تصنیف البحث: السياسة
من صفحة: 141
إلى صفحة: 159
النص الكامل للبحث: PDF icon 180605-163712.pdf
خلاصة البحث:

بعد ظهور تنظيم"الدولة الاسلامية"وتعاظم خطره، لأسباب عدة يتعلق بعضها بالداخل المحلي او بالخارج الدولي، برزت بعد اعلانه الخلافة في الآونة الاخيرة، ظاهرة تستدعي الانتباه،وهي تلقيه البيعة من عدة مجموعات إسلامية متطرفة حول العالم. ومن تلك الجماعات أنصار بيت المقدس في سيناء مصر، وجماعة ابي سياف والحرية الاسلامية في الفلبين، مرورا بتنظيم انصار الاسلام في شمال العراق، وأنصار الشريعة في درنة الليبية، وكذلك جماعة جند الخلافة في الجزائر، وكان آخر من أعلن بيعته لخلافة ابي بكر البغدادي، جماعة بوكو حرام في نيجيريا، والتي تقارع الحكومة هناك وتواجه تحالفا من دول الجوار.

ولم يكن التقارب بين تنظيم"الدولة الاسلامية"و بوكو حرام محض صدفة، وإنما لأسباب يمكن اجمالها في مجموعتين: الاولى وحدة المنابع الفكرية، فكلاهما يستندان على الفكر السلفي التكفيري الذي جاء به ابن تيمية، ويعتمدان القتال سبيلا لتحقيق غاياتهم في أنشاء دولة اسلامية. الثانية غايات سياسية استراتيجية، تتعلق بالمصالح والاهداف المشتركة، التي تجمع التنظيمين المتطرفين.

وتناولنا في البحث مصير الشراكة بين التنظيمين الارهابيين، في قراءة سريعة لآفاق المستقبل،وانقسمت الاراء حولها إلى فريق يعتقد بنجاحها واستمرارها،وفريق اخر يرى فشلها وانتهاءها. وبعيدا عن التوقعات، يجب ليس فقط الانتباه إلى خطر التنظيمات الارهابية الحالي، وانما إلى ما ستكون عليه ان توحدت تحت قيادة واحدة، واصبحت كالأخطبوط تنتشر اذرعه في انحاء المعمورة، حينها سيكون خطرها اعظم،ولن يسلم منه احد.

Abstract:

After the emergence of the"Islamic State"and growing its danger, for several reasons, some related to domestic or international, emerged after announcing the succession recently, a phenomenon requiring attention, which received a pledge of several Islamic extremist groups around the world. One of those groups, supporters of Jerusalem in Sinai, Egypt, and the Abu Sayyaf and Islamic freedom in the Philippines, through the organization of Ansar al-Islam in northern Iraq, and Ansar al-Sharia in the Libyan, as well as, Jund caliphate in Algeria, the last of the announced it homage to Abu Bakr al-Baghdadi, group Boko Haram in Nigeria, which the government brainstormed There, and facing an alliance of neighboring countries.

Rapprochement between the"Islamic state"and Boko haram was not pure coincidence, but for reasons can be summarized in two groups: the first one the unit of intellectual sources, both are based on expiation Salafi ideology, which was brought by Ibn Taymiyyah, and depend on fighting a way to achieve their ends in the establishment of an Islamic state. The second, strategy and political ends, related to the common interests and goals, which brings together two organizations extremists.

And we dealt with in the research the fate of the partnership between the two organizations terrorists, in a quick reading of the prospects of the future, and divided opinions around, to a team believes its success and continuity, and another team sees failure and end. Away from the expectations, we should not only pay attention to the current risk of terrorist organizations, but to what will be if it united under one command, and become like octopus spread his arms around the globe, then it will be the greatest danger, and no one will be in peace.

البحث:

المقدمة

تواكب بروز التنظيم الارهابي الاشهر والاشرس"الدولة الاسلامية"، مع قيام حركات جهادية في دول عدة، خاصة تلك التي تشهد توترات امنية وضعف قبضة الدولة المركزية، بإعلان بيعتها لتنظيم"الدولة". ومن تلك الجماعات أنصار بيت المقدس في سيناء مصر، وجماعة ابي سياف والحرية الاسلامية في الفلبين، مرورا بتنظيم انصار الاسلام في شمال العراق، وأنصار الشريعة في درنة الليبية، وكذلك جماعة جند الخلافة في الجزائر، وكان آخر من أعلن بيعته لخلافة ابي بكر البغدادي، زعيم جماعة"بوكوحرام"في نيجيريا أبو بكر شيكاو، الذي يسيطر على مدن في شمال شرق نيجيريا، ويطبق ما يصفها بالشريعة الإسلامية فيها.

وتبرز اهمية البحث في التعرف على أبرز تلك الجماعات وهي بحسب رؤيتنا حركة بوكوحرام، والكشف عن الاسباب التي دفعتها لمبايعة تنظيم"الدولة الاسلامية"والانضواء تحت لوائها وتقديم الطاعة لها. للتعرف على طريقة تفكيرها ونواياها الحالية والمستقبلية.

ولكن هناك بعض الصعوبات التي واجهت الباحث، ومنها ندرة المصادر الدقيقة عن الحركات الجهادية المسلحة لما يمتاز به وجودها من سرية و خطورة، ولهذا السبب اعتمدنا على ما توفر من مقالات ودراسات على الانترنت.

هدف البحث تسليط الضوء إلى الحركات التي بايعت تنظيم الدولة الارهابي، وبالاخص حركة بوكو حرام النيجيرية، لما لتلك المبايعات المتتالية من خطر كبير في نمو قوة التنظيم الارهابي الام، وانتشار أذرعه القتالية في اماكن مختلفة. ولما لم تنل هذه المبايعات اهتمامًا وقتها؛ بسبب ان معظم المراقبين اعتبرها شكلية، ولمجرد الحصول على بعض الدعم المادي من تنظيم"الدولة"، أرتأينا البحث في الموضوع وتقصي اسبابه وما يحيط به.

وقد اعتمدنا في دراستنا هذه على أساليب بحثية متعددة؛ منها الاسلوب التاريخي لتتبع الوقائع بسردها الزمني المتوالي، والاسلوب التحليلي لتحليل ما بين أيدينا من بيانات ومعلومات، والاسلوب المقارن للتمييز بين الحركات والمواقف والمفاهيم التي قد تبدو متشابهة.

وقد افترضنا ان انضمام الحركات الجهادية الدولية إلى تنظيم الدولة الاسلامية سيزيده قوة وسطوة وسيضاعف خطره على العالم وليس على دول المنطقة فقط.

ولغرض سرد البحث باسلوب اكاديمي دقيق وموضوعي، قدر الامكان، قمنا بوضع هيكلية تتضمن ثلاثة مباحث لكل منها خلاصة في نهايته. في المبحث الاول تعريف بتنظيم"الدولة الاسلامية"وحركة بوكو حرام، ويتفرع إلى مطلبين الاول عن تنظيم"الدولة"والثاني عن حركة بوكوحرام.وجاء المبحث الثاني تحت عنوان اصول التقارب بين تنظيم"الدولة"وحركة بوكوحرام، وينقسم بدوره إلى قسمين الاول يتحدث عن وحدة المنابع الفكرية، والثاني عن الغايات السياسية الاستراتيجية. واخيرا المبحث الثالث لاستطلاع مستقبل التقارب بين تنظيم"الدولة"الارهابي وحركة بوكو حرام النيجيرية. وفي نهاية البحث خاتمة فيها خلاصة الافكار التي وردت في البحث.

