تصنیف البحث: العلوم الإسلامية
من صفحة: 121
إلى صفحة: 146
النص الكامل للبحث: PDF icon 180523-135338.pdf
خلاصة البحث:

ملخص البحث

ان المرجعية الدينية بنوعيها (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف) تعد مرجعا مهما من مرجعيات الكاتب والشاعريلجأ اليه ليتزود منه كثيرا في تقنيات الاسلوب وصياغة الصورة.

ومثلت مقامات زين الدين بن الوردي(749) منعطفا مهما في توظيف الكاتب لآي القرآن الكريم بما يعكس ثقافته الدينية ويجلب انتباه المتلقي ويثير فيه الاعجاب والتأمل، فقد كانت المرجعيات الدينية مهيمنة على نصوصه مستغلا اياها في تشكيل صوره واعطائها الحيوية بفعالية عالية فهو يربط بين النصوص القرآنية أحداثا وشخوصا وقصصا.

فكان الاتكاء على القران الكريم والحديث النبوي الشريف هو الابرز من حيث التوظيف الثقافي الذي عمد اليه الكاتب في مقاماته، وجاء البحث ليكشف عن ابعاد هذه الظاهرة في ضوء خطة كانت ثوابتها متكونة من تمهيد تناولنا فيه فقرتين

الاولى: تعريف موجز بحياة الكاتب وآراء العلماء فيه.

والثانية: التعريف بالمقامات، واعقب التمهيد دراسة للمرجعيات الدينية (القرآنية) بأنواعها الثلاثة:

القرآنيةالمباشرة غير المحورة، والقرآنية المباشرة المحورة، والقرآنية غير المباشرة المحورة، ثم أفردنا مبحثا لدراسة مرجعية الحديث النبوي الشريف، وأعقبها خاتمة ضمت نتائج البحث، وأشفعت الدراسة بثبت المصادر والمراجع.

Abstract

The two types of religious authority (the Koran and the Hadith) is an important reference of the terms of reference of the writer and poet turn to him to muster much in the style and techniques of drafting the picture.

And represented shrines Zinedine Ben wardy(749)، an important turning point in the recruitment writer docking Koran، reflecting the religious culture and brings the attention of the recipient and raises the admiration and contemplation، it was the religious leaders dominant texts are taking advantage of them in shaping the image and give it vitality efficiently is linking Quranic texts events and beings and stories.

Was reclining on the Koran and the Hadith is the most prominent in terms of the Employment cultural writer who baptized him in Mqamath، came the search to reveal the dimensions of this phenomenon in the light of the plan was composed of maxims pave the paragraphs in which we dealt with

The first: A brief introduction to the life of the writer and the views of the scientists.

The second definition Palmqamat، and was followed by a study of the boot religious references (Koranic) three types:

Quranic direct non-modified، modified and Quranic direct، indirect and Quranic modified، then AvrdnaMbgesa reference for the study of hadith، and followed by the finale included the search results، and Ohft study and bibliographical references.

البحث:

المقدمة

الحمد لله الذي تجلى للقلوب بالعظمة، واحتجب عن الأبصار بالعزة، واقتدر على الاشياء بالقدرة، فلا الأبصار تثبت لرؤيته ولا الأوهام تبلغ كنه عظمته، ولا الألسن تحصي نعمه، وصلى الله على خاتم رسله محمد، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الغرِّ الميامين. وبعد:

تعد المرجعيات الدينية بنوعيها (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف) مرجعا مهما من مرجعيات المبدع بصورة عامة يلجأ اليه الأديب ليتزود منه كثيرا من تقنيات الاسلوب والصورة والالفاظ، وهذا الامر ساعد المتلقي على تفهم خلفية النص المرسل، بوصف القرآن مرجعا عاما للمسلمين واتاح تشكيل نصوصه الابداعية بما يتوافق وتلك الخلفية مع احترازه من تجاوز المتلقي والمرجع نفسه بما يحقق الابداع واشراك المتلقي في اتساع أبعاد النص المنتج.

ومثلت مقامات زين الدين بن الوردي (749ه) منعطفا مهما في توظيف الكاتب لآي القرآن الكريم بما يعكس ثقافته الدينية ويجلب انتباه المتلقي ويثير فيه الاعجاب والتأمل، فقد كانت المرجعيات الدينية مهيمنة على نصوصه مستغلا اياها في تشكيل صوره وتحريكها بفعالية عالية فهو يربط بين النصوص القرآنية احداثا وشخوصا وقصصا.

فكان الاتكاء على القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف هو الابرز من حيث التوظيف الثقافي الذي عمد اليه الكاتب في مقاماته وجاء البحث ليكشف عن ابعاد هذه الظاهرة في ضوء خطة كانت ثوابتها متكونة من تمهيد تناولنا فيه فقرتين، الاولى تعريف موجز بحياة الكاتب واراء العلماء فيه، والثانية التعريف بالمقامات. واعقب التمهيد دراسة للمرجعيات الدينية (القرآنية) بأنواعها الثلاث: القرآنية المباشرة غير (المحورة)، والقرآنية المباشرة (المحورة)، والقرآنية غير المباشرة (المحورة) ثم افردت مبحثا لدراسة مرجعية الحديث النبوي الشريف ثم اعقبها خاتمة ضمت نتائج البحث، وأُشفعت بثبت المصادر والمراجع.

التمهيد

التعريف بزين الدين بن الوردي و مقاماته.

اولا: التعريف بزين الدين بن الوردي: ([1])

1- اسمة ونسبه ومولده:(حياته العلمية)

هو زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس بن الوردي المعرّي الشافعي، فقيه، ناثر، شاعر، لغوي، نحوي، مؤرخ، ولد سنة احدى وتسعين وستمائة من الهجرة(691ه) بمعرة النعمان (بسورية) ومنها جاءت نسبة المعري اليه.

2-شيوخه:

اخذ ابن الوردي عن جهابذة عصره وعلمائه، فأخذ عن القاضي شرف الدين البارزي بحماة، وعن الفخر خطيب جبرين بحلب.

3-آثاره العلمية:

صنّف ابن الوردي في مجالات عدة، وقد عرف بكثرة التنصيف، ومن مصنفاته:

1-نظم البهجة الوردية في العفة على الحاوي الصغير المقزويني الشافعي، المتوفى سنة (665ه) وكلف ذلك في خمسة آلاف وثلاث وستين بيتاً.

2-الرسائل المهذبة في المسائل الملقبة في الفرائض.

3-ضوء الدرة على ألفية ابن المعطي.

4-شرح ألفية ابن مالك

5-اختصر ألفية ابن مالك في مائة وخمسين بيتاً.

6- تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة: نثر فيه ألفية ابن مالك.

7- (تتمة المختصر) ويعرف بتاريخ ابن الوردي.

8- (الشهاب الثاقب) في التصوف.

9- (منطق الطير) في التصوف (نظم ونثر).

10- اللباب في الإعراب.

11- (تذكرة الغريب) منظومة في النحو.

12-ألفية في تعبير الأحلام.

وقد برع في النظم والنثر، ولي القضاء بمنبج، وكان ينوب في الحكم في كثير من معاملات حلب، وناب في الحكم عن قاضي قضاة الشافعية بالشام، كمال الدين الزملكاني، وقد اشتغل في التاريخ، برز في النحو والفقه وغيرهما ويظهر من رسائله انه اشتغل بالتدريس، وخرج طلاب عدة وقد أجازهم

ولما ناب في الحكم عن ابن الزملكاني كانت نيابته في حلب، ثم الى قضاء منبج، ويبدوا انه لم يسترح الى هذا التنقل، وحاول ابن الزملكاني ان يرجعه إلى مكانه الأول واختصاصاته السابقة ولم يحصل على ذلك، مما تسبب، وحمل علية حملة شعواء، ومن ثم سخط على القضاة وعلى الوظيفة وطلق المناصب، واثر حياة الخمول على النباهة والشهرة

  1. بعض أقوال العلماء فيه:

قال السبكي عـن شعرة: ((شعرة أحلى من السكر المكرر واغلى قيمة من الجوهر))([2]).

وقال ابن حجر عن نظمه في الفقه: ((وأقسم بالله لم ينظم أحد بعده الفقه ألا وقصر دونه))([3]) وقال الصفدي: ((شعرة أسحر من عيون الغيد))([4])

وفاته توفي ابن الوردي في السابع عشر من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبعمائة من الهجرة النبوية، مطعوناً في الطاعون العام بحلب وكان عمره يناهز الستين عاماً.

ثانيا: التعريف بالمقامات

بلغت مقامات ابن الوردي خمس مقامات، عالجت المواضيع التي كانت شغل المجتمع في ذلك الوقت، وكلها تصب في قالب الاصلاح والتوجيه يغلفها اطار الدين.

