تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 42
إلى صفحة: 71
النص الكامل للبحث: PDF icon 7-3.pdf
خلاصة البحث:

يعد محسن أبو الحب الكبير واحداً من الشعراء الكربلائيين البارزين في حقبته، فضلاً عن كونه خطيباً لامعاً، كرّس موهبتيه ـ الشعر والخطابة ـ في تبني قضية الحسين(عليه السلام) وإبراز أبعادها ومعطياتها الفكرية والثورية. جاء بحثنا ليسلط الضوء على هذا الأديب، معرفين به وبمنزلته الأدبية، متناولين مجمل موضوعاته الشعرية التي طرقها، فكانت (الطفيات) وهي قصائده في رثاء الحسين الأكثر حضوراً، ثم شعر المناسبات والاخوانيات، وتلاه الرثاء وشعر الاستنهاض وهي قصائده في استنهاض الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومن ثم المديح، وأخيرا موضوعات أخرى اقل حضوراً وهي الهجاء والغزل والوصف والحكمة، مشفعين ذلك بجداول استبيانية خصت تلك الموضوعات، وأخيرا جاءت الخاتمة لتسجل أهم النتائج التي توصل لها البحث.

البحث:

 

ملخص البحث:

يعد محسن أبو الحب الكبير واحداً من الشعراء الكربلائيين البارزين في حقبته، فضلاً عن كونه خطيباً لامعاً، كرّس موهبتيه ـ الشعر والخطابة ـ في تبني قضية الحسين(عليه السلام) وإبراز أبعادها ومعطياتها الفكرية والثورية.

جاء بحثنا ليسلط الضوء على هذا الأديب، معرفين به وبمنزلته الأدبية، متناولين مجمل موضوعاته الشعرية التي طرقها، فكانت (الطفيات) وهي قصائده في رثاء الحسين الأكثر حضوراً، ثم شعر المناسبات والاخوانيات، وتلاه الرثاء وشعر الاستنهاض وهي قصائده في استنهاض الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومن ثم المديح، وأخيرا موضوعات أخرى اقل حضوراً وهي الهجاء والغزل والوصف والحكمة، مشفعين ذلك بجداول استبيانية خصت تلك الموضوعات، وأخيرا جاءت الخاتمة لتسجل أهم النتائج التي توصل لها البحث.

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامين

وبعد...

لا ريب في ان الأرض التي حوت خطباً تأريخيا جليلاً كمدينة كربلاء قادرة على إنجاب عمالقة في مختلف المجالات يكونوا بمستوى الحدث الذي جرى عليها.

ومن هنا فقد أنجبت كربلاء ولازالت كثيراً من فطاحلة العلم والأدب، وكانت بحق أرضا معطاء مباركة منذ أن حلَّ جسد الحسين(عليه السلام) فيها.

وبرزت شخصيات منها كان همّها الوحيد خدمة الحسين(عليه السلام) وقضيته التي بثها في واقعة الطف الأليمة، فوظفوا كل إبداعاتهم لإحيائها وترسيخها في النفوس.

ومن تلك الشخصيات التي لفتت عين عصرها الخطيب البارع والشاعر المبرز الشيخ محسن أبو الحب الكبير الذي أوقف خطابته وشعره في خدمة قضية الحسين (عليه السلام)، وكان بحق علماً بارزاً فيهما.

وقد سلطنا الضوء على شخصيته الشعرية التي أشاد بها كثير من الباحثين الأجلاء، سالكين في دراستنا له منهجاً وصفيا ركزنا فيه على موضوعات شعره التي طرقها لتكون بادرة أولى لتسليط الضوء أكثر على هذه الشخصية ومعطياتها الفنية. وفي ضوء ذلك جاء تقسيمنا البحث على تمهيد و محاور مثلت الموضوعات الشعرية في الديوان. ضم التمهيد فقرتين الأولى: ملامح من حياة الشاعر والثانية منزلته الأدبية. أما المحاور فقد راعينا فيها طبيعة شعر الشاعر وكثرة طرقه لهذا الموضوع أو ذاك فكان موضوع (الطفيات) ونقصد بها قصائده في رثاء الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا معه في واقعة الطف أول تلك الموضوعات وأكثرها أهمية وبروزاً في ديوان الشاعر، ثم تلاه شعر المناسبات والاخوانيات، ومن ثم الرثاء بصورة عامة، ومن ثم (شعر الاستنهاض) وهي قصائد الشاعر في استنهاض الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وتلاه المديح، وأخيرا موضوعات أخرى كالهجاء، والغزل، والوصف، والحكمة. وألحقنا بهذه المحاور جداولاً توضيحية بالموضوعات الشعرية والقصائد والمقطعات والنتف الشعرية التي حواها الديوان فضلاً عن البحر الشعري والقافية والتصريع وعدمه لتلك القصائد أو المقطعات أو النتف، قاصدين إعطاء صورة متكاملة للموضوعات الشعرية ومدى حجمها في ديوان الشاعر.وتلا هذه الجداول خاتمة ضمت أبرز النتائج التي توصل لها البحث.

وأخيرا فان ما عملناه كان واجباً حتمه الإنتماء المتبادل والمنهج الحق في التواصل الفكري والعقائدي، فضلاً عن انتماء الأرض، راجين أن نكون قد قدمنا صورة للشاعر وشعره واضحة تستحق الإعجاب ومن ثم تستحق الدراسة والبحث.

التمهيد

1ـ ملامح من حياة الشاعر:

استقطبت كربلاء بما امتلكت من معاني روحية سامية، وقيم ومثل أخلاقية قل نظيرها في التاريخ العديد من الجموع الزاحفة نحوها بهدف الزيارة أو السكنى بجوار قبر الحسين(عليه السلام) فضلاً عن سعيهم للتزود العلمي والديني أو الاثنين معاً، مما أدى عبر تاريخ كربلاء الحضاري إلى ظهور أسر علمية بقي أفرادها بهذه المدينة جيلاً بعد جيل ينقلون معهم التراث الفكري والعطاء العلمي والأدبي للآباء والأجداد، ويحافظون على طابع أسرهم العلمي ومسلكها الروحي عقباً بعد عقب ([1]).

ومن هذه الأسر أسرة أبي الحب التي استوطنت مدينة كربلاء في القرن الثاني عشر الهجري، وهي تنتسب لقبيلة (آل خثعم) التي كانت تقطن الحويزة، واشتهر أفرادها بالفضل، والأدب، ونظم الشعر. ومن أعلامهم البارزين بالخطابة والشعر الشيخ محسن بن الحاج محمد أبو الحب الذي ولد في كربلاء ونشأ بها ترعرع([2]).

وقد اختلف في سنة ولادته فمنهم من ذكر انها سنة 1235هـ)[3])؛ وقيل أنها سنة 1245هـ([4])،وقد رجَّح محقق ديوانه وقريبه الدكتور جليل أبو الحب أنها سنة 1225هـ الموافق 1804م ([5])؛ و يعود سبب تلقيبه بـ(أبو الحب) بفتح الحاء إلى انه ابتلى بمرض السعال وضيق الصدر، فعمل له بعض الأطباء حباً يهون عليه ما كان يجده من ألم المرض فكان يحمله معه ويعطي منه من ابتلى بذلك الداء فعرف بـ(أبو الحب) ([6])؛ كما قيل على سبيل الظن ان احد أجداد هذا الرجل كان من تجار الحبوب ومختص ببيع نوع معين منها مما أدى ذلك إلى اكتسابه هذا اللقب ([7]).

اما لقب (الكبير) فأطلق عليه للتفريق بينه وبين حفيده الشاعر الشيخ محسن أبو الحب الصغير، وهذا اللقب أطلق عليه بعد وفاته حينما بزغ نجم حفيده في سماء الشعر والخطابة كجده الكبير([8]).

أما ما يتعلق بعلمه وأدبه فقد ترعرع المترجم في كنف أبيه فأولاه رعاية وتوجيهاً الا أن يد المنون اختطفت أباه وهو ما يزال طفلاً صغيراً فنشأ يتيماً ؛واختلف إلى مجالس العلم والأدب في القرن الثالث عشر الهجري في كربلاء لينهل من معينها الذي لا ينضب ويبصر بنفسه حماسة الشعراء والأدباء في مساجلاتهم ومناظراتهم وصقل مواهبه بها... ([9])ومن هؤلاء الشعراء محمد علي كمونة(ت1282هـ) والحاج جواد بدقت الأسدي (ت1281هـ) وآخرين غيرهم من الخطباء و الوعاظ فما زال يختلف إلى أنديتهم ويقطف من أزهار أحاديثهم، ويجني من ثمر علمهم، ويتلقف منهم ما ينثرون حتى ناهز الثلاثين وإذا به قد نبغ في الشعر وبرز في الخطابة([10]).

وللمترجم ديوان مخطوط بعنوان (الحائريات) ([11])يقع في (198صفحة) وثمان وتسعين ومائة صفحة من القطع المتوسط خطي موجود عند عائلته.. ([12])؛ وقام بتحقيقه الدكتور جليل كريم أبو الحب وأصدره بطبعته الأولى سنة 1424هـ الموافق سنة 2003م وهي المعتمدة في دراستنا.

ويغلب على شعر الشاعر الناحية الدينية ويكاد يكون جله في رثاء الحسين(عليه السلام)وآل الحسين(عليه السلام)فهو يعد من أدب الحسين([13]).

ومن روائعه التي حفظها المنبر الحسيني قصيدته التي رثا بها الإمام الحسين(عليه السلام) التي فيها هذا البيت الشهير([14]):

إن كان دين محمـد لم يستـقم
 

 

إلا بقتـلي يا سيوف خذيـني
 

ولازال القراء وخطباء المنبر الحسيني يرددوه، فضلاً عن احتضان كثير من اللافتات التي تعلق أيام عاشوراء له وقد ظن انه للإمام الحسين(عليه السلام) نفسه مما كشف عن براعة الشاعر في تمثيل صوت الإمام وهو على تلك الحالة في يوم الطف.

أما وفاته فقد ذكر أنها كانت في العشرين من شهر ذي القعدة ليلة الاثنين سنة 1305هـ الموافق 1884م ودفن إلى جوار مرقد السيد إبراهيم المجاب في الروضة الحسينية المطهرة، وعمره حين ذاك ثمانون سنة؛ وأعقب عدة أولاد أفضلهم الشيخ محمد حسن والد الشيخ محسن أبو الحب الصغير([15]).

2ـ المنزلة الأدبية للشاعر:

حظي شاعرنا بمنزلة أدبية رفيعة في عصره فقد ذكره كثير من المؤلفين وأصحاب التراجم، واثنوا على موهبته الشعرية والخطابية فقد كان – رحمه الله – خطيباً وشاعراً متمكناً في كليهما. ذكره صاحب كتاب أعيان الشيعة بقوله: "..احد الأدباء الوعاظ الذاكرين للشهيد في كربلاء المشهورين وله قراءات مشهورة في ذكر مصيبة الحسين(عليه السلام)...” ([16])؛ ولعل لفظة(القراءات) تعني أطوار النعي التي كان يستعملها في مجالس العزاء الحسيني. وقال فيه صاحب معارف الرجال انه "كان فاضلاً أديبا بحاثة ثقة جليلا، ومن عيون الحفاظ المشهورين والخطباء البارعين، له القوة الواسعة في الرثاء والوعظ والتاريخ،وكان راثياً لآل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وشاعراً مجيداً، حضرت مجلس قراءته فلم أر أفصح منه لساناً ولا ابلغ منه أدبا وشعراً"([17]) وقال فيه صاحب البيوتات الأدبية في كربلاء ما نصه:"... شاعر شغل الأوساط الأدبية صيته، وعم المجالس العلمية ذكره، وطبقت أرجاء المدينة شهرته شاعر بارز و واعظ قدير.." ثم قال فيه " انه شاعر المأساة، أوقف شاعريته على تصوير معركة الطف المشرقة تصويراً رائعاً ورهن نفسه على ان يكون القيثارة الخالدة لان يرنم وقائع البطولة والبسالة التي كشفت عنها ارض الدماء الزكية فقد راح المولعون بهذا النهج من خطباء وشعراء يتغنون بغرر قصائده ويعقدون الأندية والمجالس رغبة منهم في ترديد هذه الألحان وتمجيداً بذكرى أبي الشهداء وإعجابا بمعاني الفداء وستظل هذه القيثارة موئل عشاق الطفوف " ([18]). ووصفه صاحب معجم رجال الفكر والأدب بانه "فاضل أديب وخطيب شهير وشاعر لا يشق له غبار، احد شعراء كربلاء وحفاظها المشهورين في عصره "([19]).

