تصنیف البحث: السياسة, تاريخ
من صفحة: 375
إلى صفحة: 386
النص الكامل للبحث: PDF icon 170701-095440.pdf
البحث:

 

ان ظاهرة لجوء الامراء والوزراء والقواد وكبار رجالات الدولة وحتى العلماء من دولة الى اخرى، كان معروفا ومألوفا في مختلف العصور في مناطق متعددة من العالم خلال هذه الحقبة، وهذه كانت وما زالت  تنشأ في اغلب الأحيان نتيجة الاضطراب السياسي والقلق الاجتماعي الذي رافق الأحوال السياسية والعسكرية، ولعل الأندلس عرفت هذه الظاهرة منذ تكوين دولة العرب فيها حيث التجأت اليها أعداد كبيرة من ابناء الدول الإسلامية (1)ومن ممالك الشمال الاسبانية وغيرها خصوصا في فترات الازدهار الحضاري في عهد الخلافة الاموية ودولتي المرابطين والموحدين، لكن هذه الظاهرة لم تكن تجري بتخطيط من قبل السلاطين ولم تستغل من قبلهم كما استغلت في القرن اعلاه حيث اصبح من المألوف ان كلا من سلاطين بني الأحمر في غرناطه وبني عبد الواد في تلمسان وبني مرين في فاس كانوا يحتفظون بعدد من اللاجئين من الأمراء والوزراء يزيد عددهم او ينقص بحسب طبيعة الظروف الداخلية التي تتعلق بالامن والاضطرابات يستعملوهم متى شاءوا ضد خصومهم من سلاطين الدول الاخرى. والاكثر وضوحا وتاثيرا هو ما وجد في ركاب بني الأحمر من امراء بني مرين ووزرائهم وقادتهم وما وجد في ركاب بني مرين من امراء بني الاحمر ووزرائهم في وقت تميزت فيه كلتا الدولتين بالاضطراب السياسي والقلق الاجتماعي الذي ادى الى نزوح عدد كبير ممن شارك في تلك الاضطرابات والثورات والانقلابات خشية الفتك بهم كما اصبح من المالوف ان نرى التدخل السافر والمقنع لكلتا الدولتين في شؤون الدولة الاخرى بواسطتهم ويعتمد ذلك على مدى قوة الدولة وضعفها(2).

ولو تتبعنا الامراء من بني نصر الذين لجاوا الى المغرب لاسباب سياسية لوجدنا ان اغلبهم من العناصر الثائرة ضد سلاطين غرناطه والبعض منهم اصبحوا سلاطين فيما بعد ومنهم على سبيل التمثيل الامير ابو الحجاج يوسف الاول بن اسماعيل والامير يوسف بن فرج واخواه محمد وفرج والامير محمد بن محمد بن فرج والامير احمد بن محمد بن محمد بن نصر واخوه الامير علي والامير ابراهيم بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن نصر(3).

ولعل هؤلاء اعرضوا عن الاندلس بعد ان اعرض عنهم اجدادهم واباؤهم سلاطين غرناطه وضيقوا عليهم حتى وجدوا الغربة اخف وطأة من الاضطهاد السياسي لكنهم كانوا ياملون العودة ثانية الى بلادهم بدليل بقاء بعض افراد عوائلهم في الاندلس انتظارا لفرصة مناسبة للعودة ثانية ويبدو ان فاس كثيرا ما كانت تستغل هذه الفرصة فتعمق وتدفع بهم الى الثورة ضد اخوانهم وابناء عمومتهم من سلاطين غرناطه خصوصا في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي على اثر الانقلابات السياسية المتتالية التي حدثت في غرناطه والتي دفعت باعداد من رجالات النظام السابق للفرار ومنهم على سبيل التمثيل السلطان المخلوع محمد الخامس/ الغني بالله بن ابي الحجاج يوسف الاول ووزيره لسان الدين بن الخطيب والوزير ابو عبد الله محمد بن يوسف المعروف بابن زمرك  (4)والوزير الكاتب محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحاج يكنى ابا عبد الله ويعرف بابن الحاج(5) وشيخ الغزاة يحيى بن عمر بن عبد الله وقاضي الحضرة الغرناطية الشيخ الفقيه ابو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن النباهي ويعد هؤلاء ابرز مثال لعملية اللجوء السياسي نظرا لما تركوا من اثار في سير الاحداث السياسية في كلتا الدولتين لمدة تقرب من ربع قرن(6). (7)

ويبدو ان عدد اللاجئين في المغرب كبيرا وان فاس كانت تجري عليهم الارزاق والمرتبات الشهرية  والدليل تعيين موظف خاص يتولى عطاياهم ومرتباتهم وارزاقهم يسمى ابو الفضل ابن الربيب الذي يظهر من كلام لسان الدين ابن الخطيب فيه شعرا ونثرا عندما كان لاجئا في المغرب انه كان ظالما وبذلك شكاه الى الوزير المغربي عبد الله بن مرزوق شعرا فقال(8):

اما والذي لديـــه السرائرُ
غدوت لضيم ابن الربيب فريسة
اذاالتمست كفي لديـــــه جريتي
وما كان ظني ان انال جـــراية
وقد اخرج التعنت كيس مرارتي
وجاه ابن مرزوق لدي ذخيرة
ولو كان يدري ما دجاني لساءه
 

 

لما كنت ارضى الخسف لولا الضرائرُ
اما ثار من قرمي لنصري ثائرُ
كأني جان اوبقتـه الجرائرُ
يحكم من جرائها فـي جائرُ
ورقت لبلـواي النفوس الاخـائرُ
وللشدة العظمى تـــــــــــــــــــعد الذخائرُ
وانكر ما صارت الـــــــــيه المصــــــــايرُ
 

 

ويؤكد الشاعر ابو محمد العكلوم (9)ما يتيح لنا القول ان بعض اللاجئين غير راضين عن الوضع الذي يعيشونه في المغرب ومع ذلك يبقى المغرب ملجا سياسيا يقصده كل من تعارض افكاره بلاط غرناطه (10).

