تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 304
إلى صفحة: 315
النص الكامل للبحث: PDF icon 6-15.pdf
خلاصة البحث:

هذا بحث تناولت فيه نفد وتحليل قصيدة المتنبي ((على قدر أهل العزم...)) لأنها تمثل واحدة من قصائد النضج الفني في مرحلته الثانية آذ بدا فيها واضحاً تمكنه من أدواته الشعرية، في الوقت الذي تعبر عن روح الشاعر وتطلعاته السياسية ومجده الذي رأى صورته المتحققة في الممدوح بعد أن لم يحالفه الحظ في تحقيق ما يصبو إليه. وبإمكان الباحث في مثل هذه القصيدة أن يجد متسعا ً للبحث والتحليل لأنها زاخرة بقيم شعرية عالية المستوى تشكلت بها صيغ وأساليب تفيض بالإمكانات التي وفرتها اللغة العربية للشعراء لان ينهلوا منها كل ظواهر الإبداع والتفرد.

البحث:

 

المقدمة

هذا بحث تناولت فيه نفد وتحليل قصيدة المتنبي ((على قدر أهل العزم...)) لأنها تمثل واحدة من قصائد النضج الفني في مرحلته الثانية آذ بدا فيها واضحاً تمكنه من أدواته الشعرية، في الوقت الذي تعبر عن روح الشاعر وتطلعاته السياسية ومجده الذي رأى صورته المتحققة في الممدوح بعد أن لم يحالفه الحظ في تحقيق ما يصبو إليه.

وبإمكان الباحث في مثل هذه القصيدة أن يجد متسعا ً للبحث والتحليل لأنها زاخرة بقيم شعرية عالية المستوى تشكلت بها صيغ وأساليب تفيض بالإمكانات التي وفرتها اللغة العربية للشعراء لان ينهلوا منها كل ظواهر الإبداع والتفرد.

القصيدة تدفع بقارئها لان يعيد النظر بها أكثر من مرة فيجد في كل مرة شيئاً لم يكتشفه من قبل وعلى هذا يمكن ان يكون فيها أكثر من مجال للبحث والتحليل والنقد ولا ادعي انني أتيت على كل ما يقال فيها ولكنها محاولة، مجرد محاولة علها ان تساهم ولو بقدر في إيجاد سبيل من السبل الممكنة في تحليل النصوص الإبداعية.

أولاً: القصيدة

على قدر اهل العزم تأتي العزائم
وتعظم في عين الصغير صغارها
يكلف سيف الدولة الجيش همه
ويطلب عند الناس ما عند نفسه
يفدي أتم الطير عمراً سلاحه
وما ضرها خلق بغير مخالب
هل الحدث الحمراء تعرف لونها
سقتها الغمام الغر قبل نزوله
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا
وكأن بها مثل الجنون فأصبحت
طريدة دهر ساقها فرددتها
تفيت الليالي كل شيء أخذته
إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعا
وكيف ترجي الروم والروس هدمها
وقد حاكموها والمنايا حواكم
اتوك يجرون الحديد كأنما
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه
تجمع فيه كل لسن وامه
فلله وقت ذوب الغش ناره
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا
وقفت وما في الموت شك لواقف
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
ممت جناحيهم على القلب ضمة
بضرب اتى الهامات والنصر غائب
حقرت الردينيات حتى طرحتها
ومن طلب الفتح الجليل فانما
نثرتهم فوق الاحيدب كله
تدوس بل الخيل الوكور على الذرى
تظن فراخ الفتح انك زرتها
اذا زلفت مشيتها ببطونها
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم
اينكر ريح الليث حتى يذوقه
وقد فجعته بابنه وابن صهره
مضى يشكر الاصحاب في فوته الظبى
ويفهم صوت المشرفية فيهم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة
ولست مليكا هازماً لنظيره
تشرف عدنان به لا ربيعة
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه
واني لتعدو بي عطاياك في الوغى
على كل طيار اليها برجله
الا ايها السيف الذي ليس مغمداً
هنيئاً لضرب الهمام المجد والعلى
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى
 

 

وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتصغر في عين العظيم العظائم
وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
وذلك مالا تدعيه الضراغم
نسور الفلا احداثها والقشاعم
وقد خلقت اسيافه والقوائم
وتعلم أي الساقيين الغمائم
فلما دنا منها سقتها الجماجم
وموج المنايا حولها متلاطم
ومن جثث القتلى عليها تمائم
على الدين بالخطى والدهر راغم
وهن لما ياخذن منك غوارم
مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم
وذا الطعن اساس لها ودعائم
فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
سروا بجياد مالهن قوائم
ثيابهم من مثلها والعمائم
وفي اذن الجوزاء منه زمازم
فما يفهم الحداث الا التراجم
فلم بيق الا صارم او ضبارم
وفر من الفرسان من لا يصادم
كأنك في جفن الردى وهو نائم
ووجهك وضاح وثغرك باسم
إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
تموت الخوافي تحتها والقوادم
وصار الى اللبات والنصر قادم
وحتى كأن السيف للرمح شاتم
مفاتيحة البيض الخفاف الصوارم
كما نثرت فوق العروس الدراهم
وقد كثرت حول الوكور المطاعم
باماتها وهي العتاق الصلادم
كما تمشي في الصعيد الاراقم
قفاه على الاقدام للوجه لائم
وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وبالصهر حملات الامير الغواشم
لما شغلها هامهم والمعاصم
على أن أصوات السيوف اعاجم
ولكن مغنوماً نجا منك غانم
ولكنك التوحيد للشرك هازم
وتفتخر الدنيا به لا العواصم
فانك معطيه واني ناظم
فلا انا مذموم ولا انا نادم
اذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
وراجيك والاسلام انك سالم
وتفليقه هام العدى بك دائم([1])
 

