تصنیف البحث: الأدب العربي
من صفحة: 230
إلى صفحة: 247
خلاصة البحث:

(معجم نزهة النظر في غريب النهج و الأثر) لمؤلفه (السيد عادل عبد الرحمن البدري) واحد من معجمات الألفاظ الخاصة، إذ شرح فيه مؤلفه ما غمض من الالفاظ في نهج البلاغة وكتب الإمامية الأربعة في الحديث وهي: من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق (ت381هـ)، والكافي للكليني (ت329هـ)، والاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار للشيخ الطوسي (ت460هـ)، وتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي أيضًا. رتب المؤلف معجمه ترتيبا هجائيا وبحسب الترتيب الهجائي للمعجمات، وذلك بإرجاع مفردات الحديث الى اصلها الثلاثي او الرباعي وبإعتماد الحرف الاول، وكان المؤلف يعتمد في معجمه تفسيرا واحد للفظ ولا يتعداه ولا يحاول ان يأتي في كل لفظ بالاقوال الكثيرة، المتفقة والمختلفة، التي ادلى بها اللغويون بشأن اللفظ، فالإستقصاء في التفسيرات التي تتعلق باللفظ الواحد معدوم عنده، فأكسب هذا معجمه صفة المختصرات.

البحث:

المقدمة:

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد:

فقد امتازت الدراسة اللغوية المعجمية في العربية بوجود معجمات خاصة تأخذ جانبا من جوانب اللغة أو علما من علومها لتضع مصطلحاته ومفرداته في بحث معجمي، تيسيراً لرواد المعرفة وتقريبا للعلوم والمعارف إلى طالبيها.

ومعجم (نزهة النظر في غريب النهج والأثر) الذي عملت على عرض وتخليل مواده، واحد من معجمات الألفاظ الخاصة، لكونه مختصا بشرح ما غمض من الألفاظ في نهج البلاغة وكتب الإمامة الأربعة في الحديث.

وتوزعت دراستي لهذا المعجم على تمهيد ومبحثين، تحدثت في التمهيد عن المعجم وصاحبه في سطور، ودرست في المبحث الأول مفهوم غريب الحديث والتصنيف فيه، ودرست في المبحث الثاني  المنهج الذي اعتمده المؤلف. وختمت البحث بخلاصة شملت أهم النتائج التي توصل إليها البحث.

وأسأل الله تعالى التوفيق والتسديد وحسن العاقبة إنه نعم المولى ونعم النصير.

التمهيد

المعجم في سطور

إن التأليف في غريب الحديث، شكل حلقةً من حلقات الدرس اللغوي، إذ بدأ متواضعًا، ثم نما، ولقد مكننا من جمع مادة الغريب من الأحاديث المباركة، ورصدها وشرحها شرحًا لغويًا، وذكر دلالاتها، فهذا الفن – أعني غريب الحديث – لا يعني بالإسناد فمهمته توضيح المعاني الغامضة البعيدة المرمى.

ونزهة النظر في غريب النهج والأثر معجم لمؤلفه الأستاذ (عادل عبد الرحمن بن لفتة علي البدري)، المولود في محافظة ميسان جنوب العراق، عام 1953 م والذي أكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، وفيها حصل على الشهادة الجامعية عام 1974 م(1).

له ست كتب مطبوعة، هي:

  1. أثر الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله  الحضاري والمدني، طبع مرتين في مؤسسة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله  في مشهد، (1428هـ، 2007 م).
  2. تحقيق وترتيب جمهرة اللغة لابن دريد المتوفى (321هـ) في ثلاثة أجزاء طبع في مطبعة الاستانة الرضوية المقدسة.
  3. الرسول المصطفى ونظرية الأدب، ط مؤسسة الرسول المصطفى  صلى الله عليه وآله  في مشهد (1425 هـ، 2004 م).
  4. فصاحة الرسول المصطفى وبلاغته، ط مؤسسة الرسول المصطفى  صلى الله عليه وآله  (1424 هـ، 2002 م).
  5. مختصر البيان في غريب القرآن ثلاثة أجزاء طبع في مشهد.
  6. معجم نزهة النظر في غريب النهج والأثر (وهو موضوع بحثنا).

حيث شرح فيه ما غمض من الألفاظ في نهج البلاغة(2)، وكتب الإمامية الأربعة في الحديث وهي الكافي(3)، ومن لا يحضره الفقيه(4)، وتهذيب الأحكام(5)، والاستبصار فيما اختلف من الأخبار(6).