ويلاحظ ان المغرب استقبل هؤلاء اللاجئين بحفاوة وترحيب وقبول ولم يكن هدفه الوحيد من ذلك هو استغلالهم من اجل التاثير في بلاط غرناطه بل الاستفادة من مواهبهم العلمية والسياسية والادارية، فكان منهم الوزراء والمستشارين والكتاب سواء في بلاط بني مرين او بني حفص او بني زيان وعلى سبيل التمثيل المؤرخ الامير اسماعيل بن يوسف بن محمد الاحمر الذي لجأ الى ابي الحسن علي بن عثمان المريني واصبح مقربا عنده ثم عند ولده السلطان ابي عنان فارس حيث كان معدودا في الحاشية يجالسه مع العلماء والوزراء والقرابة واصحبه في اسفاره واجزل له الاعطيات، حيث يقول عن نفسه" وكنت يوما جالسا معه بمقعد ملكه من المدينة البيضاء من فاس " (11)ومع ان هذا الامير كان بعيدا عن السياسة قريبا الى العلم فقد حاول البعض تحريضه على سلاطين الاندلس وهو في المغرب لاجئا فقد مدحه الشاعر محمد بن مسعود بن عبد الرحمن محرضا فقال (12)

انت الذي ما تحت خضراء السما
 

 

ملك سواك احق بالحمراء
 

 

لكن الامير لم ينتبه الى كل تلك الاقوال ومضى حياته بعيدا عن السياسة قريبا من الاندلس بالاتصال بالقادمين من اللاجئين او الزائرين (13).

لجوء المغاربة الى غرناطه:

اما لجوء الامراء والوزراء والقادة والشعراء المغاربة الى بلاط غرناطه منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، ومنهم عامر بن ادريس ورحو بن عبد الله بن عبد الحق وبصحبتهم ثلاثة الاف فارس، ثم تبعهم بنو عيسى بن يحيى بن وسناف بن عبو بن بكر بن حمامه ومنهم سليمان وابراهيم(14).فقد كانت البداية للجوء امراء بني مرين الى غرناطه. يذكر الدكتور محمد رضوان الدايه (15) ان لجوء بني مرين لم يظهر الا منذ اواسط القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي، ويعزي السبب الى اضطراب احوال الدولة وانحلالها، فضلا عن السياسة التي اتبعها السلطان يعقوب بن عبد الحق عام 669هـ /1268م  بولاية العهد لولده ابي مالك عبد الواحد الذي كان يرى اخرون انهم احق بولاية العهد منه مما ادى الى خروجهم عليه وهؤلاء من بني ادريس وبني عبد الله بن عبد الحق واولاد تاشقين بن معطي واتبعهم اولاد مـــحلى اخوال السلطان يعقوب بن عبد الحق وانظم اليهم ابي عياد عبد الحق عام 670هـ/1269م (16) وقد اضطرت هؤلاء ظروفهم السياسية كونهم معارضين لولاية العهد ان يلجأوا الى  الاندلس (17) ويذكر المؤرخ الاسباني مانويل كارثية ان هؤلاء شكلوا حزبا لصالح افــريقيا في الاندلس سيطروا على الجيش وتدخلوا في علاقة مملكة غرناطه مع الممالك المسيحية (18) وشغل بعضهم منصب شيوخ الغزاة في الاندلس.

لجأ عدد من الوزراء والكتاب والشعراء والعلماء ومنهم على سبيل التمثيل الوزير محمد بن احمد بن مرزوق (19)، والوزير المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون (20)والوزير مسعود بن ماسي (21)، والوزير القائد ابو عبد الله بن عتيق بن يحى بن مؤمل (22) والوزير سليمان بن داود والوزير ابي بكر بن غازي (23) والوزير ابي القاسم محمد بن احمد بن محمد الحسني (24) ومن الشعراء المغاربة الذين لجأوا الى غرناطه ابي عبد الله محمد بن احمد المقري (25) كذلك في عهد السلطان ابي العباس احمد بن ابي سالم ابراهيم بن ابي الحسن بن عثمان بن عبد الحق (26)لجأ عدد كبير من الامراء الى غلاناطة وهم من ولد السلطان ابي الحسن علي بن عثمان والسلطان ابي عنان فارس بن ابي الحسن علي والسلطان ابي عبد الرحمن بن يعقوب بن عبد الحق وقد نزلوا جميعا على السلطان محمد الخامس الغني بالله فاكرم وفادتهم وانزلهم بقصوره وافاض عليهم العطاء ووسع عليهم الجرايات والأرزاق (27)وبلغ من حرص سلاطين غرناطة على هذه الشخصيات السياسية انهم خلال المعاهدات التي كانوا يعقدونها مع ممالك الشمال الاسبانية يحرصون على ان تتضمن نصوص هذه المعاهدات حرية سلاطين غرناطه في التصرف بالاراضي المغربية التي تؤول إليهم وكذلك الأشخاص.

ولعب بعض هؤلاء اللاجئين الذين اصبحوا شيوخا للغزاة في الاندلس دورا مهما في العلاقات السياسية بين غرناطه وفاس(28) وكذلك في السياسة الداخلية لغرناطه ويعطي المؤرخ المعاصر للاحداث ابن خلدون وصفا دقيقا للحالة بقوله (بانهم قاسموا ابن الاحمر ملكه وتفردوا برياسة جهاده) (29) فانهم في الحقيقة كانوا سلاحا ذا حدين فهم عون لغرناطه ضد اعدائها الخارجين والمعارضة في الداخل، وهم في ذات الوقت اصبحوا مشكلة تضاف الى مشاكل غرناطه لتجاوزهم اختصاصهم العسكري الى التدخل بالشؤون الداخلية للدولة (30). وقد بدأ بركان اللجوء السياسي المغربي بالانفجار في عهد السلطان ابي عنان فارس بن ابي الحسن علي عثمان بن عبد الحق المريني الذي بعث جماعة من اخوته وقرابته ليكونوا تحت حياطة سلطان غرناطة ابي الحجاج يوسف الاول بن اسماهيل بن فرج بن نصر، فقد سرح اخويه ابي الفضل محمد وابا سالم ابراهيم تخلصا مما يتوقع من معارضتهما عليه(31).