أولا: المقامة الصوفية ([5]):

يبدؤها (حكى أنسان من معرة النعمان) وهي المقدمة المعتادة في كل مقاماته، وتصب أحداث هذه المقامة في سفر ذلك الانسان الى القدس الشريف، باحثا عن حقيقة ما وفيها يحدثنا عن حقيقة التصوف وماهيته في هذه الايام، فيدعو الله ان يهيأ له فعند ذاك تجاب دعوته، فيلتقي عشرة رجال بينهم شيخ كبير جليل الهيأة فيبدأ بسؤاله والشيخ يجيب عن أصل التصوف وقواعده وصفات المتصوفة الحقيقية الى ان ينهي تسعة اسئلة ويضيف اليه الشيخ القاعدة العاشرة وبها يبين له تمام المعرفة الحقيقية بالمنهج الصوفي وفي هذه المقامة يتخذ منهجا اصلاحيا ويحدد مساوئ الصوفية.

ثانيا: المقامة الانطاكية([6]):

ويبدؤها بالرحلة الى انطاكية، فيجدها مدينة رائعة فيبتهج بمنظرها الى ان ينتهي الى والي المدينة فيجده في غاية الحزن والضيق فيسأل الوالي عن سبب حزنه ويجيبه الوالي ان مصدر حزنه هو تزايد العنصر الاجنبي على حساب مصالح العرب وعدم شعور العرب بالخطر الاجنبي القريب منهم، والحس القومي بارز في هذه المقامة.

ثالثا: المقامة المنبجية([7]):

وفي هذه المقامة يحدثنا الراوي عن رحلة ذلك الانسان الى مدينة منبج فيراها على غير حالها وأماكنها دارسة ولأنسها فاقدة بعدها يدخل المدرسة النورية ويجد مدرسها القاضي صغير السن فيحتقره ويعزم على تخجيله ببعض الاسئلة وقوامها عشر وفيها حس سياسي ناقد ومعارض عبر وصف مدينة منبج واثارها الدارسة وفيها ايضا نقد لقضاة زمانه.

رابعا:المقامة المشهدية ([8]):

افتتحها بالمقدمة التقليدية ب(حدث أنسان من معرة النعمان) وفي هذه المقامة يقرر السفر ولكنه ينوي زيارة المشاهد اي القبور، وبينما هو يقطع المسافات واذا غبار علا وخرج منه شخص ذو هيبة فساله عن قصيدة فأجابه في الحال بأنه قصد زيارة المشاهد فيبادره بأنه باطل، فيسأله عن الدليل، وفي هذه المقامة تناول أمر فقهي وبيان حرمته وملخص هذه المقامة ومقصدها أن زيارة القبور تذكر الانسان بآخرته في انشغاله بالدنيا وزهوها فهي تذكر بالآخرة وحساب الباري (جل وعلا) لذا يقول في خاتمتها (فحينئذ رجعت عن قصدي وأطرحت كلفتي وأقسمت بفرحتي قبل حلول حفرتي لأتركن حرفتي ومن للقاضي المسكين من الذبح بغير سكين.

خامسا: مقامة صفو الرحيق في وصف الحريق([9]):

بدأ في هذه المقامة على غير عادته بقوله(حدث غياث بن بحر عن ندي بن بحر) وهي بداية موفقة ومناسبة فقد بين من خلال كلامه بأنه كان على سفر ونزل دمشق وصادف وصوله حريق دمشق الرهيب الذي حدث عام (740ه) وفيها يصف الكاتب ذلك الحدث بوصف بديعي مشوق اذ انه يصف معالم دمشق واسواقها ومدارسها وكيفية وصول النار اليها والتهامها وذلك اللهيب المتطاير الذي اصبح به ليل دمشق نهارا من شدته فيبادر والي دمشق مع مماليكه في محاولة الحد من الحريق، وفي هذه المقامة ايضا وصف للواقع السياسي الذي منع حرية الرأي وكشف الحقائق.

المرجعيات الدينيّة:

دأب الشعراء والادباء منذ نزول القرآن الكريم على الاقتباس من آياته الفاظاً ومعاني وافكاراً وعبراً، ذلك لأنّ ((الموروث الديني وبالأخص القرآني يمنح النص هيمنة قوية، وسلطة تأثير عجيبة، ينتقل فيها الخطاب إلى رؤية يقينية،... ويمنحه قيمة وفاعلية في نفوس المتلقين))([10]). كذلك يضفي عليه صفة الديمومة والاستمرارية.

ويعمل الاقتباس من القرآن على تكثيف دلالات النص، ويحرك فضاءَهُ، وينقله من حالة السّكون إلى الحركة والموسيقى، وبذلك فإنّ الاقتباس القرآني يمنح النص خاصّية جمالية ودلالية([11])، كما يمنحه مصداقية متميزة، متأتية من مصداقية الخطاب القرآني([12]).

وعليه فالاقتباس القرآني، ظاهرة غنية الدلالة، يستثمرها المبدع بشكل يكشف لنا مخزونه الثقافي وحمولاته المعرفية، فضلاً عن امتداده المتشعب في النص، مما ينتج قراءات عدّة، ولغة إيحائية، تتطلب قارئاً واعياً([13]).

ومقامات ابن الوردي قد هيمنت عليها المرجعيات الدينية وبالخصوص القرآنية، فجاءت مليئة بالألفاظ والافكار القرآنية مثلت عنده ((بؤرة مركزية فنيّة مولدة، كثيرة الايحاءات والافكار))([14])، لما تمنحه القرآنية من فوائد داخل النص الادبي، ومن جانب آخر كون الموروث الديني يمثل الجزء الاكبر من ثقافة الكاتب، ويؤيد ذلك كونه أحد فقهاء المذهب الشافعي، وفضلا عن ذلك المنهج الاصلاحي الديني الذي تبناه، اذ انَّ ((الخطاب الديني مرجعية ثقافية واجتماعية وفكرية للأديب في العصر المملوكي))([15]).

وسيتناول البحث في دراسته(لمقامات ابن الوردي) المرجعيات الدينية، واولها المرجعيات القرآنية التي شكلت سمة اسلوبية بارزة، وهي على ثلاثة انواع:

1-المرجعيات القرآنية المباشرة غير المحورة.

2- المرجعيات القرآنية المباشرة المحورة.

3-المرجعيات القرآنية غير المباشرة المحورة.

وثانيها: مرجعيات الحديث النبوي الشريف.

اولا: المرجعيات القرآنية

1-المرجعيات القرآنية المباشرة غير المحورة:

وفيها يعمدُ الأديب بـ ((عملية واعية تقوم بامتصاص وتحويل نصوص متداخلة، ويحوي توظيف النصّ المرجعي ذاته دون مواربةٍ او تمويه او تحريف، او استخدامٍ معاكسٍ له))([16]).

وفيها يعمد الأديب إلى توظيف المرجعيات القرآنية مباشرة دون تغيير او تحوير، والهدف من ذلك اضفاء القداسة على النصوص وتدعيم الحجة والبرهان.

وابن الوردي وبطريقة واعية، وازن بين نوعية المرجعية القرآنية وغرض المقامة، وجاءت المرجعيات التي استعملها متوافقة منسجمة مع نصوصه والمواضع التي عالجها.

وانماز هذا النوع من المرجعيات القرآنية، في مقاماته لا سيّما في مقامته المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق) حيث جعله سمّة اسلوبية بارزة فيها لذلك سنتناولها بالتحليل والدراسة.

في هذه المقامة جاءت المرجعيات القرآنية حاكية لموقفين:

الاوّل: قرار ومعين، وهدوء وسكينة، ومثّل هذا الموقف مرجعية قرآنية واحدة بقول:

((حدّث غيث بن سحاب عن ندي بن بحر، قال: أنا ذات ليلة من سنة اربعين، وقد أويتُ من دمشق إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ،...))([17])

وفيها تضمين من الآية((وجعلنا ابنَ مريم وأُمَّهُ آيَةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرار ومعين))([18]). والربوة مرتفع من الارض، والقرار اي المكث في المكان، وبذلك تكون صالحة لان تكون قراراً، بما اشتملت عليه من النخيل المثمر فتكون مريم وابنها عليهما السلام  في ظلّة ولا تحتاج إلى قوتها([19]).

وفُسِّرَت هذه الرّبوة التي قصدتها مريم 3 يأتيا دمشق، وهي أرض منبسطة تنبسط نفس من يأوي اليها، وبهذا تكون صالحة لقرار الناس لما فيها من الزروع والثمار، ومعين أي ماء معين جارٍ([20]).

أمّا الموقف الاخر فقد مثلته(سبع) مرجعيات قرآنية، كانت تصب في بيان عظمة النار وشدّتها، وبيان حال الناس يوم القيامة، والمرجعيات هي بالترتيب:

قال: ((فما اصبرهم على النار))([21])، فيها تضمين من الآية: ((أولئك اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار))([22]).

