تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 394
إلى صفحة: 415
النص الكامل للبحث: PDF icon 180523-150411.pdf
خلاصة البحث:

هو عمر بن حسن بن دحية الكلبي أبو الخطاب، عالم لغوي أديب، ولد في إحدى حواضر الأندلس سنة 546ه_ وطاف البلاد وحصل على علوم كثيرة، ودرس على أساتذة عصره في الغرب الإسلامي وفي الشرق الإسلامي ولم يترك عاصمة إلا ودخل إليها وسمع على شيوخها مثل ابن بشكوال في الأندلس وابن مضاء في المغرب وابن شقريق، وابن الجوزي في بغداد وأبي الفتح الصيدلاني في أصفهان، والغراوي في خراسان، ثم عاد إلى القاهرة وأصبح عميدًا لمدرسة الحديث فيها بأمر الملك الكامل الأيوبي حتى وفاته سنة 633ه_.

ترك ابن دحية مؤلفات عديدة أهمها: أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين، والمطرب في أشعار أهل الأندلس والمغرب، والنبراس في تاريخ بني العباس وعشرات غيرها.

ترك تلامذة حملوا علمه وفنه ونشروه في البلاد أمثال ابن الدبيثي وابن النجار، وهما من بغداد وغيرهما.

Abstract:

Umar Bin Hassan Bin Dahyah Al – Kalbi Abu Khattab، a scientist، linguistic and writer، was born in one of the capitals of Andalusia in 546 A.H and cruised the country and got many sciences، and studied the masters of his time in the Muslim West and in the Islamic East and did not leave the capital، but entered it and hard the elders like Ibin – Bashkowal in Andalusia and Ibin – Mathaa in Morocco and Ibin – Shqriq and Ibn al Jawzi in Baghdad and the pharmacist Abu Al – Fateh in Isfahan، and Al – Ghraoui in Khorasan. He then returned to Cairo and became dean of the school where the modern orders of King full Ayoubi until his death in 633 A.H.

Ibn – Dahyah is author of several books، including: Ielim Al – Nasre Al – Mubin، and singer in the poetry of the people of Andalusia and Morocco and beacon in the history of Bani Abbas and dozens of others، Leaving students carried his Knowledge and his art and publishing it in the country such as Ibn Aldpethei and the Ibn Al Najjar and two of Baghdad and elsewhere.

البحث:

موضوع البحث: الفقرة الأولى:

دراسة حول المؤلِّف وهو أَديب أَندلسي رحل في طلب العلم غربًا وشرقًا؛ وسكن القاهرة بعد أَن طاف الأَقاليم الإسلامية. وأَلَّفَ في شتَّى الفنون، وهو صاحب كتاب (المُطرِب في شعراء الأندلس والمغرب).

الفقرة الثانية:

وهو ما يتعلَّق بمؤلفاته وهي كثيرة تناولت علوم القرآن والحديث وشرح لكتب الأمثال، ودراسة اللغة العربية، ومؤلفات في حياة الرسول ومدحه، وحياة أمير المؤمنين، ومقتل الإمام الحسين  عليه السلام ، وأرخ للأدب الأندلسي وتسليط الضوء على شعراء الأندلس ووشاحيها ولغوييها وأدبائها في النظم والنثر كل ذلك من خلال ذكر شيوخه الذين درس على أيديهم في مراحل مختلفة. إذ لم يترك علمًا إلا وأخذه عن كبار علماء العربية وعلوم القرآن والحديث وحصر كتب الحديث والأطراف كلّها وأحص عدد الأحاديث التي قرآها في عواصم المغرب والأندلس أو حواضر المشرق مثل واسط وأصبهان وخراسان، ولم يترك مدينة من مدنها إلا ونزل بها واستمع إلى كبار شيوخها المشهورين حتى أنّه قرأ كتاب الطبراني المعروف بالمعجم الكبير في علوم الحديث وعدته أكثر من ستين ألف حديث، وهذا يدل على عبقرية فذة، وطموح كبير استطاع أَن يسجل ذلك في مؤلفاته التي ذكرناها. والبحث يتناول مبحثين:

أ- حياته من خلال المصادر التي اعتمدناها.

ب- مؤلفاته كما ذكرتها كتب التراجم التي تناولته، وفي هذا لم نترك شاردة ولا واردة إلا أثنينا لها.

أولاً: الفقرة الأولى:

البطاقة الشخصية:

  1.  عمر بن حسن بن علي بن فرج بن خلف السبتي ثمَّ الداني، وكنيته أبو الخطَّاب.

ولد في سبتة سنة 544ه_؛ 546ه_ أو 548ه_ ([1])  في رواياتٍ مختلفة. ويبدو أنَّ سنة 546ه_ أقرب إلى الصواب بشهادات ذوي القربى. وتوفي سنة 633ه_ بالقاهرة ([2]) وكان يُسمِّي نَفْسَهُ كما نصَّ على ذلك جلَّ المؤرِّخين بذي الحسبين، والنسبين دحية والحسين  عليه السلام ، إشارة منهُ إلى الصحابي الجليل دحية الكلبي رضوان الله تعالى عنهُ المدفون بالمزّة القديمة إحدى ضواحي دمشق وقبرهُ يُزار ([3]). أمَّا النسب الثاني فهو يُشير إلى أُمِّ جدِّهِ عليّ. وهي بنت النقيب الحسين بن موسى بن أبي البسَّام الحسيني الفاطمي نزيل مبورقة Mallorca كما ذكر ذلك ابن الأبَّار في التكملة ([4]): أّنَّ ابن النجّار أشار إلى أنَّ ابن دحية هو الذي نزل مبورقة لا جدّه علي([5]). وذكر السيوطي ([6]): أَنَّهُ من أهل بلنسية، ثمَّ عاد فنسبهُ إلى سبتة في كتابه حُسنِ المحاضرة: قال هو سبتيّ ([7])، والى حسبه ونسبه فقد طعن فيه المشارقة دون المغاربة لغاية في نفسِ بعضهم وردَّدها آخرون دون تمحيصٍ لمكانة الرجل وعلوِّ مقامِهِ بحجَّةِ أنَّ دحية لم يعقب، وهذا غير صحيح ([8]). والأندلسيون أعرف بأهله وأصله وهم أبناء بجدته: وقد جاء القدح من أحدِ أعلام عصره وهو السنهوري في حكايةٍ نعرضُ عنها. غفر الله لنا جميعًا.

2. الدراسة والنشأة:

أوَّل من أشار إليه من الأندلسيين ابن الأبَّار البلنسي م/ 658 ه_ ([9]) كذلك ذكرهُ ابن الزبير الغرناطي م/708 ه_ ([10]) قالا يُكنَّى أبا الخطَّاب ويُعرف بابن الجمّيل أمَّا أسرته فتنحدر من مدينة دانية Denia  لهذا فإنَّهُ سيتولَّى قضاء دانية مرتين بعد عودته من رحلاته الطويلة إلى المشرق الإسلامي. لكنَّ بدايته كانت في مسقط رأسه سبتة Ceuta؛ والمعلومات الأوليَّة تشير إلى دراسته المبكِّرة ومكوِّناته الثقافية الأولى وهي لا تخرج عن حفظ القرآن الكريم، وتعلُّم العربية بفروعها المختلفة من لغة ونحو وبلاغة وعروض واستظهار للقصائد الطويلة وأشعار العرب. كما درس بعض كتب الأدب المعروفة والمقرَّرة في حواضر الأندلس كما سمَّاها واحد من أساتذته المبرَّزين في هذا الفن وهو ابن خير الإشبيلي م/ 575ه_ ([11])، فقد أخذ ابن دحية هذه المفردات المنهجية على والده أوَّلاً ثمَّ على شقيقه أبي عمرو عثمان ثانيًا كما درس على شيخ آخر كان يقيم في سبتة هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله المالقي ([12]) وعلى أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عميرة الكاتب ([13]): وهو من أهل المرية لقيه في سبتة أيضًا.

كما سمع في مراكش من أبي بكر محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس العبدري سنة 565ه_ ([14])، وقرأ عليه كتاب الجمل للزجّاجي. قال عنه تصدر لإقراء النحو والأدب. وقد شرح كتاب الجمل وانفرد من الفضل بمفصله والجمل ([15])؛ وفي مراكش سمع من أبي عبد الله محمد بن حسين بن عبد الله بن حبُّوس ([16]) مولى بني العافية الذين ملكوا المغرب الأقصى أيَّام بني أُميَّة الأندلسيين وأصلهم من تازا بني المجدول. قال: لقيته سنة أربع وستين وخمس مائة بحضرة مراكش؛ ثمَّ دخلت عنده بعد ذلك في داره بمدينة فاس بدرب السرَّاجين فأخذتُ عنه وسمعت منه ([17]). ولقي في مراكش أيضًا الوزير الأعلى الوشّاح أحمد بن هردوس موشي حلل الموشّحات؛ وموشّح حبر القصائد المستملحات ([18]). وكانت مراكش يومها عاصمة الغرب الإسلامي التي تتبعها الأندلس. تغصُّ بالعلماء والأدباء والشعراء الوافدين من الأندلس ومنهم العالم اللغوي أبو القاسم السُّهيلي م/ 581ه_.

قال ابن دحية: قرأتُ عليه وسمعتُ كثيرًا من أماليه التي أملاها في معاني الكتاب العزيز وأنواره ودقائق النحو وأسراره كما قرأ كتابه التعريف والإعلام فيما أُبهِمَ من الأسماءِ والأعلام ([19]) مع اختلاف في التقديم والتأخير.