ثانياً: الشاعر)[2] (

ابو الطيب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي من اصل عربي ولد في الكوفة، كان ابوه سقاء بالكوفة، والمرجح ان امه ماتت وهو طفل فقامت جدته مقام الام.

نشأ في الكوفة احد مواطن الحضارة العباسية، اشتهر بقوة الذاكرة وشدة الذكاء والنباهة والجد في النظر الى الحياة والمقدرة على نظم الشعر.

بعد ان استولى القرامطة على الكوفة فر الى السماوة ومكث فيها سنتين اختلط خلالها بالبدو حتى تمكن من اللغة العربية، ثم عاد الى الكوفة 315هـ واتصل باحد اعيانها ابي الفضل الكوفي.

قدم المتنبي بغداد مع ابيه وسرعان ما هجر العاصمة قاصداً الشام متنقلاً بين باديتها وحاضرتها وحافظاً الكثير من فصيح اللغة وغريبها من اشعار الجاهليه، بلغ اللاذقية في اواخر سنة 321هـ ثم انتقل الى السماوة فدعا البدو الى اتباعه في ثورته واتسمت ثورته بصبغة علوية فقبض عليه والي البلدة وسجنه ثم اطلقه ثم ثار مرة اخرى وسجن سنتين واخذ عليه العهد واطلق سراحه.

بين سنة 937 -939 م طاف الشاعر بلاد الشام الى ان استقر عند سيف الدولة الحمداني بعد ان قدمه ابو العشائر وكان الحمداني عربياً محبا للأدب لذا نال الشاعر لديه حظوة كبيرة وصحبه في بعض غزواته و حملاته على الروم وقد لاقت نفسيته احسن ملائمة مع نفسية الأمير سيف الدولة فكانت تلك الحقبة اطيب حقبة في حياة المتنبي وكثر حساده فرموه بالوشايات وهو يقاومهم بعنف وكبرياء حتى نغصوا عليه العيش وقد لاحظ في آخر عهده عند سيف الدولة جفوة من الأمير وانحرافاً اذ جرت في حضرته مناضره بين الشاعر وابن خالويه ادت الى المهاترة والغضب وضرب ابن خالويه المتنبي وقد غادر على اثرها حلب وفيه الم وحزن كبير، رغم توجهه الى مصر بعد ان طلبه كافور الاخشيدي من امير الرملة وفرح كافور فوعده بولايه طمعاً في ابقائه بالقرب منه وراى المتنبي في ذلك الوعد تحقيقاً لاحلامه، ويبدو ان احلامه باءت بالفشل اذ كان يطمح الى الامارة السياسية التي ظل يلتمسها عند سيف الدولة في حلب فلما لم ينلها رحل في طلبها.. لكن هذه المرحلة الى كافور الاخشيدي في مصر وسرعان ما اكتشف زيفه، وعندما سنحت له الفرصه بالهرب هرب وهجاه هجاء مراً ([3])، وراح يضرب في الآفاق قاصداً العراق متنقلاً بينه وبين بلاد فارس، وعند عودته الى العراق تعرض له فاتك بن جهل الاسدي وقتله وتناثر ديوانه 354 هـ بعد حياة حافلة بالطموح والفشل.

لم يكن شعره سوى عبارة عن نفثات روحية وصورة صادقة لاحواله المختلفة ((مرآة تمثل في قوة او ضعف شخصية الشاعر وبيئته وعصره. وهو من هذه الناحية متصل بزمانه ومكانه ))[4] فكان ديوانه من اشد الدواوين ابرازاً لشخصية صاحبه وقد بلغ به الولع بالتحدث عن نفسه حداً جعله لا ينساها في غزل أو فخر أو وصف أو مدح أو... ولو كانت العادة فيه ان يتضاءل المادح ليرفع من قدر ممدوحه.

قال شعره وهو يتقلب بين الامل والالم وقد غلب عليه الانفعال، بل كان لا يتاتى له الابداع الا حين يثب به أمل واقع أو يضطرم صدره غيظ صاخب لانه كان شغوفاً بالمجد وطامح للسيادة.

