواب وكان يظن بأنه لم يجرأ احد على تجهيز جنازة ولي عهده بدون أوامره ويصلي عليه، فأعترض بغضب وقال: من عمل هذا؟ وأنا مرتبكٌ أجبته خائفا صبي جاء ودخل الدار وجهزه ولا ادري من هو، لكن أظنه انه ابن الإمام  عليه السلام  ويصف شيخنا الهروي حاله وهو يكلم المأمون فيقول: حتى قلت هذه الجملة وصلت روحي إلى انفي وانتظرت الانتقام من المأمون ولكن لا ادري كيف حصل ذلك ولم يعترض المأمون عليه، وقال: احفروا له قبراً في القبة التي دفن بها أبي هارون الرشيد... فقلت له والحديث لأبي الصلت: طلب الإمام مني مشاركتكم في مراسيم الدفن من بدايته إلى نهايته... فقال المأمون نعم ستشترك بالمراسيم وأكون حاضراً.احضروا كرسياً جلس عليه المأمون تحت القبة التي دفن فيها أبوه هارون وباقي المشيعون وقفوا خلفه واحضروا عدد من الدفانين ذوي الخبرة والكل ينتظر أمــــر المأمون فقال أحفروا هنا... وأشار إلى القسم الأسفل من رجلين هارون الرشيد وأراد المأمون بذلك أن يقلل من مكانة وهيبة الإمام الرضـا  عليه السلام  وان يرفع من شأن أبيه، بدأ الدفانون بحفر القبر ولكن سريعا ما وصلوا إلى صخرة كبيرة لا يمكن قلعها وقالوا:يا حضرة الخليفة لو أتينا بكل معاول المدينة لا نستطيع حفرها أو أزاحتها فأشار المأمون إلى الجهة اليمنى ثم اليسرى وكان الأمر كأوله وعجزوا عن ذلك واضطر إلى حفر القبر في أعلى قبر أبيه اي عند رأس هارون فحفر الحفارون القبر بسهولة وصار قبر الإمام الرضا عليه السلام  ([34]).

ويذكر الهروي قائلاً:وعندما انتهى الحفارون مـــن الحـــفر وضعت يدي على ارض القبر وبدأت اقرأ الكلمـــات والأذكـــار التي علمني عليها سيدي الإمام الرضا  عليه السلام  وفجأة تفجر الماء وملأ القبر وخرجت الأسماك الصغيرة فسحقت قطعة الخبز ونشرتها في الماء وأكلها السمك الصغير ثم جاءت السمكة الكبيرة وابتلعت جميع الأسماك الصغيرة كما قال الإمام الرضا  عليه السلام  ثم اختـفى كل شيء الماء والسمكة الـكـبـيـرة فوضعت يدي على القبر مرة أخرى وقرأت ما بقي في ذاكرتي، فسألني المأمون هل الإمام الرضا  عليه السلام  هو من علمك هذا يا أبا الصلت فقلت نعم، فقال: الرضا كان يرينا العجائب فـــــي حياته وألان بعد موته أرانا العجائب أيضا، هذه مجمل قصة استشهاد ومراسيم غسل ودفن الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السلام  كما اخبر به خادمه ورفيقه الدائم أبو الصلت الهروي.

ويضيف الشيخ الهروي فيقول: أرسل بطلبي المأمون ليعرف ماذا قرأت عندما كنا في مراسيم دفن الإمام الرضا  عليه السلام  فقلت والله يا أمير المؤمنين لم أتذكر حرفاً واحداً مما قرأت فغضب المأمون وألقى بي في السجن وضيق علي الخناق ولحسن الحظ أن المأمون كان راغباً بسماع تلك الكلمات ولهذا لم يستعجل في قتلي. ومضى على سجني سنة كاملة والمأمون يلح علي لمعرفة هذه الكلمات والأذكار ولا يصدق قولي بأني نسيتها، ويقول الهروي في ليلة الجمعة اغتسلت وبدأت بالصلاة من صباح يوم الجمعة إلى فجر اليوم الثاني وأنا أتضرع إلى الله بحق محمد وأهل بيته الطيبين أن يخلصني من ما أنا فيه وفي صلاة الفجر وإذا بالإمام الجواد (روحي فداه) داخل عليَ الزنزانــة وطـــلب منـــي أن أنــهض معه وأمسك بيدي وقال إلى أين تريد الذهاب يا أبا الصلت فقلت بتعجب إلى بيتي القديم في هرات لأنه بعيد عن عيون المأمون وحاشيته فلم تكن ألا ثواني وإذا أنا في باب بيتي في هرات ولا يوجد احد بجانبي ([35]) هذا بعض ما رواه الشيخ أبو الصلت الهروي من أخبار الإمام علي بن موسى الرضا  عليه السلام  وحالته مع المأمون العباسي وعلمه الهائل الذي لا يشبهه احد، ولكن طبيعة البحث لا تحتمل أكثر من ذلك.