ومما تقدم نلمس المنزلة الكبيرة المرموقة التي تمتع بها شاعرنا الشيخ محسن أبو الحب الكبير بين أبناء عصره فكان خطيباً بارعاً وشاعراً مبدعاً وكشف ذلك عن امكانات لغوية وكذلك فكرية صقلت مواهبه ولفتت إليه الأنظار، وكان قدوة خطابية وقدوة شعرية فاثر في معاصريه من الأدباء والخطباء تأثيرا كبيراً.

محاور الموضوعات الشعرية في ديوان محسن(أبو الحب) الكبير:

لعل من نافلة القول ان لكل شاعر ميلاً نحو موضوع شعري معين يجد نفسه فيه أكثر من سواه من الموضوعات، ولربما وظف جلَّ شعره في موضوع واحد كان همه الشاغل ووكده الوحيد مما يجلي الموضوعات الأخرى من دائرة الضوء في ديوانه الشعري؛ ولا يعني هذا بالضرورة عدم إمكانيته النظم في تلك الموضوعات بقدر ما هو اكتشاف الذات في هذا الموضوع وتحقيق وجوده فيه فضلاً عما يراه من التزام مذهبي أو عقائدي في هذا الغرض او ذاك.

وعند استقرائنا ديوان الشيخ محسن (أبو الحب) الكبير وجدناه لم يحد عن هذه المقدمة، فقد وظف شعره في خدمة قضية الحسين(عليه السلام) كما وظف خطابته فيها، فكان موضوع الطف وما جرى فيه من قتل وسبي للحسين وأهل بيته وأنصاره الموضوع الأبرز في ديوانه، ومن ثم غطى موضوع الطف بقية أغراض الشاعر التي جاءت بصورة اقل وضوحاً منها مما جعل بعض قارئي شعره ينعتونه بأنه شاعر المأساة الحسينية وان جل شعره في الحسين(عليه السلام)مما يعكس الصورة الواضحة التي اتجهها الشاعر في رسم ملامحه الشعرية والموضوعية. وفيما يأتي عرضاً للموضوعات الشعرية التي احتواها ديوانه ونبدؤها بالأكثر حضوراً ثم الأقل فالأقل وهي:

1ـ الطفِّيَّات: نسبة إلى الطف وهي" القصائد المتضمنة وصفاً لواقعة الطف وما جرى فيها من فاجعة حلت بالحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه ولاريب في ان هذا المصطلح يشمل جميع القصائد التي بكت الحسين(عليه السلام)وتفجعت بمقتله في تلك الواقعة الأليمة منذ حلولها سنة إحدى وستين للهجرة والى الآن" ([20]).

ونجد عند الشاعر محسن أبو الحب الكبير فضلاً عن الطفيات مجموعة من قصائد الرثاء الخاصة برجالات الطف غير الحسين(عليه السلام) كأخيه العباس(عليه السلام) وابنه علي الأكبر(عليه السلام) والحر الرياحي أو تلك التي خصت أصحاب الحسين(عليه السلام) بشكل عام مما يمكن إطلاق تسمية القصائد المصاحبة للطفيات عليها.

ويمكن عد القصائد الخاصة بذكر مسلم بن عقيل(عليه السلام) منها، اذ يعد أيضا من رجالات الطف على الرغم من عدم استشهاده في ارض المعركة، فهو بداية الشرارة لانطلاق أحداث الطف، اذ انقلب أهل الكوفة على الحسين(عليه السلام) وترجم هذا الانقلاب بقتل سفيره مسلم بن عقيل(عليه السلام) مما يمكن ان نقول بأنه أول شهيد في معركة الطف.

ونلاحظ هذه المعاني والعلاقات قد طرقها شاعرنا محسن أبو الحب الكبير إذ يقول في قصيدة في رثاء مسلم(عليه السلام)([21]):

وأعظم ما كـان في قلبــه
 

 

من الهمّ ذكرُ الحسين النبيـلِ
 

وفيما يقول([22]):

لأبكى مصابك سبط الرسول
 

 

وكان بكاه بعين الرســولِ
 

وقال([23]):

ظمأت وآليــت ان لاتــعـب
لعلمك ان ابــن بــنت النبـيّ
فكنت مواســية قــتلاً بقــتل
 

 

إلا مــن الكوثر السلسبـيلِ
يلقى المنية صادي الغلــيلِ
وحــرّ غــليل بحرَّ غليلِ
 

فالأبيات توضح بشكل جلي الترابط الاستشهادي بين الحسين(عليه السلام) ومسلم بن عقيل(عليه السلام) والمواساة الحقيقية القائمة بينهما والترابط الروحي والعقائدي الغيبي بينهما.

ومهما كان من أمر فقد استقرأت القصائد الطفية والمصاحبة لها في ديوان الشيخ محسن (أبو الحب)، وبلغت ثلاث وثلاثين قصيدة شكلت أكثر من نصف قصائد الديوان البالغة خمس وستين قصيدة ؛وتمتعت هذه القصائد في الغالب بتكامل البناء والنسج فضلاً عن اتضاح إمكانية الشاعر اللغوية والفنية فيها. وغلّفت هذه القصائد بغلاف الحزن والغضب، الحزن على ما أصاب الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من قتل وسبي، وتحسره على انه لم يشارك في تلك الأحداث ويستشهد بين يدي الحسين(عليه السلام)؛ والغضب على أعداء الحسين(عليه السلام) الذين لم يراعوا حرمة رسول الله وخانوا وصاياه؛وكذلك نجد في ختامها توسلاً بمن رثاهم بل قل مدحهم ـ كما يرى هو ـ من أهل البيت (عليهم السلام) واستشفاعاً بهم وطلباً لقضاء حوائجه.

وهذه المحاور شكلت ابرز ملامح موضوع الطفية عند الشيخ محسن (أبو الحب) الكبير فنرى حزنه يتخذ أبعادا وألوانا عدة تمثلت بوصفه مصرع الحسين(عليه السلام) وما مثله من قيم دينية وخلقية مقدسة،وما أضفى عليه من وصف لشجاعته وكرمه وظمئه في ذلك اليوم العصيب، فنراه يقول في أحدى طفياته واصفاً يوم الطفوف بقوله ([24]):

يـوم الطفوف وليس يوم غيره
يوم به بكــت السماء تفجعـاً
مــا إن بكت إلا لأن مـقيمها
 

 

يبدي العجائب في الزمان ويعقبُ
بـدم فها هي للزمـاجر تنحبُ
أضـحى يظفرهُ الردى ويـنيّبُ
 

انه يوم ليس كبقية الأيام، يوم بكت السماء دماً وأبدت أنينها وصياحها عليه.

وفيها يقول([25]):

بأبي الذين جسومهم فوق الثرى
بأبي الذيـن رؤوسهم فوق القنا
بأبي الذيـن حريمهم في كربلا
 

 

رغماً بفيض دم المناحر تخضبُ
تُهـدى لأبناء السفــاح وتجلبُ
أضحت برغم ذوي الحمية تسلبُ
 

هكذا الأحداث جرت على الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، انها مأساة حقيقية يتفجر الشاعر فيها ألما وحزناً ويتضح ذلك من خلال تكراره (بابي الذين) في بداية الأبيات منطلقاً منها لعرض ما يوجعه ويألمه.

ويعيد هذا المعنى بصورة أخرى مبتدئا إحدى طفياته بقوله([26]):

يا وقعة ما صاح صائحـها
قتل الحسين فجددوا حـزناً
من لم يذب من أجله كمـداً
وارى الصفا ينهد منصدعاً
يوم يجـدده الزمـان لـنا
 

 

حتـى سمعنا في السما الندبا
وتـجلببوا لمـصـابه ثوبـا
فلقد أصـاب من الصفا قلبـا
هو حـين يذكر يومه الصعبا
فيـعود يابس حزنـنا رطـبا
 

فالشاعر يعلن الحداد على الحسين(عليه السلام) بعدما سمع ندب السماء وبكائها ويطلب تجديد الحزن على مقتله والتوشح بالسواد، وما هذا العمل الا وفاء للصفا كناية عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) المصطفى وهذا اليوم يجدده الزمان ولا يبلى بل يجدد الدمع ويجدد الحزن ويجعله رطباً كالزرع الذي جاءه الربيع فاهتز وربى.

ونراه يذكر ذلك اليوم وحرارته في القلوب بصورة رائعة أخرى فهو يقول في بيت تخلصه وبعده([27]):

لــولا البقية من أبنـاء فاطمـة
أحيوا رسوم الهدىمن بعدماطمست
لا كــان يومهم في كربـلاء ولا
يــوم من الدهر لم تفتر نوائحه
يــوم به أسـلس الهـدّار مقوده
أما ترىالشمس تهوي نحو مغربها
امــا ترى صفحات الجو مظلمة
نـعم وحقك ما في الدهر من كبد
 

 

مــا كان يوماً لطلاب الندى أملُ
آثــارها ومحاها الحادث الجـللُ
طـافت عليه به الركبان والرسـلُ
عــن المناح ولم تبـرد لها غلـلُ
واسترنب الليث حتى اصطاده الوعلُ
حمــراء تحســبها بالدمع تكتحلُ
كأنـها برداء الحـــزن تشتـملُ
الا بـه من بقــايا ذكره شعلُ
 

فالشاعر يرى في الحسين(عليه السلام) ومن معه في ذلك اليوم انهم قد قاموا بإحياء الدين بعدما حاول الأعداء طمسه. وهذا الحادث الكربلائي تعالى في الذكر بين الركبان والرسلُ، ولم يهدأ الدهر من نوائحه ولم تبرد فيه الغلل العاطشة ثم يوضح صورة ذلك اليوم الذي اختلت فيه مقاييس الأشياء والطباع حتى أصبح الليث أرنبا يجري ليصطاد الوعل؛ ويأخذ بسؤال الآخر (الملتقي) ليضمن الإجابة الحقيقية التي أعلنها؛ فقد رأى في احمرار الشمس عند غروبها صورة الدمع والاكتحال به، ورأى في ظلمة الجو رداءً حزينا تشتمل عليه صفات ذلك الجو، ثم يصل إلى مبتغاه مؤكداً إياه بالقسم (وحقك) الموجه للملتقي اذ أعلن ان كل ما في الدهر من كبد ومعاناة يرجع شررها من ذلك اليوم الرهيب؛ وفي طفية أخرى يعيد إنتاج هذه الصورة ويعطيها ملامحاً أكثر أبعادا وألوانا فقال بعد ما رأى ان النواح والبكاء على آل علي(عليهم السلام) من السنن التي ينبغي الإدمان عليها وشهادته على ذلك اكبر ودليله أبين وهو([28]):

هذه أعين السمـاء وهذي
لم تبارح بكاؤها مذ درت
لا أرى للفرات عذراً وان
مـا سمعنا ولا رأينا قتيلاً
 

 

أعين الأرض ودمعها ما توانا
ان حسيناً ذاق الردى ظمــآنا
غار مدى الدهر ماؤه غضبانا
مـات والمـاء حوله عطشـانا
 

فالشاعر يرى كل الاشياء التي من حوله تبكي حسيناً فمن الواجب ان لا يجفو الإنسان عن البكاء والحزن على آل علي (عليهم السلام) والا كان أجفى الورى واعد الأعداء لهم في نظر الشاعر، ولا ينكر لطافة المعاني التي طرقها وصورها في هذه الأبيات.