لم يكن لجوء الامراء من بني مرين وحدهم بل لجأ عدد من امراء دولتي بني زيان وبني حفص الى غرناطة ومنهم على سبيل التمثيل الامير عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمواسن بن زيان الذي بويع سلطانا بتلمسان عام 749هـ/ 1348م وكان بصحبته والده واخوته ابو ثابت ويوسف وابراهيم (32)، وكذلك الامير عبد الملك يغمواسن بن زيان، والامير زيان بن محمد بن عبد القوي(33) وقد جاز هؤلاء بصحبة اتباعهم الى غرناطة(34).

اما الامراء من بني حفص الذين لجوء الى غرناطة فمنهم على سبيل التمثيل: الامير ابو القاسم بن ابي زيد (35) ابن عم السلطان ابي زكريا يحيى بن عبد الواحد الحفصي والامير ابو اسحاق ابراهيم بن بكر بن يحيى بن ابراهيم بن يحيى بن عبد الواحد الحفصي(36)، والامير ابراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن ابي حفص (37).

كان تاثير هؤلاء في العلاقات السياسية بين دولهم ومملكة غرناطة محدودا لكن يبدو ان غرناطة استغلت بعضهم في اثارة المشاكل الداخلية للدولة المرينية مستغلة الارث التاريخي لهؤلاء في عرش دولتي بني زيان وبني حفص وما رافق ذلك من ضعف دولة بني مرين وكثرة عدد الطامعين في السلطة والتي ادت الى انحدارها من ضعف الى ضعف. (38).

ظهر تاثير اللجوء على العلاقة السياسية الغرناطية  بصورة واضحة منذ عهد السلطان ابي عنان فارس بن ابي الحسن علي بن عثمان الذي راى بعد استقرار ملكه بان من الافضل له ان يكون اخوه ابو الفضل محمد وابو سالم ابراهيم تحت نظره خوفا من ان تستغلهم بعض العناصر من سماسرة الفتن. ويبدو ان تخوفه صحيح فان بعض اتباعهما حسنوا لهم الثورة والجواز الى المغرب لاستلام السلطة لذلك بعث ابو عنان رسله الى سلطان غرناطه ابي الحجاج يوسف الاول يطلب منه ان يرسلهما اليه احتياطا وجمعا للكلمة وتوحيدا للصف وانه لا يستريح لمقامهم بعيدا عنه على حد قوله في رسالته لكن ابا الحجاج يوسف رفض تسليمهما اليه خشية عليهما من سطوة اخيهم ابي عنان ولما تربطه بهما من علاقة قديمة. اجاب سفارة فاس (بانه لايحقر ذمته ولايسيء جوار المسلمين) وعدم تسليمهم الى دولهم الا بموافقتهم خوفا عليهم، وبعودة السفارة وهم يحملون عدم الموافقة غضب ابو عنان وامر حاجبه محمد بن ابي عمر ان يكتب الى سلطان غرناطه كتابا شديد اللهجة وان يبالغ في اللوم والتوبيخ بقصد التهديد، فعل الحاجب بما امر وبوصول الكتاب صحبة سفارة مغربية اصر ابو الحجاج على موقفه وردهم خائبين ثانية (39) وبذلك توترت العلاقات السياسية بين البلدين واظلم الجو بينهما.(40).

وقد حاول الامير ابو الفضل مداخلة سلطان غرناطه ابي الحجاج يوسف الاول على مساعدته للاستيلاء على السلطة من اخيه لكنه جوبه بالرفض ولعل سبب الرفض يعود الى عدم امكانية غرناطه من مساعدتهِ عسكريا وخوفا على علاقاتها مع فاس وبعد ان يأس  ابوالفضل من مساعدة سلطان غرناطة قرر الرحيل سرا الى قشتالة وبوصول فاس خبر لجوئه الى قشتالة  توترت العلاقات الغرناطية الفاسية اكثر وجرت مراسلات متعددة بينهما حاول سلطان غرناطة تبرئة دولته من مسؤولية هروبه شارحا الظروف التي حدثت فيها مبينا بانه شرط عليه منذ قدومه  غرناطة لاجئا الهدوء والاستقامة (41)وجعله هو وقرابته تحت الرقابة الدائمة وقد وضع عليهم العيون لنقل اخبارهم واعمالهم وجعل بعضهم عيونا على البعض الاخر، لكنه مع هذه الاجراءات التي تقيد من حركتهم فان الذي يضمر شيئا يستطيع تنفيذه، فقد استغل ابو الفضل اعياد المولد النبوي الشريف حيث يلجأ الناس الى بعض الاماكن المعدة لتلك الاحتفالات ومن خلالها نفذ خطته. وفي صباح اليوم التالي تم تفقده فعرف بانه هرب الى قشتالة مع ثلاثة عشر من اتباعه ليس فيهم من له شهرة ماعدا يعقوب بن عباد الذي لعله هو الذي ورطه في ذلك العمل (42) ومع ان هؤلاء اللاجئين لم يطلعوا احدا غيرهم على تدبيرهم (43) فان سلطان غرناطة ابا الحجاج يوسف وجه اللوم على اخيه ابي سالم ابراهيم وعلى قرابته فاتهمهم بكتمان سره والقي القبض عليهم جميعا ووثقوا بحمراء غرناطة في اماكن اعدت لهم ورتب عليهم الحرس (44) حتى تم التاكد من ان ابا الفضل انفرد عنهم بتدبيره(45).

