مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 20
يومان في تاريخ الأمة
مناسبتان عشناها بكل تفاصيلها مناسبة ميلاد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول ومناسبة شهادة الامام الحسين عليه السلام في محرم واربعينيته في صفر.
وبين الولادة والشهادة طريق ممتد على مدى أكثر من قرن من الزمان تداخلت فيه حياة النبوة مع حياة الامامة بأجلى صورها وأروع مشاهدها الحية النابضة بالحياة لأمة قدرت في عمرها على رقعة التاريخ وتربعت على صدر الحضارات بأبهى حلية حيث العلم والثقافة والأدب والفن ارتقى إليه المسلمون الأوائل إلى مستويات رفيعة ما لم تصله الأمم والشعوب.
يومان في تأريخ أمة الاسلام يوم تلقى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في أعالي جبل النور أول كلمات الوحي وصدع بالرسالة معلناً نهاية الشرك والكفر وبداية التوحيد ....ويوم تلقت السماء دماء الامام الحسين صلى الله عليه وآله وسلم وهو في رمضاء كربلاء مقدِّماً نفسه فداءً لدين جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني
فأحيى بدمه الطاهر دين جده .
ولاعجب
فلو لا الحسين عله السلام لصلينا اليوم خلف خليفة كيزيد بن معاوية وسرنا في ركب عمر بن سعدٍ وشبث بن ربعي ولذهبنا إلى قتل القيم والمثل.
ولشربنا الخمر في المساجد وعصرناه على كتاب الله كما فعل سلاطين بني أمية, ولكان قدوتنا شمر بن ذي الجوشن وسنان بن أنس وحجار بن أبجر.
لكن الحسين عليه السلام بضعة من كبد جده رسول الله.
شريان واحد وقطرات دم واحدة توزعت في جسدين. جسد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجسد الحسين عليه السلام.
فكان الثاني من الأول
وعندما نال الشهادة أحيى بدمه دين جده.
كان ذلك بداية حياة جديدة للرسالة.
حياة جديدة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وهنا اصبح الأول من الثاني , كما كان الثاني من الأول.
الأول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والثاني الحسين عليه السلام
حسينٌ مني وأنا من حسين