المادة: العقائد 2
mp3:
الملف: Microsoft Office document icon akeda 13.doc

الإمامة والأدلة العقلية:

1- قاعدة اللطف.

2- نقض الغرض.

4- الإمامة منصب الهي.

4- طريقة العقلاء.

- قاعدة اللطف: الإنسان بناء على فطرته السليمة وطينته الطاهرة في حركة لا تتوقف باتجاه الكمال. فهو يقطع الطريق من حيث يشعر أو لا يشعر وبشوق شديد حتى المحطة الأخيرة. في حركته هذه بإحساسه بالحاجة الملحة يحاول أن يقطع مراحل أكثر في هذا الطريق كي يتقرب من المدارج العالية. وهذا الطريق التكويني له مراتب مختلفة يربط بينهما رباط وثيق عميق. بما أن الإنسان أودعت فيه نوازع الخير وتجليات الجمال فهذه يجب أن تظهر من مرحلة القوة إلى مرحلة الفعل لحظة بعد أخرى. وغريزة حب الجمال والتوجه نحو الكمال والتكامل موجودة عند الإنسان بشكل فطري. ولكنه يخطئ في التطبيق وهناك عوائق ومثبطات وعوامل تقضي على هذا المعنى. الميول والرغبات والأهواء الغير متزنة. ففي حركته التكاملية يجب أن يقوي وينمي من طاقاته ومواهبه الروحية والنفسية للتكامل. وفي جانب آخر يحاول أن يمنع من الآثار السيئة للغرائز والعوامل السلبية في الشخصية الإنسانية. هذه الطاقات الكامنة المخربة دائماً تصده من الوصول إلى الكمال. لذلك هو في كفاح مستمر مع الشيطان ومع الغرائز التي تغويه وترديه. والى جانب ذلك نجد إنساناً كاملاً بلغ الرتبة النهائية في الكمال. يأتي ليأخذ بأيدي المجموعة البشرية، وليكون حجة الله الظاهرية. بعد أن أودع الله تبارك وتعالى في الباطن حجة باطنية.

تتعاون الحجتان الظاهرية والباطنية لتدعم الحركة التكاملية للإنسان إذن الإمامة لطف واللطف عبارة عن كل ما يقرب العبد من الطاعة ويبعده عن المعصية. والذي يقود الناس إلى مسيرة التكامل ويمنعهم من الخطأ إنما هو الإمام.

مناقشة هشام بن الحكم مع المعتزلي:

يذهب هشام إلى البصرة ويدخل إلى مجلس درس عمرو بن عبيد المعتزلي. إمام المعتزلة بالبصرة ومن الشخصيات اللامعة فيها.

يجد هشام عمرو بن عبيد وهو يتحدث عن الإمامة. وان الإمامة إنما هي ليست واجبة على الله تبارك وتعالى و.. إنكار الوجوب العقلي يقول له هشام: هل لي أن أسألك سؤالاً؟.

قال: نعم.

فيبدأ هشام يسأله: هل لك عين؟

قال: ألا تراني أبصر؟.

قال هشام: نعم ولكن أجب على سؤالي.

قال: نعم.

قال هشام: هل لك يد؟ وظل يعد له مجموعة من الأعضاء والجوارح ويسأله ماذا يفعل بتلك الجوارح.

قال هشام: إذا أخطأت هذه الحواس في إدراكها للاشياء، فهل هناك عضو ليرفع الخطأ عن هذه الأعضاء؟.

قال المعتزلي: نعم.

قال هشام: ما هو؟.

قال المعتزلي: القلب.

قال لهشام: إذن تقول بأن الله تبارك وتعالى بلطفه خلق عضواً في داخل الجسم (مركز للدقة والموازنة) يسيطر على الأعضاء والجوارح ترجع إليه كل الأعضاء إذا أخطأت؟.

قال المعتزلي: نعم.

قال هشام: إذن خلق الله تبارك وتعالى في الإنسان عضواً ترجع إليه الأعضاء كلها عندما تخطئ، ولم يخلق للامة شخصاً ترجع إليه أفراد الأمة حينما يخطئون وهو مصون من الخطأ؟.

إذن كما أن الله تبارك وتعالى في عالم التكوين يخلق عضواً في داخل الجهاز الإنساني وهذا العضو يرشد الأعضاء كلها ويقوم خطأها. كذلك لابد حسب قاعدة اللطف أن يخلق للأمة كلها قلباً ومركزاً للوعي وإدراك الحقيقة، حينما يخطئ أفراد البشر يرجعون إليه.

إذن العصمة إنما هي للإمام الذي هو قلب الأمة وليست الأمة من دون الإمام بمعزل عن الخطأ في القضاء والحكم وسائر الأمور.

- نقض الغرض: إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي برسالته ويرشد الناس و يعظمهم ويوجههم نحو الخير لمدة 23 سنة ثم يتوفى ويترك الأمة بلا راع وبلا مصير معين، هذا نقض الغرض ويستحيل على الحكيم أن ينقض غرضه. لأن هذا العلاج علاج مؤقت، فمن الذي يضمن المسيرة الصحيحة للأمة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا لم يعين خليفة وإماماً يتصدى لذلك، ويترك كل شيء للناس يختارون ما يشاؤون وهو يعلم أن هذه الأمور تؤدي إلى التفرقة والخلافات ولا تعود على الأمة الإسلامية بخير. فكيف يتركهم بهذا الترتيب وهو يعلم أن هذه الأخطار ستواجههم. إذا فعل ذلك هو نقض الغرض والحكيم لا ينقض غرضه. فالطريقة التي مشى عليها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قرر مقام الوصي والخليفة والإمام.

- الإمامة منصب الهي: الإمام لابد أن يكون مستجمعاً لصفات الفضيلة والعلم. وان يكون اعلم أهل زمانه لأنه المرشد والقدوة. والذي يعرف الكمال والعصمة والهداية والمزايا الموجودة في باطن الإنسان ليكون أهلاً لتقبل مسؤولية الإمامة والقيادة هو الله تبارك وتعالى فالله تبارك وتعالى هو الخالق وهو الذي جبل النفوس وعرف دخائلها. وهو الوحيد الذي يحيط بضمائر الناس ويعرف من يصلح لهذا المنصب ومن لا يصلح.

- طريقة العقلاء: طريقة كل العقلاء هي تعيين وصي وخليفة ونائب حينما يغيبون والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتخط تلك القاعدة العقلية والأسلوب الذي يتبعه كل العقلاء لم يسافر سفرة الأ و عين من ينوبه ويتولى شؤونه في غيابه.

ونلاحظ أن أبا بكر لما توفى عهد وأوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب. فهل يعني أن حرص أبي بكر على مستقبل الأمة الإسلامية كان أكثر من حرص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فأبو بكر يعي هذه الحقيقة، أنه لا يمكن أن تترك الأمة سدى فيعين وينص على  المسلمين خليفة ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجهل أهمية هذه المسألة وخطورتها بالنسبة إلى مستقبل المسلمين.

حاشا رسول الله من الجهل أو الإغفال -والعياذ بالله- إذن الإمامة واجبة عقلاً على الله تبارك وتعالى.