وفي هذا البحث يهمنا من شعر المتنبي ما كان بعد اتصاله بسيف الدولة لان قصيدته موضع البحث مدح بها سيف الدولة، نلمس فيها قلبه المظطرب جراء الصراع الشديد وقد أكد هذا المعنى ريتشاردز اذ قال ان الشاعر ((لا يوصل شعوراً غير شعوره ولا يشعر بنفس الطريقة التي يشعر بها غيره))[5] فكانت هذه القصيدة صدى للقوة التي يؤمن بها واشاره لذلك الانتصار الذي يحلم به على الاعداء، وهي قصيدة حماسية توحي ابياتها وكأن الشاعر كان مشاركاً في المعركة ذاتها[6]، وذلك متأت من خلال بصيرته النفاذة القادرة على خلق الصور الخيالية التي تكشف عن ادق ما يحدث في ساحة المعركة ويأتي هذا فيما يبدوا من ((اتحاد الشعور العميق بالتفكير العميق.. الدقيق في الملاحظة مع القدرة على التفكير في تحديد الاشياء المرئية.. ))[7] فتعرض الى أدق تفاصيل المعركة بدءاً من تكليف سيف الدولة الجيش وانتهاء بالنصر على الاعداء.

وقد خاطب سيف الدولة باسمه أو بضمير المخاطب ((ت أو ك)) في (28) ثمانية وعشرين بيتاً من أصل (46) ستة واربعين بيتاً وما تبقى موزعه بين الجيش (7) بسعة أبيات والقلعة (4) أربعة أبيات وما هو مشترك بين سيف الدولة والقلعة (3) ثلاثة ابيات و(4) أربعة ابيات في الحكمة. ليس من شك أن الابيات جميعها تدخل صورها واخيلتها في موضوع واحد يعبر عن اعجاب المتنبي بشخصية الممدوح وشجاعته، ولذلك جاءت القصيدة أنشودة انتصار وزهو ورجولة وقوة استطاع من خلال ان ينقل ملحمة عربية قادها سيف الدولة ضد الروم بلغة تصويرية تعتمد الخيال الخلاق وبأسلوب استغل فيه كثيرا من إمكانيات اللغة العربية للتعبير عن الحدث بشكل دقيق ومقصدية عالية بدءاً بالحرف ومروراً بالتراكيب والجمل والأبيات وبنية القصيدة كلها، وهكذا يكون الأدب فهو ليس تعبيراً عن المضامين وحسب بل يساهم كل ما في القصيدة لخلق الفهم المؤثر لتلك المضامين لدى المتلقي. فاذا تدبرنا مطلع القصيد ممثلا قي (البيت الأول والبيت الثاني) وجدنا فيهما اشارة واضحة ومقصودة تتناغم مع القصيدة كلها فقد وظف فيهما الحروف وخلخلة كيان الجملة العربية والوزن المختار والبناء لقافية القصيدة.

فالكلمة الاولى فيها حرف الجر (على) فهي أولا تدل على العلو والرفعة والهيمنة على الموقف واقتدار الممدوح عليه ( حرف الجر على.. يستعمل للاستعلاء كثيراً.. وفيها معنى الجبروت والقوة) فضلا عن ان الحرف الاول (العين) وهو من حروف الحلق الستة التي تملء الحنجرة بفخامتها وحاجتها الى جهد كبير في النطق لتكون صوتاً قوياً مدوياً منبهاً ذاك اذا علمنا ان المتنبي كان ينشد شعره في حضرة الممدوح وجمعاً كبيرا من الحضور فهو يحرص على ان ينطلق فمه بما يتناسب واصله البدوي لاننا نجد الالفاظ في صوت الرجل (ونغمه وفي جرسه ولهجته)[8] ولهذا تلا هذه الكلمة بـ(قدر) التي أولها حرف القاف المعروف بصلابته وتفجره في اثناء النطق فضلاً عن انه يرمز الى القوة ولهذا نجد كثيراً من الألفاظ التي تدل على القوة يكون هذا الحرف من الحروف المتقدمة أو الموجودة فيها (قوة،قطع،قص... ).

ثم نجد هذا التقديم والتأخير للجار والمجرور على الجملة الفعلية (تاتي العزائم ) بترك المتلقي مترقبا بشوق ماذا سياتي بعد ( على قدر اهل العزم ) فتاتيه الجملة الفعلية المشار اليها اذ الغاية من ذلك (( احداث انفعال شعوري في نفس المتلقي لغرض الإثارة ))[9]، ثم سرعان ما عدل عن هذا السياق لان يبدا في عجز البيت بالفعل و لكن هذه المرة بتاخير الفاعل ليخلق به الحال نفسها. و هنا يتضح لنا هذه القدرة العالية على التلاعب بجمل و مفردات و اساليب اللغة ليوفربها قدرة عالية ترمي الى دهشة المتلقي.