وفي مراكش سمع من أبي محمد القاسم بن عبد الله الرعيني م/571ه_ العالم اللّغوي النحوي المعروف بابن شقريق وحفظ من شعرهِ الكثير في أهل البيت  عليهم السلام  قاصدًا الحسين بن علي وخصَّهُ بأشعار كثيرة وشهد جنازته. قال ابن دحية: أنشدني كثيرًا من شعره واقتصر آخرًا على تقريظ سيِّدنا أبي عبد الله الحسين  عليه السلام  ووصف مآثره ونظمَ جواهر مفاخره راغبًا في شفاعة جدِّه سيد ولد آدم صلَّى الله عليه وعلى آله من بعده.

سمعت الشيخ الفقيه رأس العدول بسبتة أبا عبد الله محمد بن الحسن بن عان يقول: رأيت رسول الله  صلى الله عليه وآله  فقال لي: بشر عبد الله بن شقريق بالجنة وأشار بإصبعه المقدَّسة الى وجهه الكريم فبعد أيَّام قلائل ظهرت بوجهه بثرة صفرة جدًا فلم تزَل تعظم حتى أتت على جميع وجهه وتوفي رحمه الله سنة إحدى وسبعين وخمس مائة وهو في عُشرِ الثمانين سنة وشهدتُ جنازتَهُ ([20]). وبقي أبو الخطَّاب يجولُ بنشاطٍ وحيوية في حواضر المغرب للدراسة على شيوخ العصر من أمثال أبي عبد الله اللَّواتي ([21]) وابن حبُّوس المار الذكر. درس على شيخه اللَّواتي سنة 566ه_ - 567ه_ في فاس كتاب الموطأ لمالك. وفي هذه المدينة المباركة درس على أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن مضّاء القرطبي اللخمي أمام النحويين وقاضي القضاة بقية أعلام مشيخة الأندلسيين وروى عنه قائلاً: أنشدني ابن مضّاء قال: أنشدني الفقيه الإمام المفسِّر النحوي الأصولي القاضي بمدينة المرية أبو محمد عبد الحق بن الإمام أبي بكر غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي يمدح الملثمين (المرابطين) ملوك المغرب المتقدِّمين:

إذا لثموا بالربط خلت وجوههم
وإنْ لثمِّوا بالسابرية أظهروا
 

 

أزاهرَ تبدو من فتوقِ كمائمِ
عيونَ الأفاعي من جلودِ الأراقمِ([22])
 

 

قال: وأنشدني شيخنا أيضًا (ابن مضَّاء): أنشدنا أستاذ المُقرئين الفقيه الخطيب القاضي بإشبيلية أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرّعيني قال: أنبأنا الإمام حافظ أهل زمانه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري في كتاب إلينا:

لئن أصبحت مرتحلاً بشخصي
وكن للعيان لطيفُ مَعْنَى
 

 

فروحي عندكم أبدًا مُقيمُ
لهُ سأل المعاينة الكليمُ ([23])
 

 

وفي هذه السنة (567ه_) عاد ابن دحية إلى مراكش مرَّةً أخرى ليشهدَ جنازة أستاذه العبدري ([24]) الذي توفي بالحضرة يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة ودفن يوم الأربعاء سنة 567ه_ ثمَّ عاد إلى سبتة سنة 569ه_ ليجدَ أمامه أبا إسحاق إبراهيم بن يوسف بن عبد الله الحمزي ([25]) الحسني الذي توفي في تلك السنة الملقّب بقرقول وآخرين يطول ذكرهم وقد سمَّاهم في كتابه (المطرب). كما ذكر بعض زملائه وأصدقائه في حلقة الدرس في المدارس التي حضرها وإياهم عند شيوخ العصر وعلماء المِصْر، منهم أبو عبد الله الرصافي محمد بن غالب البلنسي الشاعر المعروف، وابن هردوس الوشّاح المار الذكر ([26])، كما لقي الوزير الكاتب الناظم الناشر أبو يحيى بن عبد الغني المعروف بابن الجنان ([27]) بمدينة مراكش سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة. قال: أنشدني الوزير أبو الأصبع بن رشيد وقد هطلت بأشبيلية سحابة بقطر أحمر يوم السبت الثالث عشر من صفر عام أربعة وستين وخمس مائة:

لقد آنَ للناس أنْ يقلعوا
 

متى عَهِدَ الغيثُ يا غافلاً
 

أظُنُّ الغمائمَ في جوِّها
 

 

ويمشوا على المنهج الأقومِ
 

كلون العقيق أو العندمِ
 

بكت رحمةً للورى بالدمِ ([28])
 

 

ولم يُغادر هذه الحواضر إلاَّ بعد أنْ قوى عوده واستدَّ ساعده وأتقنَ دروسَهُ الأوليَّة لم يكتفِ الطالب بهذه المواد وأراد المزيد في المعرفة والعِلم وأن يقرأ أُمهات الكتب في مواردَ أخرى في علوم القرآن والحديث والفقه والأصول. وهذه المرَّة عزم على الرحلة إلى موطن آبائه الأندلسيين في مالقة وإشبيلية وقرطبة وغرناطة وشاطبة وشريش وغيرها من المدن الأندلسية. ويذكر لنا ابن دحية عبر هذه المدن أسماء الشيوخ والمؤلَّفات التي قرأها عليهم من موطأ مالك، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وجامع الترمذي وغيرها من كتب الصحاح، ولم يترك رواية إلاَّ ذكرها في مؤلَّفاته خاصَّة في كتابه المطرب، وتنبيه البصائر، وكتاب أعلام النصر المبين، وغيرها من الكتب، ويبدو أنَّ قدمه وطأت أرضَ الأندلس عام 572هـ، وفي هذه السنة نجده في إشبيلية كما نصَّ هو على ذلك؛ وروى عن ابن خير أخبار تميم ابن المعزّ الفاطمي؛ وبعض أخبار المعتمد قال ابن دحية: ووفاء السلطان تميم مشهور، وعلمَ ذكره منثور. "حدَّثنا غير واحدٍ من شيوخنا (رحمهم الله) منهم الفقيه المحدث المقيَّد المقرأ اللغوي أبو بكر محمد ابن خير بمسجده بإشبيلية سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة قال حدَّثنا الفقيه القاضي المقرأ الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح قال أنبأنا حافظ الأندلس الفقيه العالم أبو محمد علي بن سعيد بن حزم في كتابه إلينا قال: حدَّثنا أبو البركات محمد بن عبد الواحد الزبيري من ولد عبد الله بن الزبير قال حدَّثنا أبو علي حسين ابن الأشكري المصري قال كنت من جلاّس تميم بن أبي تميم، وممَّن يخف عليه جدًا قال فأرسلَ إلى بغداد فابتيعتْ لهُ جارية رائعة فائقة الغناء فلمَّا وصلت إليه دعا جلساءَهُ، قال: كنتُ فيهم، ثمَّ مدَّت الستارة وأمرها بالغناء فغنَّت:

وبدا له من بعدِ ما اندمل الهوى
يبدو كحاشية الرداءِ ودونه
فالنارُ ما اشتملت عليه ضلوعه
 

 

برقٌ تألَّقَ موهنًا لمعانُهُ
صعبُ الذرى متمنّعٌ أركانُهُ
والماءُ ما سمحت به أجفانُهُ ([29])
 

 

قال فأحسنت ما شاءت. فطرب تميم وكلّ مَنْ حَضَر، ثمَّ غنَّت:

ستُسليك عمَّا فات دولةُ مُفضِلِ
 

ثنى الله عِطفيه وألَّفَ شخصَهُ
 

 

أوائِلُهُ محمودةٌ وأواخرُهُ
 

على البَرِّ مُذ شُدَّت عليهِ مآزِرُهُ
 

 

قال: فطرب تميم ومن حضر طربًا شديدًا قال: ثمَّ غنَّت:

استودع الله في بغدادَ لي قمرًا
 

 

بالكرخ من فلك الأزرار مطلعُهُ ([30])
 

 

قال: فأشتدَّ طرب تميم وأفرط جدًا ثمَّ قال لها: تمنّي ما شئتِ فلكِ مناله.

فتمنَّى عليه أن تغني هذه الأبيات في بغداد فيجهِّز لها محملاً، ويوكل به أحد رجاله. ثمَّ تذهب في رحلة إلى الديار المقدَّسة ومنها إلى العراق، ويفقدها الركب قريبًا من بغداد، ولا يجدُ لها أثرًا ويعود الموكول بها إلى مصر خالي الوفاض ويخبر تميم بالقصة فيشتدُّ به الغمّ والهمّ . وأنشدنا الفقيه الأستاذ المحرز لقصب السَّبق في كلِّ خير أبو بكر محمد بن خير قال: أنشدنا الوزير أبو الحسين بن سِراج بن عبد الملك بن سراج كبير دار الخلافة المنفرد بالشرف والإنافة يخاطب الملك الراضي بن المعتمد على الله أبي القاسم محمد بن عبَّاد([31]).

وحول هذا الوزير قال ابن دحية ورحلتُ إلى قرطبة أم بلاد الأندلس فأنشدني الشيخ الفقيه المحدث المؤرِّخ القاضي بأركش (Arcos) أبو القاسم بن بشكوال (Pascual) قائلاً: قال: أنشدنا أبو الحسين بن سراج لنفسه:

بُثَّ الصَّنائع لا تحفل بموقعها
 

فالغيثُ ليس يبالي أينما انسكبت
 

 

مِنْ آمِلٍ شَكَرَ الإحسان أو كَفَرا
 

مِنْهُ الغمائِمُ تُربًا كان أو حَجَرا ([32])
 

 

وفي قرطبة أخذ ابن دحية العلم على أبي الحكم علي بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز اللَّخمي الشريشي، أخذت استدراكه على الوزير أبي عبيد البكري في معجم ما استعجم وذلك نحو من أربعمائة موضع قائلاً: " وسمعتُ من لفظِهِ أوهام ابن قتيبة في المعارف وصحبته كثيرًا، واستجزتُهُ في جميع ما رواهُ وألَّفَهُ فأجازَ لي ولأخي الحافظ أبي عمرو؛ وقد شَهِدتُ جنازتهُ بعد هذا التاريخ سنة 584ه([33]).

