تعد المخدرات من اهم المعوقات التي ينكب بها المجتمع على يد قله من ابنائه ثم تسري في المجتمع كسريان النار في الحطب بسبب تأثيرها على الجهاز العضوي والنفسي للفرد والتي تكون من العوامل البيولوجية الهامة المهيئة للسلوك الاجرامي، حيث لا تقتصر خطورة النباتات المخدرة التي يزرعها الجاني على الجيل الحالي بل تمتد الى الجيل اللاحق اذ من شأنه ان يجعل المواد المخدرة قريبة من تناول ايدي الاشخاص حيث انتشر وراج زراعتها في اماكن متعدد في كثير من البلدان على الرغم من منع وتجريم زراعتها لما لها من اثار سلبية على المجتمع في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية.

    وقد جرم المشرع العراقي في قانون المخدرات رقم (68) لسنة 1965 المعدل زراعة الخشخاش الافيون وجنبة الكوكه ونبات القنب والقات على وجه الحصر مما ضيق من نطاق تجريم زراعة النباتات المخدرة في حالة اكتشاف العلم الحديث نبات له صفات مخدرة، وانه ميز في العقوبة على اساس القصد من زراعتها اذ جعلها الاعدام او بالسجن المؤبد ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة اذا كان ذلك بقصد الاتجار بها، وبالسجن مدة لا تزيد على خمس عشر سنة ولا تقل عن الحبس لمدة ثلاث سنوات وبالغرامة اذا كان بقصد التعاطي والاستعمال الشخصي، كما ان بعض النباتات المخدرة التي تظهر بصورة طبيعية عند زراعة الخضروات في فصل الصيف كنبات الداتورة الذي يحوي على مادة مخدرة دون قيام المزارع بزراعتها وانما تنبت بين الخضروات، لذا ما هو موقف القانون عند قيام المزارع بجني ثمارها بقصد الاتجار او الاستعمال الشخصي؟ هل يتم معاقبته بذات عقوبة زراعتها اي عندما يقوم بحراثة الارض وبذر البذور وسقيها ورعايتها وجني ثمارها ام لا؟

  إن متطلبات البحث العلمي اقتضت ان من المناسب أن نبحث هذا الموضوع وفق الخطة الاتية:

 المبحث الاول: مفهوم جريمة زراعة النباتات المخدرة

المطلب الاول: تعريف جريمة زراعة النباتات المخدرة

المطلب الثاني: طبيعة وذاتية جريمة زراعة النباتات المخدرة

المبحث الثاني: اركان جريمة زراعة النباتات المخدرة

المطلب الاول: محل جريمة زراعة النباتات المخدرة

المطلب الثاني: الركن المادي لجريمة زراعة النباتات المخدرة

المطلب الثالث: الركن المعنوي لجريمة زراعة النباتات المخدرة

المبحث الثالث: عقوبة جريمة زراعة النباتات المخدرة

المطلب الاول: العقوبات الاصلية

المطلب الثاني: العقوبات الفرعية

الخاتمة (النتائج والمقترحات)

المصادر والمراجع