ولقد رتب السيد (عادل عبد الرحمن) معجمه ترتيبا هجائيا وبحسب الترتيب الهجائي للمعجمات (أ، ب، ت،... الخ) وذلك بإرجاع مفردات الحديث إلى أصولها الثلاثية، أو الرباعية باعتبار الحرف الأول.

ولقد قسم مواد الكتاب على ثمانية وعشرين حرفا، فاستهله بمادة (أبد) وختمه بمادة (يوم).

وتميزت هذه الطريقة بسهولة الكشف عن المواد ويسر مراجعتها في مواضعها، ولذلك لقيت رواجا وشهرة عند الكثير من المتقدمين والمعاصرين.

والذي يبدو لي إن الأسباب التي دعت (عادل عبد الرحمن) إلى تصنيف هذا المعجم هو الاهتمام بدراسة هذا السفر الرائع من تراثنا الإسلامي الخالد والذي يعد مدار أدلة استنباط الأحكام الشرعية من الآثار المروية عن أهل البيت عليهم السلام ، ولغنى هذه الألفاظ وشمولها ولكونها أثرت اللغة العربية ووسعت من آفاق استعمال المفردات حقيقة ومجازاً، فنحن نرى أن الصحابة كانوا أيضا يعانون من مشكلة غريب الألفاظ، فقد ذكر عن ابن عباس أنه قال ((ما كنت أدري ما قوله [ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ](7) حتى سمعت قول بنت ذي يزن لزوجها: تعال أفاتحك، تريد أخاصمك))(8).

وتبدو أهمية هذا المعجم في إنه يعد مصدرا مهما يعين الباحث على دراسة تراثنا الجليل، الذي نعتز به، ونعمل على الحفاظ عليه، وإبرازه بوجه ناصع.

فالملاحظ أن هذا المعجم ربط بين الجانب الديني والجانب العلمي بأسمى سبل التفكير العلمي فالدراسة فيه جمعت لنا نصوص الحديث الشريف والأثر بالإضافة إلى آراء العلماء في اللغة والصرف والبلاغة، كذلك أسهم هذا المعجم في بيان الألفاظ الأعجمية والمعربة.

وهذا كله أسهم في رفد المعجم العربي بمادة جديدة، كما أسهم في العناية بالمفردات لغويا، واستخراجها من مواضعها، وإثباتها في حروفها وذكر معانيها.

والمعجم ذو حجم متوسط، بلغ عدد صفحاته (984) صفحة، ويتألف من جزء واحد، ولقد تم الفراغ من طبع هذا المعجم عام 1420هـ في مشهد الرضا  عليه السلام .

المبحث الأول:  مفهوم غريب الحديث والتصنيف فيه

بما إن معجم نزهة النظر في غريب النهج والأثر خاص بدراسة الغريب من الألفاظ في نهج البلاغة وكتب الإمامية الأربعة في الحديث فلا بد لنا أولا من تحديد مفهوم (غريب الحديث) ليسهل علينا بعد ذلك دراسة المعجم بصورة علمية.

فغريب الحديث كلمة مركبة من مفردتين هما: (غريب و (الحديث). والغريب في اللغة: هو الغامض من الكلام، وكلمة غريية وقد غربت؛ إذا غمضت وخفي معناها؛ أي بعدت عن الفهم، يقال غرب الرجل يغرب غربا إذا ذهب وبعد(9).

وقد وضع السيوطي تعريفا للغريب فقال بأنه (ما وقع في متن الحديث من لفظة غامضة بعيدة من ألفهم لقلة استعمالها وهو فن مهم والخوض فيه صعب)(10).

وعلى ذلك فالغريب هو اللفظ الذي يعتريه نوع من الغموض، لدقة معناه، ولقلة استعماله، فقد يكون غير غامض، وشائع الاستعمال في زمن المعصوم  عليه السلام  ولكنه غامض في زماننا لقلة استعماله.

يقول عادل عبد الرحمن البدري (ليس المراد بالغريب الوحشي المخل بالفصاحة والبلاغة وإنما يراد به الغامض من الكلام وكأنه مأخوذ من قولهم غربت الشمس تغرب غروبا، بعدت وتوارت في مغيبها)(11).

أما الحديث في اللغة: فهو الجديد من الأشياء، تقول شاب حدث وشابة حدثة فتية في السن(12).

جاء في مقاييس اللغة (الحاء والدال والثاء أصل واحد، وهو كون الشيء لم يكن، يقال حدث أمر بعد أن لم يكن، والرجل الحدث الطري السن، والحديث من  هذا، لأنه كلام يحدث منه الشيء بعد الشيء)(13). وفي لسان العرب الحديث هو (ما يحدث به المحدث تحديثا)(14).