فكتب سلطان غرناطة رسالة الى سلطان فارس بذلك ليكون منه على علم (46) ويبدو من الرسائل التي كتبها الوزير لسان الدين ابن الخطيب على لسان سلطانه الغني بالله تبرأ غرناطة وسلطانها من مسؤولية هروبه، لكن المؤرخ المعاصر للاحداث الوزير المغربي عبد الرحمن بن خلدون(47)  يلقي مسؤولية هروبه على سلطان غرناطه بقوله " ودس الى اكبرهما ابي الفضل باللحاق بالطاغية " ويتفق مع السلاوي (48)" وفي هذا الوقت لايستطيع ان يساعده في الجواز الى المغرب لاستلام السلطة. ولايستطيع تسليمه الى المغرب بسبب ان ذلك يتعارض مع القيم والاعراف العربية والاسلامية. ولايستطيع الاحتفاظ به لما لهذا الاحتفاظ من زيادة في التوتر بين الدولتين، لكنه يستطيع ان يوعز اليه بمغادرة دولته الى دولة اخرى وحسب رغبته،فان اصاب له فضل عليه وان اخفق فان سره لم يتجاوز الاثنين "

لقد سببت تلك القضية توتر العلاقات بين البلدين ولم تتحسن هذه العلاقات بين الطرفين حتى تم القضاء على محاولته بعد استدعائه من قبل اتباعه في المغرب، فجاز لهم مع جماعة من الاعيان والسفراء بمساعدة اسطول قشتالة عام 754هـ /1353م فتم القبض عليه وسجن ثم قتل خنقا في محبسه. فكتب سلطان غرناطة يوسف الاول الى سلطان فاس ابي عنان يهنئه بهذا الانتصار(49) وبذلك زال احد اسباب التوتر بين البلدين.

ولكن تطورات سياسية داخلية حدثت في غرناطة اثرت على مكانتها فقد حدث فيها انقلاب ليلة الثامن والعشرين من رمضان عام 760هـ /1359م مثل بداية ازمة سياسية واقتصادية امتدت حتى عام 763هـ /1362م  (50) ادى الى خلع السلطان الغني بالله وفراره الى وادي اش وقتل نائبه ابي النعيم رضوان بن عبد الله وسجن وزيره لسان الدين بن الخطيب وقد خاطب الغني بالله سلطان فاس ابا سالم ابراهيم يخبره بما حدث (51) فامتعض لمقتل النائب رضوان وسجن الوزير ابن الخطيب الذي كانت تربطه بالوزير المغربي ابي عبد الله محمد بن مرزوق مودة استحكمت منذ ايام مقامه بالاندلس لاجئا وكان هذا الوزير غالبا على هوى سلطانه فزين له استدعاء الغني بالله ووزيره(52) ليعده زبونا على اهل الاندلس(53).

ولعل هدفه من ذلك معادلة كفة اللاجئين بين غرناطة وفاس (54). وتنفيذا لذلك بعث من اهل مجلسه الشريف ابا القاسم التلمساني وزدوه برسالة الى السلطان الغرناطي الجديد اسماعيل بن ابي الحجاج يوسف يامره فيها بتخلية سبيل محمد الخامس الغني بالله والسماح له بالجواز الى المغرب والشفاعة في تسريح وزيره لسان الدين بن الخطيب وتخلية سبيله واللحاق بسلطانه(55) وجعل خلاصهم شرطا في مصالحة الدولة (56) وقد نجحت السفارة واذعن السلطان اسماعيل لطلبات سلطان فاس سياسة منه حفاظا على علاقات بلاده معها. في الوقت الذي كان في امس الحاجة اليها لعدم استقرار الاوضاع الداخلية في الاندلس بعد نجاح انقلابه وتنفيذا للاتفاق اطلق سراح الوزير ابن الخطيب بعد لجاج واثارة عجاج على حد قوله عند كلامه عن تلك المشكلة التي واجهته(57).

وصحبه مع عائلته السفير المغربي الشريف ابو القاسم وبصحبتهم نفر كبير من حاشيته ولحق بسلطانه بوادي اش وجازوا منه الى سبته وبصحبتهم الشيخ ابو الحسن علي بن بدر بن موسى بن رحو بن عبد الحق من انصار  السلطان المخلوع (58) وابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن احمد بن يوسف شاعر الحمراء المعروف بابن زمرك الذي استطاع ان يقيم علاقات وصداقات مع اوساط كبار رجال الدولة ومثقفيها والتي افادته في منفاه اولا ثم في توجيه السياسة الغرناطية -المغربية بعد عودة سلطانه محمد الخامس الغني بالله ثانية الى عرشه (59).

تبعهم فيما بعد الامير ابو الوليد اسماعيل عم السلطان محمد الخامس والامير يحيى بن عمر بن رحو بن عبد الحق شيخ الغزاة بغرناطه (60).

وصل الغني بالله والوفد المرافق له مع اتباعه لاجئين الى بلاط فاس في المحرم عام 761هـ /1360م فاهتزت فاس لقدومهم واستقبلهم السلطان ابوسالم بنفسه بظاهر فاس ونزلوا عن خيولهم لتلقيهم فكان احسن استقبال وبوصولهم فاس اعدت وليمة على شرف الغني بالله ضمت كبار رجال الدولة وشيوخ القبائل والعامة واجلسه ازاء كرسيه. فكان بحق استقبال سلطان دولة وليس لاجئا وفي مجلس سلطان فاس انشد لسان الدين الخطيب قصيدة يستصرخه لنصرة سلطانه المخلوع للعودة ثانية الى عرشه فقال(61):

سلا هل لديها من مخبرة ذكـر
قصدناك ياخير الملوك على النوى
وانت اذا جار الزمان محكم
وهذا ابن نصر قد اتى وجناحــه
ومثلك من يرعى الدخيل ومن دعا
وخذ يا امام الحق بالحــق ثارة
وانت لها يا ناصر الـحق فلتقم
اعده الى اوطانه عنك راضيا
 

 

وهل اعشب الوادي ونم به الزهـر
لتنصفنا مما جنى عبدك الدهر
لك النقض والابرام والنهي والامر
مهيض ومــــن علياك يلتمس الجبر
بال مرين جاءه العز والنصر
ففي ضمن ما ياتي به العز والاجر
بحق فما زيد يرجى ولا عمـر
وطوقه نعماك التي مالها حصـر
 