ولنا ان نرى تلك المقابلة التي استغل فيها الجناس و الطباق في البيتين الاول والثاني بطريقة فلسفية تعتمد على حقيقة مسلم بها وفي الوقت نفسه تساعد في خلق التنغيم الموسيقي الذي تمخضت عنه تلك الصورة اللفظية الجميلة المفلسفة من بديهية حياتية.

اما الوزن و القافية فالوزن لم أت بجديد اذا قلت ان البحور الطويلة توفر قدرا كافيا من المعاني و فيها حرية اكبر للشاعر فضلا عن انها تلمح من بعيد الى ان الممدوح على قدر من الرفعة و العلو و توافر الخصال الكثيرة دفعة لاختيار قالب واسع يفي بالغرض.

اما القافية تمثلت في ميزان صرفي رائع و معبر (فاعل ) و اننا لنجد كل جزء منها مقصودا لغاية زد على ذلك ان ما يقارب نص ابيات القصيدة( اقصد في هذا الميزان الصرفي ) من حروف الحلق المشار اليها واكثرها الهمزة لان (( التناسب من حيث الجوهر مبدا اساسي في كل انواع الفن و اشكاله))[10]، ثم انها مكسورة و بعد الحرف المكسور حرف الميم المضموم و كأن المتنبي راى القلعة أولا مكسورة ذليلة بيد الأعداء ثم رفعها سيف الدولة بالانتصار والتحرير فضلا عن ان حرف الميم (لكونه شفوي) قادر على التعايش مع حروف العربيةكافة وفي ذلك حرية واسعة للشاعر دون ان يوثر ذلك على التنغيم الموسيقي للمفردات المكونة للقافية و قد ساعد على تحقيق هذه الغاية وجود حرف اللين ( الالف) اذ جاء سابقا للحروف المجاورة لحرف الميم لان الكلام (( اصوات محلها من الاسماع محل النواظر من الابصار ))[11].

و قد شكلت المفردات التي ختمت بها الأبيات في اكثر من 70 % منها دلالة واضحة على عظمة المعاني التي يتحدث عنها لان تأثير القافية(( لا يقف عند حد النظام الموسيقي الصوتي و انما نجده وثيق الصلة بالنظم الصرفية و النحوية والأسلوبية و حتى بمعجم الشعر و كلماته ))[12].

لذا جاء اغلبها جمعا ( المكارم، العظائم.. الخضارم...) يستثنى من ذلك ابيات قليلة عوض فيها اسم الفاعل لتناسبه مع الميزان الصرفي المذكور ليحقق الانسجام اذ ان الكلمات ( تستقي دلالتها من السياق الذي ترد فيه وعن طريق مجاورتها)[13].

وكأن الشاعر على عجلة من امره اذ سرعان ما اندفع الى بيان خصوصية المعركة التي تمثل فيها همة الممدوح سبباً مهما في الانتصار فمقاييس الحروب التقليدية ترجح كفة العدو لامتلاكه الجيش الجرار الذي سيصفه بعد قليل امام جيش لامارة وهي جزء من بلاد العروبة والاسلام فضلاً عن عدم تساوي الامكانات المؤهلة للحرب من عدة وعتاد ومحاربين واستعدادات الى غير ذلك مما يتأثر بحجم الدولة وتمرس جيشها في الحروب الى آخره، ومما عوض عن ذلك كله العزيمة التي يمتلكها القائد والاصرار على الانتصار والايمان بالمبادئ التي يسعى الى تجسيدها في ارض الواقع، كل ذلك يكون تعويضاً عن ما يمكن ان يسمى نقصاً ولذلك كان البيت الثالث ( يكلف سيف الدولة.......) مع ان جيوشاً سابقة عجزت عن ذلك، وما فعل ذلك الا لانه يرى في كل مقاتل في جيشه كأنه هو ( ويطلب عند....) وفعلاً كما اراد ففي البيت ( يفدي....) و( وماضرها..........) معنى اولياً ينم عن مستوى القتل في صفوف الاعداء الى الحد الذي يستطيع النسر الحدث والكبير على حد سواء من ايجاد ما يكفيه من الطعام اثر الهجوم على الاعداء ويفترض امرا غير ممكن تحقيقه في الواقع معتمدا الخيال في ان لو خلقت هذه النسور بلا مخالب فان عيشها ممكن اشارة الى كثرة القتلى في صنوف الاعداء مؤيدا هذا المعنى في الابيات (12،11،10،9،8،7) معتمدا على صور معبرة عن ذلك ؛اولها عدم قدرة القلعة – موضع المعركة – على التميز بين الوانها المكتسبة، أ هي بسبب الامطار وغزارتها ام بسبب تلك الجماحم واصفا اياها بالحمراء ليلصق هذا اللون بها ويجعلهما متلازمين في الوقت الذي يعطي اولوية للساقي الثاني (الجماجم)، مؤكدا القدرة على البناء والدفاع في ان معا (( بناها فاعلى..)) ليجد المتلقي في هذا البيت لما احتواه من مفردات بحروف معينة ( القاف التي نوهنا عنها سابقا ) قدرة عالية على البيان ( القنا- تقرع- القنا ) لان الكلمات تحمل زيادة عن معناها الدقيق (( القيمة المؤثرة في ذاتها قيمة النغمة والتي نراها مفروضة تلقائيا لانها رنانة بالفكرة، وبالأفكار التي تولد تنتج حتى من تكوينها نفسه موسيقاها الخاصة وايقاعاتها ))[14] معززا ذلك بالمجاز ليخلق ذلك الانحراف في الاستخدام اللغوي لاغراض بلاغية قادرة على دهشة المتلقي اذ جعل للمنايا امواجا كانها امواج بحر هائج تتلاطم الامواج فيه.