وعلى هذا وإن كان الحديث أطلق في أصل اللغة على الجديد من الأشياء، وحدوث أمر بعد أن لم يكن إلا إنه أطلق على مطلق الكلام في سائر الاستعمالات على أساس من ذلك المعنى اللغوي.

أما الحديث في الاصطلاح فهو (كلام يحكي قول المعصوم أو فعله أو تقريره)(15).

فالكلام الذي لا ينتهي إلى المعصوم(16)  عليه السلام  ليس حديثا عند الإمامية، أما عند المذاهب الإسلامية الأخرى فاكتفوا فيه بالانتهاء إلى الرسول  صلى الله عليه وآله .

إن المتتبع لكتب الأخبار والتراجم(17)، يجد أن بداية جهود العلماء في شرح غريب الحديث، بدأت أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث، حيث يجد أنها تشير إلى أنَّ أول من بدأ التأليف في لغة غريب الحديث، هو أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة (210 هـ)، فقد صنع مؤلفا في (غريب الحديث)، وهو أول مؤلف في بابه، غير أن الواضح من هذه الأخبار حول هذا المؤلف أنه جاء صغيرا ذا أوراق معدودات، ولم تكن قلته لجهله بغيره من غريب الحديث، وعللوا ذلك بأمرين:

(أحدهما – أن كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه، ومبتدع لأمر لم يتقدم فيه عليه فإنه يكون قليلا ثم يكثر، وصغيرا ثم يكبر. والثاني: أن الناس يومئذ كان فيهم بقية وعندهم معرفة، فلم يكن الجهل قد عم)(18).

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الناس في عصره لا يزالون يفهمون الحديث ولغته، فلم تكن لديهم حاجة إلى بيان مشكلة أو غريبه، ولذلك اقتصر الكتاب على الغامض منه، وهو قليل، بالنسبة إلى حاجة الناس يومئذ، فضلا عن أن هذا النوع من التأليف جديد وكل جديد يبتدئ صغيرا ثم يضيف إليه العلماء المتأخرون ما يستجد عندهم مما يبعد فهمه عليهم فيصبح شيئا كثيرا.

وذهب ابن الأثير في مقدمته إلى أن النضر بن شميل (203 هـ) تلا أبا عبيدة في التأليف حيث قال (ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني بعده كتابا في غريب الحديث أكبر من كتاب أبي عبيدة، وشرح فيه وبسط على صغر حجمه ولطفه)(19).

ثم ألف أيضا من اللغويين المتوفين في القرن الثالث قطرب (206 هـ) وأبو عمرو الشيباني (210 هـ) والأصمعي (216 هـ) الذي وصف ابن الأثير كتابه بقوله (ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي – وكان في عصر أبي عبيدة وتأخر عنه – كتابا أحسن فيه الصنع وأجاد ونيف على كتابه وزاد)(20).

ثم ألف أيضا منهم أبو زيد الأنصاري (215 هـ) والحسن بن محبوب السراد (244 هـ) وكانت هذه الكتب جميعها صغيرة لا تعرف الترتيب ولعلها ألفت في القرن الثاني، لا الثالث، وهذا مما يستفاد من قول ابن الأثير (وكذلك ألف محمد بن المستنير المعروف بقطرب، وغيره من أئمة اللغة والفقه، حين جمعوا أحاديث على لغاتها ومعناها في أوراق ذوات عدد ولم يكن أحدهم ينفرد عن غيره بكبير حديث لم يذكره الآخر واستمرت الحال إلى زمن أبي عبيد القاسم بن سلام، وذلك بعد المئتين)(21).

ثم ألف بعد ذلك عدد من العلماء في غريب الحديث وهم ابن الأعرابي             (231 هـ) وعلي بن المغيرة الأثرم (232هـ) وأبو مروان عبد الملك بن حبيب المالكي وأبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي (245 هـ)(22).

ومن الذين ألفوا أيضا في القرن الثالث الهجري شمر بن حمدويه الهروي (255هـ)(23). وابن قتيبة (276 هـ)(24). وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد (286هـ)(25). وأبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب (291 هـ)(26). وابن كيسان محمد بن أحمد بن إبراهيم (299 هـ)(27). أما من ألف من العلماء في القرن الرابع الهجري في هذا الباب، فهم ابن حزم السرقسطي (302هـ) واسم مؤلفه (الدلائل على معاني الحديث بالشاهد والمثل)(28)، وأبو محمد القاسم بن محمد الأنباري (304 هـ)(29)، وأبو موسى الحامض (305هـ) وابن دريد الأزدي (321 هـ) وابن درستويه (347هـ)(30) ومحمد بن عبد الواحد المطرز (345 هـ) واسم مؤلفه (غريب الحديث على الكلمات) عمله للحصري وأنحله إياه وأبو سليمان الخطابي ت (388هـ)(31).