 

فابكـى سامعية تاثرا واخذت تسيل منهم العبرات على حد تعبير المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون (62) الذي كان حاضرا الحفل، فوعده سلطان فاس بالنصر وكانت بداية التدخل بالشؤون الداخلية لغرناطة باعادة سلطان مخلوع الى عرشه ويصف المؤرخ لسان الدين ابن الخطيب (63) ذلك الاحتفال بأنه كان يوما مشهودا وموقفا مشهورا طال به الحديث وعمرت به النوادي، وبعد ان انفض المجلس انصرف الغني بالله الى المنزل الذي اعد له وهو من اشهر قصور فاس (64)وقد انحفظ عليه رسم سلطانه ولم يفقد من القاب ملكه الا الاداة ادبا مع سلطان فاس ورتبت الجرايات له ولمواليه واتباعه، وتم توفير ارزاق القادمين في ركابه (65) وكذلك ارغد عيش لسان الدين بن الخطيب في الجراية والاقطاع وكتب سلطان فاس لعماله تلبية طلباته فتسابقوا في ذلك وقد تبودلت الرسائل بين فاس وغرناطه في شان عودة امواله التي بالاندلس (66) فارسل موسى بن ابراهيم سفيرا الى غرناطه لتلك المهمة لكنه عاد دون تحقيق هدفه ومع ذلك لم يياس لسان الدين ابن الخطيب في عودة امواله فكتب ثانية لسلطان فاس شعرا ونثرا يرجوه فيه مساعدته في ارسال سفارة ثانية الى غرناطه فقال شعرا:

فأنصروني وعينوا لي رسولا
واريحو بالياس قلبي فاني
 

 

صارم الحد محكم التدبير
قد تخبطت في وبال كسير
 

 

وكتب نثرا " واملي منكم ان يتعين من بين يديكم خديم بكتاب كريم يتضمن الشفاعة في رد ما أخذ لي وقد تساومت في شيء من ذلك منتظرا ثمنه مما يباع بالاندلس بشفاعتكم ولو ظننت انهم يتوقفون في مثل هذا او يتوقع فيه وحشة او جفاء والله ما طلبته " (67)

لكن نلاحظ ان ما ثبت من شعر في مدرج الكتاب يتناقض مع كلامه الذي يدل انه لايريد لعلاقات البلدين ان تسيء اكثر مما هي عليه بسببه كلاجيء لديها حيث يقول(68).

وابعث رسولا منذرا ومحذرا
 

 

وبما تؤمل نيله ياتيك
 

 

ارسل السلطان ابو سالم سفارتين الى غرناطه احداهما برئاسة الشيخ موسى بن ابراهيم البرنياني مزودا بهدية على سبيل الملاطفة(69) والثانية مع ابي البقاء بن تاسكورت وابي زكريا بن قرطاجه وزودهم بكتاب يتضمن الشفاعة لاطلاق اموال لسان الدين الخطيب في الاندلس واعطيت نسخة من الكتاب الى ابن الخطيب للعلم (70)

وقد قبلت شفاعته وردت اموال هذا الاجيء ورغد عيشه في منفاه (71) حيث يظهر من مرسوم سلطاني اصدره السلطان ابو سالم في العاشر من ربيع الاخر عام 763هـ /1361م  يبين فيه مقدار راتبه وراتب ولده بخمسمائة دينار شهريا فضلا عما يجلب اليه سنويا دون تحميله عناء ايصالها من الطعام على اختلافها والحيوانات وغيرها وكذلك ما كان يستفيده خدامه وعماله من عنب وقطن وكتان وفاكهة وخضر وغير ذلك فلا يطلب منهم ثمن واعفاء انتاجه الزراعي من الضرائب (72).

حاول السلطان الغالب بالله ايجاد نوع من المساومة السياسية فراسل سلطان فاس عارضا علية الموافقة على حجز السلطان المخلوع محمد الخامس بالمغرب ومنعه من الجواز الى الاندلس على انه  يقوم بحجز الامراء المرينين الطامعين في السلطة اللاجئين عنده فتم الاتفاق بينهما على ذلك، ولكن يبدو ان السياسة التي اتبعها تجاه قشتالة بقطع ما كان اسلافه يعطونه من الجزية اليها، فضلا عن محاولته شق صف ممالك الشمال الاسبانية بالتحالف مع اراكون ضد قشتالة فاستطاع بدرو الرابع القاسي ملك قشتاله حل مشاكله مع اراكون والتحالف معها ضد غرناطه وطلب من سلطان فارس الموافقه على جواز محمد الخامس المخلوع الى الاندلس فامتنع اول الامر وفاء للعهد الذي قطعه للسلطان الغالب بالله (73) لكن ملك قشتالة ضغط والح على سلطان فاس بالموافقة على جوازه فحصل على ذلك في الوقت الذي وصلت اليه الدعوات من اهل الاندلس لاستلام عرشه(74) (فتحركنا على اتفاق من ارباب الفتيا وتحرك من وراء البحر من الأمه)(75).

أهيئت مستلزمات العبور من كلا الجانبين المغربي والقشتالي، حيث جاء الاسطول القشتالي الى السواحل المغربية، وهيء كذلك الاسطول المغربي وزدود بالجيش والسلاح والمال ونشر تمويهاً بان مهمته مقاومة اسطول اراكون (76)واقيم احتفال رائع في توديعه بقبة العرض بظاهر جنة المصارة ولبس خلعة الملك(77) وشارك في الاحتفال سلطان المغرب وكبار رجال الدولة والجالية الاندلسية في المغرب فكان موقفا مسيلا للدموع على حد تعبير لسان الدين الخطيب (78).

غادر محمد الخامس المغرب تاركا عائلته فيها وقد تولى الوزير المغربي عبد الرحمن ابن خلدون مهمة رعايتها وقضاء حاجاتها كما كان يقضي حاجة سلطانهم قبل رحيله(79).

