النص الكامل: PDF icon lktb_kml_ljz_lblgy.pdf
Image:

المقدمة

قبل أن نبتدئ بالحديث عن الاعجاز البلاغي في القرآن الكريم سنتناول حالة العرب قبل نزول القرآن الكريم وأثناء نزوله، فتناول حالتهم السياسية والاقتصادية والأدبية واللغوية والاجتماعية والدينية.

ونتعرف على حالة العرب في تلك العصور لكي نتعرف على القرآن الكريم والفوارق والميزات التي ميّزت القرآن عن بقية كلام العرب وكيف تلقى العرب هذا القرآن بتلك المواصفات وتلك المميزات.

إنّ الحالة السائدة عند العرب في ذلك الوقت (قبل نزول الوحي) كانوا العرب يمتلكون تراثاً في جزيرة العرب من آبائهم وأجدادهم، فهناك عادات وتقاليد وبداوة سائدة وكذلك كانت هناك أمية منتشرة، ولا يوجد نظام سياسي يسود العرب في ذلك العصر خلافاً للامبراطورية الرومانية والفارسية، وخلافاً أيضاً لما كان من نظام حكم في الهند والصين، حيث كان نظام القبيلة هو السائد فالشعوب والقبائل العربية كان يسودها هذا النظام من الناحية السياسية. ويكثر عند العرب الغزوات فيما بينهم، فيعتمدون الغزوات كأسلوب من أساليب معيشتهم واقتصادهم.

وأما من الناحية الدينية فتسود العرب عدة ديانات منها اليهودية والنصرانية والصابئة وهناك أيضاً الوثنية التي كانت سائدة في المجتمع العربي حيث أن المشركين في مكة والمدينة وفي اليمن وكذلك في اليمامة والحجاز ونجد.

وهناك أيضاً الموحدون أي الأحناف الذين بقوا على دين إبراهيم الخليل (ع) والذين انحدروا أيضاً من ذريته، فسلالة النبي محمد (ص) من ذرية إبراهيم (ع)، فدين التوحيد والأحناف وهم قلة جداً في ذلك الوقت كانوا يقطنون مكة المكرمة.

وأما بالنسبة للغة فكانت اللغة العربية تسود الجزيرة العربية بلهجات مختلفة، وهذه اللهجات تسمى في ذلك الوقت باللغات كلغة تميم ولغة قريش ولغة طي ولغة حمير ... الخ، والتي نصطلح علينا الآن باللهجة ولكنها بأجمعها ترجع إلى لغة واحدة.