أما من ألف من العلماء في غريب الحديث إبّان القرن الخامس الهجري أبو عبيد الهروي (401هـ) واسم مؤلفه (الغريبين) يعني غريب القرآن والحديث(32)، والبيهقي (402 هـ) صاحب كتاب (سمط الثريا في معاني غريب الحديث)(33) وأبو الفتح سليم بن أيوب الرازي (447هـ) واسم مؤلفه  تقريب الغريبين(34)، وإسماعيل بن عبد الغافر (449هـ)(35).

أما من ألف من العلماء في القرن السادس الهجري فنذكر منهم أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي (529هـ) ومن مؤلفاته (مجمع الغرائب في غريب الحديث) و (درر المفهم لشرح غريب مسلم)(36)، وجار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت538هـ) ومن مؤلفاته (سمط الثريا في معاني غريب الحديث) و (الفائق في غريب الحديث)(37)، وفضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي (506هـ) واسم مؤلفه (شرح نهج البلاغة)(38)، ومن الذين قاموا أيضا بشرح نهج البلاغة علي بن زيد البيهقي (565هـ) (39)، وسعيد بن هبة الله الراوندي (573هـ) حيث سماه (منهاج اليراعة في شرح نهج البلاغة)(40)، ثم تتابعت الشروح على النهج حتى قيل إنها زادت على (112 شرحا)(41)، إلا أن أغلب هذه الشروح قد فقد ولم يبق منها سوى القليل.  

ومن الذين ألفوا في القرن السابع وما بعده ابن الأثير (606هـ) إذ ألف (النهاية في غريب الحديث والأثر)(42)، وموفق الدين عبد اللطيف البغدادي (629هـ) إذ ألف (المجرد للغة الحديث)(43). وابن عسكر الغساني (636هـ) إذ ألف (المشروع الروي في الزيادة على غريبي الهروي)(44). وأبو حامد المعروف بابن أبي الحديد المعتزلي (656هـ) إذ شرح نهج البلاغة(45). وقام صفي الدين الأرموي (723هـ) بتصنيف الذيل على نهاية ابن الأثير(46). وقام عيسى بن محمد الصفوي (953) بتصنيف مختصر النهاية(47). كما قام السيوطي (911 هـ) بوضع مختصر آخر لها سماه (الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير) (48).

أما فخر الدين الطريحي (979 هـ) فقد قام بتصنيف جملة من المؤلفات منها (غريب أحاديث الخاصة)، و (النكت اللطيفة في شرح الصحيفة (الصحيفة السجادية)، (والمستظرفات في شرح نهج الهداة) وهو شرح لنهج البلاغة(49).

ثم قام المجلسي الأول محمد تقي الأصفهاني (1070 هـ) بتصنيف (روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه)(50).

وقام المولى محمد باقر المعروف بالمجلسي الثاني (1110هـ) وهو ابن المولى محمد تقي المعروف بالمجلس الأول، بتصنيف جملة من المؤلفات منها، (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول) و (ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار) و (الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة)(51).

وبهذا التتبع الزمني لهذه المؤلفات لاحظنا مدى أهميتها في الحفاظ على نصوص الحديث الشريف، بالإضافة إلى ما تتضمنه من تحليلات للنصوص وتفسيراتها.

المبحث الثاني: منهج الكتاب

يعد معجم (نزهة النظر في غريب النهج و الأثر) من معاجم الألفاظ المختصة وذلك لأنه حرص كما قلنا سابقا على شرح ما غمض من الألفاظ في أهم مصادر الحديث للإمامية وهي نهج البلاغة والكافي ومن لا يحضره الفقيه، وتهذيب الأحكام، والاستبصار فيما اختلف من الأخبار.

وقد اتبع مؤلف هذا الكتاب منهجا خاصا به وهذا المنهج تميز بجملة من الخصائص سنوضحها في المطالب الآتية:

المطلب الأول: طريقة استخراج المعنى:

نزهة النظر في غريب النهج والأثر، واحد من معجمات الألفاظ، وهذه المعجمات تفيد مبدئيا في الكشف عن معنى لفظة من الألفاظ فلقد اتبع العلماء في ترتيب مفردات اللغة في المعاجم العربية ثلاث وسائل مختلفة وهي:

أ – ترتيب الألفاظ بحسب مخارج الحروف:

وهي الطريقة التي بدأها الخليل في تأليف معجمه العين، فرتب الألفاظ بحسب مخارج الحروف مع مراعاة أوائل الأصول، ثم تبع هذه الطريقة الأزهري (370هـ) صاحب تهذيب اللغة، وابن سيدة الأندلسي (458 هـ) صاحب المحكم.