ثم استل صورة طالما ترددت في واقع الحياة انذاك تلك التمائم التي تعلق في رقبة من مسه الجنون وتمائم المعركة( الجثث ) خير مناسب للذي مسه الجنون (القلعة) نفسها وتخفف من جنونها مشخصا إياها لان التشخيص هو بقايا ( الروحانية ولذلك يخلع المشاعر او الصفات البشرية على الطبيعة الجامدة)[15] يستقدم هذه الصورة لانها اكثر تأثيراً والفت انتباهاً للمتلقي وان تدل على شئ انما تدل على ان لديه ( خزين من الصور الحسية المكدسة في الذاكرة، وعندما يكون محكوماً بهدف فني، يقدر ان يرابط بينها في انماط جديدة ))[16] والا ما علاقة القلعة بالمجنون ؟! ليس هذا فقط وانما تجده يندفع الى ما هو غريب وبعيد ( اذا كان ما تنويه........) هذه في اصلها قاعدة نحوية وظفها لايضاح قدرة سيف الدولة على عقد العزم وتحقيق ما ينوي فعله ولهذا لم تستطع – في هذا البيت - حروف الجزم والنفي ان تفعل شيئاً فضلاً عن ان هذا البيت يوحي بفراسة الممدوح وكأنه يعلم مسبقاً ان ماينويه متحقق لامحالة.

ويجد في التعجب الذي افاده الاستفهام الانكاري ( وكيف تجرى....) سبيلاً الى اثبات بناء القلعة واستمراريته وعدم قدرة الروم على ازالته واضعاً في البيت الذي يليه ( وقد حكموها......) مفارقة غريبة جميلة وهي ان القلعة والروم خصمان الاول مظلوم والثاني ظالم وشاء القدر ان يكون الحاكم بينهما ( المنايا) فكان الحكم عادلاً السلامة من الهدم والتحرير للمظلوم والهلاك والاندحار والابادة والخذلان للظالم!!

ثم اراد ان يقدم الدليل على الافعال التي قام بها جيش سيف الدولة لتتضح شجاعته وبسالته فلجأ الى تصوير جيش الاعدا بعدسة قادرة على كشف كل مصادر القوة ودلائل جبروتها فهو جيش جرار له من العدة والعدد الذي يوحي للناظرين بان الخيول المستخدمة فيه كانها بلا قوئم ولايستطيع الرأئي ان يميز بين اسلحة المقاتلين وثيابهم وخوذهم (( أتوك يجرون..)) و (( اذا برقوا.. )) و (( خميس بشرق.. )) و (( وتجمع فيه كل لسن )).ولعل المتنبي نفذ الى طريقة غير مباشرة في بيان الشجاعة المشار اليها فالذي ينتصر على القوي اقوى منه و مصادر القوة تلك قد تكون تقليدية على احتمال وقد تكون غير تقليدية على احتمال اخر وقد تكون الامرين معا مضافا لها شجاعة القائد وتخطيطه للمعركة وهذا الارجح لان الابيات التي تلتها كشفت عن تلك الارجحية فالتعجب في ((لله وقت.. )) فكان سبك النار للاسلحة والمقاتلين كشف عن زيف السلاح وزيف الرجال في جيش الروم ومتانة واصالة السلاح ورباطة جأش الرجال في جيش سيف الدولة، مؤكدا هذا المعنى في ((تقطع ما لايقطع الدرع.. )) و ((فر من الفرسان.. ))هذا مايكشف ماهو تقليدي او غير تقليدي في التفوق بقي القائد وخططه وشجاعته فقد خصص لها المتنبي اكثر من هذا بكثير من(( وقفت وما في الموت...الى تمر بك الابطال.. الى تجاوزت مقدار الشجاعة... الى ضمت جناحيهم ( الذي يكشف عن الخطة الموضوعة في المعركة) الى بضرب اتى الهامات... الى حقرت الردينيات (الذي يكشف عن شجاعة اللقاء للفرسان ومعه من طلب الفتح الليل فكانت النتيجة ((نثرتهم.. وتدوس بك...و تظن فراخ الفتح... اينكر ريح الليث.. وقد فجعته.. مضى يشكر.. ويفهم صوت المشرفية ويسر بما اعطاك...))مصورا الدمستق رمزا للشرك وسيف الدولة رمزا للتوحيد لينتصر التوحيد على الشرك(( ولست مليكا...)) وهذا البيت يكشف تمسك المنتصرين بمبادىء مكنتهم من الثبات والدفاع على عكس أعدائهم فانهم فروا لمجرد ان وجدوا حراة النار تلفح وجوههم وأخذ بعضهم يتقي ببعض بل بعضهم يفرح بان يفديه غيره. وخص بذلك قادتهم فكان نصره مثار شرف لكل العرب ومثار فخر لكل الدنيا (( تشرف عدنان.. )) خاتما القصيدة بانها در انت السبب فيه وليس لي فضل سوى نظمه فانت الذي توحي بهذه مشيرا الى ما يقدمه له من عطايا ولك الحمد.. واني لتعدو... مقدما له التهنئة في هذا الانتصار بعد توجيه الخطاب اليه (( الا ايها السيف... هنيئا لضرب الهام)) وثم المح اليه ان سيف الدولة هو سيف الله الذي يصول على الاعداء فكيف لايحفظه ولاينصره ؟! (( ولم لايقى.. )).