وحينما رحل ابن دحية من سبتة إلى الأندلس سنة 572هـ كان لا بُدَّ لهُ أن ينزل مالقة في الشاطئ الآخر؛ هناك وجد أستاذَهُ الذي قرأ عليهِ أيَّام صباه في سبتة الفقيه المحدث الصالح أبا محمد عبد الله بن عمر بن عبيد الله بن سعيد بن محمد بن ذي النون الحجري من أهل المرية وأصله من طليطلة (Toledo). كان يروي أخبار المعتصم بن صمادح عن أبيه أبي الأحوص. روى عنهُ صحيح البخاري ([34]) عن شريح بن محمد بن شريح؛ وصحيح مسلم عن ابن زغيبة ([35]). كذلك لازم صاحب الأحكام في المدينة الفقيه العالم أبا الحسن صالح بن عبد الملك بن سعيد الأوسي المعروف بالقنترال (Contral)، وقد ذكر ابن دحية شيوخ الأوسي كما ذكر الكتب التي قرأها وأهميتها ([36]) ثمَّ أضاف صفته قائلاً كان شيخًا جليلاً محدثًا فقيهًا فاضلاً أصيلاً لقي قاضي الجماعة أبا الوليد محمد بن أحمد بن رشيد وقد سمع عليه صحيح مسلم، ومن هنا يبدو أنَّ ابن دحية قد درس عليه هذا الكتاب وحفظ أكثر من رواية وإسناد. وفي هذه المدينة أيضًا سمع على الشيخ الفقيه المقرئ الخطيب المحدّث أبي جعفر أحمد بن اليتيم البلنسي بجامع مدينة مالقة كما أشار هو عنه قائلاً: " أنشدنا العالم الزاهد المقرئ الأديب المتصوُّف أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن عطا الله الصنهاجي المشهور بالعريف:

سلوا عن الشوق من أهوى فأنَّهم
 

ما زلتُ مُذ سكنوا قلبي أصونُ لهم
 

وفي الحشا نزلوا والوهمُ يجرحهم
 

حلُّوا الفؤادَ فما أندى، ولو وطئوا
 

لأنهضنَّ إلى حشري بحبِّهمُ
 

 

أدنى إلى النَّفس من وهمي ومن نفسي
 

لحظي وسمعي ونطقي إذ همو أُنسي
 

فكيفَ قرُّوا هل أذكى من القبسِ
 

صخرًا لجاد بماءٍ مِنْهُ مُنْبجسِ
 

لا بارك اللهُ فيمن خانهم فنسي([37])
 

 

وكان في المرية سنة 573هـ إذ سمع من الوزير الفقيه المحدث الكاتب العدل أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن عميرة الكاتب ([38]) هذه الرواية: قال: سمعت الوزير الكاتب أبا نصر الفتح بن عبيد الله القيسي (ابن خاقان) يقول: أخبرني أبو بكر بن عيسى الداني المعروف بابن اللَّبانة أنَّهُ استدعاه المعتمد ليلة إلى مجلس قد كساه الروض وشبَّه وآمتثل الدهر فيه أمرهُ ونهيهُ، فيقاه وحيَّاه وسَفَرَ لهُ بالأُّنس عن مونق مُحياَّه، فقام للمعتمد مادحًا وعلى دوحة تلك النعماءِ صادحًا فاستجادَ قوله وأفاض عليه طوله، وصَدَرَ وقد امتلأت يداه، وغمرت جوده ونداهُ، فلمَّا حلَّ بمنزلِهِ وافاهُ رسوله بقطيع وكأسٍ من بُلاَّر وقد أُترعا بصرف العقار ومعهما:

جاءتكَ ليلاً في شياتِ نهارِ
 

كالمشتري قد لفَّ من مِرِّيخِهِ
 

لُطفَ الجمود لذا وذا فتألقَّا
 

بشخير الراءونَ في نعتيهما
 

 

من نورها وغِلالةِ البُلاَّرِ
 

إذْ لفَّهُ في الماءِ جذوة نارِ
 

لم يلقَ ضدُّ ضِدُّه بنفارِ
 

أصفاءُ ماء أو صَفاء دراري([39])
 

 

وحينما وطأت قدمه قرطبة عام 574هـ قرأ كتاب الصلة على مؤلفه أبي القاسم ابن بشكوال م/ 578هـ ورواهُ فيما بعد بمدينة السلام بغداد كما ذكر تلميذه محب الدين ابن النجّار م/ 634هـ قال: أملى علينا الكاتب ابن دحية كما سمع من ابن بشكوال سنة 574هـ([40]) أخبار ولاَّدة بنت المستكفي بالله أمير المؤمنين محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر عبد الرحمن بن محمد المرواني من بني أمية بالأندلس: قائلاً: " أديبة شاعرة جزلة القول حسنة الشعر، وكانت تخالط الشعراء وتساجل الأدباء، وتفوق الرعاء ([41]) وكان ابن دحية قد قرأ في إشبيلية سنة 572هـ كتاب غريب الحديث على محمد بن خير الإشبيلي في مسجده المسمّى بالمحجّة قال: حدَّثنا الشيخ الفقيه القاضي أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث: قال حدَّثنا الفقيه القاضي بمدينة دانية وغيرها أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى التميمي: قال حدَّثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قال: حدَّثنا أبو محمد قاسم بن أصبع قال حدَّثنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في منزله ببغداد سنة ستٍ وسبعين ومائتين، وفيها مات: وحضرتُ جنازته قال: إنَّ ابن عباس ذكر عليًّا  عليه السلام  فقال: ما رأيتُ رئيسًا مجرَّبًا يزن به؛ وقيَّدناهُ من طريق اللغوي أبي مروان بن سراج يوزن به لرأيته يوم صفين على رأسِهِ عمامة بيضاء وكأنَّ عينيهِ سِراجًا سليط وهو يحمِّس أصحابه إلى أن انتهى عليَّ وأنا في كتفٍ فقال: معشر المسلمين استشعروا الخشية وعمُّوا الأصوات ([42])، وتجلبوا السكينة؛ وأكملوا اللامة ([43]) يعني الدروع وأخفوا الخنن، وأقلقوا ([44]) السيوف في الغمدِ قبل سلّها، وألحظوا الشزر وأطعنوا الشذرا أو البترا والسبرا كلاًّ قد سمعناهُ، ونافحوا بالضُّبا، وحلُّوا السيوف بالخطأ، والرماح بالنبل، وامشوا إلى الموتِ سججًا أو سججا، وعليكم الرواق المطنَّب فاضربوا ثبجة فإنَّ الشيطان راكدٌ في كِسرة نافخٌ حضنيه، مفترش ذراعيه، قد قدَّم للوثبةِ يداه؛ وأخَّر للنكوصِ رجلاه قال ذو النسبين أيَّدَهُ الله تعالى: هذه وصية عظيم نافعة لأهل الحروب جامعة لاستيفاء المطلوب. شرح غريبها ومعناها وما احتوى عليه مغزاها.

وقوله: وصلوا السيوف بالخطا، جمع خطوة وهي باع الرجل في الأرض. يقال: خطوتُ خطوة في المصدر بالفتح. هذا قول الفرّاء، وقال غيره: خطوة وخطوة بمعنى واحد. وقيل: الخطوة بالفتح الفعل، والخطوة بالضم ما بين القدمين. والمعنى أنَّهُ يقول: إذا قصرت عن الضرب تقدمتم وأسرعتم حتى تلحقوا مثل قول قيس بن الخطيم:

إذا قَصُرتْ أَسْيافُنا كانَ وَصْلُهَا
 

 

خُطانَا إلى أَعدائِنا فنضارَبِ([45])
 

 

وكان في شريش شذونة سنة أربع وسبعين وخمس مائة لقي فيها أستاذه وشيخه الفقيه المفتي اللغوي النحوي القاضي العدل أبا الحسن علي بن أحمد الامي ([46]) بهذه المرتبة وأنشدهُ لنفسه بعض أشعاره *. وفيها أخذ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن حباشة الأسدي؛  سمع منه في مسجده بهذه المدينة ([47]). الأربعينية للسلفي أبي طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصفهاني م/576هـ نزيل الإسكندرية كما قرأها من قبل على أبي بكر بن خير الإشبيلي.

وفي مرسى المنكب AL – munecar سمع من أبي محمد عبد الحق بن عبد الملك بن بونة بن سعيد العبدري المالقي م / 586هـ.