وقد رافقه في جوازه القاضي ابو الحسن على بن عبد الله بن الحسن الجذامي المالقي والقائد ابو الحسن علي بن يوسف بن كماشة الحضرمي (80)وابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد المعروف بابن زمرك (81) والقاضي ابو الحجاج المنتشاغري، وبوصوله ارض الاندلس سلفه ملك قشتالة ثلاثين الف دينار من الذهب ووعده بالمساعدة على استعادة عرشه(82).

والظاهر ان عبور الغني بالله جعل السلطان الغالب بالله يقرر ارسال الاميرين المغربيين اللاجئين في غرناطة: عبد الحليم بن ابي علي عمر بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق واخيه عبد المؤمن الى المغرب لاشعال حرب اهلية فيها وقد حاول الابحار من ثغر المنكب على ظهر سفينة حربية غرناطية غير ان الاسطولين المغربي والقشتالي المكلفين بمساعدة الغني بالله وحراس مضيق جبل طارق هاجم السفينة واضطر بحارتها الى غرسها في الرمال وانتهز ركابها فرصة حلول الليل فابحروا على ظهر سفينة صغيرة ونزلوا سواحل تلمسان في نفر ستة من خاصته فرحب بهم سلطان تلمسان ابو حمو الثاني بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن الذي كان يجري المراسلة مع الغالب بالله بشان اطلاق سراحهم وجوازهم اليه فاواهم عنده ونادى بالامير عبد الحليم سلطانا على فاس وامده بالمال والرجال كي يثير حربا اهلية  ضد السلطان ابي سالم وكان دافعه من ذلك الانتقام من اعدائه بني مرين الذين طالما شردوه وشردوا اباءه واجداده من قبل وضموا بلاده الى بلادهم.(83)

نجحت سياسة غرناطة رغم ان الامير عبد الحليم لم يستطع السيطرة على الحكم لكنه بث الفتنة واثار حربا اهلية في المغرب(84)  لقي على اثرها السلطان ابو سالم ابراهيم مصرعه اثر انقلاب قام به وزيره عمر بن عبد الله بن علي الياباني في الثامن عشر من شوال عام 762هـ / 1361م وتولى السلطان ابو عمر تاشفين.

فكانت بداية الفوضى في المغرب والتي ستكون لها اثار بعيدة في سير الاحداث السياسية. فقد اسرع ابو عمر في مخاطبة سلطان غرناطه يعرفه بما تم والذي اراح مخنقه ويوعز اليه بضبط ما تحت يده من اللاجئين من ابناء يعقوب بن عبد الحق المرتقبين لحظوظهم في الدولة المرينية واوعز للاسطول وجيش المغرب المكلف بمساعدة الغني بالله بالعودة الى قواعدها (85).

غير ان التغيير قد حدث في المغرب لصالح الغني بالله حيث راي الوزير عمر بن  عبد الله ان اهل المغرب لم يكونوا مقتنعين بالسلطان ابي عمر تاشقين لضعف قواه العقلية فضلا عن الثائر عبد الحليم الذي اخذ يزداد اتباعه سريعا وعليه ان يجد البديل فاهداه عقله للامير المتوكل على الله ابي زيان محمد بن ابي عبد الرحمن بن ابي الحسن علي بن عثمان بن عبد الحق الذي كان لاجئا في بلاط قشتالة فبعث الوزير عمر بن عبد الله ثلاث سفارات متتالية الاولى سفارة مولاه عتيقالخصي والثانية سفارة عثمان بن الياسمين والثالثة سفارة الرئيس الابكم محمد بن احمد من بني الاحمر لمهمة التفاوض مع قشتالة حول السماح بجواز الامير ابي زيان محمد ليتولى عرش ابائه  لكن ملك قشتالة بيدرو الاول القاسي رفض طلبهم لاسباب يبدو انها تتعلق بطبيعة الفوضى في المغرب والتي كان احد اسبابها توليه ابي عمر تاشقين وهذا ما تريده قشتالة التي ليس من مصلحتها تولية العرش المغربي لسلطان قوي يحد من الفوضى السياسية ومن اجل اقناع ملك فشتالة بالموافقة استعانت فاس بالسلطان المخلوع الغني بالله الذي كان هو الاخر لاجئا في بلاد قشتالة (86)للقيام بالوساطة والذي يبدو ان علاقته ما زالت قوية بملك قشتالة فقبل الوساطة مشترطا الحصول على مدينة رنده التي كانت من املاك بني مرين بالاندلس ليشكل فيها حكومة مؤقته وبعد مشاورة السفير المغربي الوزيرعمر بن عبد الله حصلت الموافقة على العرض باشارة الوزير عبد الرحمن بن خلدون (87). الذي بعث اليه الغني بالله رسالة يطلب فيها اقناع الوزير عمر بن عبد الله بذلك(88) وفعلا نجحت الوساطة وعاد الامير ابو زيان محمد بن عبد الرحمن الى فاس سلطانا على المغرب بعد خلع السلطان ابي عمر تاشقين في الرابع والعشرين من صفر عام 763هـ/1361م(89) بمساعدة ملك قشتالة (90).

وتنفيذا للاتفاق المعقود بين لغني بالله والوفد المغربي انتقل الى مدينة رندة وشكل حكومة مؤقته اصبح فيها ابو الحسن علي بن يوسف بن كماشة المغربي وزيرا (91)ومنها داخل اعيان غرناطة ورجالها فلبوا دعوته لدخولها فتوجه اليهم والتف حوله الجيش المريني في الاندلس واهتزت غرناطة لقدومه فاضطر محمد السادس الى جمع حاشيته وامواله واتباعه وهم زهاء ثلاثمائة منهم شيخ الغزاة ادريس بن عثمان بن عبد الحق وتوجه بهم لاجئين الى قشتاله دون اتفاق مسبق فاجرى السلطان  الغني بالله المراسلة مع ملك قشتالة بدور الاول القاسي يحثه على تنفيذ الاتفاق المعقود بينهما قبل مغادرته ارض قشتالة والخاص بالقضاء على حكم الغالب بالله وتنفيذا لذلك تم القبض عليهم والاستيلاء على مامعهم من النفائس ونفذ فيهم حكم الاعدام بالسيف، ودخل محمد الخامس الغني بالله ثانية الى غرناطة سلطانا في العشرين من جمادي الثاني عام 763هـ /1362م (92).