المبحث الأول: التعريف بتنظيم"الدولة الاسلامية"وحركة بوكو حرام

نسعى في هذه المبحث إلى التعرف عن كثب إلى ماهية الحركة الارهابية، تنظيم"الدولة الاسلامية"اولا باعتبارها القطب الذي تدور في فلكه جميع الحركات الارهابية ذات التوجهات الاسلامية السلفية المتطرفة. ومن ثم سنعرج على حركة بوكو حرام التي عاثت في نيجيريا فسادا وهددت جيرانها في قارة افريقيا.

المطلب الاول: التعريف بتنظيم"الدولة الاسلامية"

مرت مراحل عدة على التنظيم وتعددت لذلك اسماءه، لكن يؤشر عليه تصاعد نشاطه واتساع رقعة هيمنته واستقطابه الكثير من المريدين والانصار.

وتأتي تسمية بـ(داعش) اختصار لاربعة حروف هي: د = (الدولة)، أ = (الاسلامية)، في، ع= (العراق) ش=(الشام). ويقابله في اللغة الانكليزية (ISIS) = (Islamic State in Iraq and Syria)،او مختصر(ISIL) = (Islamic State in Iraq and Levant).

رغم ان تلك الجماعة المتطرفة تفضل مؤخرا ان يطلق عليها اسم (الدولة الاسلامية) فقط، لتماشي الاتجاه العام الذي يرى ان الحل لمشاكلهم يكمن في خلق الدولة الاسلامية.([1]) وتنظيم داعش يتماهى مع طموحهم في ذلك، عبر التوسع لتمثيل جميع المسلمين في كل مكان، وبإعلانهم اقامة خلافة جديدة، فانهم يسعون للحصول على دعاية ضخمة لهم.([2])

هذا التنظيم حاليا يسيطر على مساحات شاسعة بين بلدين عربيين سوريا والعراق، رغم اعتقادنا ان العراق والموصل بالذات عاصمته الادارية، كما يعتبره البعض سليل تنظيم القاعدة لو اتخذ من الاسماء ما اتخذ.([3])

ويعده البعض دولة، فهي اقرب للدولة من كونها تنظيما عابرا للحدود.([4]) تمتلك اغلب مقومات الدولة عدا الاعتراف الدولي، فمساحة الارض التي تهيمن عليها تقارب 40،000 كم مربع، او 90،000 كم مربع، بحجم بلجيكا او الاردن، ويعتقد ان عدد السكان داخل مناطق سيطرة داعش يقارب 8 مليون شخص.([5]) بالاضافة إلى امتلاكه موارد الطاقة من نفط وغاز، حيث شكل هذين الموردين هدفا استراتيجيا لتنظيم الدولة منذ نشأته.([6]) ويراه بعض علماء المسلمين مجرد عصابات لارهاب الناس.([7])

فضلا عن ما تقدم، يمكننا القول ان تنظيم (داعش): تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفي التكفيري يهدف أعضاؤه إلى إعادة"الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، يمتد نفوذه عبر الاراضي الممتدة بين العراق وسوريا، و زعيمه الحالي أبو بكر البغدادي. ابرز محافظتين يسيطر عليهما اليوم، الموصل العراقية والرقة السورية.ولداعش نظام داخلي وتسلسل هرمي على راسه الخليفة البغدادي ومجلس عسكري واداري وولاة على الولايات الاسلامية التابعة للدولة المزعومة.ويرى د.هيثم المناع ان مشروع داعش يعتمد على عدة عناصر([8]) منها:

  1. الاستفادة القصوى من خبرة ضباط الجيش العراقي السابق الذين اصبحوا في موقع تحديد السياسات العسكرية.
  2. تامين موارد مالية ضخمة تسمح للتنظيم بامتلاك القدرة على تحقيق برامجه.
  3. اعتماد الاعلام وسيلة مركزية من وسائل النصر،عبر التاكيد على صورة الجبروت والقسوة والرهبة لتحييد واخضاع كل المخالفين لمشروع الخلافة.
  4. الغلو في التعامل مع اية مجموعات سكانية غير"سنية"لتطهير اماكن تواجده ممن يمكن ان يشكل قاعدة احتجاج او رفض لممارسات التنظيم.

وكما هو معروف ان أي مشروع يحتاج موجودات مالية لتغطية نفقاته، فمن اين أتى (داعش) برواتب مقاتليه والتجهيز لعملياته العسكرية وشراء السلاح والذمم وغيرها من المتطلبات؟والتي هي بحسب شيخ تنظيم الجهاد في مصر نبيل نعيم تتطلب اموال طائلة.([9])

ونرى ان التنظيم اعتمد اول الامر على المساعدات الخارجية من الدول الخليجية الغنية.([10]) ثم وبعد ان اشتد عوده، اخذ يعتمد على عمليات الاستيلاء والاتاوات والخطف، والامر الاخير وفر للتنظيم اكثر من 250 مليون دولار مقابل تحرير رهائن اوربيين.([11]) وقد ياخذ الدعم الدولي شكل المساعدات الدولية والتبرعات الانسانيه، اذ يـُعتقد تورط منظمات إغاثة قطرية وتركية مباشرة في دعم جبهة النصرة وداعش.([12]) بالاضافة إلى الاموال التي تكون بصحبة الوافدين الجدد على دولة التنظيم، والذين يأتون مع مدخراتهم المالية، تلبية لنداء البغدادي إلى كل من يرغب بالهجرة إلى اراضي"الدولة"والقدوم اليها.([13])

وهناك أخبار مؤكدة تتكلم عن بيع التنظيم لنفط المناطق التي يسيطر عليها في السوق السوداء، في حين لا يرى اخرون ذلك صحيحا، فالهدف الأساسي من ورائه هذا القول إخفاء دعم بعض الدول لداعش، وبالتالي يقحم الموضوع النفطي، من أجل القول أن داعش تمول نفسها بنفسها.([14])

المطلب الثاني: التعريف بحركة بوكو حرام

ظهرت حركة بوكو حرام في نيجيريا، البلد الذي يقع غرب أفريقيا، ويحده خليج غينيا والكاميرون وبحيرة تشاد والنيجر وبنين. مساحته الإجمالية: 923768كم٢،وعدد سكانه يقارب 149 مليون نسمة، لذا يعد الاكبر من ناحية السكان، الذين يتوزعون إلى: مسلمون 50%، مسيحيون 40% وثنيون 10%.([15])

وتعد جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، والمعروفة بـ بوكو حرام، جماعة اسلامية متطرفة في نيجيريا، أدت إلى خلق الفوضى في جميع أنحاء شمال البلاد وفي العاصمة أبوجا عبر هجمات عنيفة على مكاتب الحكومة والأمم المتحدة، والكنائس وزعزعة استقرار البلاد.([16])

وتسمية الجماعة جاءت من اساس فكرتهم في رفض التعليم الغربي، وأما مفهوم (بوكو حرام) المشاع، وهي كلمة هوساوية، فلم يكن يعرفه سوى أهل الهوسا، وهي كلمة مركبة تركيباً مزجياً من لغتي الهوسا(مجموعة عرقية) واللغة العربية، وقد كان الهوساويون يستعملون كلمة (بوكو) ويعنون بها (نظام التعليم الغربي) وإذا أضيفت إليها كلمة (حرام) أصبح المعنى: نظام التعليم الغربي حرام، وبالأحرى أن تُفسر الكلمة بمحتواها الدلالي، وليس وِفق الترجمة الحرفية، وعلى ذلك يمكن أن تكون الترجمة الصحيحة هي: (اتباع النظام التربوي على السياق الغربي حرام).([17])

تأسست الحركة على يد محمد يوسف، وهو من مواليد عام 1970، في إحدى قرى ولاية يوبي، كان مثقفاً تخرج من إحدى المدارس التي تعتمد الأسلوب الغربي ويتكلم الانكليزية بطلاقة، وقد اغتيل في 30 تموز 2009بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن.([18])

