مجلة أهل البيت عليهم السلام المجلد 19 العدد2
التعليم .. رمز التقدم و البناء ... فيتنام نموذجا
من لم يسمع بفيتنام المتخلفة التي نخرها الجهل والامية؟
من لم يسمع بالحرب الفيتنامية التي استمرت عشرون عاما ؟
من لم يسمع بالمجاعة في فيتنام حيث كان الشعب ياكل كل شيء يدبًّ على الارض لملأ بطنه ؟
هذه الدولة التي كانت رمزا للتخلف والامية والحروب والكراهية والتي كان شوارعها تمتلأ بالجثث والدماء والقاذورات .هذه الدولة اصبحت اليوم من الدول المتقدمة في العالم بل في مصاف الدول الصناعية الكبرى.
اصبحت تنعم بالكهرباء والماء والغذاء والاموال ففي احصائية كان الشعب الفيتنامي يتنعم بالكهرباء في سنة 2020 بنسبة 99,4% بينما كانت هذه النسبة عام 1993 4% فما الذي غيّر هذه الدولة المتخلفة الى دولة متقدمة؟
من الذي غيّر الفيتناميين من شعب فقير الى شعب غني؟ ومن الذي حول الفيتكونك من عصابات للقتل الى مجاميع ومؤسسات علمية رفعت القلم بدلا من الرشاشة؟
انه ارادة التغيير التي اوجدتها حرب عشرين عاما فقد قرر الفيتناميون من قلب المعانات ان يغيّروا ما بانفسهم فاستطاعوا ان يدحروا الاستعمار ويبنوا بلادهم ويلتجأوا الى العلم فبنوا الجامعات مكان المعسكرات واسسوا المدارس مكان المقرات الحزبية وحملوا القلم بدلا من الرشاشة فاخذوا بتلابيب العلم حتى اصبحوا مضربا للامثال.
فهل نتعض وناخذ بالتجربة الفيتنامية في انقاذ بلادنا من عوامل التخلف ونبدا بترسيخ قيمنا الاصيلة ونطور مؤسساتنا التعليمية لتصبح مؤسسات منتجه بدلا ان تكون مؤسسات مستهلكة عفا عليها الزمن