ب – ترتيب الألفاظ بحسب أواخر الأصول أو (نظام الباب والفصل):

وقد خرج هذا النظام خروجا كاملا على منهج العين واكتفى بترتيب منهجي بعيد عن أثر الظاهرة الصوتية في رصد الألفاظ، إذ تمثَّل في مراعاة مخارج الجذر اللغوي وتقاليبها عند إرادة تسجيله في المعجم، ومن المعاجم التي سارت على هذه الطريقة معجم الصحاح للجوهري (400 هـ) والعباب الزاخر واللباب الفاخر للصاغاني (650 هـ) ولسان العرب لابن منظور (711 هـ) والقاموس المحيط للفيروز آبادي (816هـ) وتاج العروس للسيد مرتضى الزبيدي (1205 هـ).

ج – ترتيب الألفاظ (أصول الكلمات) بحسب حروف المعجم مع مراعاة أوائل الأصول:

وهذه الطريقة تعتمد على ترتيب أصول الكلمات على حروف المعجم مع الابتداء بالحرف الأول من الكلمة (الأصل) ثم الحرف الثاني ثم الحرف الثالث.

ومن المعجمات التي اتبعت طريقة أوائل الأصول، من المتداول المطبوع، أساس البلاغة للزمخشري (538هـ) والمصباح المنير للفيومي (770هـ) والنهاية في غريب الحديث والأثر لأبن الأثير (606هـ)، ونزهة النظر في غريب النهج والأثر وهو موضوع بحثنا.

لقد تم ترتيب الكتاب ترتيبا هجائيا، وبحسب الترتيب الهجائي للمعجمات (أ – ب – ت -...)، وذلك بإرجاع مفردات الحديث إلى أصلها الثلاثي أو الرباعي، باعتبار الحرف الأول للمفردة، مع مراعاة ما حصل فيها من حذف أو إبدال وزيادة، فالبحث عن معنى (الدية) يكون في مادة (ودي)(52) من كتاب الواو، والتخمة في مادة (وخم)(53)، و(السمة) في (وسم)(54) والدعة في (ودع)(55)، والاصطفاء في (صفا)(56) وهكذا.

والملاحظ إن المؤلف كان شديد الخوف من اللحن والتحريف وما يطرأ على الألفاظ فحاول أحاطتها بالضمانات التي تقيها ذلك فالتزم ضبط الألفاظ، ومن ذلك قوله:

(والأثرة والمأثرة والمأثرة، بفتح التاء وضمها)(57).

وقوله (والإجانة، بالتشديد: إناء يغسل فيه الثياب)(58)

وقوله (الأوار: بالضم، شدة حر الشمس ولفح النار)(59).

وقوله (الربض، بفتحتين: للغنم مأواها ليلا)(60).

كذلك نلاحظ أن المؤلف كان يعتمد تفسيرا واحدا للفظ لا يتعداه ولا يحاول أن يأتي في كل لفظ بالأقوال الكثيرة المتفقة أو المختلفة التي أدلى بها اللغويون بشأنه فالاستقصاء في التفسيرات التي تتعلق باللفظ الواحد معدوم عنده فاكسب هذا معجمه صفة المختصرات، فعادل عبد الرحمن راعى في شرح الغريب تفسير اللفظ، وإيراد بعض المشتقات القليلة، مثل الفعل، والمصدر، والاستشهاد على المعنى بآية من القرآن الكريم أو الشعر أو المأثور من أقوال العرب، فلم يكن يطيل في تفسير الألفاظ بل يوجز جدا، ولكنه كان يوضح معنى المفردة. ولا تجد عنده أسماء لغويين أو غيرهم في المتن إلا في النادر القليل.

ومما يؤخذ على الباحث في هذا المجال هو عدم بروز شخصيته فالباحث كان يعنى بالجمع فقط، فلم نلاحظ أنه تدخل في مواد الكتاب أو إنه خالف وناقش آراء العلماء، أو إنه أدلى بدلوه بين الدلاء، ويتضح مجهوده الشخصي في الجمع، إلا إنه كان أمينا في النقل عن العلماء، وكان يشير إلى أسماء من يقتبس منهم في الهامش. كما نلاحظ مفردات نهج البلاغة، قد أخذت حظها الأكبر من بقية مفردات الخطب والأحاديث، والأخبار من الشرح والاستشهاد في المعجم، وقد علل السيد عادل عبد الرحمن البدري ذلك (لكثرة تداول نصوص النهج بين الباحثين والدارسين وعموم القراء، فانتخاب هذه النصوص، يجعل مفردات اللغة العربية بين يدي القارئ، نظرا لكون نصوصه  تمثل نموذجا تطبيقيا فصيحا وكاملا من قائلها سيد البلغاء والمتكلمين باللغة العربية بعد المصطفى محمد صلى الله عليه وآله (61).