ويعد الشاعر هلال محرم وأيام عاشور سببا للبكاء والحزن، بل ان قلبه مفتون بتجديد الأسى كلما هلّ محرم فنراه يقول([29]):

جاءت تفـجِّر أكبدا وعيوناً
ما قيل هلّ محرم الا انثنى
أو كان يوم منه الا كان لي
 

 

أيام عاشورا بكاً وحنـينا
قلبي بتجديد الأسى مفتونا
سبباً الى طول البكاء سنينا
 

ثم يخاطب محرماً بنبرة غاضبة وكأنه يحمله مسؤولية هذا الحزن المتجدد في كل عام([30]):

لا مرحباً بك يا محرم لم تدع
 

 

قلباً على بشرٍ به مأمونا
 

ونجده في طفية أخرى يستغيث بوقعة كربلاء ويعدها أُما لكل محزونة وحزين:

غوثاه من ذكراك وقعة كربلا
 

 

يا أمَّ كلِّ حزينة وحزينِ
 

ثم يسترسل في طرح عذاباته منها فيقول:

ليس اللديغ سوى لديغك لا الذي
وعسى اللديغ أصاب حيناً راقياً
حتى القيامة وهي دون عذابه
لاقى الحسين بك المنون وانني
 

 

أمسى يكـابد نهشة التنـين
إلا لـديغك مالـه من حين
بلظى همومك لا لظى سجين
لاقيت فيك عن الحسين منوني
 

هكذا يسوق الشاعر الدليل على حزنه وغضبه من تلك الواقعة الأليمة التي لاقى الحسين فيها المنون ومن ثم وجد الشاعر في منون الحسين(عليه السلام) منوناً له وأي منون منون الحسرة والأسى والحزن على سيد الشهداء الذي يتحدث عن تضحيته في ذلك اليوم قائلاً:

في يوم ألقى للمهالك نفسـه
وبيوم قال لنفسه من بـعدما
أعطيت ربي موثقاً لا ينقضي
ان كـان دين محمد لم يستقم
هذا دمي فلترو صادية الظبا
 

 

كيـما تكون وقاية للدين
أدى بها حق المعالي بيني
الا بقتلي فاصعدي وذريني
الا بقتلي يا سيوف خذيني
منه وهذا للرمـاح وتيني
 

ولاريب في ان الشاعر تمازج روحيّاً مع موقف الحسين(عليه السلام) وذاب فيه الى درجة انه استنطق الموقف بعد ما قرأ الأحداث والظروف التي أحاطت بابي عبد الله فكان واقع حال متجسد،وصوت حق مرتفع مثّل صدى ما أراد الإمام بموقفه وأقواله التي رافقت ذلك.

ومن القصائد المصاحبة للطفيات قصيدته في رثاء أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وفيما يصطنع الشاعر مقارنة تشبيهة جميلة بينه وبين أبيه الإمام علي(عليه السلام)فقال([31]):

اذا كان ساقي الناس في الحشر حيدر
ٌعـلى ان ساقي الناس في الحشر قلبهُ
 

 

فساقي عطاشى كربلاء أبو الفضلِ
مـريع وهذا بالظما قلبــهُ يغلي
 

فالمقارنة تقابليه شرطية فما دام هناك ساقي في الحشر وهو حيدرٌ كناية معروفة للإمام علي(عليه السلام) فهناك ساق لعطاشى كربلاء وهو أبو الفضل(عليه السلام)؛ ويستدرك الشاعر ليخبرنا ان قلب ساقي الحشر مريع متألم اما قلب ساقي عطاشى كربلا فهو متحرق بالظمأ ويغلي به وقد جعل الشاعر هذين البيتين بداية مشحونة بالتوقع فمهد لأسباب ذلك العطش فيقف عليه وهو ماء الفرات ليسأله كما وقف الشاعر القديم وسأل الطل ولم يجبه ! ولكن ماء الفرات يجيبه على معاتبته وأسئلته فقال([32]):

وقفت على ماء الفرات ولم أزل
علامـك تجري لا جريت الوارد
اما نشفت أكبــاد آل محمــد
من الحق ان تذوي غصونك ذبّلاً
 

 

أقـول لــه والقول يحسنه مثلي
وأدركت يوماً بعض عارك بالغسل
لــهيباً وما ابتلَّت بعـلّ لا نهـل
أسـى وحياءً من شفــاهم الذبل
 

انها معاتبة مرة كشفت عن عمق حزن الشاعر وألمه لما أصاب آل الرسول من قتل وسبي وقد جاء عتابه كحزنه رقيقاً مؤلماً، ثم يجيب الفرات على أسئلته وعتابه:

فقال استمع للقول ان كنت سامعاً
الا ان ذا دمعي الذي انت ناظـر
 

 

وكن قابلاً عذري ولا تكثرن عذلي
غـداة جعلت النوح بعدهم شغـلي
 

برغـمي أرى مائي يلذّ سواهم
جزى الله عنهم في المؤاساة عمّهم
 

 

به وهم صرعى على عطش حولي
أبالفضل خيراً لو شهدت أبا الفضلِ
 

فلم يكن حال الفرات بأحسن حال من الشاعر على ما أصاب آل محمد (عليهم السلام)، ولعل الشاعر كما أسلفنا منطلق من ان كل الوجود بما امتلك من صفاء ونقاء وخير يبكي على الحسين وأهل بيته لما أصابهم في واقعة الطف فهم الخير والنقاء والرحمة الالاهية المبعوثة للوجود جميعاً فلا عجب بعد ذلك ان يتألم ماء الفرات وينتحب لما أصابهم.

ونجد الشاعر في قصيدة مصاحبة أخرى خصّ فيها ابن الإمام الحسين علي الأكبر (عليه السلام)قال فيها مستوحياً موقف الحسين(عليه السلام) على ما اصاب ابنه وخطابه لله سبحانه وتعالى بقوله([33]):

أترضى الهي عن معاشر اجمعوا
فـكن شاهدي اني بعثت لــهم
شــبيه رسول الله ربي بعثـته
 

 

على قطع رحمي ثم قتلي حلّلوا
شبيه رسول الله من ليس يجهل
فكن شاهدي يامن عليه أعول
 

ولعل تكرار (شبيه رسول الله) في بيتين تدل على خوف الحسين(عليه السلام) على ابنه من أعدائه وحزنه عليه وهو محاط بهم، كما تدل على التأكيد على الامتداد الرسالي بينه وبين جده المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم مراعاة الأعداء على الرغم من معرفتهم الشبه بينه وبين جده(صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا الأمر مستوحى من قول الإمام الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء عندما خرج إليهم ابنه علي الأكبر لقتالهم اذ قال: "اللهم اشهد انه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك، وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه،.."([34])وفيها يصف شجاعة علي الأكبر في المعركة وكرّه على الأعداء بقوله([35]):

فكرَّ وكرّ الموت يعدو أمامه
وناهيـك قرمٌ عمّه وأبوه من
 

 

على عجلٍ والموت إذ ذاك أعجلُ
علمت فقل في أمره كيف يعملُ
 

ففي البيت الأول صورة متحركة للموت مشخصة اظهر من خلالها إقدام علي الأكبر (عليه السلام) وعدم مهابته الموت على الرغم من عدوه أمامه، ثم يعرج على شجاعته فهو بطل متميز وكيف لا يكون ذلك وأبوه وعمّه مشهود لهما في الإقدام في الحرب والطعن في الأعداء.

ونجد الشاعر يخاطب أصحاب الحسين(عليه السلام) وينعتهم بالحواريين لابن فاطمة عليها السلام محاولة منه لإعطاء أبعاد دينيه قرآنية لهم بمقارنتهم بحواري ابن مريم عيسى (عليهم السلام) حيث نعتهم بحواري ابن فاطمة عليها السلام فنراه يقول([36]):

أحبتي مالــكم حالفتم التُرُبَـا
انتم لعمري حواري ابن فاطمة
أنفـقتم في سبيل الله أنفسكـم
 

 

لا طاب بعدكم عيشي ولا عذبا
إذ لم يجبه سواكم ساعة انتدبا
فنــلتم فوق ما أمَّـلْتم رتبا
 

ثم يعمد إلى مقاربة أخرى يصطنعها بينهم وبين فتية الكهف ويجعلهم أعلى مرتبة وشرفاً منهم:

ما فتية الكهف أعلى منكم شرفاً
ناموا وما نمـتم لهفي كنومـهم
فروا ومـا قابلوا والله من أحد
كـان الرقيم لهم كهفاً يضمهم
 

 

أنـتم أشدُّ وأقوى منـهم سبباً
أنى وقد قطِّعت أعضاؤكم إربا
ومـا فررتم وقد قابلتم اللجبا
ولـم يكن كهفكم الا قناً وظبا
 

فهو يعمد لأخذ عينات موضوعية من قصة أصحاب الكهف وربطها بصورة موضوعية أخرى حدثت في واقعة الطف، وقد انتقى من تلك الأحداث ما كان عليه أصحاب الحسين يوم عاشوراء فوصفهم بالشدة والقوة في الاعتقاد والتمسك بعقيدتهم، وناموا كما نام أصحاب الكهف ولكن نومهم جاء بعد ان قطعوا إربا في سبيل الله تعالى وفي نصرة ابن بنت نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم انهم لم يفروا وواجهوا عدوهم إلى ان قضوا في حين فرّ أصحاب الكهف مما كان سيقع بهم من بطش أعدائهم ثم فرّوا إلى الرقيم ليحتموا به عن أعين أعدائهم بينما لم يفر أصحاب الحسين وكان كهفهم تلك القنا وتلك الظبا التي وقعت في أجسادهم وعليها.

ومن قصائده المصاحبة للطفيات قصيدته في بطل من أبطال الطف وهو الحرّ الرياحي (عليه السلام) اذ قال فيه([37]):

الا يا قتيلاً زعزع المجدُ قتــله
لئن ساء عــيني تحجِّبك الغبرا
وما لريــاح لا تهبَّ رياحـها
أما شـملتها بعد موتــك ذلَّـة
 

 

فأضحى علـيه المجد ذا مقلة عبرا
لقد سرَّ قلبي ان تصافحك الخضرا
حواصب تستقصي لموتورها وترا
نعم سلبتها بعــدك العزَّ و الفخرا
 

لقد جاء الشاعر بصور متحركة جميلة استوفى بها موضوعه، فقد جعل للمجد عيناً باكية على الحر، ثم أوضح بصورة تقابلية ما ساءه وما سره من موقفين موقف الحر وقد حجبته الغبراء عن عينه وهو موقف حزين باكي، اما موقفه الأخر فهو ما قدمه يوم الطف؛ ثم يعمد في البيت الذي بعده إلى المجانسة التامة بين الرياح الحقيقية وقبيلة الحر بني رياح الذي أراد منها ان تهب لقتيلها وتطلب ثارة من قتلته فقد شملتها الذلة من بعده وسلبت العز والفخر بعد مقتله.