ويدعو إلى الشريعة الإسلامية وإلى تغيير نظام التعليم، وكان يقول:"هذه الحرب التي بدأت الآن سوف تستمر لوقت طويل".عرف عن جماعته رفضها الإندماج مع الأهالي المحليين، ورفضها للتعليم الغربي والثقافة الغربية.وتتضمن هذه الجماعة قادمين من تشاد ويتحدثون فقط اللغة العربيةوعند تأسيسها في 2004 كانت الحركة تضم نحو مئتي شاب مسلم، بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الأمن في مناطق البلاد المختلفة.([19])

وهي كما تنظيم"الدولة الاسلامية"التي انضوت تحت لواء خلافته البغدادية، شهدت هذه الجماعة مع مرور الزمن تحولات تحت أسماء مختلفة مثل: (حركة طالبان النيجيرية) و(المهاجرون)، و(اليوسفية) قبل أن يُطلق عليها اسم"بوكو حرام"، ومع ذلك فإنها تفضل أن تُعرف بجماعة"أهل السنة للدعوة والجهاد".([20])

وفى عام 2009 وقعت مواجهات بين الجماعة والشرطة والجيش شملت عدة ولايات شمالية راح ضحيتها مئات من الضحايا من المدنيين، وانتهت بإعلان الحكومة النيجيرية أنها قتلت جميع أفراد جماعة بوكو حرام، بما فيهم زعيم الجماعة محمد يوسف، غير ان هذا لم يشكل نهاية للجماعة.([21])بل تولى قيادة المجموعة قائد اكثر تطرف ودموية، المعروف بابي بكر شيكاو. الذي يرجح أنه من مواليد 1965 أو 1969 في ولاية"يوبى"بنيجيريا، وقد درس الفقه لدى رجال الدين المحليين، كما تلقى"شيكاو"تعليمه فى كلية الشريعة والقانون فى كلية بورنو، وقبل مقتل الداعية محمد يوسف كان شيكاو يتهمه بأنه"معتدل أكثر من اللازم"، حيث انتهجت جماعة بوكو حرام منهجا عنيفا بعد إعدام الداعية محمد يوسف على يد الحكومة النيجيرية، وترأس حينها أبو بكر شيكاو الحركة وتوعد بالانتقام لإعدام"يوسف". وجاء أول حادث وهو الاعتداء على مقر الأمم المتحدة فى أبوجا 2011 الذى أوقع 23 قتيلا، انتقلت بوكو حرام إلى تنفيذ عمليات نوعية ما أشاع مخاوف من إلحاق الحركة بمجموعة جهادية على المستوى العالمي. ([22])وفعلا هذا ما حصل، اذ توجهت حركة بوكو حرام، إلى تنظيم القاعدة فعقدت شراكة معه واستفادت من خبراته في العمليات الانتحارية المتطورة، وقال السفير أنتوني هولمز المساعد المدني لقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا"نعلم أن هناك اتصالات متكررة على نحو متزايد بينهما، وفي الواقع فإن تدريب أعضاء بوكو حرام يتم من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهذا مصدر قلق كبير".([23])

 عام 2010 قدم شيكاو فروض الولاء والطاعة لتنظيم القاعدة، وأبدى الاخير استعداده لتقديم الدعم اللازم للجماعة في نيجيريا، خاصة في مجال تدريب الشباب أو المساعدة اللوجستية، لتعود"بوكو حرام"بعد توقفها عام 2009، بالظهور مجددا عام 2010 بسلسلة من الاغتيالات، ومنذ ذلك الحين ونيجيريا تشهد باستمرار تفجيرات وعمليات انتحارية.([24])وهذا يفتح الباب على تساؤلات حول من يدعم حركة بوكوحرام؟وهنا اغلب اصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة، فالتقارير الاخبارية تشير إلى ان أسامة بن لادن أستثمر 3 مليون دولار في شمال نيجيريا حيث الاغلبية المسلمة، لتعزيز المذهب السلفي،كما أيد بن لادن أسقاط الحكومة النيجيرية وأقامة دولة تحكمها الشريعة.([25])فيما يرى الخبير الامريكي جاكوب زن، أن بعض دول الخليج مثل السعودية والكويت وقطر، تمول المدارس الدينية الإسلامية في شمال نيجيريا، والتي يتعلم فيها الأطفال النيجيريون الدين الإسلامي واللغة العربية، مع توجه فكري متشدد قريب لحركة بوكو حرام، وبالتالي يكون الأمر سهلا لهذا التنظيم المتشدد لإيجاد عناصر جديدة يكون رافدها هذه المدارس.([26]) ولا زالت حركة بوكو حرام تسيطر على اغلب مدن شمال شرق نيجيريا،وتتوسع في حرب كر وفر مع القوات الحكومية، رغم تدخل دول الجوار والسعي لانشاء حلف افريقي لمقارعة الارهاب العابر للحدود. إذ رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون،باقتراح الاتحاد الأفريقي تشكيل قوة إقليمية لمكافحة جماعة بوكو حرام النيجيرية، وذلك بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها القوات التشادية ضد الجماعة في شمالي الكاميرون.([27])

أستنتاج: يظهر بوضوح تشابه واضح بين التنظيمين الارهابيين،"الدولة الاسلامية"و بوكو حرام، فكلامها يعتمدان اسلوب الكفاح المسلح،ويبغيان اسقاط الحكومات الحالية واقامة حكم الشريعة الاسلامية. وسبيلهما إلى ذلك، نشر الفوضى والخراب والدمار،والتوحش المطلق المشرعن دينيا، والذي اثبت نجاعته في دحر قوات الجيش والشرطة والتمهيد لاحتلال المدن،ومن دون مقاومة في بعض الاحيان. ونلاحظ ايضا ان مؤسسي التنظيمين من العائدين من سوح القتال في افغانستان، الزرقاوي ويوسف محمد، وخرجا من عباءة تنظيم القاعدة وعرابها بن لادن. كذلك يضع تنظيم"الدولة"وبوكو حرام، استراتيجية توسعية لا تعترف بحدود قومية ولا خصوصية وطنية، فنراهما يتمددان بسياسة قضم الارض ومهاجمة المناطق الرخوة كالقرى النائية ودور العبادة، ويركزان على الهجمات ذات الصدى الاعلامي الكبير، كاحتلال الموصل ومجزرة سبايكر في العراق واحتلال بورنو وخطف 200طالبة في نيجيريا.

كذلك محاولتها اثارة النعرات الطائفية والعرقية والدينية، لخلط الاورق ولتظهر وكأنها المدافع الوحيد عن المسلمين، لكسب المؤيدين والداعمين.

المبحث الثاني: أصول التقارب بين تنظيم"الدولة الاسلامية"وحركة بوكو حرام

أنضواء بوكوحرام تحت خيمة تنظيم"الدولة الاسلامية"لم يأت من فارغ، بل هناك ما يبرره على الصعيد الفكري والسياسي. فكما ان هناك اختلافات بين التنظيمين تؤشر إلى تباعد الموقع الجغرافي وعدم تشابه البيئة الجيوسياسية، بالإضافة إلى العامل الاجتماعي. إلا ان بيعة بوكو حرام لتنظيم"الدولة الاسلامية"تمت، والخلافة قبلت بدخول مجموعة ابي بكر شيكاو تحت طاعتها، ولكلاهما فوائد وغايات تمت عبر ذلك.

