المادة: العقائد 2
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon akeda 15.doc

- الإمامة:

يذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، ج6 ص221.

(نزلت في علي (عليه السلام) 300 آية).

الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج1، ص39، يقول: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي (عليه السلام).

وفي الصفحة 54، يقول: لقد نزلت في علي (عليه السلام) ثمانون آية صفوا في كتاب الله تعالى. ما يشركه فيها أحد من هذه الأمة.

يقول الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص140: ما نزلت آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها.

هناك أحاديث كثيرة بهذا المضمون نجدها في. مسند احمد بن حنبل. شواهد التنزيل، نظم درر السمطين.

وفي نص آخر نجد: ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن وما ذكر عليا إلا بخير.

وفي ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج2، ص428-430، نجد رواية عن ابن عباس قال: ما نزل في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي سيدها وشريفها وأميرها، وما أحد من أصحاب رسول الله إلا قد عاتبه الله في القرآن ما خلا علي بن أبي طالب فإنه لم يعاتبه في شيء منه.

وهناك آيات اشترك فيها مع علي (عليه السلام) غيره من أهل بيته، وآيات انفرد بها، مثل قوله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد. البقرة: 207.

يروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: لما أسري بالنبي، يريد الغار، بات علي بن أبي طالب على فراش رسول الله.  فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل، أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فكلاهما (جبرائيل وميكائيل) اختاراها وأحب الحياة فأوحى الله إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يقيه بنفسه، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب، الله عز وجل يباهي بك الملائكة، فانزل الله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه) آية أخرى قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 2:274.

اتفق المفسرون على أن هذه الآية نزلت في علي (عليه السلام).

يروي الكنجي الشافعي بإسناده عن ابن عباس، قال: نزلت في علي بن أبي طالب. وكان عنده أربعة دراهم. فأنفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السر واحداً وفي العلانية واحداً.

- آية المباهلة:

قوله تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) آل عمران: 61.

أشار العلامة الحلي (قدس سره) في منهاج الكرامة إلى مسألة النفس. قال: وأنفسنا إشارة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وهذه الآية أدل دليل على ثبوت الإمامة لعلي (عليه السلام) لأنه قد جعله نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاتحاد بمعنى أن يكون الاثنان واحداً محال. فيبقى المراد هو التساوي.

التساوي في كل شيء في الولاية العامة فلرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الولاية العامة فكذا لمساويه.

وأيضاً لو كان غير هؤلاء مساوياً لهم أو أفضل منهم في استجابة الدعاء لأمر الله تعالى رسوله بأخذهم معه إلى الملاعنة والمباهلة لأنه في موضع الحاجة. وإذا كانوا هم الأفضل تعينت الإمامة فيهم.

آية أخرى. قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) 5/65 والآية الأخرى، آية إكمال الدين.

اتفق المفسرون جميعاً بلا استثناء أن الآيتين نزلتا بشأن واقعة الغدير ونركّز على النقاط التالية:

- أولاً: الاسم الموصول في قوله تعالى: (بلغ ما انزل إليك..) إشارة إلى أن هناك حقيقة لم يبلغها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصراحة بعد.

- ثانياً: ما النافية في قوله تعالى: (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) إشارة إلى أن هناك حقيقة لم يبلغها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)  ولم يأخذ البيعة من الناس عليها فكأنه لم يفعل شيئاً.

- ثالثاً: والله يعصمك من الناس. إشارة إلى أن هذا المعنى كان في ذهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ زمن طويل وكان شغلاً شاغلاً له. يخشى انه إذا بلغ ذلك فالجماهير سوف تعترضه وتقف منه موقفاً مضاداً. ولكن الله تبارك وتعالى وعده بالعصمة.

اتفق جميع المفسرين على أنه عند مفترق الطرق للحجاج في الثامن عشر من ذي الحجة، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأحداج الإبل فصنع منها منبراً.

وصعد على ذلك المنبر وخاطب المسلمين بكلمة واحدة، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. ولما اخذ منهم الاعتراف والأقدار، أخذ بيد علي ورفعها وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه..

ذكر الشيخ الأميني والسيد حامد حسين في عبقات الأنوار والعلامة الحلي في منهاج الكرامة وآخرون، ذكروا إسناد الحديث.

ويدل الحديث على إبلاغ أمر الزعامة والإمامة وأمر الولاية التامة المطلقة بقرينة المقدمة: الست أولى بكم من أنفسكم من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

فأسرع المسلمون يبايعون علياً (عليه السلام) وبعد أخذ البيعة من المسلمين حول ولاية علي (عليه السلام) وبعد إتمام العهد وإتمام الحجة على جميعهم نزل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة:3.

إذن إكمال الدين وإتمام النعمة إنما حصل بعد هذا التبليغ الرسمي.