المبحث الثالث: الأحاديث المروية عن أبي الصلت الهروي

من خلال البحث في شخصية الشيخ أبي الصلت الهروي يتبين لنا انه كان مولعاً في نقل الرواية والحديث عن النبي الكريم  صلى الله عليه وآله  والأئمة من ذريته الطاهرة  عليهم السلام  حتى دفعه ذلك إلى السفر أحيانا من بلد إلى أخر بحثاً عن علماء الحديث وحملة الرواية واضعا من اجل ذلك مبالغ كبيرة لتغطية نفقات سفره ناهيك عن الجهد الذي يبذله أثناء هذه الرحلات الطويلة والشاقة، وكان ذلك كله من اجل رواية واحدة أو حديث واحد موضوع عن رسول الله  صلى الله عليه وآله  أو احد الأئمة الأطهار (عليهم صلاة الله وسلامه) وعندما رافق الإمام الرضا  عليه السلام  وجده بحراً زاخراً بالعلم الذي يحتاجه فلازمه أيما ملازمة ولم يفارقه أبدا حتى وفاته كما وضحنا ذلك في الصفحات السابقة من هذا البحث وكانت ملازمته للإمام بعنوان خادم الإمام الرضا  عليه السلام  ومن بين ما أورده الشيخ الهروي من أحاديث الرسول الكريم  صلى الله عليه وآله  وكان شديد التركيز على قول النبي  صلى الله عليه وآله  أنا مدينة العلم وعلي بابها ([36]) وذكره صاحب فتح الملك العلي بقوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد بابها فليأت علياً([37]) وقوله  صلى الله عليه وآله  أن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً سلك بكم الطريق المستقيم، وقوله  صلى الله عليه وآله  علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا عليَ الحوض يوم القيامة ([38]) وقوله  صلى الله عليه وآله  يا علي أنت أول من أمن بي وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ([39]).

كان تركيز الشيخ الهروي على هذا النوع من الأحاديث النبوية الشريفة وبحثه عن حقيقتها والتأكد من صحة روايتها وأشهر رواتها من أكثر الأمـــور الــتي ركز عليها، وجد في البحث عنها لذلك نجده متنقل بين المدن والبلدان لإثبات صحة الحديث الذي ينقله ودرجة الثقة في رواته.

يروي شيخنا أبو الصلت الهروي فيقول: سألت يوماً عالم آل محمد  صلى الله عليه وآله  الإمام علي بن موسى  عليهم السلام  فقلت: يا ابن رسول الله: هل خلق الله تبارك وتعالى الجنة والنار ؟ وهل هما موجودتان حاليا ؟ فقال  عليه السلام  نعم يا أبا الصلت هما موجودتان وعندما عرج رسول الله  صلى الله عليه وآله  إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج دخل الجنة ورأى جهنم فقلت يا ابن رسول الله هناك قوم يقولون هما مقدرتان ولا توجدان الآن ! فقال  عليه السلام  هؤلاء ليسوا منا ونحن لسنا منهم، ومن أنكر الجنة والنار فقد أنكر ولايتنا ولم ينتفع بها وسيكون دائما في نار جهنم، وقال تعالى (هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميمٍ آن)([40]) و في قوله تبارك وتعالى هذه جهنم تأكيد على وجودها وان هؤلاء المجرمون الذين يكذبون بها سوف يصلونها يوم القيامة ويطوفون بينها وبين حميم آن أي ماء حار متناه في الحرارة ولا يستطيع أن يتخيلها الإنسان ([41]) روى الشيخ الطوسي بإسناد عن أبي نصر الليث بن محمد العنبري قال: ذكر احمد بن عبد الصمد الهروي ابن أخت الشيخ أبي الصلت الهروي قال حدثنــــــــا خالي عبد السلام بن صالح الهروي عن سفر الإمام الرضا  عليه السلام  قال كنت أنا (عبد السلام بن صالح) معه في سفرة إلى نيشابور وحضر العلماء و الفقهاء وقالوا يا أبن رسول الله  صلى الله عليه وآله  بحق أجدادك الطيبين حدثنا بحديث عن أبائك ننتفع به، فأخرج الإمام  عليه السلام  رأسه الشريف من الهودج وكان عليه رداء من الخز وقال: عن أبي عن أبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله  صلى الله عليه وآله  قال: قال حبيبي جبرائيل عن الله تعالى قال: أني أنا الله لا اله ألا أنا وحدي ياعبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا اله الا الله مخلصا بها فأنه دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ([42]) فقالوا يأبن رسول الله  صلى الله عليه وآله  ماأخلاص الشهادة ؟ قال عليه السلام  طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيتهُ ([43]).