المطـــلب الاول: وحدة المنابع الفكرية

يظهر للمتتبع ان كلا التنظيمين كان له علاقة بتنظيم القاعدة، سواء كانت ترابط جنيني وهي حالة تنظيم"الدولة الاسلامية"او تأثر فكري ودعم مالي مع حركة بوكو حرام،ويظهر الانتماء الروحي لهذه الجماعة الى القاعدة في الاستشهاد باقوال رموز القاعدة التي كان يكثر منها زعيم الحركة محمد يوسف،حيث ينقل مثلا عن ابي مصعب الزرقاوي، ويصفه بالمجاهد.([28])

كانت بوكو حرام في بدايتها أقرب للفرقة الدينية منها إلى الحركة؛ حيث نلاحظ تصلبا في مواقف أعضائها،وتقديسا لقائدها وتعصبا شديدا ضد كل من يخالفهم،ومع توثق العلاقة بين الحركة والتنظيمات الجهاديية العالمية انفتحت مرجعية الخطاب لديها ومفرداته على مرجعية هذه التنظيمات،واصبح الحديث داخل بوكو حرام عن مرجعية فكرية تعتمد كتب ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.([29])

ان الفكرة الرئيسة الّتي تؤمن بها بوكو حرام، شأنها في ذلك شأن تنظيم"الدولة"، هي أن دولة الخلافة الإسلامية لابد أن تسود الكرة الأرضية، ويلزم"تحقيق هذا الغرض عبر قتل غير المسلمين إذا ما باء إجبارهم على اعتناق الإسلام بالفشل".([30]) وقد استخدمت بوكو حرام المظالم المتزايدة للترويج لفكرة أن الدولة الإسلامية من شأنها أن تأتي بالأفضل وحكومة أكثر عدلا.([31])وكذلك دعا تنظيم"الدولة الاسلامية"إلى ذلك وتجاوزها إلى اعلان خلافته على جميع المسلمين.

يمكن تقسيم الاصول الفكرية للتنظيمات الجهادية السلفية المتشددة، ومنها تنظيم داعش، إلى حقب زمنية مميزة، ظهر فيها مفكرون اسلاميون طرحوا تفسيرهم الخاص للاسلام،والاخير جاء ملتبسا مع تجاربهم الخاصة والوضع العام.

تلك التيارات الفكرية السلفية، والتي تعد الارض الخصبة لجميع الحركات الجهادية، يمكن توزيعها حسب تسلسلها الزمني، القديم منها يتوزع على ثلاث حلقات اساسية؛ الاولى احمد بن حنبل في القرن التاسع، الذي شدد على وجوب العودة إلى النص والسير على خطى السلف الصالح رغبة منه في تطبيق النموذج الذي نشأ في المدينة مع النبي محمد صلى الله عليه وآله . الحلقة الثانية والوسطى، يمثلها ابن تيمية، الذي عاش في مرحلة عصيبة من حياة الامة تمثلت في سقوط بغداد بيد المغول وانتهاء الخلافة، وصرف حياته لرصد أي ثغرة تمس نقاوة العقيدة وصفائها، فتصدى لكل ما صادفه من انعكاسات الفلسفة اليونانية ومؤثراتها على الاسلام، وساجل المذاهب الباطنية بسبب ما توليه من اهمية للتأويل. الحلقة الثالثة، جاءت مع محمد بن عبد الوهاب، الذي أسس التيار السلفي الوهابي الذي انطلق من عمق الجزيرة العربية والتحقت به ال سعود، بحركة تطهيرية اسهمت بعد قرنين في ولادة المملكة العربية السعودية.

المتتبع للمشهد يلاحظ تدرجا في حدة الطرح بين الحلقات الثلاث، انتقلت من التساهل النسبي عند ابن حنبل إلى الانتقاد الجذري من جانب ابن تيمية، وصولا إلى استخدام العنف وهدم الاضرحة ومكافحة التصوف والتوسل، ومنع كل الممارسات التي تسيء(كما يظنون) إلى صفاء العقيدة مع الوهابيين.([32])ولا تختلف حركة بوكوحرام عن باقي الحركات السلفية المقاتلة المتأثرة بالفكر سالف الذكر، فمؤسسها محمد يوسف، ووفقا لجامعة كاليفورنيا في سانتا كروز بول لوبيك، تلقى تعليمه على يد السلفيين وتأثر بشدة بابن تيمية.([33])

ويمكن ايجاز اهم اهداف ومعتقدات بوكو حرام بالاتي:

1. تطبيق الشريعة الإسلامية على وجه الكرة الأرضية.

2. كفر الأنظمة والحكومات.

3. الجهاد ماض إلى يوم القيامة.

4. محو الكفر العالمي من على الأرض.

5. عدم الاعتراف بجميع المؤسسات والهيئات الدولية.

6. عدم الاعتقاد بالحدود المرسومة بين الدول.([34])

وهذا ما يفعله تنظيم"الدولة الاسلامية"على ارض الواقع، فهو يسعى إلى تطبيق تصوره الخاص عن الشريعة الاسلامية،واعلان الخلافة الاسلامية العالمية.([35])لذا من البديهي ان يعد التنظيم نفسه الحكومة الشرعية الوحيدة في الارض وما سواها من أنظمة وحكومات كافرة وجب قتالها،لأن حكم إقامة حكم الله على هذه الارض فرض على المسلمين،ولكون احكام الله فرض على المسلمين فبالتالي قيام الدولة الاسلامية فرض على المسلمين،لأن ما لم يتم الواجب الا به فهو واجب، وبحسب محمد عبد السلام فرج إذا كانت الدولة لن تقوم الا بالقتال فوجب علينا القتال.([36]) كذلك لا يعترف تنظيم"الدولة"بالحدود المرسومة بين الدول، ويصفها المتحدث باسمها ابو محمد العدناني بحدود الذل وصنم الوطنية.([37])

ان التوجه الفكري الذي يقود الحركات والتنظيمات السلفية المسلحة يكاد يكون واحداً، وفي نفس الوقت نلاحظ ان دوافع النشوء لتلك الحركات تتشابه ايضا. ففي ما يتعلق بالعراق، يرى عبد الباري عطوان، في مسألة كسب الصحوات، ان إدارة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي"الفاشلة والمحكومة بأجنداته الطائفية الاقصائية أدت إلى العكس تماما ووفرت البيئة الحاضنة للدولة الاسلامية التي كانت تتمناها وتسعى من اجلها".([38])أي ان انخراط الشباب من الطائفة السنية في صفوف تنظيم الدولة جاء نتيجة أخطاء الحكومة العراقية. وفي نيجيريا هناك إجماع على أن حتى عام 2009 تحركات بوكو حرام اغلبها سلمية، وأن التطرف جاء بعد حملة الحكومة في عام 2009 التي قتل فيها نحو 800 شخص بالاضافة إلى زعيم المجموعة محمد يوسف أثناء احتجازه لدى الشرطة.([39]) فالحكومة النيجيرية تتحمل عبئ تحول حركة بوكو حرام إلى العنف الدموي، نتيجة سوء إدارتها للازمة واعتمادها مبدأ القسوة والشدة، مما أدى بالحركة الاحتجاجية على التعليم الغربي إلى ان تتحول إلى تنظيم مسلح دموي.