وقوله: ((ودكان الشهود تتلو إنّ ربك لبالمرصاد))([23])، فيها تضمين من قوله تعالى: ((إنّ ربك لبالمرصاد))([24]).

وقوله: ((بالسوق الخيم كيف خيمت عليه، وتجلد لها والنار بين جنبيه، إنّها عليه مؤصدة، في عَمَدٍ ممددة))([25]). فيها اقتباس من قول تعالى: ((إِنّها عليهم مؤصدة* في عَمَدٍ مُمَّدَّدَةٍ))([26]).

وقوله: ((فأشفق الناس من مسّ سقر))([27])، فيه اقتباس من قوله تعالى: ((يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر))([28]).

وقوله: ((اصبح اهل الشام حيارى، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى))([29])، فيه اقتباس من قوله تعالى: ((يوم ترونها تَذْهَلُ كُلُّ مُرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلُّ ذاتِ حملها وترى الناس سُكارى وما هم بسُكارى ولكن عذاب الله شديد))([30]).

وقوله: ((واللبادين كالعهن المنفوش فلا اليها ولا منها))([31])، فيه اقتباس من قوله تعالى: ((وتكون الجبال كالعهن المنفوش))([32]).

وقوله:((ونعوذ بالله من نار علك عليهم اللجم، وسبكت مهجته حتى افصح التأسف له الالسن العجم، ووثبت اليه من بعيد، وقالت آتوني زبر الحديد))([33])

وفي هذا تضمين من قوله تعالى)):اتوني زبر الحديد اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا اذا اجعله ناراً قال آتوني أفرغ عليه قطرا))([34])

والزبرةُ من الحديد القطعة الضخمة، والقطر النحاس المذاب والصرفين الجبليين([35])

وبعد ان احصينا المرجعيات القرآنية المباشرة غير المحورة في مقامة صفو الرحيق في وصف الحريق، تأتي لبيان دلالتها داخل النص.

فالأسلوب في المرجعيات القرآنية كان يصف موقفين: الاول: هو استقرار وأمان، ثمار وانهار وازهار، عبر المرجعية الاولى((وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ))، وسبق ان اشرنا إلى أنّ من معاني الربوة في دمشق، وقد مثلتَهُ مرجعية قرآنية واحدة، ولم يطلِ الكاتب في وصف هذا الموقف؛ لأنّ الكاتب كان همّه وصف الحريق الذي جرى في دمشق، وكان عنوان المقامة كاشفاً عن ذلك، ولم يكن بصدد الحديث عن حالة دمشق قبل الحريق.

امّا الموقف الآخر فقد غيّر الكاتب اسلوبه فيه، ولجأ إلى الاطناب في وصف الاحداث والمجريات التي رافقت الحريق، وتسجيل سير الحريق مروراً بالأماكن والاسواق ؛ لأنّ هذا هو الغرض من المقامة.

والمرجعيات القرآنية في الموقف الثاني كان مدار الأسلوب فيها، يدور حول ركيزتين: الاولى وصفت شدة النار، وعظمتها، فإنّا شُبِّهَتْ بنار جهنم، وبنار ذي القرنين التي أذابت القطع الكبير من الحديد.

والركيزة الاخرى كانت بشأن وصف حال الناس في ذلك الحريق المهيب، وشبّه الحدث بيوم القيامة، الذي يكون الناس في سكارى وما هم بسُكارى، ولكن الحدث عظيم مهيب.

ويظهر لنا ايضاً من اسلوب الكاتب في اختيار المرجعيات القرآنية وفق آليّة معينة أنّ الحريق وما صاحبه من عذاب، كان مُسْتَحَقّ لبعض فئات مجتمع دمشق؛ فكان يختار مرجعيات قرآنية تصف انحراف بعض الاقوام، وما يتسبب في استحقاقهم للعذاب، ويعتمد في جعل دلالة المرجعية القرآنية متسيدة في النص. ومن ذلك حديثه عن دكان الشهود.

((ودكان الشهود تتلو إنّ ربِّك لبالمرصاد))([36])، ودكان الشهود هذه عبارة عن اماكن يتواجد فيها شهود من أجل المحاكم في ذلك الوقت، وقد بيّنا فيما سبق ما يرافق هذه الاماكن من رشوة وزور، وظلم وتعدي على حقوق الغير، لذلك استحقوا العذاب لهذه الاعمال.

ودلالة الآية المباركة تؤكّد ذلك، عندما تُرجعها إلى مكانها في السورة وتقرأها؛ حيث قال تعالى: ((وفرعون ذي الاوتاد* الذين طغوا في البلاد* فأكثروا فيها الفساد* فصبّ عليهم ربُّك سوط عذاب* إن ربّك لبالمرصاد))([37])، فذكر جلّ شأنه، أنّ قوم فرعون طغوا في البلاد واكثروا الفساد، لذلك عاقبهم.

وكذلك المؤسسة الدينية في ذلك العصر، قد استحقّت العذاب(الحريق) لما ابدوه من ظلم وفساد، وقد ذكر الكاتب جزء من هذه المؤسسة وهي دكّان الشهود، والتي ترتبط بالمحاكم الشرعية التي يقودها القضاة، وبذلك نقد القضاة ولكن بشكل غير مباشر لانهم اصحاب سلطان في ذلك العصر.

امّا المسبب لهذا الحريق فلا يذكره الكاتب مباشرة، لكن يترك لنا في آخر المقامة اشارة وهي: ((واعملت الفكر في مسعرها هذا الجمر، بغيظ اهتم منه الصبح فتنفس الصعدا، وحنق انفلق له الفجر فيراؤ كمدا))([38]).

وهو بهذا يكشف عن معرفته بالمسبب الحقيقي عن عدم استطاعته التصريح بذلك، واكتفى بزفرات عميقة وأنات مكبوتة.

واخيراً جاء الأسلوب في هذه المقامة، بمرجعيات قرآنية مباشرة- في الاعم الاغلب-؛ وذلك لكي يلاءم مع انفعال الكاتب الشديد اثناء الحديث، ومعه لا يتمكن من التأنّي وصياغة الدلالة بشكل غير مباشر، بل كان الموقف يتطلب منه سرعة في الصياغة تتناسب مع سرعة الحدث وهو الاحتراق، وبذلك فقد تعانقت عند المرجعية القرآنية مع نصه في تلاحم وانسجام وتساوق، بحيث اصبح السياق منسجماً متناغماً معبراً عن فكرته التي يريد ايصالها إلى الآخرين.

جدول المرجعيات القرآنية المباشرة غير المحوّرة في مقامات ابن الوردي.

ت

النص القرآني المأخوذ

اسم السورة ورقم الآية

النصّ المقامي الآخذ

رقم الصفحة

1

المقامة الصوفية

 

المطففين (27)

المرسلات (32)

عبس(15، 16)

 

ومعنى مزاجه من تنسيم.

إنّها ترمي بشرر كالقصر.

صافحوني للوداع، بأيدي سفرة، كرام بررة.

 

16

22

 

 

 

((ومزاجه من تنسيم))

((ترمي بشرر كالقصر))

((بأيدي سفرة كرام بررة))

2

المقامة الانطاكية

 

الكهف(18)

 

الروم(3)

 

ص(3)

 

لا اطيق فيهم قراراً لو اطلعت عليم لوليت منهم فرارا.

كما أجدُ ويلعبون، وهم من بعد غلبهم سيغلبون.

فكيف الخلاص، ولات حين مناص.

 

25

 

25

 

27

 

 

((... لو اطلعت عليم لوليت منهم فرارا))

((في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون))

((ولات حين مناص))

3

المقامة المنبجية

 

المائدة (31)

 

 

 

 

المؤمنون (50)

البقرة (175)

الحج (2)

 

 

الفجر (14)

 

القارعة (5)

الكهف (96)

 

المزة (9)

 

وتلوت يا ويلتا أعجزتُ أن اكون مثل هذا الغراب

 

 

قد أويت من دمشق إلى ربوة ذات قرار ومعين.

 

ورزقهم الله الجنة فما اصبرهم على النار.

واصبح اهل دمشق حيارى وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.

وكان الشهود تتلو إنّ ربك لبالمرصاد

واللبادين كالعهن المنفوش.

ووثبت اليه من بعيد، وقالت آتوني زبر الحديد.

والنار بين جنبيه، إنّها عليه مؤصدة، في عمدٍ ممددة

 

28

 

 

 

65

 

 

65

 

66

 

 

66

 

 

 

 

67.

 

((.... اعجزتُ أن اكون مثل هذا الغراب فأوى سوءة أخي))

4

مقامة صفو الرحيق في وصف الحريق

 

((وآويناهم إلى ربوة ذات قرار ومعين))

((أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار))

((...... وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد))

 

((...إنّ ربك لبالمرصاد))

 

((وتكون الجبال كالعهن المنفوش))

((آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصرفين قال انفخو....))