 

المطلب الثاني: الدلالة:

حرص الباحث على ذكر دلالات المفردات وهذه الدراسة شملت ذكر الدلالة المعجمية والصرفية والفقهية.

وهذه أمثلة لما أورده المؤلف من دراسة للدلالة نستهلها بالدلالة المعجمية بوصفها شاهداً على ما نقول:

جاء في شرح حديث الإمام علي  عليه السلام  (أتقلقل تقلقل القدح في الجفير الفارغ)(62).

والجفير: الكنانة والجعبة التي تجعل فيها السهام، والجفري والكفري: وعاء الطلع(63).

وجاء في شرح حديث الإمام الباقر  عليه السلام : (إنه  صلى الله عليه وآله ) كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة ؟ فقال صلى الله عليه وآله : نعم، إن أبني ارتحلني)(64).

وارتحلني: أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري، والراحلة عند العرب كل بعير نجيب، سواء أكان ذكرا أم أنثى(65)

والذي يحمد عليه الباحث في هذا المجال على الرغم من عدم توسعه في مجال الدلالة هو إفادته من نظر المعصومين عليهم السلام  في تفسيرهم للنصوص، مثلما جاء في حديث النبي  صلى الله عليه وآله  لزيد بن ثابت (لا تزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة، ولا لغوتا، فسأله عن المعنى فقال  صلى الله عليه وآله : أما الشهبرة فالزرقاء البذيَّة، وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة، وأما اللغوت فذات الولد من غيرك)(66).

وفي شرح رواية للصادق عن جده عليهما السلام قال (إن أعرابيا أتى رسول الله  صلى الله عليه وآله ، فخرج إليه في رداء ممشق فقال يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى، فقال صلى الله عليه وآله  نعم يا أعرابي أنا الفتى ابن الفتى، وأخو الفتى؛ فقال يا محمد أما الفتى فنعم، وكيف ابن الفتى وأخو الفتى ؟ فقال أما سمعت الله عز وجل يقول (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم)(67)، فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتى فإن مناديا نادى في السماء يوم أحد (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) فعلي أخي وأنا أخوه)(68).

ثم حرص السيد عادل عبد الرحمن البدري على دراسة الدلالة الصرفية ومن أمثلة ذلك ما يأتي:

جاء في شرح كتاب الإمام علي  عليه السلام  إلى عثمان بن حنيف: (وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه) (69).

والطمر: الثوب الخلق وخص ابن الأعرابي به الكساء البالي من غير الصوف، والجمع أطمار(70)، وجاء بلفظ المثنى لأن طمريه كانا عمامة ومدرعة قد استحيا من راقعها(71)، وقرصاه كانا من شعير واحد بالغداة وواحد بالعشي(72).

وفي شرحه لحديث النبي  صلى الله عليه وآله  (اتقوا الله في النساء فإنهن في أيديكم عوان)(73).

ففي قوله عوان: يقال: عنا عنوا من باب قعد خضع وذل، والاسم العناء بالفتح والمد فهو عان، وعني من باب تعب إذا نشب في الإسار فهو عان، والجمع عناة، ومنه قيل للمرأة عانية، لأنها محبوسة عند الزوج والجمع عوّان(74).

كما حرص المؤلف على بيان الدلالة الفقهية لكثير من الكلمات ومن أمثلة ذلك:

جاء في شرح حديث الحلبي (قال: سألت أبا عبد الله  عليه السلام  عن بول الصبي، قال تصب عليه الماء، وإن كان قد أكل فأغسله غسلا، والغلام والجارية في ذلك شرع سواء)(75). قوله شرع سواء: يقال نحن في هذا شرع سواء وشرع واحد،          أي؛ سواء لا يفوق بعضنا بعضا، يحرك ويسكن والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء (76).

ورفع إلى الإمام علي  عليه السلام  ثلاثة نفر واحد منهم أمسك رجلا وأقبل الآخر فقتله والآخر يراهم، (فقضى  عليه السلام  في صاحب الرؤية أن تسمل عيناه)(77).

