تصنیف البحث: السياحة
النص الكامل للبحث: PDF icon 4-14.pdf
خلاصة البحث:

السياحة تمثل المرتكز الرئيس للتنمية المستدامة , فالدول كافة تسعى لتحقيق تنمية نظيفة خالية من تلوث البيئة وهذا ما تحققه السياحة والتي هي في جوهرها نشاط بضاعتها الخدمة واسواقها الناس والعراق بلد سياحي تتوفر فيه كل مقومات السياحة الطبيعية والبشرية لكن السياحة الدينية اليوم تمثل المرتكز الرئيس للسياحة في العراق من حيث رواجها لدى المسلمين في العالم، وتمثل مدينة كربلاء المقدسة المقصد الاول للجذب السياحي الديني، حيث يزور ملايين المسلمين سنويا العتبات المقدسة.

البحث:

آفاق السياحة الدينية في كربلاء وآثارها الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة؛

أ.د. لطفي حميد جودة

المقدمة

السياحة تمثل المرتكز الرئيس للتنمية المستدامة , فالدول كافة تسعى لتحقيق تنمية نظيفة خالية من تلوث البيئة وهذا ما تحققه السياحة والتي هي في جوهرها نشاط بضاعتها الخدمة واسواقها الناس والعراق بلد سياحي تتوفر فيه كل مقومات السياحة الطبيعية والبشرية لكن السياحة الدينية اليوم تمثل المرتكز الرئيس للسياحة في العراق من حيث رواجها لدى المسلمين في العالم، وتمثل مدينة كربلاء المقدسة المقصد الاول للجذب السياحي الديني، حيث يزور ملايين المسلمين سنويا العتبات المقدسة . يتناول هذا البحث افاق السياحة الدينية في مدينة كربلاء واثارها المباشرة وغير المباشرة وتتمثل بـ

1. زيادة الدخل

2. توسيع فرص العمل من خلال مضاعف الاستخدام

3. مضاعف الاستثمار السياحي

4. اثر السياحة في تنمية مشاريع البنى التحتية

5. اثر السياحة على المستوى العام للاسعار

1- السياحة الدينية في كربلاء :

السياحة عموما" تعرف بأنها نشاط ينطوي على تغيير في المكان والخطوة الزمنية ([1]).

ومن الوجهة الاقتصادية يركز القسم الاكبر من التعاريف على المفهوم المكاني للسياحة اذ يعتبر الشخص سائحا" اذا انتقل من مكان سكناه الى اخر بعد قطع مسافة محدودة . فالعديد من الهيئات السياحية المبكرة اتخذت قطع الفرد لمسافة 50 ميلا" ( بأستثناء الذهاب الى موقع العمل ) معيارا" لتحديد كون النشاط سياحيا" غير ان هيئات اخرى تزيد المسافة المقطوعة الى مئة ميل على ان يمكث على الاقل ليلة واحدة بعيدا" عن مسكنه .

اما السياحة الدينية فتعرف بأنها السفر من دولة الى اخرى او الانتقال داخل حدود دولة بعينيها لزيارة الاماكن المقدسة . فهي سياحة تهتم بالجانب الروحي للانسان كذلك هي مزيج من التأمل الديني والتراثي من اجل الدعوة والتقرب الى الله .

وتعتبر مدينة كربلاء مقصدا" رئيسا" للزيارة الدينية يقدم اليها ملايين الزائرون من داخل العراق وخارجه لذا تصبح مرتكزا اساسيا للسياحة الدينية في العراق ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال بعض مؤشرات الفنادق في كربلاء .

بعض مؤشرات الفنادق في كربلاء نسبة الى مجموع العراق لعام 2004

ت

الفقرة

النسبة من مجموع العراق

1

عدد الفنادق

25%

2

عدد المشتغلين في الفنادق

40%

3

مجموع الاجور والمزايا المدفوعة

20%

4

مجموع الايردات

70%

5

المصروفات

35%

6

عدد النزلاء

35%

المصدر : وزارة التخطيط/المجموعة الاحصائية ص 151/152

وان مدينة كربلاء تحتل المرتبة الاولى في المؤشرات اعلاه بين جميع المدن العراقية بأستثناء بغداد ومن المؤكد فأن النسب في الجدول اعلاه هي في الان اعلى مما كانت عليه عام 2004 لان العراق اصبح بلدا" منفتحا" على العالم يضمن حريةممارسة الشعائر الدينية .