وفي غرناطة روى عن أبي بكر محمد عبد الله بن يزيد بن عبد الله السعدي الغرناطي وأصلهُ من قلعة يحصب صحيح البخاري كما سَمعه منهُ في قرطبة سنة 576هـ، وأخذ عنه كتاب الأمثال ([48]) لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم الهروي عن أبي عبد الله بن أبي الخصال ([49]) محمد بن علي الهمذاني أخبار حمدونة ابنة زياد المؤدّب قال: هي من أهل وادي آش؛ قال أنشدتني لنفسها:

أباح الدمع أسراري بوادي
 

ومن بين الظباءِ مهاةَ رملٍ
 

إذا سدلت ذوائب عليها
 

تخال البدر مات له خليلٌ
 

لها لحظٌ ترقِّدُهُ لأمرٍ
 

 

به للحسنِ آثارٌ بوادي
 

تبدَّت لي وقد ملكت قيادي
 

رأيت الصبح أشرق في الدآدي
 

فمن حزنٍ تسربلَ في السوادي
 

وذاك الأمرُ يمنعني رُقادي([50])
 

 

وفي غرناطة أيضًا يسمع صحيح الترمذي: قال: وقرأتُ بجزيرة الأَندلس بمدينة غرناطة منها: على الثقة أَبي محمد عبد الحق قاضي مالقة وأبي مروان القريشي العبدري يُعرف بابن البيطار ([51])، قال: حدثنا الثقة العدل أبو الحسن عبد الرحمن بن عفيف قال: حدثنا العالم المتبحر أبو محمد قاسم بن القيسي الطليطلي قال: حدثنا القاضي أبو يعقوب يوسف بن احمد المكي يُعرف بابن الدَّخيل، قال: أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم الترمذي، قال: حدثنا الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، قال حدَّثنا محمود بن غيلان ومحمد بن بشار قالا: حدّثنا أبو داود الطيالسي عن عمران القطان عن قتادة عن أنس عن النبي  صلى الله عليه وآله  قال: يُعطى المؤمن في الجّنة قوة كذا وكذا من الجماع، قيل يا رسول الله ويطيق ذلك، قال: يُعطى قوة مانة. وفي الباب عن زيد بن أرقم: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس من حديث عمران القطان. قال ذو النسبين أيدهُ الله وعمران القطان لا بأس به ([52]) .

  • وفي غرناطة حدَّث –أيضًا- عن أبي محمد عبد الله بن يزيد السعدي سَمع منهُ صحيح البخاري كما قرأ عليه في قرطبة من قبل سنة 576هـ ([53] وروى أخبار حفصة بنت الحاج الركوني (رقم 2064) قال: هي من بشرّات غرناطة ALpujarras رخيمة الشعر رقيقة النظم والنثر أنشدني غير واحد لها من أهل غرناطة:
  •  

ثنائي على تلك الثنايا
 

وأنصفها لا أكذب الله أنَّني
 

 

أقول على علمٍ وأنطق عن خبرِ
 

رشفتُ بها ريقًا ألذُ من الخمرِ ([54])
 

 

وفي دانية لقي أبا بكر محمد بن عبد الملك م/595هـ. بن أبي العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك الراحل إلى المشرق، وروى عنه جميع مؤلفات سلفه وأشعارهم قال: حدَّثني شيخنا المبدأ بذكره عن جدِّه أبي العلاء الذي تولَّى رئاسة الطب ببغداد أنَّهُ توفي سنة خمسٍ وعشرين وخمس مائة ممتحنًا من نغلة (جرحٌ مُتعفن) بين كتفيه. قال: والذي انفرد شيخنا به وانقادت لتخيله طباعه وأصارت النبهاء حوله وأتباعه الموشحات، وهي زبدة الشعر وخلاصة جوهره وصفوته. وهي من الفنون التي أغربت بها أهل المغرب على أهل المشرق، وظهروا فيها كالشمس الطالعة والضياء المشرق فمن ذلك قوله ([55]):

تسدلنَ ظلام الشعور
 

 

على أوجهٍ كالبدور
 

سَفرنَ فلاح الصباح
 

 

هَزَزنَ قدودُ الرّماح
 

 

ضحكن ابتسام الأقاح
 

 

كأن الذي في النحور
 

 

غيَّرن منهُ الثغور
 

 

قال ابن دحية: كان شيخنا الوزير أبو بكر بمكان من اللغة مكينٌ وموردٍ من الطلب عذبٌ معين. كان يحفظ الأشعار خاصة شعر ذي الرُّمة وهو ثلث لغة العرب مع الإشراف على جميع أقوال أهل الطب والمنزلة العليا عند أصحاب المغرب مع سموّ النسب. وكثرة الأموال والنشب ([56]). صحبته زمانًا طويلاً واستفدتُ منه أدبًا جليلاً واستجزته في جميع تصانيفه من أسلافه وتصانيفه وجميع شعره ونثره وتواليفه.

وروى عن أبي بكر بن زهر أخبار المظفر وولده المتوكل أمراء مملكة بطليوس Badajoz عن أبي محمد عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون صاحب البسَّامة في رثاء دولتهم قال: سمعت السلطان المظفر(رحمه الله) فذكر تواليفه ملّها دِقّها وجلَّها.

وأمَّا ولده السلطان المتوكل على الله فلهُ نثرٌ تسري فيه رقة النسيم، ونظم يزري بالدرّ النظيم مع جودٍ وكرمٍ خيم وأمَّا عدله فشاع في بلاده وذاع، وملأ الأصقاع والبقاع.

فمن قوله يستدعي الوزير أبا طالب بن غانم أحد ندمائه ونجوم سمائه:

أقبل أبا طالب إلينا
 

فنحن عِقد بغيرِ وسطى
 

 

واسقط سقوط الندى علينا
 

ما لم تكن حاضرًا لدينا([57])
 

 

وفي غرناطة روى أخبار حفصة بنت الحاج الركونية الشاعرة الأدبية المشهورة بالجمال والحسب والمال: قال ابن دحية ذكرها الملاحي في تاريخه (تاريخ غرناطة) وأنشد لها ممَّا قالته في أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي ارتجالاً بين يديه:

يا سيِّدَ الناسِ يا مَنْ
 

أمنُن على بطرسٍ
 

تخطُّ يمناك فيه
 

 

يؤمَّل الناس رفده
 

بكونُ للدَّهرِ عدَّهُ
 

الحمدُ للهِ وَحدهُ
 

 

وأشارت بذلك إلى العلامة السلطانية عند الموحدين. فإنَّها كانت أن يكتبَ السلطَانُ بيده بخطٍّ غليظ في رأسِ المنشور: (الحمدُ للهِ وحدَهُ) ([58]).

وأخبارها وشعرها رواها أبو الخطاب في المطرب وفي رايات المبرزين – لابن سعيد خاصة مع أبي جعفر بن سعيد، وتبادل الرسائل الشعرية فيما بينهما حتى أنَّ أبا سعيد بن عبد المؤمن غار منه أبو سعيد فحقد عليه وقتله لأنهُ كان مولعًا بها محبًا لها عاشقًا لجمالها. بقي ابن دحية فترة في غرناطة حتى ملأ جرابه بالعلم وطلب الحديث بعدها قرَّر أن يرحل إلى الجزيرة الخضراء؛ فروى صحيح البخاري على أبي محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الغافقي، وكان يروى عن أبيه وغيره؛ سمع منه ابن دحية الحديث بمسجد الجزارين داخل بلده كما كان يُقرئ كتاب الموطأ. قال عنهُ ابن الأبَّار: كان رجلاً صالحًا لم يكن عنده كبير علمٍ. توفي سنة ثمان أو تسع وستمائة ([59]).

وفي شاطبة أخذ عن الوزير الكاتب الناظم الناثر أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن مغاور قال ابن دحية: أنشدني بمنزله بمدينة شاطبة Jativa قال أنشدنا الأجل العالم الأكمل الزاهد الأفضل قاضي القضاة، وعلم الرواة أبو علي محمد بن الحسين الصدفي يُعرف بابن شكرة. قال أنشدنا الفقيه الأجل أبو زيد عبد الرحمن بن شاطر السرَّقسطي لنفسه، وكان نسيج وحده، وشاعر بلده:

ولائمةٍ لي إذ رأتني مشمِّرًا
 

تقولُ تنبَّه ويكَ من رقدةِ الصِّبا
 

فقلتُ لها: كُفِّي عن العَتْبِ واعلمي
 

 

أُهرولُ في سُبِلِ الصَّبا خالعَ العُذرِ
 

فقد دَبَّ صُبح الشيب في غَسَقِ الشَّعرِ
 

بأنَّ ألذَّ النَّومِ إغفاءهُ الفجرِ
 

 

قال: وتنسَّكَ هذا الرجل في آخرِ عمره، وراجع بصيرته في مستأنفِ أمره. وفي شاطبة أيضًا روى عن أبي العباس أحمد بن مضاء القرطبي النحوي. كما مرَّ بميورقة ويابسة ذكر ذلك في أخبار إدريس بن اليمان من أهل يابسة قال: وقد رأيت هذه الجزيرة وهي ضد اسمها لكثرة أشجارها وقصبها قال: وقد أجاز لنا الثقة أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان نسيب ابن البطي وابن بنيمان الهمذاني.