((في عمدٍ ممدده))

 

2-المرجعيات القرآنية المباشرة المحوّرة:

وفيها يلجأ الكاتب إلى المرجعيات القرآنية ويداخلها في نصوص، بتغير في الفاظها او بتقديم وتأخير بعض المفردات،((وتبديل بما يتلائم مع النص الجديد، وهذا يومئ إلى حسن التوظيف، وبراعة استغلال لمفردات القرآنية، وبتفجير وتحفيز التراكيب والمفردات، لمعاني ودلالات تتوائم والنص الجديد))([39]).

والوظيفة الأسلوبية لهذا النوع من المرجعيات، يسهم في اتساع افق دلالة النص، عبر التضمين ببعض المفردات، وضمّها إلى دلالة النص، مما ينشأ عن ذلك تفاعل دلالي يعبّر عن مقصديّة الكاتب، وذا يعتمد على ثقافة الكاتب القرآنية، وتمكن من اللغة.

وكذلك تعد ((أداة جمالية فاعلة تمنح النص رونقاً جمالياً وثراءً فنيّاً، تحرك فضاء وتنقله من حالة السكون إلى الحركة الموسيقية))([40]).

أمّا اسلوب الكاتب في التعامل مع هذا النوع من المرجعيات، فإنّ قد استعمله في مقاماته أجمع بنسبٍ متقاربةٍ، ولم يخص مقامة به دون أُخرى.

وما جاء في ذلك قوله: ((فأطربني هذا الكلم الطّيّب،...))([41])، وفيه اقتباس من قوله تعالى: ((من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً اليه يصعد الكلم الطيب والعملُ الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكرُ أولئك هو يبور))([42]).

ونص الكاتب المتقدم كان على لسان الراوي، حينما ردَّ على الشيخ الذي التقى به، وهو في طريقه إلى القدس الشريف، عندما سأله(الراوي) عن

الصوفي الحقيقي، وبعد أن بيّن له صفات المتصوّف الحقيقي، اجابه الراوي بالكلام المتقدم.

والكاتب عبر التضمين المتقدم، احدث تفاعلاً دلالياً في نصّه، فإنه كان يتكلم عن المتصوف الحقيقي، ثُمّ اعتبر ذلك الكلام(كلام طيب)، واراد من ذلك أن يلفت انتباه المتلقي، أنّ الصوفي و (الكلم الطيب) الذي يصعد إلى الله تعالى بتقرّبه بالعمل الصالح.

وتوظيف المرجعيات القرآنية المباشرة المحورة يكون مجاله ارحب للكاتب في صوغ افكاره ومشاعره ومقاربتها للألفاظ القرآنية، فضلاً عن امكانية التحرك ايقاعياً بصورةٍ اكبر مما في المرجعيات القرآنية المباشرة غير المحورة([43]).

ومما جاء في هذا المضمار قوله في المقامة الأنطاكية على لسان واليها: ((وقلتُ إذ رغبتُ عن أنطاكية واهليها، فما وجه مقامك فيها، فقال: ألزمني أن اقيم، مرسومٌ كريم،...))([44]).

وفيه إحالة إلى قول تعالى: ((قَالَتْ يا أُيُها المَلأُ إنّي أُلْقِيَ اليَّ كِتابٌ كريمٌ))([45]).

فغيّر الكاتب لفظة(كتاب) إلى مرسوم، من اجل ابقاء بصماته على النص مع الحفاظ على روحية المرجعية القرآنية وكذلك ابداء قدرته الابداعية في مجالات النص القرآني، وقد استطاع بقدراته الكبيرة ان ينقل وجدان المتلقي إلى اجواء المرجعية القرآنية، بسرعة ودقة، وبكلمةٍ واحدةٍ.

وقد عمق دلالة النص عبر هذه المرجعية القرآنية؛ لأنّ الكاتب كان في معرض سؤاله لوالي مدينة انطاكية في سبب بقائه فيها رغم بغضه لها، ويجيبه الوالي بأنّه هناك امر يلزمه من السلطان، ولكي يضفي على هذا الامر شدّة وغلظة وسطوة قارنه بالمرسوم الذي جاء من النبي سليمان  عليه السلام  إلى بلقيس، وما حواه من التهديد والوعيد، فكذلك كان الوالي مرغم على البقاء في انطاكية؛ لأنّه مهدد من قبل السُلطان المتنفذ، وهذا لم يقله ابن الوردي ولكنه مستفاد من تعانق نصّه المرجعية القرآنية، وكذلك باعتماده على ثقافة وقدرة المتلقي على ربط الافكار.

واسلوب ابن الوردي الغالب، لا يصرّح بآرائه، بل يوظف المرجعية القرآنية الفاظا ومعاني للتعبير عما يريده من افكار ويجعلها ناطقة برأيه.

ومن ذلك قوله في المقامة المنبجية واصفاً ايّاها:

((وغدا قلبي فيها ودمعي كلفاً بها وصبا، وحسرتُ غرابها في النوح وسواد الثياب...، وتعجبتُ لسورها المديد، وقصرها المشيد،...))([46]).

وفي هذا النص احالة إلى قوله: ((فَكَأيّن مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَاِلمَةُ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرِوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مشيد))([47]).

والقصر المشيد هو المبيض بالجص([48]). فقد استطاع ابن الوردي بقدرة فائقة ان يدلي برأية حول هذه المدينة، فهو وصفها بأنّها خربة، ولم يبين سبب خرابها(خشية الحكام)،، وإنّما نقل المتلقي إلى اجواء النصّ القرآني بعبارة(قصر مشيد) وحمّله رأيه في هذه المدينة الظالمة المشيدة، والمبتعدة عن طاعة الله، عبر مساجدها المدثورة، فقال عنها: ((ومساجدها بالدثور ساجدة))([49])، وَعَزَا سبب ذلك عبر المرجعية القرآنية، إلى عقاب الله تعالى المستحق لهذه المدينة الظالمة.

وفي بعض الاحيان يسعى ابن الوردي إلى تضمين نصوصه بالحقائق القرآنية، حتّى يضفي عليها الصبغة الدينية، وبذلك تكون فاعلة في المنهج الاصلاحي.

وفي ذلك يقول: ((ورأت تقاعدها عن مقاعدها بتلك القصور من القصور، فغلبت النفس اللوامة، ولبستُ للسفر لامه))([50])، وفي هذا النص اقتباس من قوله تعالى: ((ولا أقسمُ بالنفس اللوّامة))([51]). والنفس اللوّامة: ذُكِرت فيها آراء عِدة منها((الفاجرة الخشعة اللوّامة لصاحبها على ما فاته من سعي الدنيا واعراضها))([52]).وفي هذا دعوة من ابن الوردي، للتغلب على هذه النفس، وتصريح منه بالقدرة على غلبها والسيطرة عليها. وقد استطاع أن يوائم ما بين نصّه والنص القرآني، والخروج بحقيقة مشتركة، وفكرة قرآنية تمكّنَ من توضيحها للمتلقي.

جدول المرجعيات القرآنية المباشرة المحوّرة في مقامات ابن الوردي.

ت

النص القرآني المأخوذ

اسم السورة ورقم الآية

النصّ المقامي الآخذ

رقم الصفحة

1

المقامة الصوفية

 

الحج (23) و

فاطر(33)

البقرة(102و200)

آل عمران(77)

 

آل عمران (26) و الانفال(10)

 

فاطر(10)

 

 

البقرة(196)

 

 

إنّما يلبس الحرير في الدُّنيا.

 

إنّما يلبس الحرير في الدُّنيا.

 

 

وينصر الل على شيطانه وما النصر

 

فأطربني هذا الكلم الطيب.

 

 

تلك عشرة كاملة فعلام على الله العشرة.

 

 

18

 

18

 

 

20

 

 

23

 

 

23

 

((...يحملون فيها من أساور من ذهب، ولؤلؤاً ولباسُهُم فيها حرير))

((... ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاآخرة من خلاف ولبئس ما شروا به أنفسُهم لوكانوا يعلمون))

((وما جعله الله إلّا بشرى لكم ولتطمئن قلوبُكم به وما النصر إلّا من عند الله العزيز الحكيم))

((....اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكرأولئك هو يبور))

((...تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أنّ الله شديد العقاب))

2

المقامة الانطاكية

 

البقرة(255) و وآل عمران(2)

 

النمل(29)

 

لقد جمعت هذه المدينة بين عرب وروم وأنا معهم في الحيِّ القيوم.

فقال: ألزمني أن أقيم مرسوم كريم.

 

25

 

 

 

 

((الله لا إله إلّا هو الحيُّ القيُّوم...))