2ـ شعر المناسبات والاخوانيات:

يعبِّر هذا الشعر ـ في الغالب ـ عن حالات انفعالية معينة تفرضها طبيعة المناسبة وظرفها، وغالبا ما يأتي على نتف او مقطعات قصيرة، مما يعني سرعة إنتاجها وقلة العناية الفنية بها. وعند استقراء هذه الأشعار في ديوان شاعرنا تبين اهتمامه بهذا الشعر و بإنتاجه، إذ تعلق في اغلبه بمناسبات دينية و أخرى إنهاء أعمال بناء أو ترميم في احد مراقد أهل البيت (عليهم السلام) أو تهنئة أو رد على من جادله أو عارضه، وتكون المناسبة محفزة على المديح أو الرثاء و الإبتهاج أو الجدل العقائدي أو الوصف؛ ومن أهم أشعار المناسبات عنده احتفاؤه بيوم الغدير فقد رصد له أربعة قصائد امتازت بالطول، ويمكن إطلاق تسمية (الغديريات)([38]) عليها، قال في إحداها مخاطباً أمير المؤمنين بقوله([39]):

بك يا أبا القمــرين كم من أُمَّـة
يا باني الإســلام بل يــا هادم
من يسع يسع كما سعيت إلى العلا
كم رام ان يرديك جمّ عـديدهـم
وتلاك سبـطا احمــد وتلاهـما
ورثوا مكارمــك التي أورثتـها
حمـلوا احتمالك في الحياة وكلهم
هم أنجم الدنــيا وهم أقمارها
 

 

سعــدت وكم من أُمَّة لم تسعـدِ
الأصنام يا ضرغام يا ري الصدي
أولا فأحرى أن يقـــال له اقعدِ
هيهـات من لعلاك نال هو الردي
حجـج المهيمن سيداً عن سيـِّـدِ
فهموا بنوك وكلَّـهم بك مقتــدِ
وردوا حياضـك حبذا من موردِ
وبحورها الفــعم التي لم تـنفدِ
 

فالشاعر يذكر ان السعادة في الدارين تتمثل في إتباع الأمة لأبي القمرين كناية عن الإمام علي والد الحسن والحسين (عليهما السلام)، فهو الباني للإسلام والهادم للأصنام وهو المثال الذي يجب ان يتخذ للسعي إلى العلا وكم حاول المتطاولون ان ينالوا منه ومن علاه ولكنهم فشلوا وذهب الله بهم وبكيدهم. ان هذه السنة التي تحدث عنها قد لزمها ولداه (سبطا احمد) كناية عن الحسن والحسين من بعده ثم امتد إلى أئمة أهل البيت جميعاً سيداً عن سيد وتحملوا ما تحملوا من مصاعب الحياة ومكارهها حتى وردوا حياض الجنة التي وردها من قبلهم جدهم الإمام علي(عليه السلام)، ثم يصفهم بالأنجم والأقمار والأبحر الزاخرة المفعمة بالخير والعطاء للبشرية جمعاء والتي لا تنفد أبدا.

وقال في أخرى مخاطباً من ينكر ولاية علي(عليه السلام) ومستنكراً([40]):

أو لم يكن يوم الغدير ألم يكن
أو لم يقل من كنت مولاه فذا
هذا هو الباب الذي من قبل ذا
الأنبياءُ جميــعهم قبلي كذا
ولكل بيت في الأنام دعامـة
والله ما أنا بالذي أمـَّــرتَهُ
 

 

جبريل فيه بالزواجر ينزلُ
مولاه بعدي ويلكم لاتجهلوا
كُلفتم ان تدخلوه فادخــلوا
فعلوا فمالي بعدهم لا افعلُ
ودعامة الإسلام هذا فاعقلوا
الله أمَّره عليـــكم فاقبلوا
 

لقد جعل الشاعر الكلام يدور على لسان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكيف أوصى المسلمين ان يلزموا علياً فهو مولاهم من بعده، وهو الباب الذي يأخذ منه كل خير منزل فلا تتركوه، ثم أعطى الأمر بعداً رساليا من حيث ان الأنبياء جميعاً يعلمون بإمامته وآمنوا بها فما لاشك فيه ان يفعل فعلهم وهو أمر الله تعالى و ليس أمر بشر مهما كان، ثم ان الأمر أمر أمارته عليكم هو من الله لا دخل لي بها فالتزموا الأمر ولا ترفضوه وتتخلوا عنه، وأعطاهم ممهداً للأمر الأخير دليلاً عقلياً حين قال ان لكل بيت دعامة ودعامة الإسلام (هذا) كناية عن علي(عليه السلام) فاعقلوا الأمر ولا تتبعوا أهواءكم فتضلوا وتنقلبوا على الأعقاب. ثم يوظف الشاعر مجموعة من الأحاديث النبوية المباركة فضلاً عما جاء في خطبة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الغدير في فضل علي ومولاته فنراه يقول على لسان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ([41]):

و أنا المديــنة وابن عم بابها
أنا من عليٍّ وهـو منِّي ثـلما
يا قـوم ان نبوَّتي مـا لم تكن
ان تسعدوه تسعدوا أوتنصرو
و أقــول هذا والقلوب كأنها
إيَّاكــم ان تجحدوا إيَّاكـــم
هذا الكتاب و عترتي فتمسـكوا
 

 

هل من سوى الباب المدينة تدخـلُ
هارون من موسى فـــلا تتعلَّلوا
فيها ولاية حيــدر لا تكمـــلُ
ه تـنصروا أو تـخذلوه تـخذلوا
تغــلي عليّ من الحرارة مرجلُ
ان تخـــذلوا إيَّاكــم ان تنكلوا
بهــما وان لم تفعــلوا لم تقبلوا
 

والشاعر أراد من خلال هذا التوظيف ان يؤكد على مشروعية خلافة الإمام،وانه الامتداد الحقيقي لرسالة السماء، وان لم تقبلوا هذا الأمر لم يقبل منكم أي عمل آخر لأنكم عصيتم الله حين عصيتم رسوله.

إن هذه (الغديريات) اتخذت طابعاً عقائدياً مذهبياً لذلك التجأت إلى العرض التاريخي والى الأدلة النقلية والعقلية لبيان أحقية خلافة الإمام (علي) (عليه السلام)، ومن ثم فان الكوارث التي وقعت بعد ذلك كان مرجعها إلى نكران هذا الأمر والتزام غيره، وما حلَّ على أهل بيت الرسالة وهم عترة الرسول من مصائب ونكبات كانت دليلاً دامغاً على عدم رعاية وصايا الرسول فيهم ومن ثم عصيانه لأمر السماء.

ونجد عنده قصيدة متكونة من خمسة وخمسين بيتاً في مناسب انتهاء العمل بالروضة الكاظمية منها قوله([42]):

هذي قصور جنان الخلد بارزة
صبحاً وليلاً إذا ما جئتها أبدا
 

 

للناظـرين ليزدادوا بها عبرا
ترى النيّرين الشمس والقمرا
 

ثم يقول([43]):

هذه منائـر لا بل ذي دعائـم
ان قلت ذي ارمٍ فاقت على ارم
والقبتان إذا ماشمــت نورها
 

 

للسبع الشداد فأمعن عندها النظرا
أو قلت جنة عدن لم تقـل أشرا
قلت الكليم رأى نار الهدى سحرا
 

فالشاعر يصف انبهاره وتعجبه مما قد رأى من بناء متين وراح ينتقي له أوصافا قرآنية، فالمنابر صارت دعائم للسبع الشداد، ثم ذكر إرَم التي وصفها القرآن بالعظمة([44]) فهي أعظم من إرَم فهي جنة عدن على هذه الأرض،وما القبتان اللتان بها الا نور اهتدى به موسى الكليم وآنس به([45]).

وقال في قصيدة أخرى متكونة من أربعة وثلاثين بيتاً في العلم الذي اهدي إلى الروضة العباسية([46]):

يا من رأى علمَ الإسلامِ منشورا
واخجل النيرين الزاهـرين معاً
أهداه ناصر ديـن الله مبـتدئا
ذي راية العدل والتوحيد يحملها
 

 

بدا فجـــلَّل آفاق السما نورا
فعاد نورهما في الأفق ديجورا
مازلت ناصر دين الله منصورا
العباس في كربلا أيام عاشورا
 

فهو ينطلق من هذه المناسبة ليمدح العباس ويذكر علو شأنه ومنزلته المرموقة فضلاً عن مدحه للذي أهدى هذا العلم ونصبه في الروضة العباسية وهو (ناصر الدين القاجاري).

وله أربعة أبيات في زفاف احمد كاظم الرشتي تعبر عن مجاملة واضحة من لدن الشاعر لهذه الشخصية الدينية([47]):

اما ترى القمريَّ في سجعه
وعندليب اليمن في لحــنه
لخير عرس يومه مقــمر
وساعة رب الورى شاء ان
 

 

أجَّج نيران الهوى والغـرامْ
أنعش نفسي بل واحيا الرمامْ
فلا ظلام بعد هـــذا يشامْ
تقترن الشمس ببدر التمــامْ
 

فالأبيات لطيفة تنم عن عاطفة صادقة، وان لم تخل من مبالغة تطلبها موقف المجاملة.

وله قصيدة لم يرو منها سوى بيت واحد في تهنئة السيد مرتضى سادن الروضة العباسية بعدما اعيدت له السدانة عام 1298هـ قال([48]):

يا آخذي المفتاح من شبلها
 

 

ردوا الأمانات إلى أهلها
 

وقال قصيدة بلغت الواحد وخمسين بيتاً في زيارة السلطان ناصر الدين القاجاري لمرقد الإمام الحسين مطلعها([49]):

كمل السرور فطبق الأمصارا
وتهللت سحب السماء فأغدقت
 

 

وأضاء حتى استوعب الاقطارا
مطراً نسينا بعده الأمـــطارا
 

وقال ذاكراً هذه الزيارة:

هذا مليك الأرض زار مليــكه
لم ترضه الأرض البسيطة منزلاً
أرسى سليمان البساط على الهوى
ونراك سخَّــرت البلاد وأهلها
ما ذاك الا ان حــذوت مثاله
 

 

خير البرية مرقـدا ومـزارا
حتى بنى فوق المجـرة دارا
ثم استزاد فسـخَّر الأطـيارا
وملكت دون عبيدها الأحرارا
وكسبت من مـقداره مقدارا
 

فالأبيات واضحة المبالغة فخمة الأسلوب ناسبت مقدار هذه الشخصية التي استبشر الشاعر بها وجعل ما وصلت إليه من عظمة وجاه مستمد من سيرها على نهج الحسين(عليه السلام) وكسبت مقدارها ومنزلتها من مقدار الحسين(عليه السلام) ومنزلته السامية.

ومن خلال ما تقدم وما استقرئ من أشعار في هذا الموضوع الشعري يتبين لنا ان شعر المناسبات له أهميته عند الشاعر ولم يكن طارئا او ثانوياً بدليل تدبيجه القصائد الطوال في هذه المناسبة او تلك واهتمامه بفخامة الأسلوب وجزالته.

3ـ الرثاء:

تطالعنا في ديوان الشيخ محسن (أبو الحب) الكبير مجموعة من القصائد الرثائية بلغت عشرة قصائد ونتفتين متكونة كلاً منهما من أربعة أبيات. وتوزع الرثاء بين رثاء أهل البيت (عليهم السلام)، ورثاء مجموعة من الشخصيات العلمية و الأدبية في عصره فضلاً عن رثاء والدته ؛ وتميز رثاؤه بشكل عام بصدق العاطفة و الشعور، وإبداء الحزن و اللوعة على المرثي، من ذلك ما رثى به فاطمة الزهراء عليها السلام بقوله ([50]):

كم ليلة باتــت وليس
حتى اذا ماتت ومــا
بأبي التي دفنت وعُفِّيَ
 

 

سوى الحنين لها حشيَّه
ماتت مكارمُـها السنيَّه
قبــرُها السامي تقيَّه
 

ثم يتوسل بها إلى الله ويرجو ان تغيثه من جور الزمان وغيره فيقول مخاطباً اياها:

يا بنت خير الـعالمين
أرجـــوك لي غوثاً
ولحــاجة أو فــاقةٍ
 

 

وصفوة الله الصفيَـه
إذا مـدَّ الزمان يداً إليَّه
لا يشمتُ الأعـداءُ فيَّه
 

هذا ما يريده الشاعر من وراء عرضه لظلامة فاطمة عليها السلام ورثائها ؛ انه لا يريد كسباً مادياً و انما يعالج قضية رصد لها عمره وحياته ولا يطلب من ورائها الا الشفاعة ودفع البلاء عنه في دنياه.