وقال أنبأنا الإمام العالم أبو عبد الله محمد بن أبي النصر الحميدي: قال أنشدني عنه ادريس بن اليمان انشدني أبو عثمان خلف بن هارون القطيني من قصيدة طويلة يمدح بها إقبال الدولة علي بن مجاهد العامري:

ثقلت زجاجات أتتنا فُرَّغًا
 

خفَّت فكادتْ تستطير بما حوت
 

 

حتى إذا مُلِئَت بصرفِ الراحِ
 

وكذا الجسوم تخفُّ بالأرواحِ ([60])
 

 

وفيها قال ابن دحية: أنشدني الأستاذ شيخ الإتقان وواحد أئمة الفرقان أبو العباس احمد بن عبد الرحمن قال أنشدنا الأستاذ أبو داود سليمان بن يحيى قال أنشدنا الأستاذ أبو الحسن الحصري لنفسه ([61]):

ضاقت بلنسية بي
 

رقص البراغيث حولي
 

 

وذاد عني غموضي
 

على غناء البعوضِ
 

 

وبقى ابن دحية ردحًا من الزمن يجول في حواضر الأندلس لم يترك عالمًا ولا شيخًا إلاّ وأخذ العلم والرواية عنه، وقرأ كتابًا في اللغة والأدب والغريب عليه. كما أنَّهُ اشتغل بالقضاء في مدينة آبائه دانية لسنتين وعلى أثر تشدُّده في بعض الأحكام الصادرة عنهُ والقساوة التي أبداها في خُلُقه أزيحَ من منصبه، قال ابن حجر العسقلاني: وقد كان ولي قضاء دانية فأتى بزامرٍ فأمر بثقب شدقهِ وتشويه حلقهِ؛ وأخذ مملوكًا لهُ فجبَّهُ وأستأصل أنثييه وزبه فرفع إلى المنصور الموحدي ملك الوقت وجاء النذير ([62]).فخرج من المدينة خائفًا يترقب وربما خرج بعدها من الأندلس كلِّها وتوجَّه نحو الجزائر وتونس والمشرق العربي ونزل بجابة، وفيها قال الغبريني: استوطن ابن دحية بجابة أيام أبي عبد الله بن يغمور، وكان ولده أبو علي يقرأ عليه؛ وروى بها أسمع وكان معتني به وكان من أحفظ أهل زمانه باللغة حتى صار حوشي اللغة عنده مستعملاً غلبًا عليه؛ وكان ينفرد ينوع يشتهر به دون غيره من الناس كما فعل كثير من الأدباء حيث تركوا طريق العرب وانفردوا الطريق الآخر لأنَّهم انفردوا به واشتهروا فيه، ولو سلكوا طريق المُعرب لكانوا فيه كآحاد الناس وكذا الشيخ أبو الخطاب ابن دحية قال الغبريني: رأيت له تصنيفًا في رجال الحديث لا بأس به ([63]).

ويفيدنا هذا الرجل بمعلومةٍ طريفةٍ جدًا وتتوافق مع ما جرى لابن دحية في المشرق من مكائد الحسّاد بقوله: " وارتحل إلى المشرق في مدَّة بني أيوب فرفعوا شأنه وقرَّبوا مكانه وجمعوا له علماء الحديث وحضروا له مجلسًا أقرُّوا فيه التقدُّم واعترفوا له أنَّهُ من أولي الحفظ والإتقان والتفهُّم. وسمعتُ أنَّهم يذكرون أحاديث بأسانيد حوَّلوا متونها، وأنَّهُ أعاد المتون المحوَّلة وعرَّف عن تغييرها ثمَّ ذكر الأحاديث على ما هي عليه من متونها الأصلية". والطريف في هذا الخبر أنَّ الحكاية نفسها وقعت لأبي عمر بن عات الشاطبي بمراكش في كتاب مسلم ببيت الطلبة منها. وهو صاحب كتاب النزهة في التعريف بشيوخ الوجهة المتوفى سنة 609هـ ([64]).

 وفي تلمسان لقي أبا الحسن بن حيون فحمل عنه. وسمَّاه قاضي الجماعة الأجزل وهو علي بن عبد الرحمن عن أبي عمران موسى بن عبد الرحمن الشاطبي ([65]).

 وفي تونس لقي ابن دحية مجموعة من شيوخها هناك وقرأ عليهم صحيح مسلم سنة 595هـ منهم أبو عبد الله بن بشكوال. وأبو عبد الله بن المناصف، وأبو القاسم بن دحمان. وصالح بن عبد الملك وأبو إسحاق بن قرقول، وأبو العباس بن سِيد وأبو عبد الله بن عميرة: وأبو خالد بن رفاعة، وأبو القاسم بن رشد الورَّاق، وأبو عبد الله الورَّاق، وأبو عبد الله القنازعي، وأبو بكر بن المغاور وغيرهم ([66]).

وفي القاهرة قال الحسن بن احمد بن عبد الرحيم البيساني كتب إليَّ الفقيه الحافظ أبو الخطاب عمر بن دحية وأجازني الرواية وشافهني بالإجازة. قال: كتب إليَّ السلطان الأجل الملك الكامل أبي المعالي محمد بن أبي بكر بن أيوب هذه القصيدة:

مالي أسائلُ برقَ بارقَ عنكم
 

وأنا المقيمُ على الوفاء بعهدكم
 

أظنَنْتم أنِّي سلوْتُ وأنَّني
 

هيهات هل يسدُّ بذكرِ مالك
 

أمنازلَ الأحبابِ أينَ أحبتي
 

 

من بعد ما بُعدتْ دياري منكُمُ
 

يا مالكينَ وفيتمُ أو خُنتمُ
 

خنتُ العهودَ فخنتمُ وغدرتمُ
 

من حبكم مَنْ للغرامِ مُتيَّمُ
 

فهمُ إذا جنَّ الظلامُ الأنجمُ ([67])
 

 

وهي قصيدة طويلة على بحر الكامل عدّتها أربعة وأربعون بيتًا؛ وقد أجاب السلطان الكامل على هذه القصيدة في هذه الورقة: الحمدُ لله لولي الحمد، وقف ولده على الأبيات التي حسُنَ شعرها، وصفا درُّها، وليس من البديع أن يقذف البحرَّ دُرًّا، وينظم الجليل شعرًا وقد اتخذت الورقة لأتنزه في معانيها وأستفيد بما أودعه فيها فالله لا يخلينا من فوائد فكرته وصالح أدعيته.

قال البيساني وأجازنا أيضًا قصيدةً يمدح بها السلطان أيضًا:

شجتني شواج في الغصونِ سواجعُ
 

وهيَّجنَ شوقًا للأراجعِ باللوى
 

مرابعُ لو أنَّ المرابعُ أنجمُ
 

ليالي لا ليلى إذا رمتُ وصلها
 

وما محنتي في الحبِّ غير عزيزةٍ
 

 

فغاضت هوامٍ للجفونِ هوامِعُ
 

وأين اللوى منِّي وأينَ الأراجعُ
 

لكانَ نجومَ الأرض تلك المرابعُ
 

يلوحُ لها من صبحِ شيبي مواقعُ
 

هي البدرُ في ليلِ النوائبِ طالعُ
 

 

يقول فيها:

هو الكامل الأوصاف والملك الذي
 

وبيضُ أياديه الكريمة في الورى
 

ويوماهُ يومان اللذان هُمّا هُما
 

فيومٌ بدا فوقَ السرير مُرفَّعٌ
 

بأسيافِهِ في الأرضِ هُدَّت كنائسٌ
 

 

تشيرُ إليهِ بالكمال الأصابعُ
 

قلائدُ في الأعناقِ هُنَّ الصنائعُ
 

إذا جمعت غلبَ الملوكِ المجامعُ
 

ويومُ ربا تحت اللّواء براقعُ
 

وشُيِّد للإسلامِ فيها جوامعُ ([68])
 

 

وزار بغداد ولقي بها الشيوخ وحدث بها؛ وكان من تلامذته ابن الدبيثي وابن النجّار قال عنه تلميذه الأول: كان له معرفة حسنة بالنحو واللغة وأنسه بالحديث فقيهًا على مذهب مالك، وكان يقول: إنَّه حفظ صحيح مسلم جميعه، وأنَّهُ قرأه على شيوخ بالمغرب من حفظه([69])، ويدَّعي أشياء كثيرة وأنَّهُ حجَّ ورحل إلى الشام وأصبهان.

أما ابن النجّار فذكر أنَّ شيخه ابن دحية دخل مرّاتٍ عديدة وسمع من عبد الرحمن ابن الجوزي وأملى عليهم نسبه؛ ومن إملائه على البغاددة كتاب الصلة لابن بشكوال وقد سمعه على مؤلفه، وكتاب المسند لأحمد. وقد رحل إلى أصفهان وسمع من أبي جعفر الصيدلاني كما دخل خراسان وسمع من شيوخها وعاد إلى بغداد وأسمع الحديث بها، وأملى عليهم معجم الطبراني الكبير وفيه أكثر من ستين ألف حديث كما ذكر هو نفسه في كتاب أعلام النصر المبين ([70]).

كما أّنَّهُ نزل مدينة واسط وسمع من أبي الفتح محمد بن أحمد الميداني ([71]). ورحل ابن دحية الى أصفهان فسمع من محمد بن أحمد الصيدلاني وشيوخ عدَّة في تلك المدينة سمَّاهم بأسمائهم في مقدّمة كتابه عن أخبار صفين منهم: الشيخ الصالح أبو القاسم عبد الواحد بن أبي المطهّر قاسم بن الفضل بن عبد الله الصيدلاني / والشيخ الصالح بقيّة المشايخ موفق الدين أبو الفتح جعفر محمد بن احمد بن نصر قراءة عليه مني بمدينة أصبهان قالوا: حدَّثنا الثقة أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قال: حدَّثنا الحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحق ونقلته من خطه وأصله بحقِّ سماعه على أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي الثقة قال: حدّثنا الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن محمد بن حنبل قائل: سمعت أبي رحمه الله يقول: وفي شهر ربيع الأول لسنة سبع وثلاثين كانت وقعة صفين انتهى كلامه ([72]).