 

 

((قالت يا أُيها الملأُ إنّي القي اليّ كتابٌ كريم))

3

المقامة المنبجية

 

الحج (25)

 

 

ص(3)

مريم(12)

المؤمنون (50)

البقرة (175)

القيامة(2)

غافر(55)

 

الجاثية(21)

 

 

الرحمن(35)

المسد(1) و(2) و(3)

 

الانسان(1)

 

الهمزة (8)

 

وعجبت لسورها المديد وقصرا المشيد

فيحسن إذاً له الخلاص وإلّا فلات حين مناص

فسبحان مَنْ يؤتي من يشاء الحكم صبيا

 

 

فغلبتُ النفس اللوامة

 

واستغفر لذنبك وتب إلى ربّك.

 

لئلا يقول عنم شماتهم سواءٌ محياهم ومماتهم

 

 

 

وقد ارسل عليّ اجانس دمشق شواظ من نار ونحاس

 

وجاءت حمالة الحطب وتبت يدا ابي لهب

 

 

فهل أتى على الانسان

 

إنّها عليهم موصدة

 

28

 

32

 

 

 

 

 

34

 

 

 

 

 

 

 

 

 

65

 

 

 

 

 

 

 

67

 

((فَكَأيّن مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَاِلمَةُ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرِوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مشيد))

((ولات حين مناص))

((يا يحيى خُذ الكتاب بقوةٍ وآتيناه الحكم صبيا))

 

4

المقامة المشهدية

 

((ولا اقسم بيوم القيامة))

 

((فاصبر إنّ وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والابكار))

((أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءُ محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون))

4

مقامة صفو الرحيق في وصف الحريق

 

((يُرسل عليهم شواظ من ونحاس فلا تنتصران))

((تبّت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب وأمرأتهُ حمّالة الحطب))

((هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا))

((إنّها عليهم موصدة)

 

 

 

3-: المرجعيات القرآنية غير المباشرة (المحورة):

ينشأ عبر التضمين لهذا النوع من المرجعيات القرآنية نصٍ (حاضر) وهو نص المبدع و(غائب) وهو المرجعية القرآنية، وغياب الالفاظ مع حضور الدلالة والفكرة، وروح المرجعية القرآنية. وتلمح المرجعية الغائبة من بعض الاشارات، التي لا تفوت القارئ الفطن([53]).

وتأخذ بعض النصوص القرآنية بعداً ثقافياً في ادباء العصر المملوكي بشكل خاص، وبخصوصية الثقافة الدينية فيه ودورها([54])، وبالإضافة إلى الثقافة الدينية، يتطلب هذا النوع من المرجعيات من الأديب، مخزون لغوي وفكري.

واسلوب ابن الوردي مال إلى التكثيف من هذه المرجعيات، في مقاماته، لانّه يؤدي وظيفة اسلوبية هامة جداً، ألا وهي ايحائية النّصّ، وتعدد قراءاته

وتسجل المقامة الصوفية اعلى نسبة حضور، من مقاماته لهذا النمط من المرجعيات، حيث شكّل سمة اسلوبية بارزة فيها، والكاتب على وعي ادراك من ذلك.

فالأدب الصوفي معروف عنه الخفاء والايحائية، والتخاطب بلغةٍ خاصّةٍ، لها

ظاهر وباطن، لذلك جاءت المقامة الصوفية في اغلبها مرجعيات قرآنية غير مباشرة(محوّرةٍ) تتطلب إعمال الفكر في الكشف عن دلالاتها.

أمّا عن نسبتها في المقامة الصوفية، فقد وردت في ثلاثة عشر موقعاً، لذلك سنخصّها بالتحليل والدراسة.

ومن ذلك قوله: ((...، وسألتُ اللهَ تعالى حسن منقلبي، ورجوت منه أن يعوضني عن تعبي، بصحبة من يدلني عليه، ورؤية من يقربني منه اليه، فأجيبتْ دعوتي في الحال،...))([55]).

وفيه اشارة إلى قوله تعالى: ((وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أُجيبُ دعوة الدّاعِ إذا دعانِ فليستجيبوا الي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدُون))([56]).

وابن الوردي في اشارته إلى هذه المرجعية القرآنية، اراد انْ يوضّح لنا بأنّ الدعاء يحتاج إلى مقدمات، فهو في بداية المقامة هاجر إلى رضا الله تعالى وعبادته، ورمز إلى ذلك بهجرته إلى القدس الشريف، بعد صعوبات واجهته، وصل إلى عين جارية، وهي تمثل الحقيقة الدينية، ورمز بها إلى حقيقة التصوّف، ومثّلها بمكة المكرّمة لأنّ الماء كان يطوف حولها بقوله: ((ويطوف بنفسه سواء العاكف والبادِ))([57])، ثم تزوّد من هذه الحقيقة الدينية، بوضوئه من تلك العين، بعدها صلّى ركعتين فدعا الله تعالى، وبذلك استجاب الله دعاءه.

وبهذا فإنّ ابن الوردي يرسم لنا طريق الانسان التعبدي، الذي عليه أن يبحث عن الله تعالى في كل طيّات وتفاصيل حياته، وهو قريب منه، وإذا وجده فسيكون الله جلّ شأنه مستجيباً لدعائه.

وقد جعل نصه الحاضر مترابطاً مع النص الغائب، ترابط مقدمات ونتيجة، وقد تطابق في الدلالة، بالإضافة إلى التوافق في الفضاء الموضوعي، وهو التقرب الالهي.

وهذا الحوار مع اللغة القرآنية لا يقطع الكاتب الصفة مع المرجعية النصية، وإنما ينشئ من ارتكازه عليها وعياً جديداً ينسجم مع ما يؤمن به المبدع([58]).

وفي بعض الاحيان يسعى ابن الوردي إلى الإشارة بأكثر من مرجعية قرآنية، من اجل انشاء دلاله غريزة المعنى، وقراءات ايجابية متعددة، مما تجعل الملتقي في تواصل النص، ومن ذلك قوله:

((فلان الصوفي متزود من القربات والطاعات، محاسب نفسه على الدقائق والساعات،...))([59])

وفي هذا النص اشارة إلى مرجعيتين قرآنيتين (التزود بالتقوى، محاسبة النفس، هما:

قال تعالى:((...، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ))([60])

وقولة تعالى في محاسبة النفس:((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى))([61])

وكذلك في النص اشارة إلى حقيقة قرآنية، ذكرت مرات عديدة الا وهي اهمية الوقت، لدرجة ان قسم الله تعالى به في اكثر من موضع من ذلك قوله تعالى:

((وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ))([62])

وهو بهذا يحدد لنا ثلاث ركائز، جعلها ميزان للصوفي الحقيقي هي:التزود بالطاعة والتقوى، وحساب النفس، موضع، وقد قسم به أكثر مرة لأهميته وقدسيته.

لذلك فان ابن الوردي يرسم لنا(مثلث التقرب الالهي) عبر العمل الصالح والتسابق مع الوقت في ذلك، وحساب النفس أو سبقها في طاعة الله تعالى، وبذلك يجعل الوقت وطاعة الله كفرسي رهان، بينهما محاسبة النفس وجاءت لتعضد العمل الصالح على سبيل الوقت.

وقد اسهم التداخل بالنصوص القرآنية في اغناء النص الادبي دلالياً، وجعله ذا ايحايئة عظيمة([63]).

ونجد بعض الألفاظ لها معنى معجميا، ومعنى قرآنيا، اي يستعمل القرآن وفق طبيعة معينه قريبة دلالياً من المعنى المعجمي، ومن تلك ألفاظ النعيم، ودلالتها المعجمية: الخفض والدعة والمال، وهو ضد البأساء([64]).

اما دلالتها القرآنية، فجاءت ملازمة للجنات (جنات النعيم)، وهو الجزاء الأخروي الابدي، الذي لا ينضب ولا يزول، وهذه دلاله قرآنية جديدة على المعجم العربي، واستعملها في عشر مواضع([65])

وبعد هذه المقدمة، فأن ابن الوردي قصد هذه اللفظة بوعي شديد، بقوله في معرض نقده المتصوفة عصره:((يحبون الجاه والشهرة، ويؤملون برد النعيم فترة))([66])

وقد قصد ابن الوردي معناها المعجمي، ودلالتها القرآنية حتى يوسع أفق دلالة نصه، ويعطي صورة واضحة عن البرزخ الذي كانوا يعيشون فيه المتصوفة ذلك، العصر، عندما أصبحوا وعاظاً للسلاطين على حساب الشعب المسكين، فهم في نعيم من الدعة والمال، لكن هذا النعيم ليس كنعيم الأخروي فهو محدود بفترة وذاك أبديا سرمدياً، لذلك فابن الوردي قد انتقدهم، لأنهم يسعون خلف الجنة المال والدعة، ويتركون جنة نعيم الآخرة.

واسلوب الكاتب في هذا النص مال إلى تكثيف الدلالة عبر المعنى المعجمي والقرآني، وتشكيل علاقة تعانق بينهما، من اجل الوصول إلى اقرب صورة وصفية للحالة السابقة.