وفي حديث للشيخ الهروي قال: سألت يوماً سيدي الإمام الرضا  عليه السلام  وقلتُ: يا أبن رسول الله  صلى الله عليه وآله  ما رأيك حول الحديث الذي رواه المحدثون، وهو بأن المؤمنين يزورون الله تعالى من منازلهم في الجنة ؟ فقال الإمام الرضا  عليه السلام  يا أبا الصلت ! بما إن الله تعالى جعل جدي رسول الله  صلى الله عليه وآله  أفضل مخلوقاته وأنبيائه وملائكته وجعل طاعة وزيارة نبيه  صلى الله عليه وآله  في الدنيا والآخرة كزيارة الله تعالى، فقال تعالى: (من يطيع الرسول فقد أطاع الله) ([44]) وقال تعالى: (إن الذين يبايعونك أنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) ([45]) وفي قوله تعالى من يطيع الرسول فقد أطاع الله لأن الرسول الكريم  صلى الله عليه وآله  يأمر بما أمر الله به وينهى عما نهى الله عنه ([46]) فهو أذن يتكلم بما يوحي له الله سبحانه وتعالى، أما ما جاء في الاية المباركة الثانية فهو تأكيد على ان من يبايع الرسول من المؤمنين ويؤمن برسالته فقد أطاعوا الله سبحانه وتعالى وهم مسلمو الحديبية الذين بايعوا الرسول الكريم وآمنوا برسالته([47]).

وروى الشيخ الصدوق بإسناد عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الإمام الرضا  عليه السلام  عن آبائه الطاهرين  عليهم السلام  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله  لله عز وجل تسعة وتسعون اسماً من دعا الله بها استجاب له ومن أحصاها دخل الجنة ([48]) ويقول الشيخ الهروي سألت الإمام الرضا  عليه السلام  يوما فقلت: يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  بأي سبب هلك قوم نوح  عليه السلام  رغم أن بينهم أطفالاً رضعا بريئين من الذنوب ؟ فقال  عليه السلام  يا أبا الصلت لم يكن بينهم أطفال رضع، وكان الله سبحانه وتعالى قد أصابهم بالعقم قبل أربعين سنة من الطوفان وأنقطع نسلهم وعندما هلكوا لم يكن بينهم أي طفل ولم يهلك الله سبحانه وتعالى البريء بسبب المذنب. وإما هلاكهم فكان بسبب تكذيبهم النبوة، نبوة سيدنا نوح  عليه السلام  ([49]) إما النبي نوح  عليه السلام  وأصحابه فيقول عنهم الإمام الرضا  عليه السلام  عندما رست السفينة على الجبل ونزل نوح ومن معه إلى الأرض وكان عددهم ثمانون شخصاً فأسس نوح  عليه السلام  في هذا المكان قرية وسميت قرية الثمـــــــانين لأنهم وكما أسلفنا كانوا ثمانون شخصاً، ولان هذه القرية موجودة في غرب مـــــديـــنــة الموصل في العراق تسمى منطقة الثمانين او قرية الثمانين ([50]).