وهناك، بالاضافة إلى ذلك، تماثل في الظروف المعيشية القاسية في البلدين كليهما، العراق ونيجيريا، من فقر وبطالة وجهل، يمكن ان تأجج الوضع الداخلي ويستغلها دعاة الفتنة والحروب والاقتتال الداخلي مطية لهم. ففي نيجيريا هناك اضطرابات تنشأ عن حالة التأزم والإحباط التي يعيشها الشعب من جراء الفقر والتخلف وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، حيث الفجوة الواسعة بين الطبقات الميسورة والطبقات المحرومة الكادحة، وأصبح الفقر ظاهرة عامة وانتشرت البطالة ومظاهر البؤس والفاقة بين السكان.([40]) والفساد تسلل في هيئات مكافحة الفساد نفسها والسلطة القضائية التي اصبحت ضمانة للمسؤولين للإفلات من العقاب و الحفاظ على مواقفهم. هذا الفساد يأخذ في المقام الأول شكل من أشكال التدخل السياسي، والمدفوعات غير المشروعة والمحسوبية في تعيين القضاة وكبار المسؤولين.([41])

اما في العراق، فالبلد الغني بنفطه غني بفقرائه، حيث الفقر،كما يرى ضياء الشكرجي، بحد ذاته يمثل أرضية خصبة لنشوء الإرهاب، عبر استغلال القوى الإرهابية لعوز الفقراء وعطل العاطلين، وتوظيفهم للعمل الإرهابي.([42])وكأن هناك علاقة جدلية بين الفقر والإرهاب، فالإرهاب ينمو ويزدهر في ظل الفقر ومجتمعات التهميش، كما أن ضحايا الفقر هم في الغالب من ضحايا الإرهاب، سواء كانوا ضحايا مباشرين أم غير مباشرين، والنتيجة أن أسراً وعوائل بالكامل تُزج عنوة في فقرٍ مدقع، بعد أن تفقد مُعيلها أو تنتهي قدرته على العمل.([43])

ويشخص الفريق احمد البياتي،الوكيل الاقدم في وزارة الداخلية العراقية، دوافع الارهاب بالاتي:

1- سياسية لتحقيق اهداف سياسية اوتصفية خصوم سياسيين.

2- اقتصادية، بسبب الشعور بالظلم من عدم توزيع الثروات بشكل عادل او عدم توفير فرص للعمل والعيش الكريم.

3 – ويوجد هناك عامل مشترك وهو التهميش والعنف الذي يولد العنف والقوة والاقصاء.([44])

المطـــلب الثاني: غايات سياسية-استراتيجية

والغاية لغة،غاية: (اسم)،الجمع: غايات و غاي،الغَايَةُ: النهايةُ والآخِر،غايتُك أَن تفعل كذا: نهاية طاقتك، وغايةُ الأَمر: الفائدةُ المقصودة منه.([45])وعند اقترانها بالسياسة والاستراتيجية تصبح كما نرى الاسباب الواجب تحققها للوصول إلى هدف ما،وتحقيقه.

ويبدو جليا ان لدى الطرفين، تنظيم"الدولة"وبوكو حرام، مرام يسعون لنيلها من وراء اعلانهما البيعة وقبول البيعة على التوالي.

فالمنفعة التي ستجنيها حركة بوكو حرام تتمثل في الحاجة إلى دعم التنظيمات الجهادية، من أجل مواجهة الحرب المفتوحة من جانب القوة الإقليمية الإفريقية المتصدية لإرهاب «بوكو حرام»، مما جعل التنظيم يقاتل على أكثر من جبهة، مما أدى إلى حدوث خسائر بشرية كبيرة في صفوفه مؤخرًا، إضافةً إلى خسارة عددٍ من المدن التي كان يسيطر عليها، نتيجة الضربات القوية التي تعرض لها من قوات التحالف.([46])لذا تمثل بيعة الحركة لتنظيم الدولة سيمكنها من امتلاك معين لا ينضب من الموارد وخاصة البشرية منها. في حين يصف الخبير المغربي في الجماعات الإسلامية محمد ضريف، خطوة التنظيم النيجيري بالشكلية في الدرجة الأولى لا أكثر، خصوصاً أن"بوكو حرام"سبق لها أن أعلنت"بيعتها"لتنظيم"القاعدة"في وقت سابق، ويشير إلى أنها تستهدف الحصول على دعم"داعش"في أكثر من مجال، لا سيما أنها تعتقد بوجود أرضية قوية له على الأرض الليبية من الممكن الإستفادة منها.([47])وكذلك يرى الاكاديمي النيجيري، الخضر عبد الباقي محمد، أن إعلان بوكو حرام انضمامها إلى تنظيم الدولة هو رسالة سياسية وإعلامية أكثر منها واقعية.([48])

أما المنفعة التي سيجنيها تنظيم"الدولة الاسلامية"فكثير حسب اعتقادنا، ومنها إن تلك البيعة تمثل له انتصارًا جديدًا في ظل الحرب القائمة ضده في العراق وسوريا؛ حيث يُثبت التنظيم أنه قادر على التمدد والانتشار خارج حدود دولته برغم التحالف الدولي ضده، وأنه قادر على تثبيت استراتيجيته التي تقوم على أن التنظيم يتمدد ولا ينحسر.([49]) كما تُحَقِّق هذه البيعة نصرًّا إعلاميا لتنظيم الدولة؛ فكأنه يقول لمناصريه ومناوئيه على حد السواء: إن تنظيم الدولة الإسلامية يتمدَّد في فضاءات بعيدة من مركزه في العراق وسوريا.([50])كذلك يوفر التقارب بين التنظيمين تعاون استراتيجي كبير يشمل المال والسلاح والرجال.

أستنتاج: ان التقارب بين تنظيم"الدولة الاسلامية"وحركة بوكوحرام، يرجع إلى وحدة المنابع الفكرية التي يستقوا منها كلا التنظيمين الارهابيين، كوجوب اقامة الدولة الاسلامية باستخدام السلاح،وتكفير المجتمعات وعدم الاعتراف بالحدود بين الدول،وغيرها من الافكار التي نجدها في فتاوي تعود بعضها إلى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب. كذلك سيعود هذا الاندماج (البيعة)على الطرفين بمنافع عدة،فمن ناحية تنظيم"الدولة"هناك فائدة اعلامية وإرضاء للرغبة التوسعية لديه، ومن ناحية حركة بوكو حرام، الانتفاع من الزخم الذي يعطيه خبر البيعة، في مواجهة التحالف الافريقي، وفي استدرار المساعدات المالية والمدد البشري من باقي التنظيمات الجهادية التابعة لتنظيم الدولة في افريقيا.

المبحث الثالث: مستقبل العلاقة بين تنظيم"الدولة الاسلامية"وحركة بوكو حرام

يواجه تنظيم"الدولة الاسلامية"وحركة بوكو حرام، صراعا داخليا مع حكومات الدول التي هم فيها، وصراعا خارجيا مع تحالفات دولية مناهضة لتوجهاتهم. وبالتالي يتوقف مستقبل العلاقة التي تربطهما على تحملهما لجميع الظروف المعادية لهما، وإن انهيار أي طرف منهما قد يشكل خطرا على الطرف الاخر، فالمعركة مصيرية بالنسبة لهما. فتنظيم"الدولة الاسلامية"ورث تدريجيا تنظيم القاعدة الأم، ومن المتوقع ان يرث فروعها او معظمها في مختلف انحاء الشرق الاوسط والعالم.([51])

المطلب الاول: النجاح والاستمرار

إن أولويات القوى الكبرى في علاقاتها مع إفريقيا، باتت تتركز على ضمان وارداتها من مصادر الطاقة والمواد الخام الازمة لصناعاتها الاستراتيجية، هذا بالإضافة إلى فتح الاسواق الافريقية أمام سلع ومنتجات هذه القوى، الامر الذي يخرج تلك الأولويات عن كونها شأنا تجاريا او اقتصاديا محضا، لتصل إلى مصاف الضرورات الاستراتيجية الملحة، بحكم ما يعبر عنه من مصالح كبرى لجانب هذه القوى.([52])ومن هنا جاء التدخل الدولي بقيادة فرنسا لحماية مصالحها من خطر الجماعات الجهادية المسلحة، مع اقتراب الاخيرة من حقول النفط وموارد الطاقة. حيث أشار وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان الى إن فرنسا تتجه لزيادة قواتها المكلفة بمواجهة المتشددين في غرب افريقيا لدعم قوة اقليمية تقاتل جماعة بوكو حرام.([53])

ولغرض مواجهة هذه التحديات اعلنت بوكو حرام مبايعتها لتنظيم الدولة، لتدخل مقامرة البقاء والنجاح او الفشل والفناء.