ونراه يرثى الامام علي(عليه السلام) ويخاطبه بقوله([51]):

أ للإسلام بعـدك من محامٍ
أ للأيتام بعــدك من كفيل
لقد فقدوا أبا بــراً رؤوفاً
أرى شقَّ الثياب عليك عاباً
واقسم لو جميع الناس ماتوا
 

 

إذا ما حلَّ ساحته اضطرابُ
إذا ما عضَّــها للدهر نابُ
بفقـدك يوم ساربك الركابُ
ومثلــك لا تشقُّ له الثيابُ
بموتك لم يكن في ذاك عابُ
 

انها مشاعر صادقة يسجلها الشاعر بلوعة وألم على ما أصاب الإمام علي وأي فقد يصل بموته فهو للإسلام محامٍ وللأيتام كفيل وهو أب بر رؤوف للجميع لذا لم ير عيباً ان تشق عليه الثياب كعادة من يفقد شخصاً عزيزا عليه؛ ثم يقسم لو ان جميع الناس يموتون بموته لم يكن عيباً عليهم.

إن رثاءه لأهل البيت يحمل في جنباته قضية مبدئية عمادها الوفاء لهم وإحياء لذكرهم وذماً لأعدائهم ومبغضيهم لذا فرثاؤه لهم يختلف عن رثائه للأشخاص الآخرين ومنهم والدته التي رثاها بقوله([52]):

أشكو إلى الرحمـن لوعتك التي
ولقد كساني الحزن بعدك مطرفاً
ما كنت أول ذاهـب بين الملا
 

 

أودعتها في قــلبي الملسوعِ
أبــد الليالي ليس بالمنزوع
لكن صبري عنك غير مطيعِ
 

فرثاؤه ظاهرة التفجع والتحسر على ما أصابه من فقد أمه وقد ألبسه الحزن ثوباً لا ينزع، وصبره وتجلده لا يؤاتيه ولا يطيعه على الرغم من محاولة تأسيه بقوله انها لم تكن بأول ذاهب يخطفه الموت،ولكن ألمه ولوعته كانتا اشد وطأة عليه بسبب عدم حضوره تشييعها اذ كان خارج البلاد لذلك قال:

غابت وغبت وليت أني لم اغب
ما مــرَّ يوم فراقها بي ليـلة
وأشد ما في القلــب منها انها
ويل المحبِّ إذا نوى أحبابــه
 

 

أو ليتها طلعت علىَّ طلوعِ
الا وفارق ناظريَّ هجوعي
عدمت غداة رحيلها تشييعي
ظـعناً وفاز سواه بالتوديعِ
 

ومن رثائه لبعض العلماء والشيوخ الذين توفوا في عصره رثاؤه لشيخ العراقيين عبد الحسين الطهراني ([53])معظماً فقده، مبيناً ان موته كان خسارة كبيرة وحسرة عظيمة في الصدر فنراه يصفه بقوله ([54]):

أبـو المعالي إذا ما رمت تعرفه
أحى الندى بعد ما عادت معالمه
ما أجدبت سنـة الا و أخصبها
 

 

ينبيك عنه لسان الطرس في الكتبِ
كالروض جانب عنه باكر السحبِ
بصيـّـب من نـدا كفيه منسكبِ
 

وراح يخاطبه بقوله:

عبد الحسين وكـم عبد بطاعته
عبـدٌ ولكنـه حــرٌّ لنسبته
كفـاه أن عمـود الدين ناصره
 

 

مولاه فاق على الأبناء في الرتبِ
إلى الحسين وهذا واضح النسبِِ
حـباه مرتبة فاقـت على الرتبِ
 

وقال في رثاء الشيخ مرتضى الأنصاري([55]) مشيداً بمنزلته العلمية ومدى حزن الناس ليس فقط في العراق بل امتد إلى إيران أيضا([56]):

ما آية الا وكــان دليلــها
لبست له ارض العراق سوادها
عجبت رعاياه علية بالبـــكا
 

 

ما حجة الا وكان بـيانها
حتى كست بسوادها ايرانها
حتى أراع عجيجها سلطانها
 

فقد أبدى الحسرة واللوعة على هذه الشخصية الدينية التي امتد تأثيرها ليس على العراق فحسب وانما امتد إلى إيران وقد عجت الناس بالبكاء و التفجع عليه حتى أراع ذلك ذوي السلطان والنفوذ.

4) شعر الاستنهاض:

والمقصود به تلك القصائد أو الأشعار الخاصة الموجهة إلى الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لاستنهاضه والتعجيل بخروجه وطلب نصرته والانتقام من الظالمين الذين ملؤوا الأرض ظلماً وجوراً فيحل بهم القصاص العادل وينفذ إرادة السماء فيهم.

وقد أصبح استنهاض الإمام محمد المهدي (عج) من المقصاد التي يتوخاها الشاعر الشيعي حينما يرثى الإمام الحسين(عليه السلام) بوجه خاص أو يذكر أئمة أهل البيت ومصائبهم بوجه عام ثم بدأ يستقل غرضاً قائماً بذاته أي تشكلت (قصيدة الاستنهاض) بمفاصلها البنائية؛ ولاريب في ان لذلك أسبابه ودواعيه التي من أهمها الواقع السياسي السيئ الذي يعيشه الشاعر مما يتيح لتلك الأشعار ان تمثل رفضاً سياسياً واضحاً، فضلاً عن كونها تنفسياً نفسياً عما يصطرع في نفسه من آمال وأحلام ورؤية الواقع بأفضل ما يكون.

وقد شاعت في حقبة الشاعر كثير من تلك القصائد([57])، واستقرأت في ديوانه خمس قصائد امتازت بالطول.

اما مضامين هذه القصائد فانها تمحورت على عدة محاور أهمها الرفض السياسي للواقع المعاش الذي اشرنا إليه ونرى الشاعر محسن ابو الحب يصرح بغضبه ونقمته على الحكام الجائرين الذين يتحكمون في مصائر الناس بدون حق فهو يقول([58]):

أفي كـل يوم فاجراً وابن فاجر
تروح بنــا الدنيا وتغدو منيرة
 

 

يحـكم فـينا باديات معايبه
ويملكها من ليس تخفى مثالبه
 

ويقول في الأخرى([59]):

إلى الله نشكو اليوم فقــد نبـينا
عسى الله بعد اليوم يبدل عسرنا
أحاطت بنا الأعداء من كل جانب
ملــلنا وملتنا بطــول قراعها
 

 

وغيبتك اللاتي يضيق لها الصدرُ
بيسرك ان العســر يعقبه اليسرُ
و لا وزر نـأوي إليـه ولا إزرُ
فحتى متى نحن القطا وهم الصقرُ
 

فالشاعر يتمثل روح الجماعة وهو يخاطب الإمام الغائب ويشكو فقد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) و غيبته التي ضاق بها الصدر لطولها، وهو يدعو الله ويتمنى عليه ان يبدل العسر الذي نحن فيه إلى يسر وهو مصداق الآية المباركة:((فانَّ مع العُسرِ يُسراً، إنَّ مع العُسرِ يُسراً)) ([60]) فهذا الأمر وهذه الدعوة متأتية من واقع الأعداء المحيطين بنا من كل جانب ولم يبق مكان نلتجئ إليه غيره، وقد مللنا مقارعة الأعداء ولم نزل نحن القطا الضعيفة أمامهم وهم الصقر الكاسر. ان هذه الأبيات لتكشف عن الواقع الأليم الذي يعيشه الشيعة في كل مكان وفي كل زمن.

وقال مخاطبا الإمام الغائب طالبا منه الاستغاثة([61]):

أ غثنا بالذي سـواك شـرعاً
أما وأبيك لا يرضى وترضى
طغت حتى الكلاب الجرب لما
لقد شابت نواصـينا انتظاراً
 

 

فقد بلغ العدو بنا المـراما
إذا ما قمت منتضيا حساما
أطلت فداك أنفسنا المقاما
ولم نشدد لنصركم جزاما
 

إن ضيق الصدر وسوء الوضع العام يجعل الشاعر يضيق ذرعاً بالحكام الجائرين وينعتهم بالكلاب الجرب، فضلاً عن مشاعره الجائشة بالترقب والانتظار وطلب الاستغاثة.

اما المحور الآخر الذي تضمنته قصائد الاستنهاض هو عرض مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وقد خص منها مظلومية فاطمة عليها السلام والإمام علي(عليه السلام)، وركز الحديث طويلاً في الحسين(عليه السلام) وما جرى عليه وعلى أولاده وصحبه على صعيد كربلا فنراه يخاطب الإمام بقوله([62]):

أقص عليك اليوم أخبار ما جرى
لمن أعين سالت نجيعاً بكربـلا
لمن جثث فوق الرمول تلاعبت
لمن أرؤس في كل مجلس ريبة
 

 

وأنت الذي لايعد عن علمك الذرُ
زماناً وجفَّت ثمّ سـاعدها القطرُ
عليهاعوادي الخيل لاجازها العقرُ
تلــذ لمرآها لشاربـها الخمرُ
 

هكذا يقص علي الإمام الغائب أحداث كربلاء وما جرى عليها من فواجع، وهو باستذكاره هذا يحفز الإمام على اخذ الثار ممن قتل الحسين(عليه السلام) وأهل بيته ونراه يؤكد هذا المعنى بقوله في مفتتح قصيدته ([63]):

متى تدرك الثار الذي انت طالبه
 

 

متى تملك الأمر الذي أنت صاحبه

ويقول مخاطبا الإمام الغائب([64]):

ودع عنك ما نال الحسين فانـَّه
وماذا الذي أنسى وما أنا ذاكـر
ولا تسألن من بعده كيف أصبحت
 

 

أجلُّ و أعلى ان تعدَّ مصايبــه
وهذا بأعلى العرش يزعق نادبه
حلايـله بين العدى ونــجايبه
 

إن الشاعر يعرض مصائب أهل البيت عليه لتكون مدعاة لخروجه وتعجيل ذلك فضلاً عن مواساته وتعزيته بما حلّ على أجداده من مصائب يشيب لها الوليدُ.

اما المحور الآخر الذي رصد هو مشاعر الشاعر الصارخة وقد لمسناها في المحورين المتقدمين ولكننا نراها أيضا في خاتمة قصائده الاستنهاضية وقد خفت حدة الانفعال وراح الشاعر يبث همومه ويطلب حوائجه من الإمام ؛ فنراه يقول في ختام إحدى قصائده الاستنهاضية([65]):

ذا بعض ما نالكم فانهض فداك أبي
أنـت البقـــية من قوم اكفَّهم
كـم نعمـة لك لا اسطيع اشكرها
وحـاجة لي أخرى سوف انزلها
لابدّ منــها فقد أمسيت في قـلق
عليـك مني سلام الله مــتصل
 

 

كل الرزايا بـكم ينجاب غيهبها
عمَّ البريــة بالإحسان صيِّبها
وكيف شكري ولا اسطيع احسبها
بريع جودك فانظـر كيف توهبها
منها وها أنا مــنك اليوم أطلبها
ما هبّ من نسمات الريح أطيـبها
 

فالشاعر يذكر ان نظمه لحاجة أقلقته ويطلب استيفاءها من الإمام، وكأن وراء نظمه هذه القصيدة او تلك من القصائد الاستنهاضية وحتى الطفية هي لحاجة عند الشاعر اما دنيوية او أخروية كطلبه الشفاعة والعفو من النار وتخفيف الذنوب ؛ ونراه يقول مخاطباً الإمام([66]):

بابي أنـت لا ترعـني بخطب
جد بما ارتجيه أنـت لعمـري
واعــنِّي على زمــاني أني
وسلامي عليك يترى مدى الدهـ
 

 

انـا والله اضعـف الناس حالا
أكـرم الناس للعــفاة نـوالا
لا أرى غيركم لنفسي ثمـالا
ـر وما هاجت الرياح الرمالا
 

وشبيه بهذه الخاتمة يختم الأخرى بقوله([67]):

فخــذ بيدي فقد ثقلت ذنـوبي
وكن لي مـلجأ من كل خـطب
وكن بي راضياً في الحشر عبداً
وبلـغك المهيمن كـل يــوم
 

 

عليّ فلم أطـــق منها القياما
وكن لي من يد البلوى عصاما
فاني قـد رضيتك لي إمـاما
صلاتـي والتحيـة و السلاما
 

ومهما يكن من امر فان قصيدة الاستنهاض أخذت ابعاد متعددة ناسبت طبيعة الأحداث التي يواجهها الشاعر والأخطار المحيطة به، فكانت تعبيراً عن صرخة سياسية عقائدية في إطار ذاتي نفسي.