وفي فضل السيدة فاطمة الزهراء  علیها السلام  يقول الشيخ الهروي سمعت سيدي ومولاي الإمام علي بن موسى الرضا  علیهما السلام  يقول: عن أبيه عن آبائه عن الإمام أمير المؤمنين  عليه السلام  انه قال: عندما زوجني رسول الله  صلى الله عليه وآله  من فاطمة الزهراء  علیها السلام  قال لي: أبشر وأخرج يا علي كما كفاني ربي من غمي وهمي في زواجك، فقلت يا رسول الله  صلى الله عليه وآله  ما هي البشارة ؟ فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله : نزل عليّ جبرائيل وبيده سنبلة وقرنفل من الجنة، فأخذتهما منه وشممتها فقلت يا حبيبي يا جبرائيل ما قصة هذين، السنبلة والقرنفل فقال  عليه السلام  أمر الله تعالى ملائكة الجنة وساكنيها أن يزينوا أشجار وأنهار وقصور وغرف الجنة وأمر حور العين أن يقرأن سورة حمعسق ويس، ونادى المنادي و قال: يقول الله عز وجل: زوجت فاطمة بنت محمد بعلي بن ابي طالب  علیهما السلام  ثم أمر الله تعالى غيوماً حلت فوق رؤوس هؤلاء وأمطرن الياقوت واللؤلؤ والجواهر والسنبل والقرنفل وهذان السنبلة والقرنفل من هذا المطر على رؤوس الملائكة وحور العين أتيت بهما إليك ([51]) وهو بهذه الرواية إنما يبين مباركة الله سبحانه وتعالى وفرحة ملائكته بزواج سيدنا أمير المؤمنين بسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء  علیهما السلام  وان أصل هذا الزواج المبارك أنما بأمر من الله سبحانه وتعالى أوحى به إلى رسوله الكريم  صلى الله عليه وآله .

ولو إن كل التوفيق وأي حدث خيراً في حياة الإنسان أنما هو من الله سبحانه وتعالى ولكن لهذا الزواج المبارك خصوصية عند الباري عز وجل.

ومما رواه شيخنا الهروي أيضا حديث عن استشهاد الإمام الحسين  عليه السلام  فيقول كنت في مجلس سيدي ومولاي الإمام الرضا  عليه السلام  فسألته: يا ابن رسول الله  صلى الله عليه وآله  يوجد في أطراف الكوفة قوم يقولون لم يقتل الحسين بن علي  علیهما السلام  وإنما رفع إلى السماء كعيسى بن مريم وحنظله بن أسعد الشامي ألقى هذه الشبهة ويستدلون في هذه الآية الكريمة (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)([52]) فقال الإمام الرضا  عليه السلام  كذبوا عليهم لعنة الله وغضبهُ وكذبوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله  حيث قال سيقتل ولدي الحسين في أرض يقال لها كربلاء. وقسماً بالله قتل الحسين  عليه السلام  وقتل أمير المؤمنين  عليه السلام  والحسن  عليه السلام  اللذان هم أعلى درجة من الحسين  عليه السلام  وليس منا الا أن يقتل شهيداً، والله سأقتل أنا أيضاً بالسم شهيداً، و هذا ما أخبرنا عنه رسول الله  صلى الله عليه وآله  والذي أخبر به جبرائيل عن الله سبحانه وتعالى. وإما معنى الآية الكريمة فهو:لا توجد حجة ولا دليل للكافرين على المؤمنين وهذه الآية تدلل على أن بعض الكافرين قتلوا الأنبياء بغير حق([53]) وهم تجاوزوا على حرمات الله تعالى وحسابهم وعقابهم عند الله سبحانه وتعالى. هذه الروايات والأحاديث التي ذكرتها إنما هي جزء بسيط مما رواه الشيخ الهروي، فهو يروي الحديث عن الإمام علي بن موسى الرضا  علیهما السلام  وهو زاخر بالأحاديث والروايات عن الرسول الكريم  صلى الله عليه وآله  وأهل بيته الأطهار عليهم السلام  فهم اصدق من روى أحاديث الرسول الكريم  صلى الله عليه وآله  وتابعيهم أيضا كانوا من أصدق الناس في نقل الحديث وتثبيت صحتهُ وعدم التحريف فيه أو إدخال كلام زائد عليه.