وفي الختام فان ابن الوردي قد احسن توظيف المرجعيات القرآنية بفعل الثقافة الدينية من جهة، ومن جهة اخرى كونه اديب يحسن صياغة الصور والافكار، فجاءت نصوصه متآصرة دلالياً وفنياً واسلوباً.

جدول المرجعيات القرآنية غير المباشرة(المحورة) في مقامات ابن الوردي

النص القرآني المأخوذ

اسم السورة ورقم الاية

النص المقامي الاخذ

رقم الصفحة

المقامة الصوفية

((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))

البقرة (189)

فأجيبت دعوتي في الحال:التفت واذا عشر رجال

16

((....، وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ))

االبقرة (197)

فلأن الصوفي متزود من القريات والطاعات

18

((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى))

النازعات (40)

محاسب نفسه على الدقائق والساعات

 

((وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ))

((وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى))

الفجر(1، 2)

الضحى (1، 2)

محاسب نفسه على الدقائق والساعات

 

((إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ))

 

الحج(23)

و

فاطر(33)

إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له

18

((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ))

 

الأحزاب

 

وما شرط الصوفي باستحقاق، فأن يتخلص بأخلاق الرسول

18

النص القرآني المأخوذ

اسم السورة ورقم الآية

النص المقامي الاخذ

رقم الصفحة

((يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى))

 

 

النازعات(35)

وعول على حكم نفسه وهرجه، وسعى لبطنه وفرجه

18

((هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))

ص(39)

 

18

((الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا))

الكهف(100)

واكشف لي الغطاء

18

فذكر ان نفعت الذكرى*سيذكر من يخشى

الاعلى(9، 10)

قال: موافقة لما في الكتاب، وهم في ذلك كالمذكرين، أن من كان إلى العلا من الملحقين

19

((فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ))

((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ))

 

الواقعة(91) المدثر(38، 39)

فقد كرموا في هذه الهيئة اليمين.

20

((فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا))

 

 

مريم(49)

وسأدلك على قاعدة تحصل بها من احوالهم كمال الفائدة، كلما فارقوا فيه بقية من الناس من العوائد والسمت واللباس

20

((فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ))

 

الواقعة(91)

فقد كرموا في هذه الهيئة

20

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ))

 

الصف(2، 3)

فان متصوفة اليوم، أصحاب اكل وشرب ونوم، يورون الأقوال ولا يتبعون الافعال

20

((الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ))

 

 

الحج(56) والشعراء ولقمان

والشعراء(85) ولقمان

 

يحبون الجاه والشهرة، ويؤملون برد النعيم على فتره.

22

((جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ

 

الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ))

فاطر(10)

فأطربيني هذا الكلم الطيب

23

النص القرآني المأخوذ

اسم السورة واسم الآية

النص المقامي المأخوذ

رقم الصفحة

المقامة الانطاكية

((أمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا....))

النمل(61) وغافر (64)

لا أطيق فيهم قراراً

25

((ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ))

الحج(29)

لكان اهون علي من هذا النظم الأنيق في استرقاق هذا البلد العتيق

27

المقامة المنبجية

 

((يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا))

 

سورة النبأ(8) والنصر

جامع الوحوش من البر البحر أفواجا

29

 

((وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا))

النبأ(13)

وجاعل التجاره بإذن الله ذهباً وهاجاً

 

المقامة المشهدية

((قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ))

النمل(34)

ذكر لذلك أدله تدع أعزة حاضريتها أذله

35

كذلك اقتبس من أسماء السور(التكوير، الشمس، الشعراء، الزمر، الأحزاب، النساء، الممتحنة، المجادلة)

 

كورت شمس الشعراء وزمر الزمر وكفت احزاب النساء عن ممتحنه المجادله.

37

مقامة صفو الرحيق في وصف الحريق.

أشار فيها إلى أسماء سور(الأحزاب، الزمر، الجاثية، غاشية، الدخان

 

فكم أحزاب زمر جاثيه لغاشية ذلك الدخان

 

((وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ))

 

 

بفيض اهتم منه الصبح فتنفس الصعدا

 

 

ثانياً: مرجعية الحديث الشريف:

تعد السنة النبوية الشريفة المتمثلة عند المسلمين بقول النبي محمد  صلى الله عليه وآله  وفعله وتقريره، اذ هي المصدر الثاني في التشريع الاسلامي، لذلك اكتسب الحديث النبوي الشريف قدسيته من كونه((لا ينطقُ عن الهوى*إن هو إلّا وحيٌ يوحى))([67]).

لذلك دأب الادباء على تضمين أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وآله  في نصوصهم الادبية، سعياً منهم لإحاطة نصوصهم بشيءٍ من القدسية، وتزين نصوصهم بالحديث النبوي الشريف، الذي يعدُّ على مرتبة عالية من البلاغة.

فضلاً عن حبّهم للرسول صلى الله عليه وآله  وايمانهم به، كون الحديث النبوي الشريف احد روافد ثقافة الشاعر التراثية([68]).

وقد دأب الادباء في العصر المملوكي على التضمين من مرجعيات الحديث النبوي الشريف، حتّى صار سمّة بارزة لذلك العصر([69])، ولم يكن ابن الوردي بمعزل عن عصره الادبي، وانما وجدنا نصوصه المقامية تتخللها بعض الاحاديث النبوية الشريفة.

ولم يهدف ابن الوردي عبر التضمين مع مرجعيات الحديث النبوي بيان حكم شرعي فقط، وانما كان افقه اوسع إلى عملية التواصل وربط الحاضر بالماضي، من اجل اضاءة الحاضر بالماضي المثقل بالحمولات المعرفية والتجارب الانسانية والصور البلاغية الناصعة، التي تزيد العمل الادبي تجدداً والتحاما.

ومرجعيات الحديث النبوي الشريف في مقامات ابن الوردي، جاءت في اغلبها غير مباشرة(محوّرة)؛ وذلك لطول الحديث الذي لا يتناسب مع الفواصل، وكذلك محاولة من ابن الوردي لمجاراة النص الشريف.

ومن النصوص التي تضمّنت مرجعية الحديث النبوي، قوله في المقامة الصوفية في بيان خواص وشرعية التّختّم باليمين: ((قلت فَلِمَ تختموا بالعقيق؟ قال: في منافع وخواص هو بها حقيق، فإنّ خاتمه يسكن هذا الغضب، ولمنع التريف هو سبب،...))([70]).

وابن الوردي كان في معرض بيان صفات الصّوفي الحقيقي، وقد حصرها بعشرة صفات، وحاول اضفاء الشرعية على كل صفة، وارجاعها إلى صُلب الدين والعقيدة، على شكل محاورة لطيفة.

وفي هذا النص تعرّض إلى خاصية التختم بالعقيق، وهذه الخصيصة واضحه للمتلقي بأنّا من سُنن النبي صلى الله عليه وآله ، لكن ابن الوردي حشّد مجموعه من الفوائد لمن يتختم بالعقيق، من اجل ترسيخ هذ الصفة عند المتلقي وزيادة وقعها الدلالي، وكأنّه يُريد من المتلقي أن يبادر إلى التختم بالعقيق حتّى ولو لم يكن صوفيّاً.

وبهذا النص يشير إلى احاديث النبي صلى الله عليه وآله الواردة في استحباب التّختّم بالعقيق ومنها: ((تختّموا بالعقيق فإنّه مُبارك)) ([71]).

وقد اتّخذ ابن الوردي من مرجعية الحديث النبوي، تفسيرا لبعض مواقفه الحياتية، والتغيرات التي طرأت على شخصيته.

ومن ذلك قوله في المقامة المشهديـة: ((...، فحينئذً رجعتُ عن قصدي، واطرحتُ كلفتي، واقسمتُ بفرحتي، قبل حلول حفرتي، لأتركن حرفتي، ومن للقاضي المسكين، من الذبح بغير سكّين([72]).

وهذا النص ينبئ عن قدرة عالية في فن الاقناع لدى ابن الوردي، فإنّ قرر ترك حرفة القضاء، واقسم على ذلك، وهذا يثير استغراب المتلقي وتساؤلاته الكثيرة، لأنّ هذا المنصب ديني.

وقد أحسّ ابن الوردي بذلك، كما إنّه كان على علم لو قدّم الادلة والبراهين والحجج، لما حصل على تصديق واقتناع من المتلقي و شرعية لعمله هذا، ودلالة متينة بحيث تُسكت المتلقي وتشيع تساؤلاته اجابةً.

فإنّ عمله هذا جاء وفق تحذيرات النبي صلى الله عليه وآله  من وظيفة القضاء، فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله : ((من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين))([73]).