فإذا كتب لهذا التقارب النجاة من الاخطار الداهمة والانحناء امام العاصفة، فسيزيد ذلك من فرص التنظيمين في التمدد اكثر،واكتساب المزيد من المتطوعين والداعمين. فمستقبل نماذج القاعدة فى إفريقيا قابل للانتشار والزيادة، ما دام هناك الفقر، والبطالة، والفساد، وعدم وجود عدالة فى التوزيع، وعدم قيام رجال الدين الاسلامى بمهامهم على الوجه الأكمل، إضافة إلى الانتهاكات الصارخة التى تقوم بها حكومات بعض الدول الإفريقية تجاه مواطنيها ومعارضيها.([54])

المطلب الثاني: الفشل والانفصال

ويعد احتمال انهيار الوجود المسلح للتنظيمين الارهابيين أمرا ممكن التحقيق إذما توفرت إرادة دولية ومحلية للقضاء على التطرف الديني، ومثيراته المتعددة. و يذهب الباحث محمد ابو رمان إلى إن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية عسكريًّا لن يخلق حالة من الاستقرار الإقليمي ولن ينقذ الدولة القُطرية العربية؛ إذ تؤشر المعطيات الواقعية إلى أننا أمام مرحلة انهيار للتوازنات القديمة من دون خلق آفاق سلمية بديلة، وهي التي كان يمكن أن توفرها الثورات الديمقراطية العربية، لكن الطريق أمامها أصبحت متعرجة ومعقدة؛ ما يجعل من سيناريو الفوضى والعنف والتفتيت السياسي والجغرافي على أسس بدائية هو السيناريو المتوقع في المدى المنظور.([55])

أما فيما يخص الارتباط بين الحركتين، فهناك من يعتقد بخطورته وإنه سيكون له عدد من التداعيات الهامة، خاصة على مستوى التنظيمات الجهادية في المنطقة، في ظل حالة التمدد الجهادي الذي تشهده المنطقة في أعقاب الربيع العربي.([56]) اما وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فتبدو متشككة في إمكانية نجاح الاندماج بين الحركتين، خاصة وأن بوكو حرام تركز بشكل كبير على الشأن الأفريقي، في حين أن قيادة داعش، المكونة أساسا من العرب، قد يكون لديها نظرة عنصرية تجاه السود بحيث يتعاملون مع بوكو حرام وزعيمها شيكو بشكل دوني.([57]) وقد اعلنت الحكومة النيجيرية ان مبايعة جماعة بوكو حرام تنظيم"الدولة"يعتبر مؤشر ضعف وتاتي نتيجة الضغوط التي تمارسها نيجيريا والدول الحليفة لها على المتمردين الجهاديين. وقال المتحدث باسم الامن القومي مايك عمري ان المبايعة تعتبر"عملا يائسا وتاتي في وقت تتعرض فيه بوكو حرام لخسائر فادحة".([58]) وفي هذا الاتجاه اشار محمد يوسفو، رئيس دولة النيجر، إلى ان حركة بوكوحرام لا مستقبل لها.([59])

في حين يشير عامر راشد إلى ان معالجة أسباب ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة لا يقل أهمية عن مواجهتها بالقوة، فبقاء تلك الأسباب سينتج عنه في المستقبل ظهور جماعات ربما أكثر تطرفاً، المثال على ذلك تنظيم (داعش) بالقياس إلى تنظيم (القاعدة)، وسيطرة الجناح المتشدَّد على حساب الجناح المعتدل نسبياً داخل"حركة الشباب المجاهدين"الصومالية، بعد التدخل العسكري الأفريقي في الصومال، واستمرار وجود البيئة الاجتماعية الحاضنة للتطرف.([60])

أستنتاج: يتأرجح مستقبل العلاقة بين التنظيمين الارهابيين، على ما يبدو، حسب فرصة بقائهما اولا، حيث يتعرضان إلى هجمة دولية ومحلية، وعلى مستوى التعاون والقبول بينهما ثانيا، فالتباعد المكاني واختلاف التوجهات، قد يجعل الايام القادمة تأتي بحوادث ومواقف ليست متوقعة. عدا ذلك، يبدو ان اعلان البيعة كان فيه المنفعة والمصلحة للطرفين، فتنظيم الدولة ازداد عدد مواليه وجنوده وتوسع تأثيره وتمدد، بالاضافة إلى الاثر الاعلامي الكبير. في حين بوكو حرام النيجيرية، انضوت تحت جماعة ذات خبرة طويلة وقدرات مالية واسعة وارتباطات وتشعبات دولية ساندة وإن في الخفاء، كل هذا يعطي لبوكو حجما اكبر ويرفع مرتبتها في مواجهة تحديات الداخل والخارج.

الخاتمة

من المواضيع المقلقة، بعد بروز وتغول تنظيم"الدولة الاسلامية"وإدعائه الخلافة، حصول الاخير إلى بيعات متعددة من مختلف انحاء العالم، ومنها حركة بوكو حرام النيجيرية.

ويبدو ان كل مجموعة ارهابية تعطي ولائها لتنظيم الدولة تزيده قوة وهو في مكانه الذي هو فيه ونفوذا في المكان الذي فيه تلك المجموعة. لكن الذي يميز الحركة قيد البحث،بوكو حرام، عن غيرها من الحركات المتشددة، ان لديها تاريخا طويلا مع استخدام الارهاب والقتل والعنف الاعمى، بالاضافة إلى سيطرتها على ثلث مساحة البلاد، فيما تقوم بمهاجمة المناطق المتبقية من شمال نيجيريا.

وعند البحث في اسباب ودواعي التقارب بين التنظيمين، تبين لنا ان هنالك مجموعتين من الاسباب: اولها، الأسس الفكرية التي تجمعهما، ويتعلق اغلبها بضرورة قيام الدولة الاسلامية سبيلهم الوحيد لذلك القتال(الجهاد). كذلك رفض المجتمعات التي هم فيها ومحاربة الحكومات وتكفيرها،مستندين في ذلك إلى فتاوى بعض العلماء، كأبن تيمية.

ثانيها، غايات ومصالح ومنافع سياسية واستراتيجية، تدفع هكذا حركات ارهابية إلى التوحد والاندماج. وبدا لنا ان لتنظيم الدولة دوافع في هذا الشأن، منها أعلامية ومنها توسعية ومنها فتح جبهات اخرى قد يتدفق منها – عند الحاجة- الرجال والسلاح. أما من جانب بوكوحرام، التي تواجه حملة حكومية ودولية شرسة، كان اعلان البيعة لتنظيم الدولة، بمثابة الانضواء تحت قطب ارهابي اقوى، لتحصل منه على الاعتراف والدعم والنصيحة،وهذا ما حصل بالفعل.

وفي مجال استطلاع مستقبل هذه الاتحاد بين التنظيمين، يرشح لدينا اتجاهين: الاول يتوقع النجاح للعلاقة التي تربطهما والاستمرار، بناءا على معطيات منظورة، حيث العجز المحلي عن كبح جماح التنظيمين وتردد دولي للتصدي للرايات السوداء ما دامها لا ترفع فوق مدنهم. الاتجاه الثاني يرى ان الفشل مصير هذه الحركات، فهناك رفض شعبي عالمي لافعالهما الاجرامية، كذلك تشكل تحالفات عالمية لمساعدة الحكومات المحلية في القضاء على الارهاب واستئصال شأفته. والايام كفيلة بالكشف عن أي التوقعين سيرى النور.