هذه القصيدة تمثل خير تمثيل قصائد المتنبي في المرحلة الثانية التي تتسم بالشاعرية المكتملة وقد تمكن فيها من امتلاك كل مقومات الشعرية فضلاً عن وجود سبب مهم للالهام الشعري الصادق والمعبر عن المعاني التي تتوق لها نفس المتنبي القوية الطموحة الى النصر والتفوق وهو في احضان رعاية سيف الدولة الحمداني الذي وجد فيه خير عوض عن ما فقده ُ من اماني كان يحلم في شبابه ان يحققها، فجاءت القصيدة اولاً ذات بناء محكم استغل فيها كثيراً من امكانات اللغة العربية فنحن اذا استثنينا البيتين الاول والثاني - ولو انهما يجسدان حكمة تتناسب والغرض وتمثلان مقدمة منطقية له- نجد ما تبقى منها بني لبنة بعد لبنة بدءاً من تكليف سيف الدولة الجيش مروراً بذكر القلعة وزمان حدوث المعركة وتفاصيل ما يحدث والجيوش المشتركة فيها والحال الذي تم فيه الانتصار ومؤهلات ذلك الانتصار وما خلفته المعركة من اثار في الميدان ومن دروس بليغة مقدماً التهنئة في اخر المطاف بهذا النصر ونكاد لا نجد بيتاً وضع في غير محله بل كلمة وضعت في غير محلها بدراية واثقة معبرة عن تلك القدرة على البناء.

سارت القصيدة وفق تسلسلها المنطقي وكأنما الى حد بعيد ان ما يتلو من الاحداث نتيجة لسبب او لاسباب تقدمت ولهذا لم يجر على طريقة العرب الاوائل في وضع المقدمات التي لاعلاقة لها بالموضوع وانما كان دخوله مباشراً وتناوله لموضوع ينم عن اتضاح صورة القصيدة في ذهنه اولا، ولم اقصد بذلك انه خطط لها بان تكون هكذا وانما اعني ان قدرته افضت لذلك بقصد او بغير قصد وهذا يعني ان التمرس في ميدان الشعر وصل الى امده او ذروته فكان سيره باقدام تجد مكانها في الطريق يعينه في ذلك معجم شعري واسع تمثل جزالة اللفظ ذخيرة أمنت له مفردات مناسبة للغرض كلها يومئ بالقوة والجبروت والزهو والشجاعة والنصر والاقدام و...... لذا تماسكت القصيدة لفظاً وصياغةً واساليب. جمله قصيرة لكنها رصينة معبرة عن معان ٍ تفيض عن قوالبها وتفتح آفاقا واسعة امام القراء مع انها تمثل في اغلبها حقائق عامة كانت وما زالت موضع فهم للمتبصر بها ومعرفة مدياتها فدفعها خياله الخصب الى ان تلبس ثوباً جديداً فخلق السيوف والقوائم لتعوض عن مخالب الطيور الجارحة امر غير ممكن في الواقع ولكن خياله وصل الفكرة ( كثرة القتلى ) على اروع ما تكون ( البيت 6 ) والامواج امر يقع في المرئي الملاحظ المعاش لكثير من الناس لكنه يوظف بيان حال البناء والدفاع عن القلعة (البيت 9 ) على ان موج منايا بهذا الانزياح البعيد يخلق هزة ودهشة تصطدم المتلقي لتوافق حدوث الفعلين بناها و فاعلى بل بوجود حرف العطف الفاء الذي يفيد الترتيب بلا مهله او تراخ ثم نقل ممارسة كانت سائدة آنذاك التمائم وعلاقتها بالجنون لتحول الى ميدان المعركة فذلك فعلاً يحتاج الى بصيرة نفاذة قادرة على استقدام كل ما يقع في غير الممكن لان يحول بالصياغة الشعرية الى امر ممكن ثم لاحظ الحاكم ( المنايا ) والمحكوم له ( المظلوم) القلعة والمحكوم عليه ( الظالم الروم) وعلاقة ذلك بفعلين يؤشران قدرة عالية في الاختيار بل دقيقة جداً ( مات، عاش ) بهذا التضاد الذي يمثل امراً حتمياً.( البيت 16 ).