كرامات أبي الصلت الهروي:

لم تكن الكرامات التي نالها أبو الصلت الهروي شيئاً عابراً وإنما كانت نوراً يضيء به وجهه المشرق لأنه من أصحاب ومرافقي عالم أل محمد سيدنا ومولانا الإمام الرضا  عليه السلام  وفي مثال جميل ذكره الشيخ الهروي يقول فيه: قال تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً) ([54]) يقول: أتعلم إن القمر من الحجر وفاقد للحياة مظلم على سكنته ولا يشع ضياءا، ولكن هو يدور حول الشمس كغيره من الكواكب ومن أقربها مسافة للشمس لذلك كان نوره وضياءه ينعكس من نور وضياء الشمس فيضيء على أهل الأرض وغيرهم في الليل المظلم فتراه يشع نوراً وهو بهذا المثال البسيط إنما يؤكد إن مرافقته للأمام الرضا  عليه السلام  إنما هذبت أخلاقه وزادت من علمه وأدبه وشمله بذلك ضياء الإمام  عليه السلام  ونوره نور الإمامة والولاية وقد سأل يوما، فقيل له من أين لك هذا، أي من أين أتيت بهذا العلم فيجيبهم كما أجابت السيدة مريم بنت عمران عندما سألها أهلها عن البركات والغذاء الذي كان معها من أتى لكِ بهذا (وتقول) هو من عند الله، فيقول أبو الصلت كنت أجيب هو من عالم أل محمد  صلى الله عليه وآله  علي بن موسى الرضا  عليهم السلام  هذا في علم أبي الصلت الهروي. أما الكرامات فهي كثيرة وجمة أكرمه بها الله سبحانه وتعالى وكيف لا وهو إنسان صالحٌ عابدٌ خدم أولياء الله وأحباءه وأهل بيت نبيهِ وأحفادهُ (عليهم جميعاً صلوات الله وسلامهُ) ففي زيارتي لمرقد سيدي ومولاي أبي الصلت الهروي قص لي خدام المرقد بعض الروايات ووجتها مذكورة في كتاب خادم الرضا  عليه السلام  (أبو الصلت الهروي) منها.

ذكر أن رجلاً من أهالي أذربيجان، كانت زوجتهُ تشتكي من مرض القلب وبعد أن عجز الطب عن شفائها توجه زوجها إلى مراقد أولياء الله الصالحين يطلب لها الشفاء من عند الله تعالى بما لهؤلاء الأولياء من شفاعة عند الله فتوجه من يومه إلى مرقد سيدنا ومولانا علي بن موسى الرضا عليهم السلام  متوسلاً إليه طالباً شفاعته عند الله سبحانه وتعالى فرأى في منامه أن الإمام الرضا  عليه السلام  يأمره بالذهاب والدعوة تحت قبة الشيخ أبي الصلت الهروي، ففزع من منامه وتوجه في صباح اليوم التالي إلى مرقد الشيخ الهروي وجلس يدعو الله سبحانه وتعالى بحق الإمام الرضا عليه السلام  وخادمهُ الشيخ الهروي أن يمن على زوجته بالشفاء فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعواهُ وكتب لهذه المرأة الشفاء من مرضها ([55]).

وعن بناء مزار أبي الصلت الهروي ذكر السيد غلام رضا كلزار وهو مدير التولية في مزار الشيخ الهروي قائلاً أثناء بناء مرقد ومزار الشيخ الهروي كنا نواجه صعوبات في تأمين مبالغ البناء وخصوصاً أنها مبالغ باهضة التكاليف وعندما يتوقف العمل لقلة الأموال أتوجه إلى مرقد الشيخ الهروي وأتضرع إليه متوجهاً باسمه وكراماتهُ عند الله ليساعدني في إتمام هذه المشاريع لتسيير الأمور فكان دعاؤنا مستجابا عند الله سبحانه وتعالى وتأتينا المبالغ من حيث لا نحتسب ويتم المباشرة بالعمل ([56]) وهذا ليس بالغريب و لا بالعجيب فأتباع أهل البيت  عليهم السلام  يعرفون منزلة أهل البيت  عليهم السلام  عند الله سبحانه وتعالى ومنزلة أولياء الله الصالحين عند ربهم وكراماتهم التي أعزهم الله بها. وشيخنا الهروي واحدا من أكرم أولياء الله وأحباب أهل بيت النبوة  عليهم السلام  فلا غرابة أن يخصه الله سبحانه وتعالى ببعض هذه الكرامات.