5ـ المديح:

ومن الموضوعات الحاضرة في الديوان المديح إذ بلغ أربع قصائد وخمس نتف، توجه في معظمه لمدح الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، وتوجه في بعض منه لمدح بعض الشخصيات الدينية والأدبية في عصره ؛ اما قصيدته في الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كانت خليطاً من مدح ورثاء،وانتقل فيها لمدح سبطيه الحسن والحسين عليهما السلام وقد ابتدأها بقوله ([68]):

تجــردت للمجد يا احمدُ
وليس يجاريك غير السحاب
رضيناك دون الورى سيداً
 

 

وجُرِّد جوهرك المفردُ
فما أنت في نيله أوحدُ
كريماً ونحـن له اعبدُ
 

وفيها يقول([69]):

فمن أحرز السبق في المكرمات
فتى كان بيــن جميع الورى
جرى سيبــه مرفداً للسحاب
فيا وحشة الدهر من بعـــده
لروح الجنان سمت روحـــه
 

 

متى نار ضيفانه تخـمدُ
حواري عيسى له تشهدُ
بما كان من سيبه يرفـدُ
ويا سعــد لحد به يلحدُ
وقد ضمٌ جثتـه المسجدُ
 

فالشاعر يرى في الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) جميع الخصال المثالية التي اتسم بها منذ نعومة أظفاره حتى شب فتى يشهد له الجميع بالمكرمات حتى المسيحيون قد شهدوا له بها فان سحاب خيره قد عم الجميع؛ ثم يخبرنا بوحشة الدهر من بعده وقد سعد اللحد لانه يضم خير الأنام والمرسلين وكانت روحه في الجنان اما جسده الطاهر فقد حواه المسجد المبارك ؛ ثم ينتقل إلى مديح (البدرين) ويقصد بهما الحسن والحسين سبطا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال([70]):

خذا بـيدي وانصراني فـقد
فـإنكـما اعتـصامـي إذا
وحاربني الناس حتى القريب
إذا ما الأقارب قــد باعدت
فهذا لساني احصدا حــلوه
حلاً فاحصداه كحب الحصيد
 

 

جفاني نصيري والمنجدُ
تعاورني الحدث الانـكدُ
فلا منجد فــيه استنجدُ
فـما بعدها يصنع الأبعدُ
فحسن الثنا خير ما يحصدُ
وغــيركما مره يحصد
 

ففي هذه الأبيات تستوضح طبيعة العلاقة بين الشاعر وأهل البيت (عليهم السلام) إنهم يمثلون له باباً من أبواب استجابة الدعاء عند الله تعالى، و انهم شفعاء له ينصروه في دنياه على مكارهها وما يتعرض له من سوء، وفي أخراه حيث يخلصوه من نيران جهنم وجليل وقوع المكاره فيها و لا بأس ان يذكر ان شعره فيه الحلو وفيه المر بمعنى فيه الجيد وفيه الرديء ويطلب منهما ملتمسا ان يأخذا حلوه فالمر لغيرهم.

ومن قصائده المدحية ما وجه للإمام علي(عليه السلام) فنراه يقول([71]):

قصّر القومُ عن بلوغ مداكا
لا ورب السماء لم يك فيما
كان دين النبي حقاً ولـكن
لم تـزل ناصحاً له و أمينا
 

 

فلذا حاولوا انحطاط علاكا
حـاولوه إلا ارتفاع ذراكا
لم يكن واضح الهدى لولاكا
وأخا حيث دونــهم آخاكا
 

فالشاعر يعرض دور الإمام علي(عليه السلام) في نصرة الإسلام ودحر الكافرين، ومحاولة المنافقين ان ينالوا من هذا الدور والحط منه، ثم يعرض أحقيته في الخلافة من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أقامه عليهم وأشهدهم على ذلك في موقف طالما أكد عليه الشاعر هو (يوم الغدير) وإنكار القوم لتلك البيعة فهو يقول:

كان إنكارهم لبيعتك الغــرا
 

 

ءَ خطباً يزعزع الافلاكا
 

ثم يقسم:

قسما بالذي اقامك دون الـــ
لو أطاعوك لارتقوا كلّ عـالٍ
 

 

خـلق طراً لدينه سماكا
لم تؤمل له السها إدراكا
 

ثم يعرض ما قاساه الإمام علي(عليه السلام)من الم وحسرة على ما أصاب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)وزوجته فاطمة وما واجهه من محن واصطبار عليها، ثم يخاطب الإمام(عليه السلام) قبيل نهاية قصيدته بقوله ([72]):

أنت أعلى قدراً واعظم صبراً
 

 

ولذا جل في القلوب بلاكا
 

ثم يدعو أئمته(عليه السلام) كعادته في القصائد الموجهة إليهم:

بابي انـتم وأمي كــراماً
خلصوني مما أخـاف فاني
واجعلوني من همكم يوم لاير
لم نزل نستقي بحـور نداكم
 

 

لا أرى لي بـغيرها استمساكا
عـدت ضعفاً اغالط المسواكا
جو امرئ من عظيم هم فكاكا
وكــذلك الكـرام حقاً كذاكا
 

ومن مديحه ما نجده موجهاً إلى ابني احد وجهاء كربلاء وعلمائها وهو السيد كاظم الرشتي الحائري فنراه يقول مخاطبهما([73]):

قصيرٌ عن مديحكما لسـاني
ولو اني ملأت الأرض نظماً
إذا كان المعزُّ هوى خضوعاً
 

 

قــليلٌ في ثنائكم بياني
بمدحكما ونثراً ما كفاني
لعزِّكما لما مدح ابن هاني
 

فالملاحظ المبالغة في هذا المديح فلم ينظم الا من اجل المجاملة و التودد واستقطاب الآخر، فهذه القصيدة متوزعة بين غرضين وافق بينهما الشاعر بطريقة ملفته فابتدأها بالمدح ثم أعقبه رثاء والد المعنيين ثم رجع إلى التهنئة والمباركة على زواج احد أبناء السيد كاظم الرشتي، وهذا يجعل الشاعر في موقف حرج استطاع ان يتخلص منه بطريقة لطيفة فنراه ينتقل من الرثاء الى المديح بقوله:

مضيت ولم تكن تمضي إلى ان
فرحـت ولم تُرح الا شهـيداً
 

 

رأيت بـنيك أولى بالمكانِِ
لما لاقيت من عصب الشنانِِ
 

ولاريب في انها مقدرة فنية امتلكها الشاعر واستطاع من خلالها ان يخرج لنا هذه القصيدة.

6ـ موضوعات شعرية أخرى:

من الموضوعات الأخرى التي تطالعنا في ديوان محسن (أبو الحب) الكـبير الهــجاء،فنـجد عنده قصيدة متكونة من سبعة وعشرين بيتاً يهجو شخصية يبدو أنها بارزة في عصره وجــد فيـها امـتداداً للظالمين الـذين ظلـموا محمداً وآله (عليهم السلام)،فنراه يخاطب تلك الشخصية بقوله([74]):

تبكي الحسين ولو شهدت قتاله
سلبت (حرملة) اللعين سهامه
 

 

مزَّقـــت جثته بكل حسامِ
وكفيته قتل الرضـيع الظامي
 

ويخاطبه فيها قائلا:

وأقول ان الهجو فيـك عبادة
وسكتُ عن أشياء لو أبرزتها
 

 

والمدح إثمٌ ليس كـــالآثامِ
غنَّت بها الأطيارُ في الآجامِ
 

فهجاؤه لم يكن يقصد الشخصية بقدر ما يعيب عليها مواقفها الفاضحة ولم تخل من تهجّم وسخرية واضحة.

ونجد أيضا من الموضوعات الشعرية الأخرى الغزل فنجد له بيتين مستقلين هما قوله([75]):

حملت براحتها الشهاب لتهتدي
أتقلُّ مصباحاً وضوء جبـينها
 

 

نهج السبيل وليـتها لا تهتدي
يزري بضوء الكوكب المتوقدِ
 

فالبيتان اعتياديان في التصوير، فتشبيه جبين المرأة الحسناء بضوء الكوكب المتوقد من التشبيهات التي تعاورها الشعراء قديماً، ومن أبياته الغزلية قوله([76]):

لا تحسبوا اني كففت تعففاً
لكنني عاينت أسهم لحظها
 

 

نَظري إليـــها أو مخافة لائمِ
تترى فخفت عـلى حشاي الهائمِ
 

فالملاحظ ان غزله هو تقليد فني أكثر من كونه نابع من تجربة حقيقية،وكذلك ما نجده في بعض مقدمات قصائده من غزل،فهو يفتتح قصيدته النونية في رثاء الحسين(عليه السلام) بمقدمة غزلية جاء فيها([77]):

ان كنت مشفقة عـليَّ دعيني
لا تحسبي انيِّ للومـك سامع
بيني وبين الحب عـهد كلما
ألبسته ثوب الوقــار تجملاً
ان جنَّ خل العامرية يافـعاً
 

 

ما زال لومك في الهوى يغريني
اني اذاً في الحــبِّ غير أمين
رام العــواذل نقضه تركوني
كي لا تري بي حـالة المجنون
فلقد جننت ولم يحــن تكويني
 

فحديث اللائمة في الحب وجنونه في من يحب هو حديث تمهيدي ناسب توجهه العقائدي في رثاء الحسين(عليه السلام) ومن سقط على صعيد كربلاء، فالحب هنا حب عقائدي أخروي أكثر من كونه دنيوي،ثم يضرب لنا مثلا في الحب مشهورا وهو مجنون ليلى العامرية.

ومن الموضوعات الأخرى التي تطالعنا في الديوان الوصف والحكمة أذ تخللت قصائده، فنجد من الوصف قوله في كتاب نهج البلاغة([78]):

هذا الكتاب كـتاب الله انـزله
اخو الكتاب الذي جاء النبي به
 

 

على لسان عليٍّ أفصح العربِ
كلاهما عن نبيٍّ او وصيِّ نبي
 

فالشاعر لا يجد فرقاً كبيرا ًبين كتاب الله ونهج البلاغة سوى ان الأول انزل على نبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا على (وصي النبي)؛ ولعل في هذا القول مبالغة لا يستسيغها الا من آمن بأئمة أهل البيت وبعصمتهم(عليهم السلام).

ومن حكمياته المبثوثة في قصائده([79]):

زعم الأولى ان السرور ثلاثة
صدقوا ولكـن السرور ثلاثة
تجني بهنّ مـآثراً و مـآثراً
 

 

الماءُ والخضراءُ والحسناءُ
السيفُ والملساءُ والجرداءُ
تبلى الدهور وما لهن بلاءُ
 

مثلت هذه الأبيات وجهة نظر الشاعر في الحياة وقد خالف وجهة نظر شاعر آخر.

ومن مقدمات قصائده الحكمية([80]):

اصبر لعــل الذي ترجوه قد قربا
لا تبغين طيب عيش في الزمان فقد
ان المعالي وان بانت مــقاصدها
أرفق بنفسك كي لا تفنها ضـجراً
 

 

فقد ينال الفتى بالصبر مـا طلبا
آل الزمان بأن يجفو وان صحبا
فليس يـدركها الا الذي تعبا
فلست تملكها نفعاً ولا عــطبا
 

فقد جعل هذه الحكم التي وجهها للشخصية التي جرَّدها من نفسه بداية تمهيدية ليضرب المثل عليها بأئمة أهل البيت الذين وصلوا إلى أعلى المراتب في السمو و المجد على الرغم مما قاسوه في حياتهم من ظلم وجور.