وبذلك برر تركه لهذه الوظيفة، ورفضه لأي منصب آخر، كما إنّه زاد من أفق الحديث دلالة، وجعله اكثر تماسكاً مع حالته، بإضافة كلمة(مسكين)، التي دلّت على أنّ القاضي لا حول له ولا قوة وهو مسلوب الارادة؛ لأنّه مقيّد بإرادة السلطان.

وقد اخترق البنية اللغوية للحديث الشريف، وانتج اضاءات دلالية استطاع عبرها((خلق فضاء مضيء متداخل متعدد الدلالة))([74]).

ونجد ابن الوردي في بعض الاحيان يعمل على تكثيف الدلالة، عبر الجمع ما بين المرجعية القرآنية ومرجعية الحديث النبوي الشريف، من اجل اعطاء النص هيبه ووقار، وجعله اكثر وقعاً في نفوس المتلقين.

من ذلك قوله في المقامة الصّوفيّة في معرض بيان خصائص الصوفي الحقيقي: ((...، لِمَ حلّقوا الرؤوس وقصّروا الثياب؟ قال: موافقةٌ لِما في الكتاب، وهم في ذلك كالمذكرين، أنّ من كان إلى العلا من المحلقين، فليعترف أنّه من المقصرين)) ([75]).

وفي هذا النص يبين خصيصة ظاهرة جلية للعيان عند الصوفية لذلك عمد إلى هذا التحشيد الدلالي.

ففي النص اشارة صريحة إلى مرجعية قرآنية بقوله: ((موافقة لما في الكتاب)، واشارة ضمنية إلى حديث نبوي شريف.

فالمرجعية القرآنية(وثيابك فطهّر)([76])، وجاء في تفسير هذه الآية، أي قصّر فإنّ تقصير الثياب طهرٌ، وعن احمد بن حنبل يرجع إلى تطهير الثياب مع ترك الخيلاء([77]).

أمّا الحديث النبوي الشريف فقد ورد عنه ((إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما كان أسفل من ذلك ففي النار))([78]).

وبذا فإنّ ابن الوردي قد رفع الابهام الذي قد يحدث من لباس الصوفية، بإضفائه الشرعية القرآنية والنبوية عليه، وكذلك اضاف بأنّ التقصير في الثياب بالنسبة للرجال هو من التواضع، الذي يدفع صاحبه إلى الاعتراف بالتقصير، وفي هذا اشارة إلى قول احمد بن حنبل السالف الذكر.

وكذلك مما جاء بالجمع ما بين المرجعية القرآنية ومرجعية الحديث النبوي الشريف قوله في المقامة المعروفة بصفو الرحيق في وصف الحريق: ((...، فأشفق الناس من مسّ سقر، وارحموا عزيز قومٍ ذل، وغنيّ قوم افتقر،...))([79]).

وقد ضمن من قوله تعالى:((يومَ يُسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر))([80])، وكذلك من الحديث النبوي الشريف: ((ارحموا عزيزٍ قومٍ ذل))([81]).

وفي هذا النص اراد ابن الوردي بيان هول جهنّم وعذابها، وهي لا ترحم عزيزاً او غنيّ، وبهذا تذكير ما يؤول من اعتزّ بغير عزّة الله، او اغتنى بالكسب غير المشروع، مصيره جهنّم.

وكذلك في النص اشارة خفية، هي أنّ الظالم عندما يُرمى بسقر، لا تنفعه طلب الشفاعة او العون حتّى من الرسول صلى الله عليه وآله  ؛ لانّ الرسول لا يشفع للظالم، وهذه الاشارة مستفادة من الاستشهاد بقول الرسول صلى الله عليه وآله  الانف الذكر.

امّا قوله في المقامة المشهدية، في معرض بيانه للأدلة التي تُحرّم زيارة القبور: ((...، وارتكابهم أمرّ أمر مبتدع وكلّ بدعة ضلالة، ويغني عن هذا كله خبر فرد "كلُّ عملٍ ليس عليه امرنا فهو رد"،...))([82]).

وقد احال إلى ما يروى من الحديث النبوي، بصورة مباشرة وقرينةٍ واضحه،((كل عمل ليس عليه أمرنا فهو ردّ))([83]).

فجاءت دلالة الحديث عامة، غير مقيّدة بموضوع الكاتب الذي يتكلّم عن زيارة القبور وموقفا الشرعي، ولذلك لم نشاهد تناسقاً دلالياً ما بين نصَ الكاتب ومرجعية الحديث النبوي.

كما إنّ الاستدلال بهذا الحديث في هذا المورد فيه نظر. وفي الختام فإنّ ابن الوردي قد استطاع محاورة النص النبوي الشريف، وخلق قناة تواصل استطاعت خرق ذهن المتلقي، وربطه بالماضي المقدّس، وانتاج دلالات وقراءات متعددةٍ.

 

الخاتمة

ومن خلال ما تقدم يمكن استعراض النتائج التي توصل اليها البحث وهي على النحو الاتي:

  1. مثلت مقامات ابن الوردي خروجا عن تقليد المقامات التي سبقتها في الاستجداء والتحايل، اذ اتخذ منها الكاتب وظيفة اسلوبية لمنهجه الاصلاحي في معالجة أمور مجتمعه وقضاياه.
  2. بنى الوردي مقاماته على شخصيتين هما (راو وبطل)، وهو في مقاماته الخمس لم يصرح باسم الراوي الا في مقاماته الاخيرة الموسومة ب(وصف الرحيق في وصف الحريق) اذ صرح باسمه وهو (غيث بن سحاب عن ندي بن بحر)، اما البطل فأشار به الى نفسه، فجعله لسان حاله صرح من خلاله عن أفكاره وآرائه وفلسفته في الحياة.
  3. مثلت مرجعيات النص الثقافية بوجه عام و الدينية بوجه خاص معلما أسلوبيا واضحا أكد سعة ثقافة الكاتب وحذقه بمفردات التراث العربي والاسلامي واستلهامه للنصوص القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة والاشعار العربية، فضلا عن قوة حافظته وغزارة ثروته اللغوية.
  4. كان للمرجعيات القرآنية دور كبير في أنتاج دلالات النص وتحفيز المتلقي واضفاء الحيوية والقيمة التفاعلية وأكساب المعنى عمقا.
  5. شكَّلت النصوص القرآنية المباشرة حيزا ذا أهمية كبيرة في مقامات ابن الوردي استطاع الكاتب من خلالها أن يعبر عن سلسلة من أفكاره الصوفية ونقده لمتصوفة عصره واصلاح قضايا مجتمعه وأمته.

 

 

 

ثبت المصادر والمراجع

القران الكريم

1.      الاعلام، خير الدين الزركلي، (ط4)، دار العلم للملايين، بيروت – لبنان، (1979 م).

2.      أعيان العصر وأعوان النصر، صلاح الدين الصفدي خليل بن ايبك(ت764ه)، تح: فالح احمد البكور، ط2، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1424هـ  2003م.

3.      ألحان السواجع بين البادىء والمراجع، صلاح الدين الصفدي خليل بن أيبك(ت764ه)، تحقيق: محمد عايش، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت،1428ه ـ 2007م.

4.      البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي(ت745ه)، دار الفكر للطباعة والنشر، ط2،1978م.

5.      البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، الشوكاني (ت 1250)، تح: محمد حسن حلاق، دار ابن كثير، بيروت، ط1، 2006م.

6.      بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، جلال الدين السيوطي(ت911 ه)، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة، 1965م.

7.      بناء القصيدة العربية في العصر المملوكي(البنية الإحالية)، يوسف احمد إسماعيل، حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، تصدر عن مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، الحولية الخامسة والعشرون، الرسالة العشرون بعد المائتين،1425ه ـ 2004م.

8.      تفسير التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، مؤسسة التاريخ، بيروت ـ لبنان، 1420 هـ- 2000 م، د.ط.

9.      تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، محمد بن جرير الطبري (ت310هـ)، دار الفكر، بيروت، 1405هـ.

10.   تفسير روح المعاني، في تفسير القرآن العظيم السبع المثاني، ابو الفضل شهاب الدين السيد محمود الآلوسي البغدادي ت (1270 هـ) مفتي بغداد ومرجع اهل العراق، (د.ط) و دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، (د.ت).

11.   تفسير مفاتيح الغيب، للإمام محمد الرازي فخر الدين ابن العلامة ضياء الدين عمر (المشهور بخطيب الري) (544- 604 هـ)، (د.ط)، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، (1423 هـ - 2002م).

12.   التناص في شعر ابي العلاء المعري، د. إبراهيم مصطفى محمد الدهون، ط1، عالم الكتاب الحديث إربد – الأردن، (1432 هـ - 2011 م).

13.   الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي(ت 671 ﻫ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان (د.ط) / 1965م.

14.   الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، العسقلاني شهاب الدين احمد بن علي بن حجر (ت 852ه)، ضبطه وصححه: عبد الوارث محمد علي، منشورات دار العلمية، بيروت، د.ط.ت.