الخاتمة

عبد السلام بن صالح الهروي شخصية إسلامية كان لها دور في نصرة آل بيت الرسول الكريم محمد  صلى الله عليه وآله  وأفنت حياتها في خدمة ثامن أئمة أهل البيت  عليهم السلام  ألا وهو الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم الـتـسـلـيـم) وقد تتلمذ على يد الإمام الرضا  عليه السلام  وكان خادماً مطيعاُ عالماً لم يظهر يوماً الملل أو العجز عن خدمة سيدهُ الإمام الرضا  عليه السلام  بل لقب نفسه خادم الإمام الرضا  عليه السلام  لقد كان الشيخ الهروي من محبي أهل البيت  عليهم السلام  وهذا الحب والإخلاص دفع أعداءه بل هم أعداء أهل البيت  عليهم السلام  للتهجم على كل إنسان عارف بحق أهل البيت  عليهم السلام  ومدافعاً عنهم، لهذا لم يكن الهروي هو الأول ولا الآخر المعرض لهذا النوع من الهجوم والاتهام والحقد، فقد تجاوز الكثير من علماء عصره من المناهضين لعترة الرسول  صلى الله عليه وآله  على شخص الشيخ الهروي واتهامه بالكذب والغش والخداع وعدم الثقة بما يرويه ويقوله في حديثه، كما إن الشيخ الهروي كان من أكثر الموالين لعترة الرسول الكريم  صلى الله عليه وآله  وقوفاً بوجه الخوارج والتكفيريين المتجاوزين وكان النصر والظفر حليف الشيخ الهروي في كل مناظراته وجلساته العلمية وأدلته الدامغة التي كان يلقيها على ادعاءات هؤلاء الخارجين عن الدين ولم يستطيعوا يوما من الظفر به أو النيل منه.

كما وجدنا أن حب الشيخ الهروي لأبناء علي بن أبي طالب  عليه السلام  جعله محط أنظار الحكام العباسيين فهم يراقبون كل المحبين و المقربـــين لأحــــفاد النبي  صلى الله عليه وآله  ويلقون بهم في غياهب السجون حتى الموت وكان نصيب شيخنا الهروي السجن والموت فيه لولا عناية الله سبحانه وتعالى وإنقاذه ووفاته قرب قبر سيده ومولاه الإمام الرضا عليه السلام  فنال الشيخ الهروي الرعاية الكاملة من لدن الحكومة في الجمهورية الاسلامية في إيران من حيث تشييد المرقد الطاهر والبناء والأعمال. حاله في ذلك حال كل دور العبادة والمراقد والمقامات الطاهرة من الرعاية والاهتمام.

قائمة المصادر والمراجع

1ــ القرآن الكريم.

2ـ ابن حجر،أبو الفضل احمد بن علي العسقلاني(ت: 852 ه)ـ لسان الميزان، تحقيق عبد الفتاح ابوغده، مكتبة المطبوعات الإسلامية (لا. ت).

3ـ تهذيب التهذيب،ط1، دائرة المعارف النظامية(الهند ـ 1004م)

4ـ ابن الجوزي، جمال الدين بن عبد الرحمن بن علي (ت: 597ه)ـ الموضوعات، تحقيق عبد

الرحمن محمد عثمان، ط1(المدينة المنورة ـ 1968م)

5ـ أبو حجاج، الحافظ جمال الدين المزي (ت ـ 742هـ) تهذيب الكمال في أسماء الرجال،تحقيق بشاره عواد (قم المقدسة ـ 1983 م)

6ـ الجرجاني، أبو احمد عبد الله بن عدي بن عبد الله (ت: 365هـ) الكامل في ضعفاء الرجال، تحقيق لجنة من المختصين (بيروت ـ لا. ت)

7ـ الحاكم النيسابوري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله (ت: 405هـ) المستدرك(بيروت ـ 1978م)

8ـ الخطيب البغدادي، أبو بكر احمد علي بن ثابت (ت: 463هـ) تاريخ بغداد (القاهرة ـ 1931م).

9ـ الخوارزمي، أبو مؤيد الموفق بن احمد البكري (ت: 568هـ) مناقب الخوارزمي، تحقيق محمد رضا الموسوي (النجف الاشرف ـ 1965م)

10ـ الذهبي، محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز (ت: 748هـ) سيرة أعلام النبلاء،تحقيق مصطفى عبد القادر، ط1(بيروت ـ 2003م)

11ـ الرازي، أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت: 327هـ) الجرح والتعديل، ط1(لا.ت).