ولم يبقَ ابن دحية كثيرًا في أصفهان بل رحل الى خراسان ودرس في مدارسها عند شيوخ أبرزهم منصور الفراوي؛ والإمام الشيخ الحافظ مفتي الفرق بخراسان العالم أبي سعيد عبد الله بن عمر ابن الصفار والشيخ الإمام أبي موسى محمد ابن أبي بكر عمر بن عيسى المديني، والشيخ الثقة أبي المكارم احمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المعروف باللَّبان، قال ابن دحية وذكر عدل نيسابور تاج الدين أبو القاسم منصور الفراوي قال: حدَّثني جدي فقيه الحرمين كمال الدين أبو عبد الله محمد بن الفضل قال: حدثنا شيخ السنة الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين ين علي بن موسى البيهقي الخسروجردي وهي قصبة من ناحية بيهق من نواحي نيسابور سماعًا قال: قتل أصحاب الإمام علي خمسة وأربعون ألفًا ومن أصحاب معاوية خمسة وعشرون ألفًا على اختلاف ذكر ذلك البيهقي في المجلد السادس من دلائل النبوة([73]).

ثم عاد ابن دحية إلى العراق ونزل مدينة أربيل في سنة ستمائة وخمسٍ وعشرين أو ست وعشرين وقد أعدَّ لملكها كتابًا عن سيرة النبي  صلى الله عليه وآله  وسمَّاهُ التنوير في مولد السراج المنير ومنه نسختان في المكتبة الأهلية بباريس رقم (1476، 3141)؛ وكان ابن دحية قد تعرَّفَ على سلطان أربيل الملك المظفر بن زين الدين سنة 604هـ وأحيا عنده حفلات دينية بمناسبة المولد النبوي قبل ذهابه إلى خراسان ([74]).

قال ابن خلكان: وسمعناه على الملك المعظم في ست مجالس ([75])، ونرى ابن دحية في القاهرة سنة 622هـ وقد دشن المدرسة الكاملية وهي مدرسة الحديث الثانية بعد مدرسة الحديث الأولى وقد أنشأها نور الدين زنكي؛ في منطقة بين القصرين في وسط القاهرة، ثم رفعه منها ووضع مكانه شقيقه عثمان.

ومهما يكن من أمر فقد بقي ابن دحية في هذه المدرسة حتى وافاه الأجل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة في يوم الثلاثاء الرابع عشر من ربيع الأول ودفن بسفح المقطم ([76]). اتفق على ذلك جلّ المؤرخين سوى ابن الزبير فقد جعلها سنة 640هـ لا سنة 633هـ.

المبحث الثاني: مؤلفاته:

من خلال الإطلاع على سيرة ابن دحية ورحلاته غربًا وشرقًا وسماعه على شيوخ عصره في الأندلس وحواضرها العلمية وجولاته في مدن المغرب العربي، وكذلك مدن المشرق الإسلامي في دمشق وحلب وبغداد و واسط وأصفهان وشيراز و نيشابور وغيرها من المدن الخراسانية، جاءنا بحصيلة وافرة من إملاءات علماء العصر، وقد حفظ كثيرًا من النصوص اللغوية والأدبية وثقافة واسعة واطلاع كثير على كتب التراجم والسير والتاريخ والأمثال واللغة وعلوم القرآن والحديث لهذا فقد كان ابن دحية شاعرًا أديبًا لغويًا ونحويًا، وفقيهًا محدثًا بشهادات تلامذته ومريديه على اختلاف آرائهم ومذاهبهم؛ وقد أثنى هؤلاء العلماء من تلامذته على محفوظاته الغزيرة ورواياته الكثيرة؛ وهذه الشهادات التي جاءت من هنا وهناك على الرغم من التجريح الذي صدر عن بعضهم لكنَّها مجملاً تشير إلى ذكائه وعبقريته وفطنته. كما يتضح من هذه الوثائق العدد الهائل من الكتب التي صنَّفها عبر مسيرته الطويلة أثناء تنقلاته في مدن المشرق الإسلامي ومغربها، وهذه الكتب هي الوحيدة التي تقدّم الدليل على عمله وفضله في جميع حقول المعرفة، وقد ذكر محققوا كتاب المطرب في أشعار أهل الأندلس والمغرب بدراسة واقعية في أدبه وشعره ونثره من خلال كتابه المحقَّق كما ذكروا أسماء جلَّ مؤلفاتهِ المخطوطة المحفوظة في مكتبات العالم أو التي وردت في مؤلفات من جاء بعده ممَّن تناول سيرته، وتبقى لدينا مؤلفات أخرى ذكرها هو في سياق كتبه المخطوطة لم ترد في مقدمة المطرب لكنَّها جاءت في بعض المخطوطات التي لم يطَّلع عليها العلماء الأفاضل مثل كتاب عقود الجمان – لابن الشعار الموصلي ت/ 654هـ وقد عاصر ابن دحية مرحلة من حياته.

في هذه المؤلفات التي تركها يبدو لنا مدى سعة الثقافة التي يمتلكها ابن دحية التي انعكست في هذا الكم الذي تركه صاحبنا فقد كان حافظًا للقرآن الكريم. وحافظًا للحديث الشريف التي وردت في الصحاح الستة وكتب الأطراف. كما نجد مخزونًا كبيرًا لشواهد سيبويه، وأبي علي الفارسي والزجاجي وآخرين من النحويين؛ كما أنَّنا نجد في محفوظه كتاب الأغاني ومؤلفات أخرى. لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب الكامل في الأدب – للمبرد، والبيان والتبيين - للجاحظ؛ وكتب الأدب الأخرى المعروفة إضافة إلى كتب التاريخ وأمثال العرب، فبعض هذه المؤلفات موجودة وبعضها الآخر مفقودة؛ بعضها مشرقية وأخرى أندلسية ومغربية. حتى كتب معاجم اللغة لم تفتهُ. فقد ذكر كتاب الألفاظ – لابن السكيت، وكتاب الجيم _ لأبي عمرو الشيباني، وكتاب النبات _ لأبي حنيفة الدينوري. وخلق الإنسان لثابت بن أبي ثابت. وكتاب التلخيص _ لأبي هلال العسكري. إلى جانب كتاب الأمثال لحمزة الأصفهاني وهو مطبوع. ويأتي ابن دحية – أحيانًا – بروايتين لشاهد واحد عند مؤلف واحد كما في البيت التالي لحسّان بن ثابت:

كأنَّ سبيئةً من بيتِ رأسٍ
 

 

يكونُ مزاجها عسلٌ وماءُ
 

 

فهي عند المبرّد في كتاب الكامل: (كأنَّ سبئةً) ([77]). وفي الشطر الثاني يكونُ مزاجُها، ومزجّها. بالضمّ والفتح له لهُ وجوهٌ مختلفة. وهذا يدلُّ على معرفته وحفظه. فيأتينا بآراء النحويين المختلفة في تفسير البيت الواحد وإعرابه ووجوه ذلك.

إضافة إلى ذلك فقد ذكر لنا أنَّهُ فصَّل هذا الموضوع وأشبعه بحثًا في كتابه وهج الجمر في تحريم الخمر. وسواءٌ كان ذلك من أوجه فقهية أو نحوية أو غير ذلك.

أمَّا كتبه التي استطعنا أن نجمعَ بعض عنواناتها، كما ذكرها ابن الشعار الموصلي ت / 654هـ المار الذكر، فهي على الوجه التالي:

  1. كتاب مرج البحرين في فوائد المشرقين والمغربين وهو في مجلدين ذكره حاجي خليفة – في كشف الظنون: 2/1653.
  2. كتاب العلم المشهور في فوائد الأيام والدهور.
  3. كشف الظنون: 2/1161.
  4. كتاب النبراس في ذكر خلفاء بني العباس. وقد حقَّقه المرحوم عباس العزاوي وطبع في بغداد سنة 1946.
  5. كتاب جمع العلوم الكليات في قوله: "الأعمال بالنيّات".
  6. كتاب الإرتقا إلى أفضل الرُّقا.
  7. وكتاب الابتهاج في أحاديث المعراج.
  8. وكتاب ألقم الحجر أو كذب وفجر.
  9. وكتاب نثر الدرر في فضل من تمسَّك بسُنَّة سيِّد البشر.
  10. كتاب آداب ما وجب في بيان وضع عمَّا في رجب.
  11. وكتاب المستوفى في شرف المصطفى.
  12. وكتاب المطرب في أشعار أهل المغرب. وهو مطبوع في القاهرة بتحقيق إبراهيم الإبياري وحامد عبد  المجيد.
  13. وكتاب الآيات البيِّنات فيما خصَّ الله تعالى به أنبيائه من المعجزات.
  14. وهج الجمر في تحريم الخمر؛ ورأيتُ نسخة منه في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة من مجموعة عارف حكمت بك.
  15. نهاية السؤل في خصائص الرسول. توجد منهُ نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقمها (612) حديث في 113 ورقة.
  16. الصارم الهندي في الردِّ على الكندي، وكان قد حضر هو والتاج الكندي عند الوزير ابن شكر فتناظرا. وأورد ابن دحية حديث الشفاعة في حديثٍ أورده ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب.
  17. سلسلة الذهب في نسب سيِّد العجم والعرب. النبراس ص 19.
  18. التنوير في مولد السراج المنير. ألَّفه بأربيل سنة 604هـ (حاجي خليفة ص 502 ومنه نسختان في المكتبة الأهلية بباريس رقم 1476و 3141).
  19. 18.أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين ومنه نسخة في الأسكوريال برقم (1693) ومنه نسخة مصورة في مكتبتي الخاصة.
  20. تنبيه البصائر بأسماء أم الكبائر ومنه نسخة في مكتبة جامعة ليدن برقم Or – 58 (1) ومنه نسخة في مكتبتي الخاصة.