كتب الغني بالله رسالة لسلطان فاس ابي زيان محمد في طلب عائلته ووزيره لسان الدين الخطيب الذي يبدو انه كان راغبا في الاستمرار لاجئا تحت رعاية سلطان فاس والدليل عدم مرافقه سلطانه اثناء جوازه لاستعادة عرشه(93) لكن خوفه من غضب سلطانه قرر الموافقة على العودة فتمت اجازتهم سالمين مكرمين (94) وبذلك لعب اللجوء السياسي دوراً خطيراً في السياسة الغرناطية مع الدول الاسلامية وخصوصاً مع دولة بني مرين في القرن 8هـ/14م.

 

(1) ابن الابار : أبو عبد الله محمد بن عبد الله، التكملة لكتاب الصلة ج1 نشر وتصحيح عزت الحسيني،القاهرة 1956 ص195-200 وص319و368و543و602و610 ابن سعيد علي بن موسى ت 673او 685 هـ المغرب في حلي اهل المغرب ج2 تحقيق شوقي ضيف القاهرة 1964 ص26.

(2) ابن الخطيب: لسان الدين محمد بن عبد الله السلماني، نفاضة الحراب في علالة الاغتراب، نشر وتعليق د. احمد مختار العبادي، بغداد، (د.ت)، ص229-301.

 

(3) ابن الأحمر: إسماعيل بن يوسف،   مستودع العلامة  ومستبدل العلامة، تحقيق محمد التركي التونسي، راجعه وعلق على الهامش محمد بن تاويت التطواني، منشورات كلية الآداب والعلوم السياسية جامعة محمد الخامس . الرباط (د.ت) ص15-16و40، ابن خلدون:عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر، منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات 1970،ج7،ص316.

(4) ابن الخطيب : نفاضة ص19-180ابن الاحمر : نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان، تحقيق د. محمد رضوان الدايه،ط2،دار الثقافة بيروت،1970، ص69.

(5) ابن الخطيب : الاحاطة في اخبار غرناطة، م2 تحقيق الاستاذ محمد عبد الله عنان ط2 القاهرة،1955، ص139-140 .

(6) ابن الخطيب، نفاضة ص179-180 .

(7) ابن الخطيب : اللمحة البدرية في الدولة النصرية تحقيق لجنة احياء التراث في دار الافاق الجديدة، ط2 بيروت،1980، ص35-36. ابن الخطيب، ديوان الصيب والجهام والماضي والكهام، ج1، تحقيق محمد مفتاح، الدار البيضاء،1988،ص420-421.

(8)  ابن الخطيب نفاضة ص129-130 المقرى شهاب الدين احمد بن محمد التلمساني، ازهار الرياض في اخبار عياض، ج1 ص274-275 .

(9)  ابن الخطيب: نفاضة ص158-159.

(10)  ابن شقرون د. محمد بن احمد : مظاهر الثقافة المغربية،بيروت، 1982، ص49.

(11) ابن الاحمر : نثير الجمان ص72-73.

(12) م. ن : ص71.

(13) م. ن: ص79.

(14)  ابن الخطيب : الاحاطة م 2 ص16-17، ابن الاحمر : نثير الجمان ص400 ابن خلدون العبر ج4ص171 وج7 ص113 و166-167.

(15) ابن الاحمر : المصدر السابق،ص400.

(16) ابن خلدون : العيبر ج7 ص367، السلاوي : ابو العباس احمد بن خالد، الاستقصا في اخبار المغرب الاقصى تحقيق جعفر ومحمد الناصري،القاهرة،1964،ج2،ص30 .

(17))  Alarcon Maximiliano.Y Santon Y Ramon Carcia de linares:Los Documentos Atrabes Diplomaticos,del Archivo de La Corona de Aragon(Madrid 1940)p.p251.        

(18) ابن خلدون العبر ج7 ص367-368.

(19) ابن خلدون التعريف بابن خلدون غربا وشرقا - بيروت دار الكتاب اللبناني،1979،ص50 .

(20)  ابن خلدون : التعريف ص84ومابعدها ؛ العبر ج7 ص410.

(21) ابن خلدون : التعريف ص84 ومابعدها ؛ العبر ج7ص410.

(22) ابن خلدون : العبر ج7ص335.

(23) ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص537.

(24)  ابن خلدون  : العبر ج7 ص342

(25) ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص18. .

(26) م. ن: ص191-192 ابن الخطيب، ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب، تحقيق الاستاذ محمد عبد الله عنان، م1، ط1،1980، ص353-359.

(27) السلاوي  : الاستقصاء ج4 ص79.

(28) ابن خلدون : العبر ج7 ص349 ؛ الحريري د. محمد عيسى، تاريخ المغرب والاندلس في العصر المريني،ط1، الكويت،1985،ص28.

(29) الحريري : المصدر السابق، ص233.

(30) م. ن: ص228.

(31) ابن خلدون : العبر ج7 ص366.

(32) ابن الخطيب : كناسه الدكان بعد انتقال السكان تحقيق د. محمد كمال شبانه، دار الكتاب العربي (د.ت)،ص16-17.

(33) مجهول : ذكر مشاهير فاس في القديم حققه وعلق عليه عبد القادر زمانه منشور في مجلة البحث العلمي ع4-5 لسنة 1965ص99.

(34) ابن الاحمر : روضة النسرين في دولة بني مرين، الرباط،1962،ص53.

(35) ابن خلدون العبر ج7 ص366.

(36)  م. ن: ص362.

(37) م. ن: ص288.