12ـ الشيخ الصدوق،أبي جعفر محمد بن علي بن (ت:329هـ) عيون أخبار الرضا  عليه السلام  ط1 (بيروت ـ 2007م)

13ـ الشيخ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت: 460هـ) معجم رجال الحديث، ط2(النجف الاشرف ـ 2004م)

14ـ العقيلي، أبي جعفر محمد بن عمرو موسى (ت: 322هـ) الضعفاء الكبير، تحقيق الدكتور عبد المعطي صلعجي، دار الكتب العلمية (بيروت ـ 1980م)

15ـ الكشي، أبي جعفر الطوسي، محمد بن الحسن (ت: 460هـ) اختيار معرفة الرجال، المعروف رجال الكشي، تحقيق السيد محمد رجائي (قم المقدسة ـ لا. ت).

16ـ ألمجلسي، محمد باقر (ت: 1111هـ) بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار،ط1 (طهران ـ 1989م)

17ـ النجاشي، احمد بن علي الكوفي (ت: 450هـ) رجال النجاشي، ط5 (طهران ـ1975م)

18ـ الحسني، هاشم معروف، سيرة الأئمة ألاثني عشر، ط1 (النجف الاشرف ـ 2005م).

19ـ شبر، السيد عبد الله (ت: 1242هـ) تفسير القرآن الكريم، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، ط1 (بيروت ـ 2009م)

20ـ عرفات، جليل، مسايرة الإمام الرضا  عليه السلام  من المدينة إلى خراسان،ط 1(مشهد ـ

2012م).

21ـ غلام رضا اكبري، أبا الصلت الهروي، ط5 (قم المقدسة ـ 2008م).

22ـ المغربي، احمد بن صديق، فتح الملك العلي، ط1 (لا. ت).

23ـ المياحي، أبو جهاد، خادم الرضا  عليه السلام  أبو الصلت الهروي، ط1) مشهد ـ لا.ت).

 

 

[1] - الذهبي ، محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز (ت:748هـ) سيرة أعلام النبلاء ، تحقيق مصطفى عبد القادر ، ط1 (بيروت ــ 1988م.) 4/223.

[2] - م. ن 4/320.

[3] - أبو حجاج ، الحافظ جمال الدين المزي (ت:742هـ) تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، تحقيق بشاره عواد,ط 1 (قم المقدسة ـ1983م) 6/412 ؛ الذهبي ، سيرة أعلام النبلاء ، 11/747.

[4] - الرازي ، أبي محمد عبد الرحمن بن حاتم (ت: 327هـ) الجرح والتعديل ، ط 1 (لا. ت (2/345.

[5] - ابن حجر، أبو الفضل احمد بن علي بن محمد العسقلاني (ت: 852هـ) لسان الميزان ، تحقيق عبد الفتاح أبو غده ، مكتبة المطبوعات الإسلامية (لا. ت) 1/16.

[6] - ابن الجوزي ، جمال الدين بن عبد الرحمن بن علي (ت:597هـ) الموضوعات ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان ، ط2(بيروت ـ 1983م) 1/350ـ 352.

[7] - الذهبي ، سيرة أعلام النبلاء ، 11/447.

[8] - النجاشي ، احمد بن علي الكوفي (ت:450هـ) رجال النجاشي ، ط 5 (طهران ـ 1975م) ص245.

[9] - م. ن ، ص 245.

[10] - الكشي ، أبي جعفر الطوسي ، محمد بن الحسين (ت: 460هـ (اختيار معرفة الرجال المعروف} رجال الكشي { تحقيق السيد محمد رجائي (قم المقدسة ـ لا.ت) 2/872.

[11] - م. ن ، 2/ 872.

[12] - الذهبي ، سيرة أعلام النبلاء ، 11/446.

[13] - الجرجاني ، أبو احمد عبد الله بن عدي بن عبد الله (ت: 365هـ) الكامل في ضعفاء الرجال ، تحقيق لجنة من المختصين بيروت ـ لا. ت) 2/332.

[14] - العقيلي ، أبي جعفر محمد بن عمرو موسى (ت ـ 322 هـ) الضعفاء الكبير ، تحقيق الدكتور عبد المعطي صلعجي ، دار (الكتب العلمية) بيروت ـ 1980م) 6/152.