جلّ هذه الكتب هي التي ذكرها المبارك بن الشعار الموصلي المتوفى بحلب سنة 654هـ في كتابه: عقود الجمان في شعراء هذا الزمان([78])، وهو يعدُّ من أوائل الكتب التي عرَّفت بابن دحية الكلبي إلى جانب تلامذته العراقيين أمثال ابن النجار البغدادي صاحب ذيل تاريخ بغداد، وابن الدبيثي الواسطي مؤلف تاريخ بغداد، أمَّا مؤلَّفاته التي لم ترِد عند ابن الشعار هي: أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين فهو من مخطوطات الأسكوريال، وكتاب تنبيه البصائر في أسماء أمِّ الكبائر من مخطوطات مكتبة جامعة ليدن، كما ذكر هو كتبًا أخرى في سياق كتبه التي تسبق تحقيقنا لهذا الكتاب.

فهرست المصادر العربية

  1. القرآن الكريم.
  2. أدب الكاتب، لأبي عبد الله مسلم بن قتيبة الدينوري، م/276هـ، تحقيق محمد دالي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1996م.
  3. أُسد الغابة في معرفة الصحابة، لعز الدين علي بن الحسن بن الأديب م/690هـ، طبعة جمعية المعارف – القاهرة – 1280هـ.
  4. أعلام النصر المبين في المفاصلة بين أهلي صفين – مخطوطة الإسكوريال رقم 1693.
  5. الأغاني، لأبي فرج الأصبهاني م/ 356هـ. المطبعة الأميرية ببولاق – مصر 1285.
  6. الإفصاح ببعض ما جاء من الخطأ في الإيضاح، لأبي الحسين بن الطراوة السبتي م /528هـ.
  7. الإيضاح، لأبي علي الفارسي م/ 377هـ. تحقيق الدكتور كاظم بحر المرجان – عالم الكتب- بيروت – 2008م.
  8. بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس، لأحمد بن يحيى بن عميرة الضبي م/ 599هـ، مطابع روخاس – مدريد 1884م.
  9. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة – لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي م /941هـ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – طبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة 1964م.
  10. تاج العروس من جواهر القاموس، محمد مرتضى الزبيدي – تحقيق علي شيري – دار الفكر – بيروت 1994.
  11. تاريخ الأدب العربي – كارل بروكلمان – الترجمة العربية، د. عبد الحليم النجار – دار المعارف- الطبعة الثانية، القاهرة 1968م.
  12. تاريخ دمشق، لأبي القاسم علي بن الحسن بن بن عساكر م/ 571هـ، 1-65، تحقيق محب الدين العمروي – دار الفكر، بيروت 1995-1997.
  13. تباشير السرور، لأبن المعتز على هامش مخطوطة تنبيه البصائر – لإبن دحية، أنظر فصول التماثيل.
  14. التكملة لكتاب الصلّة، تأليف أبي عبد الله محمد بن أبي بكر القضاعي المعروف بابن الأبار القضاعي م/ 658هـ - نشرة كوديرا – مدريد 1882م، و طبعة بالنشيا والاركون – مدريد 1915م، وطبعة السيد عزت العطار – القاهرة 1955هـ.
  15. التلخيص في أَسماء الأشياء، لأبي هلال العسكري م/395هـ، تحقيق الدكتور عزت حسن – طبعة مجمع اللغة العربية – دمشق 1969م.
  16. تنبيه البصائر في أسماء أم الكبائر – لابن دحية عمر بن حسن الكلبي م/633هـ، مخطوطة – ليدن رقم Or.581.
  17. تهذيب الألفاظ، لابن السكيت أبي يوسف يعقوب بن إسحاق م/244هـ، تحقيق لويس شيخو – بيروت – المطبعة الكاثوليكية – 1895م.
  18. تهذيب اللغة – للأزهري أبي منصور محمد بن احمد م/370هـ، الدار المصرية للتأليف والترجمة – القاهرة 1964م.
  19. الجمل في النحو. صَنَّفة أبو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزَّجاجي م/340هـ، تحقيق الدكتور علي توفيق الحمد – طهران 1410هـ.
  20. حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة – جلال الدين عبد الرحمن السيوطي م/911، وضع حواشيه خليل منصور – دار الكتب العلمية – بيروت 1997.
  21. خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب – لعبد القادر بن عمر البغدادي م/1030هـ _ تحقيق عبد السلام محمد هارون – الخانجي – القاهرة 1982.
  22. ديوان أَبي نؤاس – تحقيق فاغر – النشريات الإسلامية – فيبادن 1-7 بيروت 2001-2006.
  23. ديوان الأعشى – طبعة دار صادر – بيروت د.ت، أنظر (الصبح المنير في شعر أبي بشير).
  24. ديوان أمرئ القيس – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف – القاهرة 1977م.
  25. ديوان زياد الأعجم، تحقيق الدكتور يوسف حسين بكار –دار المسيرة – بيروت 1983م.
  26. ديوان كشاجم – تحقيق خيرية محمد محفوظ – وزارة الإعلام – بغداد 1970.
  27. الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة – لأبي الحسن علي بن بشام الشنترين م/ 542هـ، تحقيق إحسان عباس – بيروت 1979.
  28. ذيل تاريخ بغداد، محي الدين أبي عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي م/ 643هـ، تحقيق د. قيصر فرح. المطبعة العثمانية بحيدر آباد الدكن 1986م.
  29. ذيل تاريخ بغداد لأبي عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي م/637 هـ، مخطوطة باريس، ج1 5921، و ج2 5922، ومخطوطة كامبرج، ج3: 2924 مصورة في مكتبتي الخاصة.
  30. رايات المبرزين وغايات المميزين، لأبي الحسن علي بن موسى بن سعيد م/685هـ، تحقيق الدكتور النعمان عبد المتعال القاضي – القاهرة 1973م.
  31. سنن ابن ماجه، الإمام المحدث أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني م/275هـ، تحقيق محمود محمد محمود حسن نصار – دار الكتب العلمية – بيروت 1971م.
  32. سنن النسائي – بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية السندي، دار الجيل – بيروت د.ت.
  33. شرح أبيات مغني اللبيب. صنفهُ عبد القادر البغدادي م/1093، تحقيق عبد العزيز رباح وأحمد يوسف وقاف، دار المأمون للتراث – دمشق 1973م.
  34. شرح شواهد الإيضاح، تأليف عبد الله بن بري م/582هـ، تحقيق د. عبيد مصطفى درويش – القاهرة 1985م.
  35. شرح المفصل، موفق الدين بن يعيش م/643هـ، دار الطباعة المنيرية – القاهرة د.ت.
  36. الصحاح وتاج اللّغة وصحاح العربية ن تأليف اسماعيل بن حمّاد الجوهري م/392هـ، تحقيق احمد عبد الغفور عطا، دار العلم للملايين، ط4، بيروت 1990.
  37. الصبح المنير في شعر أبي بصير، شرح وتصحيح رودلف جاير – لندن 1928.
  38. صحيح البخاري، تأليف الإمام أبي عبد الله بن اسماعيل البخاري الجعفي م/256هـ، المطبعة الأميرية ببولاق مصر – القاهرة 1314هـ.
  39. صحيح البخاري، بحاشية السندي أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي م/1138هـ، طبعة دار الفكر، بيروت د.ت.
  40. طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي م/379هـ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف. ط2، القاهرة 1977م.
  41. الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، تأليف أبي القاسم خلف بن بشكوال، م/578هـ، طبعة عزت العطار. القاهرة 1955م.
  42. عقود الجمان في شعراء هذا الزمان، لابن الشّعار الموصلي المبارك بن احمد م/654هـ، مخطوطة أسعد أفندي رقم 2322-2330، وعندي نسخة مصورة في مكتبتي الخاصة.
  43. عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية، للغبريني أبي العباس احمد بن احمد بن عبد الله م/714هـ، حققه وعلق عليه عادل نويهض – دار الآفاق الجديدة – بيروت 1979م.
  44. فصول التماثيل في تباشير السرور – تأليف عبد الله بن المعتزم، تحقيق جورج فنازع و د. فهد أبو خضرة – دمشق 1989م.
  45. فهرست ما رواه عن شيوخه – لأبي بكر محمد بن خير الإشبيلي م/575هـ، تحقيق كوديرا وخليان ربيرا راي طراغو، طبعة تومس – سرقسطة 1893م.
  46. الكامل في اللغة والأدب، تأليف الإمام أبي العباس المبرد م/، ط1 – القاهرة 1936.
  47. كتاب الأمثال لأبي عبيد بن سلام م/224هـ، تحقيق عبد المجيد قطامش – دار المأمون، دمشق 1980م.
  48. كتاب سيبويه – لأبي بشر عمرو بن عثمان بن منبر م/180هـ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون 1-5، القاهرة 1966-1977م.
  49. كتاب العين، الخليل بن احمد الفراهيدي م/  ، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي – طبعة دار الهجرة –قم- إيران 1405.
  50. كنز العمال وسنن الأقوال، للمتقي الهندي م/975هـ، (1-18) تحقيق بكري حياني والشيخ صفوة السَّقا، بيروت 1993م.
  51. لسان العرب، لابن منظور محمد بن مكرم الأفريقي م/711هـ، دار صادر – بيروت. د.ت.
  52. لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني م/852هـ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن – الهند 1335.
  53. المتوكلي في الكلمات الأعجمية المعربة، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي م/711، دمشق – مطبعة الترفي 1348هـ.
  54. مراصد الإطلاع، لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي، تحقيق علي محمد البجاوي – القاهرة 1954.
  55. المسالك والممالك، لأبي القاسم عبد الله بن خرداذابة م/300هـ، بتحقيق دي خوية، طبعة بريل – ليدن 1889م.
  56. المطرب من أشعار أهل الأندلس والمغرب، لابن دحية الكلبي م/633هـ، تحقيق د. إبراهيم الإيباري، د. حامد عبد المجيد، د. احمد احمد بدوي. ط2، دار العلم للجميع – بيروت د.ت
  57. معجم البلدان – لياقوت الحموي م/626هـ، طبعة فلوجل. بإشراف وستنفلد لايبزغ 1867م.
  58. المعجم المفهرس، تأليف ونسفك، طبعة بريل – ليدن 1936م.
  59. معجم القاضي الصدفي، تأليف أبي عبد الله محمد بن أبي بكر القضاعي المعروف بإبن الأبار م/658هـ – مطابع روخس مدريد 1885م.
  60. المعجم الكبير، للحافظ أبي القاسم سليمان بم احمد الطبراني م/360هـ، حققه حمدي عبد المجيد السلفي، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، الموصل. د. ت
  61. المقاصد النحوية شرح شواهد الألفية، لبدر الدين العيني م/855هـ، طبع على هامش خزانة الأدب، المطبعة الأميرية ببولاق – مصر 1299م.
  62. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري م/761هـ، تحقيق وشرح الدكتور عبد اللطيف محمد الخطيب، التراث العربي، مطابع السياسة، الكويت 2000م.
  63. نهج البلاغة للإمام علي  عليه السلام ، تحقيق د. صبحي الصالح، دار الكتاب اللبناني – بيروت 1980م.
  64. وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لشمس الدين بن خلكان م/681هـ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد. القاهرة 1948م.
  65. الجامع الصحيح، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي م/297هـ، دار الكتب العلمية – بيروت 1987.
  66. جذوة المقتبسي، لأبي عبد الله محمد بن فتوح الحميدي م/488هـ، قام بتصحيحه وتحقيقه محمد بن تاديت الطنجي – القاهرة 1952.