الطلب السياحي الديني في مدينة كربلاء:

نحن نعلم ان الطلب بشكل عام هو الكميات من السلعة التي يستعد المستهلك لشرائها بسعر معين ووقت معين . اما الطلب السياحي الديني فهو المجموع الاجمالي من زوار العتبات المقدسة الوافدين الى كربلاء العراقيين منهم والاجانب من البلدان المجاورة او البعيدة . ويقاس طلب السياحة الدينية بأعداد الزوار وعلى وجه الدقة يقاس بعدد ليالي المبيت . ويقدر عدد الزوار الاجانب بحدود 1500-2000 زائرا يوميا معظمهم من ايران غير ان هذا الرقم قد يرتفع عند تحقق الامن والاستقرار ليصل الى 7000-10000 زائرا يوميا . اما الطلب السياحي المحلي فهو موجود على مدار السنة لكن تصل ذروته الى 3-4 مليون زائرا ايام عاشوراء وزيارة الاربعين ولقد ارتفع الطلب السياحي في مدينة كربلاء للاسباب التالية :

1. وجود الحرية الكاملة لممارسةا لشعائر الحسينية

2. ارتفاع مستوى الدخل

3. توفر وقت الفراغ المتمثل بزيادة الاجازات والعطل والمناسبات

4. توفر الدافع الروحي العميق لزيارة العتبات المقدسة حتى بدون توفر وسائل التسويق السياحي

5. تأثير التكنلوجيا على وسائل المواصلات تجعلها مريحة وامينة ومنخفضة التكاليف نسبيا

6. انخفاض سعر صرف الدينار العراقي مما يجذب الزوار من الدول المجاورة والبعيدة

ويمكن ان تكون هذه العوامل وغيرها معادلة تستخدم في بناء نموذج رياضي احصائي للتنبؤ لحجم الطلب للسياحة في مدينة كربلاء .

العرض السياحي الديني:

يعرف العرض بمفهومه العام بانه الكميات التي يستعد المنتج في طرحها في السوق بسعر معين ووقت معين

اما العرض السياحي الديني فهو كل المستلزمات من السلع والتجهيزات والخدمات التي يجب ان توفرها اماكن القصد السياحي للزوار أي انه منتوج السياحة الدينية من خدمات النقل والايواء والطعام والشراب, الخدمات الدينية, مجموع خدمات وسلع اخرى يقتينها الزوار كخدمات المعلوماتية,الصحافة المتخصصة، نوادي السفر والتجوال، الخدمات التوضحية ,الارشادية، المعارض التاريخية والدينية .. الخ

ويتحدد العرض السياحي في مدينة كربلاء بالعوامل التالية :

1. العامل التاريخي المتمثل بوجود مرقد الامام الحسين (ع) واخيه العباس (ع) وقدوم الزوار لتأدية مراسيم الزيارة لها من الداخل والخارج وهذا يشكل عامل جذب لرؤوس الاموال لأنشاء المرافق السياحية وبالتالي توسع العرض السياحي

2. اسعار المنتوج السياحي فكلما ارتفعت اسعار المنتوج السياحي زاد العرض السياحي

3. تكاليف الانتاج والعلاقة العكسية

4. استخدام وسائل التكنيك الحديث رغم ان السياحة بالاساس تعتمد على عنصر العمل

ومن المعروف ان العرض السياحي الديني في مدينة كربلاء يختلف عن العرض السياحي العام كونه لايخضع للمنافسة من قبل المعالم السياحية الاخرى داخل وخارج العراق

الاثار الاقتصادية والاجمالية للسياحة الدينية في كربلاء:

للسياحة دور كبير يؤثر في حياة مدينة كربلاء من اوجه مختلفة وهي كما يأتي :

1. اثر السياحة في المجال الاقتصادي

2. اثر السياحة في المجال الثقافي والحضاري

اثر السياحة في المجال الاقتصادي:

وذلك من خلال ما يأتي:

زيادة الدخل المحلي للمدينة : السياحة تشكل قطاعا"" مهما" من قطاعات الاقتصاد الوطني يساهم في الناتج المحلي الاجمالي من خلال الدخل السياحي المكتسب وهو مجموع الدخول المتحققة للافراد العاملين في القطاع السياحي من ريوع وفوائد واجور وارباح مقابل تقديم عوامل الانتاج السياحي من مواد اولية وعمل ورأس مال وتنظيم في المنشأت السياحية . لذا فهو جزء من الدخل المحلي للمدينة يمكن احتساب اهميته من خلال المعادلة التالية :

اهمية السياحة للمدينة = الدخل السياحي المتحقق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100

الدخل المحلي

ان التعرف على حجم الدخل السياحي للمدينة امر صعب جدا" ذلك ان احصاءات الجهاز المركزي للاحصاء لاتعتبر قطاع السياحة قطاعا مستقلا ضمن تطبيقات الحسابات القومية بل تم دمجه ضمن قطاع تجارة الجملة والمفرد مما يجعل امر الفصل بينهما في غاية الصعوبة . ويمكن تقدير اهمية الدخل السياحي للمدينة بحوالي 30-40 % من اجمالي الدخل المحلي للمدينة خلال سنة 1989 -1993 لكن على نطاق العراق فهي لاتتعدى 0,30 % ([2]) وذلك بسبب اهمال السياحة في زمن النظام السابق ولكن للسياحةالدينية مستقبلا واعدا خلال السنوات القليلة القادمة . ان مستوى الدخل الاول المتولد عن النشاط السياحي المباشر سيولد سلسلة من الدخول الجديدة تظهر من خلال مضاعف الاستثمار .

السياحي . وبسبب الترابط الخلفية مابين قطاع السياحة والانشطة الاخرى تحقق دورات اضافية جديدة

في الانتاج والاستثمارات في كل الصناعات والفروع الواقعة في المستويات الثانية والثالثة ... الخ

وهكذا يتضاعف الدخل الكلي الناتج عن النشاط السياحي حسب قانون مضاعف الاستثمار وتقدر قيمة المضاعف السياحي في العراق خلال فترة التسعينات ب 2,5 مرة ([3])

ب- للسياحة الدينية دور في تكوين فرص للعمل وزيادة الاستخدام لاسيما السياحة الدينية تعتمد على تقديم الخدمة المباشرة . وبما ان قطاع السياحة الدينية متشابك مع القطاعات الاخرى فأن الاثر في توليد فرص العمل يمتد ابعد من القطاع السياحي ويمكن الاشارة بهذا الخصوص الى احصائية عالمية تذكر([4]):

- كل غرفة فندقية تولد ما نسبته 100% فرص عمل في الفنادق

- وتولد مانسبته 75% في الانشطة السياحية الاخرى

وتولد مانسبته 100% في القطاعات الاخرى

ء- السياحة تساعد على تطوير البنى التحتية ذلك لأنها تلبي حاجات ورغبات الاعداد المتزايدة من السياح يتطلب بضرورة تطوير واضافة بنى تحتية جديدة . ويمكن ان يتم ذلك عن طريق الاستثمارات الخارجية عندما تقدمت ايران لانشاء بنى تحتية في مدينتي كربلاء وتوسيع قاعدة الاستثمار فيهما وتفعيل نشاطات اقتصادية كالاسواق والخدمة الفندقية والسكن ووسائل النقل ومصنعيين في كربلاء لاعادة تدوير النفايات وانشاء مطارات ... الخ

هـ- أن توسع السياحة الدينية يؤثر على الاسعار برفعها الى مستويات اعلى كون ان الاعداد االمتزايدة

من السياح تمثل قوة شرائية نضغط على المتاح من السلع والخدمات واولى المؤشرات هو ميل اسعار الاراضي والعقارات في مدينة كربلاء نحو الارتفاع المستمر مقارنة بالمدن العراقية الاخرى .