[15] - ابن حجر، تهذيب التهذيب ،ط 1، دائرة المعارف النظامية (الهند ـ 1004م)2/133.

[16] - الرازي ، الجرح والتعديل ،2/345.

[17] - الرازي ، الجرح والتعديل ، 2/347.

[18] - م. ن.2/347.

[19] - الشيخ الطوسي ، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت:460ه)ـ معجم رجال الحديث ، ط1 (النجف الاشرف ـ 2004م) 15/16.

[20] - المياحي، أبو جهاد ، خادم الرضا أبا الصلت الهروي ، ط1( مشهد ـ لا. ت)ص 16/17.

[21] - غلام رضا اكبري ، أبا الصلت الهروي ، ط1 (قم المقدسة ـ 2008م) ص 66.

[22] - الشيخ الصدوق ، أبي جعفر محمد بن علي ، عيون أخبار الرضا  علیه السلام  ط1 (بيروت ـ 2007م) ص450ـ451.

[23] - جليل عرفات ، مسايرة الإمام الرضا  علیه السلام  من المدينة الى خراسان ، ط1 (مشهد ـ2012م)ص252.

[24] - المياحي ، ابي الصلت الهروي ، ص67ـ 68.

[25] - المياحي ، أبي الصلت الهروي ، ص 110.

[26] - م. ن ، ص 110.

[27] - غلام رضا أكبري ، أبا الصلت الهروي ، ص 87.

[28] - الخوارزمي،أبو مؤيد الموفق بن احمد بن محمد البكري (ت: 568هـ) مناقب الخوارزمي،محمد رضا الموسوي (النجف الاشرف ـ 1965م) ص 112.

[29] - ألمجلسي ، محمد باقر (ت: 1111هـ) بحار الأنوار الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار ، ط 1 (طهران 1989م) 49/ 173 ؛ الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا  علیه السلام  ص239.

[30] - الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا  علیه السلام  ص 239.

[31] - الشيخ الصدوق ،عيون اخبار الرضا  علیه السلام  ص240.

[32] - المياحي ، أبا الصلت الهروي ، ص 132 ـ 133.

[33] - المياحي ، أبا الصلت الهروي ، ص 133.

[34] - المياحي ، أبا الصلت الهروي ،ص 133.

[35] - غلام رضا اكبري ، أبا الصلت الهروي ،ص 309.

[36] - الحاكم النيسابوري ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله(ت: 405هـ) المستدرك ، دار الفكر (بيروت ـ 1978م) 3/127 ؛ الخطيب البغدادي ، ابوبكر احمد بن علي بن ثابت (ت: 463هـ) تاريخ بغداد مكتبة الخانجي (القاهرة ـ 1931م) 11/ 50.

[37] - المغربي ، احمد بن صديق ، فتح الملك العلي ، باب صحة حديث مدينة العلم وعلي بابها (لا. ت) ص22.

[38] - حسكاني ، حاكم ، شواهد التنزيل (قم المقدسة ـ1988 م) 1/ 83.

[39] - الشيخ ألمجلسي ، بحار الأنوار 38/211.

[40] - سورة الرحمن / 44.

[41] - شبر ، السيد عبد الله (ت: 1242هـ) تفسير القرآن الكريم ، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ،ط1 (بيروت ـ2009م) ص 672.

[42] - المياحي ، أبا الصلت الهروي ، ص 148ـ 149.

[43] - الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا  علیه السلام  ص 134.

[44] - سورة النساء 80.

[45] - سورة الفتح ،10.

[46] - شبر ، تفسير القرآن الكريم ، ص 132.

[47] - م. ن ، ص643.

[48] - الشيخ الصدوق ، كتاب التوحيد (قم المقدسة ـ لا.ت) ص195.

[49] - الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ص 75؛ ألمجلسي بحار الأنوار ،5/ 283.

[50] - الشيخ الصدوق ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ص 77.

[51] - الحسيني ، هاشم معروف ، سيرة الأئمة الأثني عشر ، ط5 (النجف الاشرف ـ 2005م) ص 69.

[52] - سورة النساء ،141.

[53] - شبر ، تفسير القرآن الكريم ،ص412.

[54] - سورة يونس ، 5.

[55] - المياحي ، أبي الصلت الهروي ، ص 164ــ 165.

[56] - المياحي ، أبي الصلت الهروي ، ص165.