جداول الموضوعات الشعرية

1- جدول الطفيات والمصاحبة للطفيات:

التسلسل

رقم القصيدة في الديوان

عدد الأبيات

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

1

69

الكامل

دواءُ

مصرعة

 

2

3

34

البسيط

طلبا

مصرعة

 

3

7

25

الكامل

الندبا

 

غير مصرعة

4

8

42

الكامل

يلعبُ

مصرعة

 

5

11

55

البسيط

عذبا

مصرعة

 

6

12

57

الطويل

الحوالبا

مصرعة

 

7

16

45

الطويل

مذاهبه

مصرعة

 

8

17

24

المتقارب

صاحِ

 

غير مصرعة

9

18

39

الكامل

جراحها

مصرعة

 

10

19

41

الكامل

التجديدُ

مصرعة

 

11

20

50

البسيط

مردودِ

مصرعة

 

12

21

77

الخفيف

حديدا

مصرعة

 

13

23

24

الطويل

أجددُ

مصرعة

 

14

29

19

الطويل

زهرا

مصرعة

 

15

30

36

الطويل

شرارُها

مصرعة

 

16

32

53

الطويل

المقادرُ

مصرعة

 

17

40

37

الطويل

يعي

مصرعة

 

18

44

46

البسيط

نعا

مصرعة

 

19

52

51

المتقارب

مسيلِ

مصرعة

 

20

53

36

البسيط

الجَدَلُ

مصرعة

 

21

54

35

الكامل

الجميلا

 

غير مصرعة

22

56

35

الطويل

الفضْـلِ

 

غير مصرعة

23

58

61

الطويل

يقْـتَلُ

مصرعة

 

24

59

21

الطويل

بمعـزَْلِ

 

غير مصرعة

25

60

62

الكامل

حالي

مصرعة

 

26

66

50

الوافر

المرامِِ

مصرعة

 

27

72

56

البسيط

سَقَمِ

مصرعة

 

28

73

55

الخفيف

كليمُ

مصرعة

 

29

74

27

الكامل

حنينا

مصرعة

 

30

75

31

الخفيف

فآنا

مصرعة

 

31

80

62

الكامل

يغريني

مصرعة

 

32

81

87

الكامل

جثمانا

 

غير مصرعة

33

84

78

البسيط

أحصيها

مصرعة

 
لنتائج الجدول:

1. عدد أبيات الطفيات والمصاحب لها بلغ ألفا وخمسمائة وعشرين بيتاً. مما شكل نسبة 52% من مجموع أشعار الديوان.

2. من بين ثلاث وثلاثين قصيدة ست قصائد فقط لم تصرع.

3. بلغت عدد القصائد التي نظمها الشاعر على بحر الكامل عشرة وكذلك الطويل عشرة، أما البسيط فسبع والخفيف ثلاث والمتقارب ثلاث والوافر قصيدة واحدة.

4. بلغت عدد القصائد التي نظمها الشاعر على قافية اللام سبع والباء ست والدال أربع والنون أربع والراء ثلاث والميم ثلاث والحاء اثنتين والعين اثنتين وأخير الياء بلغت واحدة.

5. بلغت أطول طفية لديه سبع وثمانين بيتاً واقصرها تسع عشر بيتاً.

2ـ جدول موضوع شعر المناسبات والاخوانيات:

التسلسل

رقم القصيدة في الديوان

عدد الأبيات

المناسبة

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

10

28

هنأ بها بعض العلويين

الكامل

الطيبا

مصرعة

 

2

22

55

يوم الغدير

الكامل

احمدِ

 

غير مصرعة

3

24

13

عند زيارته الجوادين

البسيط

الهادي

مصرعة

 

4

34

51

زيارة ناصر الدين القاجاري

الكامل

الأقطارا

مصرعة

 

5

36

56

يوم الغدير

الخفيف

بالأميرِ

 

غير مصرعة

6

37

34

في العلم الذي اهدي إلى الروضة العباسية

البسيط

نورا

مصرعة

 

7

38

55

انتهاء العمل في الروضة الكاضمية

البسيط

الشجرا

مصرعة

 

8

47

12

الانتهاء من عمل الجدار الشمالي للروضة الحسينية

الرجز

خلوفها

مصرعة

 

9

57

78

يوم الغدير

الكامل

المرسلُ

مصرعة

 

10

69

72

يوم الغدير

البسيط

نقموا

 

غير مصرعة

11

78

63

رداً على احد النواصب

الطويل

مثلنا

 

غير مصرعة

نتائج الجدول:

1- بلغ مجموع الأبيات خمسمائة و سبعة عشر بيتا مشكلة نسبة 18% من مجموع أشعار الديوان.

2- اهتم الشاعر بمناسبة يوم الغدير وأخذت حيزا من اهتمامه بلغ ثلاثة قصائد طويلة، اما بقية قصائده فتوزعت بين تهنئة واستقبال وفرحة بانتهاء عمل، ورد عقائدي على الظالمين.

3- جاءت أربع قصائد على بحر البسيط وثلاث قصائد على الكامل وجاءت ثلاث قصائد على الأبحر: الخفيف والطويل والرجز.

4- جاءت أربع قصائد على قافية الراء وست قصائد توزعت على القوافي الباء و الدال و الفاء و اللام و الميم و النون.

5- جاءت سبع قصائد مصرعة وثلاث غير مصرعة.

3ـ جدول موضوع الرثاء:

التسلسل

رقم القيصدة في الديوان

عدد الأبيات

المرثي

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

5

56

الإمام علي(عليه السلام)

الوافر

إيابُ

مصرعة

 

2

6

39

الشيخ عبد الحسين الطهراني

البسيط

الكَرَبِ

مصرعة

 

3

33

33

في بعض أحبته

الطويل

بدرُ

مصرعة

 

4

42

40

والدته

الكامل

ضلوعي

مصرعة

 

5

43

48

السيد مهدي القزويني

البسيط

دَعَا

مصرعة

 

6

46

27

الحاج جواد بدكت

الطويل

إلْفَا

 

غير مصرعة

7

67

50

اهل البيت(عليهم السلام)

الكاما

هيامي

مصرعة

 

8

68

23

السيد حسين المجاهد

الطويل

المقوَّما

مصرعة

 

9

79

25

الشيخ مرتضى الانصاري

الكامل

لسانها

مصرعة

 

10

83

52

الزهراء3

الكامل

ريِّهْ

مصرعة

 
نتائج الجدول:

1. بلغت مجموع القصائد الرثائية ثلاثمائة وثلاثة تسعين بيتاً مشكلة نسبة 14% من أشعار الديوان.

2. شكلت ثلاث قصائد في رثاء الإمام علي والزهراء وأهل البيت (عليهم السلام)، الاتجاه العقائدي في الرثاء، وجاءت سبع قصائد لشخصيات دينية وعلمية وأدبية فضلاً عن والدته مثلت رثاء الآخر.

3. جاءت أربع قصائد على الكامل وثلاث على الطويل واثنان على البسيط وواحدة على الوافر.

4. قصيدة رثائية واحدة لم تصرع والبقية مصرعة.

5. اما القوافي فكانت قصيدتان لكل من الباء والعين والميم وواحد لكل من الراء والفاء والنون والياء.

4 ـ جدول بقصائد الاستنهاض بالإمام الحجة (عج):

التسلسل

رقم القصيدة في الديوان

عدد الأبيات

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

13

59

الطويل

صاحبُه

مصرعة

 

2

15

38

البسيط

يعقبُها

مصرعة

 

3

31

49

الطويل

الدهرُ

مصرعة

 

4

55

54

الوافر

الجبالا

مصرعة

 

5

64

56

الوافر

انسجاما

مصرعة

 
نتائج الجدول:

1- بلغ مجموع الأبيات مائتين وستة وخمسين بيتاً مشكلة نسبة 9% من أشعار الديوان.

2- جاءت قصيدتان منها على بحر الطويل وثلاث قصائد جاءت على الأبحر البسيط والخفيف والوافر.

3- جاءت قصيدتان على قافية الباء وثلاث قصائد على القوافي والراء واللام والميم.

4- جاءت جميع القصائد الاستنهاضية مصرعة.

5 ـ جدول موضوع المديح:

تسلسل

رقم القصيدة في الديوان

عدد الأبيات

الممدوح

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

26

41

الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والحسن والحسين(عليهما السلام)

المتقارب

المفردُ

مصرعة

 

2

49

15

أبو الفضل العباس(عليه السلام)

المتقارب

ترتقى

مصرعة

 

3

50

41

الإمام علي(عليه السلام)

الخفيف

علاكا

مصرعة

 

4

77

25

السيد كاظم الرشتي

الوافر

بياني

مصرعة

 
نتائج الجدول:

1. بلغ مجموع أبيات المديح مائة وسبعة وسبعين بيتا مشكلة نسبة 4 % من أشعار الديوان.

2. ضمت أربع قصائد مدحاً لشخصيات أهل البيت (عليهم السلام)، وقصيدة واحدة جاءت في شخصية علمية دينية.

3. جاءت قصيدتان على بحر المتقارب وقصيدة واحدة على بحر الكامل والخفيف والوافر.

4. استعمل الشاعر قافية الدال في قصيدتين واستعمل قافية القاف والكاف والنون في ثلاث قصائد.

5. صرع الشاعر أربع قصائد مدحية ولم يصرع في واحدة.

6ـ جدول قصائد الهجاء:

1

41

11

هجاء من عادى علياً

الكامل

ضياعها

 

غير مصرعة

2

70

27

هجاء احد النواصب

الكامل

الإسلامِ

 

غير مصرعة

نتائج الجدول:

1- بلغ مجموع الأبيات ثمانية وثلاثين مشكلة نسبة 1 % من أشعار الديوان.

2- القصيدتان جاءتا على بحر الكامل.

3- تنوعت القافية بين العين والميم.

4- كلتا القصيدتين لم تصرعا.

7ـ جدول بالمقطعات * التي حواها الديوان وأغراضه الشعرية:

التسلسل

رقم المقطوعة في الديوان

عدد الأبيات

الموضوع الشعري

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

4

7

المدح

البسيط

الكتبُ

 

غير مصرعة

2

48

9

المدح

البسيط

أخلاقا

مصرعة

 

3

51

6

الهجاء

الوافر

أقولُ

 

غير مصرعة

4

71

5

اخوانيات

البسيط

الخيمِ

مصرعة

 

5

82

9

الهجاء

البسيط

تهواه

 

غير مصرعة

               

*المقطوعة ما كانت متكونة من ستة أبيات إلى تسعة أبيات.

8ـ جدول بالنتف* التي حواها الديوان وأغراضها الشعرية:

التسلسل

رقم النتفة في الديوان

عدد الأبيات

الموضوع الشعري

البحر الشعري

القافية

التصريع

عدم التصريع

1

2

2

المدح

الكامل

العلياءُ

 

غير مصرعة

2

9

4

الرثاء

المتقارب

منصبا

 

غير مصرعة

3

14

2

الوصف

البسيط

العربِ

 

غير مصرعة

4

25

2

الغزل

الكامل

تهتدي

مصرعة

 

5

27

2

المدح

الطويل

يقصدُ

 

غير مصرعة

6

28

4

الهجاء

الطويل

النكرِ

 

غير مصرعة

7

35

2

المدح

الطويل

عاذرا

 

غير مصرعة

8

39

4

المدح

الرجز

الاوانسْ

 

غير مصرعة

9

45

2

المدح

الكامل

اعرفُ

 

غير مصرعة

10

61

4

الرثاء

الطويل

سائلِ

 

غير مصرعة

11

62

4

الاخوانيات

السريع

الغرامْ

 

غير مصرعة

12

63

1

الاخوانيات

السريع

أهلها

 

غير مصرعة

13

65

2

الغزل

الكامل

لائمِ

 

غير مصرعة

14

76

2

الوصف

الوافر

عنِّي

 

غير مصرعة

*النتفة ما كان عدد أبياتها الأربعة فما دون ذلك.