المصادر الغربية

  1. Codices Manuscrpti Handlist - Arabic – Manuscripts.Leiden 1980.
  2. Diccionario Real – Academia – Espaniolca Madrid – 1974.

Diccionario de Uso Espanol، por: Maria Moliner. Gredos Madrid 1980.

 

 [1]- كما في رواية ولدهِ، أُنظر : وفيَّات الأعيان – لابن خلَّكان : 3/123، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الأولى : 1948 م.

 [2]- المصدر نفسه : 3/122.

 [3]- تاريخ دمشق : 17/201-216، وفيه مصادرهُ.

 [4]- المصدر رقم : 1832، ص 659، نشرة كوديرا. مدريد 1882.

 [5]- ذيل تاريخ بغداد : 5/ 63-68.

 [6]- بغية الوعاة : 2/218.

 [7]- المصدر المذكور : 1/355.

 [8]- ذيل تاريخ بغداد : 5/67 مشيرًا الى هجاء ابن عنين الشاعر الدمشقي المشهور :

دحية لم يعقب فلم يُعتــزى
ما صحَّ عند الناس شيءٌ ســوى
 

 

إليه بالبهتـــان والإفــكِ
أنَّك من كلبٍ بلا شـكِّ
 

 

 

 [9]- التكملة : 2/659.

 [10]- صلة الصلة : الورقة 163 و، تأليف أبي جعفر احمد بن الزبير الغرناطي م/708. تحقيق ليفي بروفنسال – الرباط 1937، مخطوطة التيمورية – رقم (850، تاريخ) نسخة مصوَّرة في مكتبتي الخاصَّة.

 [11]- فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنَّفة.. إلخ للشيخ الفقيه المقرئ المحدث أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي الإشبيلي 502-575هـ، حقَّقها الشيخ فرانتشكة قدارة زيدين وتلميذه خليان ربارة طرغوه – طبعة قومس بسرقسطة 1893.

 [12]- المطرب من أشعار أهل المغرب ص: 35، تحقيق إبراهيم الأبياري والدكتور حامد عبد المجيد وأحمد أحمد بدوي.

 [13]- المطرب ص : 20.

 [14]- المصدر نفسه ص : 198.

 [15]- المصدر المذكور : ص199.

 [16]- المصدر نفسه ص : 109، و 199.

 [17]- المصدر ص : 200.

 [18]- المصدر السابق ص : 240.

 [19]- المطرب ص : 237 ؛ وطُبع كتابه المذكور بدار الكتب العلمية بتحقيق عبد الله مهنّا، بيروت، 1987.

 [20]- المصدر السابق ص : 240.

 [21]- والمطرب  ص : 154، والتكملة : رقم 1913.

 [22]- المطرب ص : 91.

 [23]- المطرب ص : 92.

 [24]- المصدر ص : 199.

 [25]- المصدر نفسه ص : 255.

 [26]- المصدر نفسه ص : 240.

 [27]- المصدر نفسه ص : 94.

 [28]- المطرب ص : 95، وابن الجنان هذا لهُ ديوان مطبوع، حقَّقهُ د. منجد مصطفى بهجت، ط. جامعة الموصل، 1990.

 [29]- المطرب نفسه ص : 62، وهذه الأبيات التي غنَّتها للشريف أبي عبد الله محمد بن صالح الحسيني، وترجمته في الأغاني : 9 : 88-95، وأولُهُ :

طرب الفؤاد وعاودت أحزانُـهُ
 

 

وتفرَّقت بزمانِهِ أشجانُهُ
 

 

 

 [30]- القصيدة مشهورة ومعروفة جدًا، وتنسب الى شاعر مجهول هو ابن زريق البغدادي ومطلعها :

لا تعذليه فإنَّ العذل يولعه
 

 

قد قلتِ حقًّا ولكن ليس يسمعه
 

 

أنظر : شعراء الواحدة ص : 93-98، تأليف نعمان ماهر الكنعاني، بغداد، 1967.

 [31]- المطرب ص : 131، وجذوة المقتبس، للحميدي ص : 68، والذخيرة : ق1 : 821 فما بعدها.

 [32]- الصلة ص : 222.

 [33]- المصدر ص : 209.

 [34]- المطرب في أشعار الأندلس والمغرب ص : 34.

 [35]- المصدر ص : 225، هو محمد بن عبد العزيز بن زغيبة من أهل المرية. توفي سنة 528هـ، ترجمتهُ في معجم القاضي الصدفي رقم 100، وبغية الملتمس رقم 205.

 [36]- المصدر نفسه ص : 210.

 [37]-المطرب في أشعار الأندلس والمغرب ص : 90-91 .

 [38]- ترجمته في التكملة و لابن الأَبَّار، رقم (787)، والمطرب ص :20.

 [39]- المصدر السابق ص :2-21، التكملة رقم : 1431، وطبعة العطَّار : 2/527.

 [40]- ذيل تاريخ بغداد : 5/63-64.

 [41]- المطرب ص : 7-8.

 [42]- كذا في كتاب أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين – الورقة 10، وفي الأصل ( وتمنُّوا).

 [43]- وأكملوا اللامة مع اختلاف في الصيغة بألفاظ مختلفة.... الخ.

 [44]- وفي نهج البلاغة معاشر المسلمين (وقلقوا. وحرّكوها من 97، تحقيق د. صبحي الصالح. دار الكتاب اللبناني، بيروت 1980م.

 [45]- ديوانه : 71 .

 [46]- تنبيه البصائر : ق 50 ظ.

 [47]- أعلام النصر : ق10ظ.

 [48]- تحقيق عبد المجيد قطامش. دمشق 1971م.

 [49]- التكملة : 2/856.

*تنبيه البصائر الورقة 50 ظ.

 [50]- المطرب : 213.

 [51]- المطرب ص : 11، المصدر : 213.

 [52]- الجامع الصحيح : 4/584-585، رقم : 2536، وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال : 14/484، رقم 39361، تحقيق : الشيخ بكري حياني، والشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت 1993م.

 [53]- التكملة رقم : 856.

 [54]- المطرب ص :10، كما أخذ عنهُ كتاب الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي من أبي عبد الله بن أبي الخصال.

 [55]- المطرب ص : 203-204.

 [56]- المصدر نفسه : 21-22.

 [57]- المصدر : 22-23.

 [58]- رايات المبرزين ص : 92،96 .

 [59]- ترجمتها في المطرب ص : 10، والتكملة : 2/879 رقم 2096.

 [60]- المطرب ص : 130، الذخيرة : 3 : 336-337 وما بعدها.

 [61]- المطرب : 94، و ص 130، 197.

 [62]- لسان الميزان : 4/294.

 [63]- عنوان الدراية : 270.

 [64]- المصدر نفسه ص : 72.

 [65]- المطرب ص : 3.

 [66]- التكملة : 4/659، رقم 1832، تحقيق كوديرا مدريد 1882 م.

 [67]- عنوان الدراية ص : 273.

 [68]- عنوان الدراية ص : 275-276.

 [69]- سير أعلام النبلاء : 23/391، ذيل تاريخ بغداد : 2/193 ظ نسخة باريس رقم 5169 عربيات S. G23 أنظر المختصر المحتاج إليه : 3/99 (للذهبي)، تحقيق مصطفى جواد بغداد 1977.

 [70]- ذيل تاريخ بغداد : 5/65-68، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي ص : 360-365، وأعلام النصر المبين : ق 4 ظ .

 [71]- وفيات الأعيان : 3/449.

 [72]- أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين الورقة : 1 ب نسخة الأسكوريال.

 [73]- أعلام النصر المبين الورقة : 4 و، ودلائل النبوة : 6/366.

 [74]- وفيات الأعيان : 3/449.

 [75]- المصدر نفسه : 3/449.

 [76]- وفيات الأعيان : 3/450.

 [77]- الكامل ص : 111، تحقيق د. زكي مبارك، ط1، القاهرة – 1936م.

 [78]- المصدر : 5/313-314.