المصادر

الكتب:

  1. عبد الباري عطوان، الدولة الاسلامية الجذور التوحش المستقبل، ط1، دار الساقي، بيروت-لبنان، 2015.

الدوريات:

  1. ئاسو احمد،حركة بوكو حرام النيجيرية، مجلة الحوار، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/3UK9FO
  2. احمد مرتضى، جماعة بوكو حرام، مجلة قراءات افريقية،العدد12،تصدر عن المنتدى الاسلامي،حزيران2012.
  3. خلافة بوكو حرام في نيجيريا، صحيفة العرب، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/pA7Xdn
  4. علي بكر،القاعدة الافريقية، مجلة السياسة الدولية،مركز الاهرام،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/8JgUxN
  5. محمد فتحي، زعيم حركة بوكو حرام النيجيرية، صحيفة اليوم السابع، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/E9W5Cj
  6. نيجيريا تعتبر مبايعة بوكو حرام لداعش مؤشر يأس،صحيفة الغد،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Nb6Du4

الدراسات:

  1. اكرم الحجازي، مدخل إلى السلفية الجهادية ومشروعها الجهادي(نموذج العراق)،المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، عمان-الاردن، 2008.
  2. بوكو حرام...تشريح الازمة، دراسة لموقع العلاقات الدولية،بريطانيا،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/OfVmZ1
  3. بوكو حرام...ماوراء العناوين، دراسة لجامعة بوسطن، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/ibiqi9
  4. بوكو حرام ومبايعة تنظيم الدولة الاسلامية، مركز الروابط للبحوث،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/hJccQy
  5. رايان مايرو، دراسة خاصة عن بوكوحرام،مشروع كلاريون، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/JzfRvz
  6. سيدي احمد ولد الامير،بوكو حرام والسياقات المتداخلة،مركز الجزيرة للدراسات،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/lRDRbf
  7. كمال الدين شيخ،التنظيمات الجهادية واثرها على الامن القومي،مركز الجزيرة للدراسات،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Zw8jd3
  8. محمد ابو رمان،ملف تنظيم الدولة الاسلامية، مركز الجزيرة للدراسات، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/DPq9ky
  9. نجلاء محمد،الثروة النفطية والتنافس الدولي في افريقيا،مركز البيان للدراسات، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/QUe6fR
  10. هيثم مناع، خلافة داعش من هجرات الوهم إلى بحيرات الدم، الجزء 1، اصدار المعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان، آب \2014، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/5CxzwE.
  11. هيثم مناع، خلافة داعش صناعة التوحش، الجزء 2، اصدار المعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان، آب \2014، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Lgpilw
  12. هيثم مناع، خلافة داعش شبكات التمويل والدعم، الجزء 4، اصدار المعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان، آب \2014، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/FJ9AD6.

مقالات:

  1. ISIS، ISIL Or Islamic State What's In A Name، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/1wpaXC.
  2. The concept of Islamic state،Mohamad Nasran،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/8q8z5g.
  3. What is Islamic State، BBC News، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/u0M9i5.
  4. احمد كاظم البياتي،الارهاب والامن في العراق،مجلة سطور، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/cGmPsK
  5. استراتيجية بوكو حرام، موقع المسلم، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/9ojQU6
  6. انرو ولكر، من هي بوكوحرام؟،تقرير المركز الامريكي للسلام، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/4aeft8
  7. بوكو حرام، وكيبيديا، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/kKyu8W
  8. بوكو حرام،بوابة الحركات الاسلامية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/vL1hzu
  9. بوكو حرام تنظم لداعش، موقع الامواج السعودية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/tjWFNd
  10. بوكو حرام ل داعش،صحيفة النشرة الالكترونية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/qQczjQ
  11. بوكو حرام من الدعوة السلمية إلى الجهاد المسلح،بوابة الحركات الاسلامية،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/AzV9op
  12. بوكو حرام والقاعدة تجدان ارضا خصبة في نيجيريا، السي ان ان،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/bg6mSN
  13. ترحيب اممي بتشكيل قوة لمواجهة بوكوحرام، موقع الجزيرة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/cc1wv5
  14. تقرير منظمة الشفافية عن الفساد في نيجيريا، شبكة المعلومات الدولية: https://goo.gl/DWFDXP
  15. تنويه فرنسي بدعم قطر وتركيا لتنظيم داعش، المسلة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/an5wU4..
  16. حسن لطيف كاظم،قصة الفقر في العراق،موقع نقاش، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/OZd0L5
  17. خبير امريكي،بوكو حرام نسخة من تنظيم"الدولة الاسلامية"،بوابة الحركات الاسلامية،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/6cvZbI
  18. الخضر بن عبد الباقي،العوامل الداخلية لازمة نيجيريا،موقع الجزيرة،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/mCHO1v
  19. صبري محمد خليل، جماعة بوكو حرام:نشأتها وأصولها الفكرية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/5PHKZq
  20. ضياء الشكرجي،مصانع الارهاب:الفقر،الجهل،الدين، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/1ldg64
  21. عامر راشد، تحالف قطع الرؤوس بين داعش وبوكوحرام، موقع سبوتنك،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/7nMGv0
  22. عبد الغني عماد، السلفية الجهادية او الفرقة الناجية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/LG1AMS
  23. فرنسا تتجه لزيادة قواتها في غرب افريقيا، موقع رويتر، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Hc5A9H
  24. مازن شندب، من الذي يشتري النفط من داعش، شبكة المعلومات الدولية: http://hakaek.net/?p=17075..
  25. محمد عبد السلام فرج،الجهاد لفريضة الغائبة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/ECIiXI
  26. محمد يوسف، وكيبيديا، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/kE4cfP
  27. معجم المعاني، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/x5ykAO
  28. وكيل الازهر الاسبق تنظيم داعش مجرد عصابات وهدفه إرهاب الناس للحصول على الأموال، شبكة المعلومات الدولية: http://misrelwatan.com/video/77812.html

مقاطع فيديو:

  1. خطبة ابوبكر البغدادي،زعيم تنظيم"الدولةالاسلامية"، عن اليوتيوب: http://goo.gl/hTjATQ
  2. كلمة لرئيس النيجر محمد يوسفو،عن اليوتيوب: https://goo.gl/RvGRHb
  3. كلمة ابو محمد العدناني،المتحدث بأسم تنظيم"الدولة الاسلامية"، عن اليوتيوب: https://goo.gl/urZGBF

نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، قناة الميادين، الرابط على اليوتيوب: www.youtube.com/watch?v=8u8UK3Jo4oo

 

[1]- The concept of Islamic state،Mohamad Nasran، شبكة المعلومات الدولية:

 http://www.grandestrategy.com/2009/03/4484848491219the-concept-of-islami...، ص1.

[2]- ISIS، ISIL Or Islamic State What's In A Name، شبكة المعلومات الدولية:

 www.npr.org/blogs/parallels/2014/09/12/347711170/isis-isil-or-islamic-st...، ص1.

[3]- اكرم الحجازي، مدخل إلى السلفية الجهادية ومشروعها الجهادي(نموذج العراق)،المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، عمان-الاردن، 2008، ص24.

[4]- عبد الباري عطوان، الدولة الاسلامية الجذور التوحش المستقبل، ط1، دار الساقي، بيروت-لبنان، 2015، ص 9.