والسمل: فقء العين، وسملت عينه أدخلت المسمل فيها(78)

قال ابن دريد: (سملت عين الرجل أسملها سملا إذا أحميت لها حديدة فكحلتها بها)(79).

والأمر الذي يؤخد عليه في هذا المجال هو إهماله للدلالة السياقية فالدلالة السياقية للمفردة قد تختلف عن الدلالة المعجمية للمفردة في كثير من الأحيان، وإنما ذكر الدلالة السياقية يبعد الغموض عن القارئ.

فمثلا في قول الإمام علي  عليه السلام : (فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا)(80). والكشح في اللغة هو الخصر هذه هي الدلالة المعجمية(81).

أما سياقيا فالكلمة بينت عدم رغبة الإمام علي  عليه السلام  بالخلافة بعد أن اغتصبت منه فقال طويت عنها كشحا أي أعرضت عنها وهجرتها ولم يعد لنفسي طمع فيها، لئلا تكون هي المفككة لعرى المسلمين المفرقة لوحدتهم.

وصفوة القول: أن عادل عبد الرحمن البدري لم يجدد في حركة المعاجم من ناحية المنهج إذ سار على طريقة الزمخشري في أساس البلاغة وكل ما أضافه إلى هذه الحركة كان في جانب المادة المدروسة، إذ كان له الفضل في توجيه حركة المعاجم إلى العبارات الأدبية البليغة بدلا من الاقتصار على الألفاظ المفردة، والانتباه على الأساليب اللغوية البليغة والألفاظ الأعجمية والإشارة إليها، كما إنه كان أمينا في النقل عن العلماء، وكان يشير إلى أسماء من يقيس منهم في الهامش.

 

المطلب الثالث: الشواهد:

حرص المؤلف على إيراد الشواهد وذلك لتثبيت ودعم ما يقوله أو ينقله من آراء العلماء، ولقد تنوع الشاهد عند الباحث فهو تارة يستشهد بآيات من القرآن الكريم، وتارة بأبيات من الشعر العربي، وأحيانا بالمأثور من أمثال العرب وأقوالها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقافته وسعة إطلاعه.

وفيما يأتي نورد أمثلة لما قلنا:

 

أ – الشاهد القرآني:

لقد اعتمد المؤلف الشاهد القرآني اعتمادا كبيرا في شرحه لمفردات  الغريب، والملاحظ أن هذا الشاهد أخذ حيزا واسعا من بحثه.

ومن أمثلة استخدامه للشاهد القرآني ما جاء في شرح حديث الإمام علي  عليه السلام  (إلا لا يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة)(82)، والخصاصة والخصاصاء والخصاص: الفقر وسوء الحال(83)، ومنه قوله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)(84).

وفي شرح قول عبد الله بن عباس قال: دخلت على أمير المؤمنين  عليه السلام  بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت لا قيمة لها فقال  عليه السلام : (والله لهي أحب إلي من إمرتكم)(85).

وخصفت النعل خصفا أي أطبقتها بالخرز بالمخصف وهو فيه كرقع الثوب، ومنه جاء قوله تعالى (وطفقا يخصفان) (86)  والاختصاف أن يأخذ العريان ورقا عراضا فيخصف بعضها على بعض ويستتر بها(87).

وفي شرحه لحديث الإمام علي  عليه السلام  (خلائق مربون وعباد دآخرون)(88).

والدخور: الصغار والذل، يقال دخر الرجل بالفتح: ذل وصغر، وهو الذي يفعل ما يؤمر به، شاء أو أبى صاغرا قميئا(89).

ومنه قوله تعالى (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم داخرين)(90).

ب – الشاهد الشعري:

ومثلما حرص مؤلف المعجم على إيراد الآيات القرآنية بصفتها شاهدا على ما يقول كذلك حرص على إيراد الشواهد الشعرية كونها شاهدا يعزز رأيه ومن أمثلة ذلك:

جاء في شرح حديث الإمام علي  عليه السلام  (عاش ركاب عشوات)(91). والعشا: سوء البصر بالليل والنهار ويكون في الناس والدواب والإبل والطير(92)، ثم أورد شاهدا على ذلك وهو قول زهير بن أبي سلمى:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
 

 

تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم(93)
 

 

وفي شرح حديث الإمام علي  عليه السلام  في ذم الدنيا (آذنت ببنيها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها)(94).

فالآذان هو الإعلام، واستشهد بقول الحارث بن حلزة اليشكري:

آذنتنا ببنيها أسماء
 

 

رب ثاو يمل منه الثواء(95)
 

 

وفي شرح حديث الإمام علي عليه السلام  (الحلم فدام السفيه) (96).