(38) م. ن ص297-298، بن ابي الضياف:احمد (من علماء القرن الثالث عشر الميلادي) : اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس وعهد الامان ج1 تحقيق لجنة من كتاب الدولة للشؤون الثقافية والاخبار الجزائر ط2 1976 ص226.

(39) ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص315.

(40)  ابن الاحمر نثير ص40 .

(41) انظر نص الرسالة المنشورة في كتاب ابن الخطيب ريحانة الكتاب م1 ص542-545.

(42) م. ن :ص546-548

(43) م. ن: ص455

(44) م. ن: ص545.

(45) م. ن.:  ص547-548

(46) م. ن: ص545.

(47) العبر ج7 ص293.

(48) الاستقصا ج3 ص187.

(49)  ابن الخطيب : اللمحة ص120 ؛ ابن بطوطة: ابو عبد الله محمد بن عبد الله الطنجي،ج2،مصر 1964،ص186-187.

(50) ابن الخطيب الاحاطة م2 ص23-25 ديوان الصيب والجهام والماضي والكهام، تحقيقي د. محمد الشريد، ط1، الجزائر (د.ت) ص39.

(51)  ابن الخطيب الاحاطة م1 ص13-14.

(52) انظر نصوص الرسائل المنشورة في كتاب ابن الخطيب نفاضة الجراب ص220-224 وص224-228 المقري نفخ م5 ص286.

(53)ابن الخطيب نفاضة ص299-302 .

(54)  ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص398-404 وم2 ص26-27 /، اللحمة ص114و120-121.

(55) ابن خلدون : العبر ج4ص174وج7ص306.

(56)  ابن الخطيب : الاحاطة م1ص400 وم2 ص27 ؛ ابن خلدون :العبر ج7،ص306

(57) ابن خلدون : العبر ج7،ص333

(58) ابن الخطيب : نفاضة ص169؛ المقرى : شهاب الدين احمد بن محمد التلمساني، نفح الطيب في غصن الاندلس الرطيب، ج3، تحقيق د.احسان عباس،بيروت 1968،ص194-197.

(59) ابن خلدون المصدر السابق، ص306 وص333، السلاوي : الاستقصا ج4ص9.

(60) الشوكاني : القاضي محمد بن علي ت 1250هـ : البدر الطالع بمحاسن القرن السابع ج1 نسخة مصححة بخط السيد المؤرخ محمد بن محمد يحيى بن الزيارة اليمني ط1، مطبعة السعادة ص191.

(61) ابن الخطيب : الاحاطة م1،ص25،ابن الخطيب،ديوان الصيب، ج1،تحقيق محمد مفتاح، ص414-418، عنان : الاستاذ عبد الله محمد، نهاية الاندلس وتاريخ العرب المتنصرين، ط4، القاهرة،1987،ص21.

(62)  ابن الخطيب : نفاضة ص169؛ المقري : نفح ج3 ص194-197.

(63) ابن الخطيب الاحاطة م1 ص25.

(64) ابن خلدون : العبر ج7ص309 ؛ السلاوي : الاستقصا ج4ص12.

(65) المقري : نفح م7 ص38، عنان : نهاية الاندلس ص21 العبادي د. احمد مختار : فترة مضطربة في تاريخ غرناطة كما يصفها شاهد عيان بحث منشور في مجلة معهد الدراسات الاسلامية بمدريد م7 وم8 مدريد\ 1959 -1960 ص47.

(66) ابن الخطيب : ديوان الصيب: تحقيق الدكتور محمد الشريف، ص41-42. وينظر الديوان نفسه، تحقيق محمد مفتاح، ص387.

(67) العبر ج7 ص306.

(68) ابن الخطيب : الاحاطة م2 ص29.

(69)  ابن خلدون : العبر ج7 ص309 ؛ السلاوي : الاستقصا ج4 ص12.

(70) ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص308 ؛ ابن خلدون : العبر ج7 ص309.

(71) ابن خلدون : المصدر السابق ص334.

(72)  ابن الخطيب : ديوان الصيب ص61-62، المقرى نفح م6 ص20 .

(73) ابن الخطيب : نفاضة ص85-86.

(74) م. ن: ص119.

(75) م. ن: ص86ص88وص90

(76) السلاوي : المصدر السابقص32.

(77) المقري : المصدر السابق ص5.

(78) ابن خلدون : العبر ج7،ص316.

(79) ابن خلدون العبر ج7 ص316، فرحات د. يوسف شكري، غرناطة في ظل بني الاحمر،ط1،بيروت، 1982،ص40.

(80) ابن الخطيب : نفاضة ص361؛ الاحاطة م2ص30-31؛ ديوان الصيب ص385.

(81)  المقري : نفح م7 ص171وص240 .

(82) ابن الخطيب : نفاضة ص37وص285.

(83)  م. ن: ص300-301 ؛ اللمحة ص118، ابن خلدون : العبر ج7ص316.

(84) ابن الخطيب : نفاضة ص38

(85) ابن الخطيب : الاحاطة م2ص69.

(86) ابن الخطيب : نفاضة ص36 . ابن خلدون العبر ج7ص316

(87) ابن الخطيب : اللمحة ص126

(88) ابن الخطيب : الاحاطة م2 ص69ونفاضة ص22.

(89) ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص308 وص310 وم2ص40 ؛ السلاوي : الاستقصا ج4ص41.

(90) ابن الخطيب، نفاضة ص332-333.

(91) م.ن : ص279، اللمحة ص114

(92) ابن الخطيب اللمحة ص129 الاحاطة م1 ص28-29 وم2 ص42 نفاضة ص286 ابن خلدون المصدر السابق ص337 ابن حجر العسقلاني:شهاب الدين محمد بن علي الدرر الكامنة،ج3، تحقيق محمد سيد جاد الحق،دار الكتب الحديثة، 1966، ص391-392 .

(93) ابن الخطيب : نفاضة ص286-287.

(94) ابن الخطيب : الاحاطة م1 ص29، ديوان الصيب،ص67.