15.   ديوان ابن الوردي، زين الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر الوردي الشافعي(ت 749ه)، تح: د. عبد الحميد هنداوي، ط1، دار الآفاق العربية، القاهرة، 1427ه ـ 2006م.

16.   السيرة الحلبية (إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون)، علي بن برهان الدين الحلبي(ت841ه)، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت،2002م.

17.   شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي أبو الفلاح عبد الحي(ت1089ه)، إحياء التراث العربي، بيروت، د. ط.ت.

18.   صحيح البخاري، البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت256ه)، ضبط وترقيم:د.مصطفى ديب البغا، ط1، دار القلم، دمشق ـ بيروت،1401ه.

19.   صحيح مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ط1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1375ه.

20.   طبقات الشافعية الكبرى، السبكي تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (ت 771ه)، تح: مصطفى عبد القادر احمد عطا، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت،1420ه ـ 1999م.

21.   فوات الوفيات والذيل عليها، محمد بن شاكر الكتبي(ت 764ه)، تح: د. إحسان عباس، دار صادر، بيروت،1973م.

22.   كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة، دار إحياء التراث العربي، بيروت،(د. ت).

23.   كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء، جعفر كاشف الغطاء، ط1، قم،1422ه.

24.   المرجعيات القرآنية في شعر حسان بن ثابت وأثرها في بناء النص الشعري، د.إبراهيم الدهون، (د.ط)، جامعة الجوف، السعودية، (د.ت).

25.   المرجعيات في النقد والأدب واللغة، مؤتمر النقد الدولي الثالث عشر (27-29) تموز (2010م) جامعة اليرموك، إربد – الاردن.

26.   المضامين التراثية في الشعر الأندلسي في عهد المرابطين والموحدين، حسين يوسف جمعة، (ط1)، دار الرضوان للنشر والتوزيع، د.ت.

27.   معرفة السنن والآثار، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، تح: عبد المعطي أمين قلعجي، ط1، دار الوعي – حلب، 1412هـ ـ 1991م.

28.   المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، ابن تغرى بردى يوسف جمال الدين أبو المحاسن الاتاباكي(ت 874ه)، الهيأة المصرية العامة، د.ط.ت.

29.   موسوعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، الشيخ هادي النجفي، ط1، 1423ه ـ2002م، د. م.

30.   النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف (ت 874هـ)، وزارة الثقافة، القاهرة، 1963-1972م.

31.   نحو فهم جديد منصف لأدب الدول المتتابعة وتاريخه، نعيم الحمصي، منشورات جامعة تشرين، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، حلب،1409ه ـ 1989م.

32.   نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار، محمد علي الشوكاني، تح: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط1، دار ابن الجوزي،1427ه.

المجلات والدوريات

33.   القرآنية في دعاء الامام الحسين عليه السلام  في يوم عرفة، م.م سناء علي حسين، مجلة جامعة أهل البيت، العدد التاسع لسنة 1430هـ 2009م.

34.   القرآنية في علويات الشيخ صالح الكواز الحلي، أ.م.د علي كاظم المصلاوي، م.كريمة نوماس المدني، مجلة جامعة أهل البيت، السنة الثالثة، العدد السادس،1429ه ـ 2008م.

 

[1]-تنظر ترجمته في: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة:3/195، فوات الوفيات:3/157، و أعيان العصر وأعوان النصر:3/1345، والحان السواجع:3/25ــــ 26، و البدر الطالع:1/514، وشذرات الذهب:6/161، و طبقات الشافعية الكبرى: 10/ 373، بغية الوعاة: 2/226، والنجوم الزاهرة في أعيان مصر والقاهرة:10/240، والمنهل الصافي:8/331، وكشف الظنون:1/627،  والأعلام:5/67، وديوان ابن الوردي:10 – 12.

[2]- طبقات الشافعية: 5/427.

[3]- الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة:3/116.

[4]-شذرات الذهب:3/161.

[5]-  ينظر نص المقامة في ديوان ابن الوردي:16ـ 23.

[6]-ينظر نص المقامة في ديوان ابن الوردي:24ـ 27.

[7]-ينظر نص المقامة في ديوان ابن الوردي:28ـ 34.

[8]-ينظر نص المقامة في ديوان ابن الوردي:34ـ 40.

[9]-ينظر نص المقامة في ديوان ابن الوردي:65ـ 68.

[10]-التناص في شعر ابي العلاء المعرّي:117،118، 119.

[11]-ينظر المرجعيات القرآنية في شعر حسّان بن ثابت:361.

[12]-ينظر مجلة حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية:69.

[13]-ينظر التناص في شعر ابي العلاء المعرّي:29.

[14]-المصدر نفسه:117.

[15]-مجلة حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية-قسم القرآن الكريم(69).

[16]-التناص في شعر أبي العلاء المعرّي:29.

[17]-المقامة المعروفة بـ ((صفو الرحيق في وصف الحريق).

[18]-سورة المؤمنون:50

[19]-ينظر تفسير التحرير والتنوير:9/370.

[20]-ينظر تفسير روح المعاني:13/ 226.

[21]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):65.

[22]-سورة البقرة،آية: 175.

[23]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):66.

[24]-سورة الفجر،آية: 14.

[25]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):67.

[26]-سورة الهمزة،آية: 8_ 9.

[27]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):68.

[28]-سورة القمر، آية: (48)

[29]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):66.

[30]-سورة الحجّ، آية:2.

[31]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):66.

[32]-سورة القارعة،آية:5.

[33]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):67.

[34]-سورة الكهف،آية: (96).

[35]-ينظر تفسير مفاتيح الغيب، 10/252.

[36]- المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):66.

[37]- سورة الفجر، آية: 10-14.

[38]-المقامة المعروفة بـ (صفو الرحيق في وصف الحريق):68.

[39]-المرجعيات القرآنية في شعر حسان بن ثابت واثرا في بناء النص الشعري:39.

[40]-المرجع نفسه:361.

[41]-المقامة الصوفية في الديوان:23.

[42]-سورة فاطر، آية:10.

[43]-تُنظر مجلة أهل البيت، القرآنية في علويات الشيخ صالح الكواز الحلّي، العدد السادس، ص:292.

[44]-المقامة الانطاكية في الديوان:27.

[45]-سورة النمل، آية:29.

[46]-المقامة المنبجية في الديوان:28.

[47]- سورة الحج،آية: 45.

[48]-ينظر تفسير الطبري:18/ 280.

[49]-المقامة المشهدية في الديوان:34.

[50]-المصدر نفسه:34.

[51]-سورة القيامة، آية:2.

[52]-تفسير البحر المحيط:10/ 391.

[53]-ينظر مجلة أهل البيت، القرآنية في دعاء الامام الحسين عليه السلام  في يوم عرفة، العدد التاسع لسنة 1430هـ -2009م.

[54]-نحو فهم جديد منصف لأدب الدول المتتابعة تاريخه: 2/ 57.

[55]-المقامة الصوفية في الديوان:16.

[56]-سورة البقرة،آية:186.

[57]-المقامة الصوفية في الديوان:16.

[58]-مجلة حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية-القرآن الكريم:69.

[59]-المقامة الصوفية في الديوان:18.

[60]-سورة البقرة،آية:197.

[61]-سورة النازعات،آية:40.

[62]-سورة الفجر، آية:1-5.

[63]-التناص في شعر ابي العلاء المعري:119

[64]-لسان العرب مادة (نعم)

[65]-سورة المائدة آية:65

[66]-المقامة الصوفية في الديوان:22

[67]-سورة النجم،آية:3ـ 4

[68]-ينظر المضامين التراثية في الشعر الاندلسي في عهد المرابطين والموحدين:67.

[69]-ينظر نحو فهم جديد ومنصف لأدب الدول المتتابعة وتاريخه:2/260.

[70]-المقامة الصوفي في الديوان:19

[71]-الموضوعات:3/65، وبلفظ قريب في موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام :3 /210.

[72]-المقامة المشهدية في الديوان:38.

[73]- نيل الاوطار: 9 /164.

[74]-التناص في شعر ابي العلاء المعرّي:165.

[75]-المقامة الصوفي في الديوان:19.

[76]-سورة المدثر،آية:4.

[77]-معرفة السُنن والاثار،ج2: 95.

[78]-الجامع لأحكام القرآن(تفسير القرطبي):19 /65.

[79]-المقامة المعروفة بصفو الرحيق في وصف الحريق

[80]-سورة القمر،آية:48.

[81]-السيرة الحلبية:2/ 48، كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الفرّاء:4 /132.

[82]-المقامة المشهدية في الديوان:35.

[83]-صحيح البخاري:3/24، صحيح مسلم:5/ 132.