و-ان التطوير السياحي في مدينة كربلاء يؤدي الى رفع حصيلة الضربية لان السياحة تشكل عاملا مولدا للضرائب والرسوم ولكي تكون السياحة في خدمة مجتمع المدينة ينبغي استخدام جزء من هذه الايرادات المالية في تطوير المرافق السياحية وجزءا اخر في تطوير المستوى المعاشي للمواطنين

2- الاثر الثقافي والحضاري للسياحة في كربلاء:

وتشمل ذلك :

أ - الاثر في تطوير الاماكن المقدسة الاسلامية التاريخية والحضارية وتشمل هذه الاماكن مرقدي الامام الحسين والعباس8والاماكن التاريخية الاخرى كالجوامع والحسينيات والمراقد الدينية للصحابة والاسواق التراثية والمعالم الاسلامية القديمة ... الخ ويأتي دور السياحة في كونها عاملا يحفز الجهات المعنية مثل وزارة الوقف الشيعي , البلدية ... لتطوير هذه الاماكن المقدسة والحضارية من خلال التنقيب

عن الاثار الاسلامية صيانة وترميم واعادة بناء مراقد الائمة والمواقع والاسواق التراثية وانشاء المعارض والمناسبات الدينية والثقافية التي تخلد معركة الطف بشكل حضاري وتذكر بأصالة المدينة

تحقق السياحة الدينية في كربلاء هدفا" انسانيا" مهما" هو تمازج حضارة الشعوب الاسلامية والتقاءها .

الاستناجات والتوصيات

حين يتحقق الامن والاستقرار يمكن للسياحة الدينية في كربلاء ان تحقق مستقبلا واعدا يدعم اقتصاد المدينة خصوصا والعراق عموما ولكي يتحقق ذلك نضع التوصيات التالية :

1. وضع استراتيجية علمية لتطوير التنمية السياحية في المدينة

2. وضع هذه الا ستراتيجية موضع التطبيق لابد من تهيئة بيئة اقتصادية تقوم الية اقتصاد السوق

3. تفعيل دور القطاع الخاص في هذا النشاط

4. اعادة النظر في الاطر المؤسساتية والقانونية بما يضمن تطوير الاستثمار الاجنبي والمحلي

5. في قطاع السياحة الدينية في المدينة

6. تطوير البنى التحتية في المدينة

7. التاكيد على تبني برامج شاملة للتدريب السياحي وادخال التكنلوجيا الحديثة ونظم المعلوماتية في المرافقة السياحية

8. ادخال اللغة الفارسية باعتبارها الاداة الرئيسية للنهوض بالسياحة الدينية في المدينة وبالتالي وسيلة لزيادة دخول ابناء المدينة

9. التاكيد على تبني مشروع لدراسة ووضع رمز سياحي لمدينة كربلاء توسيع التعاون مابين المؤسسات السياحية من جهة وجامعة كربلاء والمؤسسات العلمية الاخرى لوضع اسس رصينة لتنمية مستديمة للسياحة الدينية

10. وضع مركز للمعلومات الاحصائية للسياحة الدينية يوفر البيانات للباحثين والمهتمين في شؤون تطوير السياحة الدينية.

الهوامش


[1] - د. حميد الطائي , اصول صناعة السياحة , مؤسسة الوراق , عمان 2001 ص 21 .

[2] - عبد المطلب محمود الخوام, دراسة في الاستثمار السياحي وابعاده الاقتصادية مع اشارة خاصة للعراق , رسالة ماجستير , جامعة بغداد , بغداد , 1996.

[3] - مثنى طه الحوري , اسماعيل محمد علي الدباغ , اقتصاديات السفر والسياحة , عمان مؤسسة الوراق , 2001 , ص 193.

[4] - نفس المصدر السابق ص 153.