واذا اردت ان تجد كل الصفات بلا استثناء لجيش قوي مؤهل للنصر تقرأ الابيات 17، 18، 19، 20 ) الجيش، الحديد الخيول بلا قوائم ! مقرونة بالفعل لم تعرف خميس، الشرق، الغرب،الزحف، الزمازم، اذن الجوزاء! تجمع، اكثر من لغة- اكثر من امه – مما يستدعي وجود مترجمين ! فماذا كانت النتيجة هل هو النصر الجواب لا الهزيمة! ذوب الغش – لم يبق الا صارم او ضبارم – تقطع مالا يقطع الدرع فر من الفرسان ممزوجاً مع وقوف سيف الدولة في مكان آمن ( جفن الردى) ! في اثناء نومه.ومرور الابطال، الجرحى المهزومين ووجهه وضاح وثغره باسم ! كانه واثق من النصر وهذا الوثوق هو تجاوز لمقدار الشجاعة – بل الى قول قوم انت بالغيب عالم !! ثم لنتبصر في هذه الصورة التي تُعد غاية في القسوة لكنها قسوة معبرة ؛ قسوة ان تمسك بطير فتذوب ريشه تحت يديك ليموت موضع القيادة ( القلب ) لكنها معبرة لان الطير هنا ليس بطير وانما أخذ منه شكله الذي يناسب شكل الخميس المتقدم ( الجيش) في نظام تقدمه وفق السياقات العسكرية التقليدية القديمة مقدمة- ميمنة- القلب– ميسرة – خاتمة. فكان النتيجة النصر بوقت يساوي وقفة نزول السيف من هامة الرأس الى أعالي الصدور وانت ترى بين القباب والقوم مسافة قصيرة ! ممجداً دور السيف لان اختبار الشجاعة الحق فأنه السلاح الذي يستخدم والخصمان متقاربان وقد فضل ذلك اكثر من مره (حقرت الردينيات... ومن طلب الفتح الجليل). وعند المقارنه بين عدد الابيات التي وظفت لوصف جيش الروم المتقدمة الذكر وبين الابيات التي تدل على مرارة الهزيمة وصورها الشنيعة المغمسة بالمواقف المضحكة على حال هؤلاء تجد تفوقاً في عدد الابيات المخصصة للهزيمة من 20-39 أي عشرون بيتاً مقابل اربعة من ابيات مع اعترافنا المسبق بقدرة الاربعة على التعبير عن مؤهلات النصر العدد والعدة ( التقليدية).

ويبدو لي انه احتاج لهذا العدد الكبير 20 عشرين بيتا للأسباب الآتية:

1. لان القصيدة معدة لإيضاح تلك الهزيمة بجيش الروم.

2. تداخلت معان اخرى ضرورية في إيضاح الهزيمة ولها علاقة مباشرة بهذا كذكر شجاعة سيف الدولة وحاجة المتنبي لرسم صورة تفصيلية مجسمة عن الميدان وماحصل به بدءا بالتلاقي مرورا بكثرة القتلى وهزيمة القادة قبل المقاتلين الذي آل في النهاية لان ينتصر سيف الدولة على الدمستق أو

لان ينتصر التوحيد على الشرك

3. اندفع المتنبي لتقليب المعنى على اكثرمن وجه مرة يحتاج فيها الى العقبان مرة و مرة الى الليوث ومرة لتغليب السيف وفعله ومرة للمقارنة بينه وبين الرماح وعلاقة ذلك بشجاعة الفارس لا بعدد الفرسان.

ثم ختم القصيدة لان يعترف بان مانظم ليس بقدرة المتنبي وتفوقه وانما ما كان هو بالهام سيف الدولة مقدماً التهنئة على صورة رائعة خلط فيها بين السيف الذي فضله كما اسلفنا وسيف الدولة لاشتراكهما في اللفظ والفعل والموقف ( ألا أيها السيف......) مرمزاً إلى إن ذلك بتعزيز ونصر من الله ( الرحمن...لانك تمثل ( الاسلام ) ليغلق الباب امام اي تأويل لافعال سيف الدولة يقع فيما هو شخصي ويفتح الباب امام اي تأويل انه مجند لخير الإسلام،

رفع راية الحق التي ارادها الرحمن ان تعلو.

الخاتمة

قصيدة المتنبي ( على قدر أهل العزم …) قصيدة مدح وحماسة لرمز من رموز القوة التي كان يحلم بها وما يزال الشاعر ـ آنذاك ـ (( سيف الدولة )) وقد كانت زاخرة بالإشارات والعلامات التي تجسد هذه القوة بدءا بالحروف مرورا بالكلمات و الأبيات والتراكيب والجمل والأبيات وبنية النص بكامله.