[5]- What is Islamic State، BBC News، شبكة المعلومات الدولية: www.bbc.com/news/world-middle-east-29052144 ص3.

[6]- هيثم مناع، خلافة داعش شبكات التمويل والدعم، الجزء الرابع، اصدار المعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان، آب \2014، شبكة المعلومات الدولية: http://sihr.net/wp-content/uploads/2014/07/DAEESH- Forth -part1.pdf، ص4.

[7]- وكيل الازهر الاسبق تنظيم داعش مجرد عصابات وهدفه إرهاب الناس للحصول على الأموال، شبكة المعلومات الدولية: http://misrelwatan.com/video/77812.html، ص1.

[8]- هيثم مناع، خلافة داعش من هجرات الوهم إلى بحيرات الدم، الجزء الاول، اصدار المعهد الاسكندنافي لحقوق الانسان، آب \2014، شبكة المعلومات الدولية: http://sihr.net/wp-content/uploads/2014/07/DAEESH-first-part1.pdf، ص14.

[9]- نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، قناة الميادين، الرابط على اليوتيوب:

 www.youtube.com/watch?v=8u8UK3Jo4oo.

[10]- تنويه فرنسي بدعم قطر وتركيا لتنظيم داعش، المسلة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/an5wU4، ص1.

[11]- هيثم مناع، خلافة داعش صناعة التوحش، الجزء الثاني، مصدر سابق، ص3.

[12]- هيثم مناع، خلافة داعش شبكات التمويل والدعم، الجزء الرابع، مصدر سابق، ص3.

[13]- المصدر نفسه، ص 5.

[14]- مازن شندب، من الذي يشتري النفط من داعش، شبكة المعلومات الدولية: http://hakaek.net/?p=17075، ص1.

[15]- قناة الجزيرة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Qn7SpJ

[16]- انرو ولكر، من هي بوكوحرام؟،تقرير المركز الامريكي للسلام، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/4aeft8

[17]- احمد مرتضى، جماعة بوكو حرام، مجلة قراءات افريقية،العدد12،تصدر عن المنتدى الاسلامي،حزيران2012.

[18]- ئاسو احمد،حركة بوكو حرام النيجيرية، مجلة الحوار، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/3UK9FO

[19]- بوكو حرام، وكيبيديا، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/kKyu8W

[20]- بوكو حرام،بوابة الحركات الاسلامية، شبكة المعلومات الدولية: http://www.islamist-movements.com/2278

[21]- صبري محمد خليل، جماعة بوكو حرام:نشأتها وأصولها الفكرية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/5PHKZq

[22]- محمد فتحي، زعيم حركة بوكو حرام النيجيرية، اليوم السابع، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/E9W5Cj

[23]- بوكو حرام والقاعدة تجدان ارضا خصبة في نيجيريا، السي ان ان،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/bg6mSN

[24]- بوكو حرام من الدعوة السلمية إلى الجهاد المسلح،بوابة الحركات الاسلامية،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/AzV9op

[25]- رايان مايرو، تقرير خاص عن بوكوحرام،مشروع كلاريون، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/JzfRvz

[26]- خبير امريكي،بوكو حرام نسخة من تنظيم"الدولة الاسلامية"،بوابة الحراكات الاسلامية،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/6cvZbI

[27]- ترحيب اممي بتشكيل قوة لمواجهة بوكوحرام، موقع الجزيرة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/cc1wv5

[28]- احمد مرتضى، جماعة بوكو حرام، مجلة قراءات افريقية،العدد12،تصدر عن المنتدى الاسلامي،حزيران2012،ص23.

[29]- سيدي احمد ولد الامير،بوكو حرام والسياقات المتداخلة،مركز الجزيرة للدراسات،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/lRDRbf،ص3

[30]- خلافة بوكو حرام في نيجيريا، صحيفة العرب، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/pA7Xdn

[31]- بوكو حرام...ماوراء العناوين، دراسة لجامعة بوسطن، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/ibiqi9

[32]- عبد الغني عماد، السلفية الجهادية او الفرقة الناجية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/LG1AMS

[33]- محمد يوسف، وكيبيديا، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/kE4cfP

[34]- كمال الدين شيخ،التنظيمات الجهادية واثرها على الامن القومي،مركز الجزيرة للدراسات،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Zw8jd3

[35]- خطبة ابي بكر البغدادي،زعيم تنظيم"الدولةالاسلامية"، عن اليوتيوب: http://goo.gl/hTjATQ

[36]- محمد عبد السلام فرج،الجهاد لفريضة الغائبة، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/ECIiXI

[37]- كلمة ابو محمد العدناني،المتحدث بأسم تنظيم"الدولة الاسلامية"، عن اليوتيوب: https://goo.gl/urZGBF

[38]- عبد الباري عطوان، الدولة الاسلامية الجذور التوحش المستقبل، ط1، دار الساقي، بيروت-لبنان، 2015، ص 85.

[39]- بوكو حرام...تشريح الازمة، دراسة لموقع العلاقات الدولية،بريطانيا،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/OfVmZ1

[40]- الخضر بن عبد الباقي،العوامل الداخلية لازمة نيجيريا،موقع الجزيرة،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/mCHO1v

[41]- تقرير منظمة الشفافية عن الفساد في نيجيريا، شبكة المعلومات الدولية: https://goo.gl/DWFDXP

[42]- ضياء الشكرجي،مصانع الارهاب:الفقر،الجهل،الدين، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/1ldg64

[43]- حسن لطيف كاظم،قصة الفقر في العراق،موقع نقاش، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/OZd0L5

[44]- احمد كاظم البياتي،الارهاب والامن في العراق،مجلة سطور، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/cGmPsK

[45]- معجم المعاني، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/x5ykAO

[46]- بوكو حرام ومبايعة تنظيم الدولة الاسلامية،مركز روابط للبحوث الاستراتيجية،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/KJj2pg

[47]- بوكو حرام ل داعش،صحيفة النشرة الالكترونية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/qQczjQ

[48]- استراتيجية بوكو حرام، موقع المسلم، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/9ojQU6

[49]- بوكو حرام ومبايعة تنظيم الدولة الاسلامية،المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/JAPyxr

[50]- سيدي احمد ولد الامير،بوكو حرام والسياقات المتداخلة،مركز الجزيرة للدراسات،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/lRDRbf،ص3

[51]- عبد الباري عطوان، الدولة الاسلامية الجذور التوحش المستقبل، ط1، دار الساقي، بيروت-لبنان، 2015، ص225

[52]- نجلاء محمد،الثروة النفطية والتنافس الدولي في افريقيا،مركز البيان للدراسات، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/QUe6fR،ص 415

[53]- فرنسا تتجه لزيادة قواتها في غرب افريقيا، موقع رويتر، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Hc5A9H

[54]- علي بكر،القاعدة الافريقية، مجلة السياسة الدولية،مركز الاهرام،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/8JgUxN

[55]- محمد ابو رمان،ملف تنظيم الدولة الاسلامية، مركز الجزيرة للدراسات، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/DPq9ky،ص81

[56]- بوكو حرام ومبايعة تنظيم الدولة الاسلامية، مركز الروابط للبحوث،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/hJccQy

[57]- بوكو حرام تنظم لداعش، موقع الامواج السعودية، شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/tjWFNd

[58]- نيجيريا تعتبر مبايعة بوكو حرام لداعش مؤشر يأس،صحيفة الغد،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/Nb6Du4

[59]- كلمة لرئيس النيجر محمد يوسفو،عن اليوتيوب: https://goo.gl/RvGRHb

[60]- عامر راشد، تحالف قطع الرؤوس بين داعش وبوكوحرام، موقع سبوتنك،شبكة المعلومات الدولية: http://goo.gl/7nMGv0