نتائج جدولي المقطعات و النتف الشعرية:

1ـ بلغ مجموع أشعار المقطعات و النتف التي حواها الديوان ثلاثة و سبعين بيتا مما شكل نسبة 2 % من مجموع أشعار الديوان.

2ـ تصدر موضوع المدح الجدولين و تلاه موضوعا الهجاء و الاخوانيات ومن ثم الغزل و الوصف و الرثاء بنسب متفاوتة.

3ـ تصدر البسيط الجدولين وتلاه الطويل و الكامل، ومن ثم الوافر و السريع بنسب متساوية.

4ـ بلغت المقطعات و النتف المصرعة ثلاثا، و البقية غير مصرعة.

5ـ هناك إشارات من محقق الديوان إلى ان بعض النتف هي جزء من قصيدة ضائعة، ينظر في ذلك التسلسل: 2، 10، 11، 12، من جدول النتف في ديوان الشاعر.

الخاتمة

من خلال مسيرة البحث يمكن تسجيل النتائج الآتية:

ـ وظف الشاعر محسن أبو الحب الكبير جل شعره في قضية الحسين(عليه السلام) ومن استشهد معه في معركة الطف ومن سبي من أهل بيته (عليهم السلام) ؛ وسواء أكان ذلك في قصائده الطفية أو في قصائده الأخرى المتعلقة بأهل البيت (عليهم السلام) أو قصائده الاستنهاضية.

ـ تمتعت قصائده الطفية بشكل عام بحرارة العاطفة وصدق التصوير، وجاءت متكاملة البناء والنسج.

ـ اهتم الشاعر بشعر المناسبات والاخوانيات؛ فوجدنا عنده القصيدة الطويلة، و العناية الفنية بتلك القصائد، وجاء اهتمامه بالغا بمناسبة يوم الغدير ونعتنا قصائده تلك بـ (الغديريات).

ـ توزع الرثاء بين الرثاء العقائدي الذي خص به أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وبين رثاء الآخر من الشخصيات العلمية والأدبية فضلاً عن رثاء والدته.

ـ اهتم الشاعر بشعر الاستنهاض الموجه إلى الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ووجدنا له خمس قصائد متكاملة كانت محاورها متمثلة بالرفض السياسي للواقع المعاش،وعرض مظلومية أهل البيت وقصها على الإمام الغائب، وتمثل المحور الأخير بانفعالات الشاعر تجاه الأحداث التي يعيشها وصبره في غيبة الإمام وعرض حاجاته الدنيوية والأخروية وطلب استيفائها من الإمام الغائب (عج).

ـ كان المديح في معظمه موجهاً لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد اختلط بموضوعات أخرى أهمها الرثاء، والامتعاض ممن عادى أهل البيت وكان سبباً في مصائبهم ومحنهم.

ـ وجاءت الموضوعات الأخرى اقل نسبةً من الموضوعات المتقدمة، فكان الهجاء والغزل والوصف والحكمة من الموضوعات التي طرقها الشاعر؛ وغالباً ما كانت نتفاً أو مقطوعات، أو متداخلة مع الأغراض المتقدمة لذا لم نفرد لها جدولاً للإيضاح سوى الهجاء الذي رصدت له قصيدتين.

وأخيرا نحمد الله العلي العزيز على توفيقه لإتمام هذا البحث الذي رجونا به القربة منه، وخدمةً لشاعر كربلائي كبير يستحق الدراسة والبحث راجين ان نكون قد وفقنا لذلك.

ثبت المصادر والمراجع:

• القرآن الكريم.

أدب الطف، أو شعراء الحسين(عليه السلام)من القرن الأول الهجري حتى القرن الرابع عشر، جواد شبر، ط1، مؤسسة التاريخ، بيروت، 1422 هـ ـ 2001 م.

أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين العاملي، تحقيق: حسن الأمين، ط5، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1420 هـ ـ 2000 م.

البيوتات الأدبية في كربلاء، موسى إبراهيم الكرباسي، ساعدت نقابة المعلمين المركزية على طبعه، 1387هـ – 1968م.

تاريخ الحركة العلمية في كربلاء، نور الدين الشاهرودي، ط1، دار العلوم، بيروت، 1410 هـ ـ 1990 م.

تراث كربلاء، سلمان هادي آلطعمة، ط2، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1403 هـ – 1983 م.

الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء، السيد صادق آلطعمة، ط1، مطبعة أهل البيت، كربلاء، 1388هـ ـ 1968م.

ديوان ابن كمونة، الحاج محمد علي آل كمونة الأسدي الحائري (ت 1282 هـ)،جمعه وعلق عليه محمد كاظم الطريحي، مطبعة دار النشر والتأليف، النجف، 1367 هـ - 1948 م، د. ط.

ديوان أبي الحب الشاعر العراقي الكبير،العلامة الشيخ محسن أبو الحب خطيب كربلاء (الصغير)1305ـ1369هـ،تحقيق: سلمان هادي آلطعمة، مطبعة الآداب،النجف، 1385هـ ـ 1966م.

ديوان السيد حيدر الحلي، تحقيق: علي الخاقاني، ط4، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 هـ - 1984 م.

ديوان الشيخ صالح الكواز الحلي (1223 هـ - 1290 م)، عني بجمعه وشرحه وترجمة أعلامه وسرد الحوادث التاريخية المذكورة: محمد علي اليعقوبي، ط1، منشورات مكتبة ومطبعة الحيدرية، النجف، 1384 هـ.

ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير (ت 1305 هـ - 1887 م)، تحقيق: جليل كريم أبو الحب، ط1، بيت العلم للنابهين، بيروت، 1424 هـ - 2003 م.

معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، الشيخ محمد حرز الدين، تعليق حسين حرز الدين، مطبعة الولاية، قم، د. ت. ط.

معجم خطباء كربلاء، سلمان هادي الطعمة، ط1، دار الصالحي، بيروت،1419 هـ ـ1999 م.

معجم رجال الفكر و الأدب في كربلاء، سلمان هادي الطعمة،ط1، دار المحجة البيضاء، بيروت، 1420هـ ـ1999م.

مقتل الحسين(عليه السلام) المشهور بـ مقتل أبي مخنف، لوط ابن يحيى بن سعيد بن مخنف بن مسلم الازدي الغامدي، من منشورات المكتبة العامة، المطبعة العلمية، قم،1398هـ.

البحوث والمجلات:

الشعر القومي لدى أبي الحب الصغير ونظرة في تحقيق ديوانه، م.م عبد الأمير كاظم عيسى، مجلة جامعة كربلاء ـ العدد الخامس ـ كانون الأول ـ2003م.

طفيات الشريف الرضي دراسة في اللغة الشعرية، د. علي كاظم محمد علي المصلاوي، مجلة جامعة كربلاء ـ المجلد الثاني ـ العدد العاشر ـ مايس ـ2005م.

طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي دراسة موضوعية تحليلية،د. علي كاظم محمد علي المصلاوي، مجلة جامعة كربلاء ـ المجلد الخامس ـ العدد الرابع ـ كانون الأول ـ2007م.

الهوامش

 


 

[1] - ينظر تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 216، 217.

[2] - ينظر معجم خطباء كربلاء: 247، تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 236، تراث كربلاء: 156. والبيوتات الأدبية في كربلاء: 27ـ28،وديوان أبي الحب الشاعر العراقي الكبير:7.

[3] - الحركة العلمية في كربلاء: 236.

[4] - البيوتات الأدبية في كربلاء: 27، وديوان أبي الحب الشاعر العراقي الكبير:7.

[5] - ديوان الشيخ محسن ابو الحب الكبير: 13، 14.

[6] - م.ن: 11، 18.

[7] - ينظر الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء:4. والشعر القومي لدى محسن أبو الحب الصغير، مجلة جامعة كربلاء: 254.

[8] - ينظر البيوتات الأدبية في كربلاء:27.

[9] - ينظر م.ن. وديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:11.

-[10] ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير: 11، 17، 18.

[11] - ينظر تراث كربلاء: 156، و معجم خطباء كربلاء:245، وتاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 236.

[12] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:18 – 19.

[13] - م.ن، وتاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 136.

[14] - ديوان الشيخ محسن ابو الحب الكبير: 169.

[15] - ينظر أعيان الشيعة: 43/202،وأدب الطف: 57، ومعارف الرجال: 182،وديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:12، وديوان أبي الحب الشاعر العراقي الكبير:7.

[16] - أعيان الشيعة: 43 / 202.

[17] - معارف الرجال: 181 – 182.

[18] - البيوتات الأدبية في كربلاء:27.

[19] - معجم رجال الفكر و الأدب في كربلاء: 178.

[20] - طفيات الشريف الرضي دراسة في اللغة الشعرية، مجلة جامعة كربلاء:128 وينظر هذا المصطلح وتقعيده في: طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي دراسة موضوعية تحليلية، مجلة جامعة كربلاء:182ـ183.

[21] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير: 116.

[22] - م.ن:117.

[23] - م.ن.

[24] - م.ن: 42.

[25] - م.ن.

[26] - م.ن:40.

[27] - 119.

[28] - م.ن:160.

[29] - م.ن: 159.

[30] - م.ن: 169.

[31] - م.ن: 124ـ125.

[32] - م.ن:125.

[33] - م.ن:131.

[34] - مقتل أبي مخنف:162.

[35] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:131.

[36] - م.ن:47.

[37] - م.ن:79.

[38] - هنالك موضوع مقر لنيل درجة الدكتوراه في جامعة الكوفة/كلية الآداب وهو (الغديريات في الشعر العربي حتى نهاية العصر العباسي) للباحث حربي نعيم الشبلي.

[39] - م.ن: 73

[40] - م.ن: 127

[41] - م.ن.

[42] - م.ن: 96

[43] - م.ن: 97

[44] - إشارة إلى قوله تعالى: ((ارم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد)) الفجر:7ـ8.

[45] - إشارة إلى قوله تعالى: ((إنِّي آنستُ نارا سآتيكم منها بخبرٍ)) النمل:7.

[46] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:95.

[47] - م.ن: 137ـ 138.

[48] - م.ن: 138.وعجز البيت مأخوذ من قوله تعالى:((إن الله يأمركم أن تؤدُّوا الأماناتِ إلى أهلها)) النساء:58.

[49] - م.ن: 89

[50] - م.ن: 178

[51] - م.ن: 36.

[52] - م.ن: 103.

[53] - هو مرجع ديني مجتهد، أنابه ناصر الدين شاه القاجاري لكي يشرف على عمارة المشاهد في كربلاء و الكاظمية و سامراء، توفي سنة 1286هـ بالكاظمية و نقل جثمانه الى كربلاء ودفن في غرفة خاصة في الصحن الحسيني الشريف.ينظر: تراث كربلاء: 276ـ278،و ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:39.

[54] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:38.

[55] - هو المرجع الأعلى يوم ذاك، ويعد مجددا و معيدا لنظام الحوزة العلمية، توفي سنة 1282هـ.ينظر: ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:167.

[56] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:167.

[57] - ينظر على سبيل المثال لا الحصر ديوان السيد حيدر الحلي:1/65، 73، 88،111، وديوان الشيخ صالح الكواز الحلي: 112، وديوان ابن كمونة:38.

[58] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:52.

[59] - م.ن: 82

[60] - الشرح:5ـ6.

[61] - ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير:139.

[62] - م.ن: 83

[63] - م.ن: 52

[64] - م.ن: 54

[65] - م.ن: 57

[66] - م.ن: 124

[67] - م.ن: 140

[68] - م.ن: 76

[69] - م.ن: 77

[70] - م.ن.

[71] - م.ن: 114

[72] - م.ن: 115

[73] - م.ن: 162

[74] - م.ن: 151

[75] - م.ن: 76

[76] - م.ن: 141

[77] - م.ن: 168ـ 169.

[78] - م.ن: 55ـ 56.

[79] - م.ن: 27

[80] - م.ن: 32