والناقد المحلل لهذه القصيدة يجد فيها قدرة عالية على الإبداع والتمكن والتفرد والتمرس الذي تميزت فيه قصائده في المرحلة الثانية- كما اشرنا- في أحضان ملهمها سيف الدولة واجتياز المتنبي المسافة الكافية في ترصين القدرة تلك وتثبيتها واحتواء كل مقومات الشعرية المبدعة.

ويخيل للقاريء ان القدرة تلك تضعنا في تصور المشاركة الفعلية في المعركة بصدقها الفني في اقل تقدير فكانت القصيدة مشاهد تفوق الواقع بكثير لكنها تجلوه لان يتضح كما اراد له الشاعر بدقة اكبر بكثير من دقة فرشة الرسام.

القصيدة لوحة فنية أتاحت لها اللغة بامكاناتها كافة لتتحول الى ترجمة صادقة ومعبرة ليتغنى بها المنتصر أنشودة زهو وانتصار مزقت العدو وأعطته درسا ابلغ دروس التاريخ وأكثرها مضاءً تجرع مرارتها من اراد بالعرب والمسلمين سوءاً وتكون فعلا بطوليا يمكن الاقتداء به في التاريخ أيا كان زمانه.

المصادر

1-أمراء الشعر العربي، انيس المقدسي، دار العلم للملايين، بيروت،ط16، 1987.

2- بناء الصورة الفنية في البيان العربي، كامل حسن البصير،مطبعة المجمع العلمي العراقي 1407- 1987.

3- تاريخ الادب العربي، حنا الفاخوري، المطبعة البوليسية.

4- التقديم والتأخير في القرآن الكريم، حميد احمد عيسى العادي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1996.

5- جرس الالفاظ، د.ماهر مهدي هلال، دار الرشيد للنشر،وزارة الثقافة والاعلام، سلسلة دراسات 195.

6-خمسة مداخل الى النقد الادبي، ويلبرس سكوت، ترجمة وتعليق د.عناد غزوان وجعفر صادق.وزارة الثقافة والاعلام – دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد.

7- ديوان المتنبي بشرح العكبري ضبطه وصححه ووضع فهارسه مصطفى السقا، إبراهيم الابياري، عبد الحفيظ شلبي، دار المعرفة، بيروت،1397هـ- 1978م.

8- صناعة الادب سكوت جيمس، ترجمة هاشم الهنداوي، سلسلة المائة كتاب، وزارة الثقافة والاعلام دار الشؤون الثقافية بغداد.

9-الصبح المنبى،البديعي،تحقيق مصطفى السقا و محمد قباوة و عبد زيادة، دار المعارف –مصر 1963.

10- الصورة الشعرية سي-دي لويس ترجمة دكتور احمد نصيف الجنابي منشورات وزارة الثقافة والاعلام سلسلة الكتب المترجمة بغداد 1982.

11- في الادب الجاهلي د.طه حسين، دار المعارف، القاهرة 1947.

12- العمدة،ابن رشيق القيرواني،تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، السعادة –مصر ط2- 1955.

13- مختارات نقدية من الادب الغربي الحديث، محمد شاهين، دار الشؤون الثقافية العامة، افاق عربية، بغداد ط1،1991.

14- مفهوم الشعر د.جابر احمد عصفور، المركز العربي للثقافة والعلوم 1982.

15- موسوعة المصطلح النقدي ر. ل بريت، ترجمة د. عبد الواحد لؤلؤة دار الرشيد للنشر، سلسلة الكتب المترجمة 71.

16- نظرية البنائية، د.صلاح فضل، دار الشؤون الثقافية العامة، آفاق عربية، بغداد 1987.

17 - الوساطة بين المتنبي وخصومة، الجرجاني، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم وعلي محمد البجاوي، عيسى الحلبي 1966.

18- وفيات الأعيان، ابن خلكان، تحقيق د.احسان عباس، مطبعة دار الثقافة، بيروت،د.ت.

الهوامش

 


 

[1] ينظر ديوان المتنبي 401.

ينظر تاريخ الادب العربي 594-641[2]

وينظر ايضاً امراء الشعر العربي 321-362.

([3]) ينظر الصبح المنبي 1-113،

وفيات الأعيان 1-64

العمدة 10 – 45

([4]) في الأدب الجاهلي 353.

(5) مختارات نقدية 21.

(4) ينظر أمراء الشعر العربي 333..

(5) صناعة الأدب 185.

(6) التقديم والتأخير 79.

(7) الوساطة 19.

(8) التقديم والتاخير 128.

([10] ) مفهوم الشعر 425.

([11] ) الوساطة 412.

([12] ) نظرية البنائية في النقد 119،120.

([13]) خمسة مداخل الى النقد الادبي 241.

([14] ) بناء الصورة الفنية 104.

([15] ) الصورة الشعرية 123.

([16] ) موسوعة المصطلح النقدي 17.