والفدام المصفاة وهو ما يوضح في فم الأبريق(97).

أتى بشاهد وهو قول عنترة:

 

بزجاجة صفراء ذات أسرة
 

 

قرنت بأزهر، في الشمال مفدم(98)
 

 
ج- الاستشهاد بالأمثال:

لقد استطاع الاستاذ عادل عبد الرحمن البدري أن يوظف المثل بوصفه شاهدا ولقد وفق في ذلك، ومن أمثلة ذلك ما جاء في شرحه لحديث النبي  صلى الله عليه وآله  (أنه نهى عن المحاقلة والمزابنة)(99)، والمحاقلة: هي بيع الزرع وهو في سنبله بالبر(100). ثم أورد مثلا لذلك وهو قولهم (لا ينبت البقلة إلا الحقلة)(101)، أي لا يلد الوالد إلا مثله، وقيل يضرب للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس.

وفي شرحه لدعاء الإمام علي  عليه السلام  في الاستسقاء (اللهم فارحم أنين الآنة وحنين الحانة)(102)، والآنة هي الشاة (103). ثم استشهد بقولهم (وماله حانة ولا آنة)(104). أي ماله ناقة ولا شاة.

وفي شرحه لقول الإمام علي  عليه السلام  عن الإسلام (كريم المضمار رفيع الغاية، جامع الحلبة متنافس السبقة)(105).

والحلبة: خيل تجمع للسباق من كل أوب، لا تخرج من موضع واحد ولكن من كل حي، وحلب القوم: اجتمعوا وتألبوا من كل وجه وأصل الإحلاب الإعانة على الحلب(106). واستشهد لقوله بالمثل (حلبتها بالساعد الأشد)(107).

ويضرب للقادر على الشيء.

3- المطلب الرابع: الدراسة البلاغية:

الأمر الذي يحمد عليه مؤلف المعجم في هذا المجال ويظهر فيه جهده واضحا هو بيانه للظواهر البلاغية، فالباحث أغنى معجمه بدراسة قسم كبير من الظواهر البلاغية والإشارة إلى فنونها حيثما ظهرت في النص، لأن كلام المعصوم  عليه السلام  منبع الفصاحة والبلاغة، وفي هذا الأمر تيسير لطلبة العلم ورواد المعرفة، وكمثال على ما نقول ما جاء في شرحه لحديث الإمام علي  عليه السلام  في الخطبة الشقشقية (لألقيت حبلها على غاربها ولسقيب آخرها بكأس أولها)(108).

ففي هذا القول استعارة تخييلية مرشحة مكنى بها عن الإعراض عنها آخرا كالإعراض عنها أولا(109).

وفي شرحه لحديث الإمام علي عليه السلام  عن البصرة:

(وسيبتلى اهلك بالموت الأحمر والجوع الأغبر)(110).

في قوله عليه السلام  الجوع الأغبر استعارة، لأن الجوع أبدا يكون في السنين المجدبة(111).

وجاء في شرح حديث الإمام علي  عليه السلام  في وصفه لخاتم الرسل  صلى الله عليه وآله ؛ بأنه (الفاتح لما انغلق)(112). حيث شبه عليه السلام  ضلالهم وجهلهم وشحناءهم وبغضائهم في القلوب التي كانوا عليها بإغلاق فتحتها صلى الله عليه وآله  بهدايته وأنوار شريعته(113).

وفي شرحه لحديث الإمام علي عليه السلام  (وبنا أفجرتم عن السرار)(114) في قوله (أفجرتم) أي دخلتم في الفجر، فهو يريد أن يقول بسبنا وببركتنا دخلتم في فجر الدين عن ظلمة الجاهلية، وفي هذا القول استعارة، فالسرار هو اليوم الذي يستر فيه الهلال، وسرار الشهر تكون فيه ظلمة شديدة لذا استعارها عليه السلام  ليعبر بها عن ظلمة الجاهلية الحالكة(115). وغير ذلك كثير مما لا يسع المجال لذكرها جميعا.

4- المطلب الخامس: الألفاظ المعربة:

لقد حرص صاحب المعجم على بيان بعض الألفاظ الأعجمية والمعربة ومن أمثلة ذلك ما يأتي:

ما جاء في شرح حديث الإمام عليه  عليه السلام  في وصف الطاووس: (وبصيص ديباجه ورونقه فهو كالأزاهير المبثوثة)(116). والديباج ثوب سداه ولحمته إبريسم، ويقال: هو معرب، ثم كثر حتى اشتقت العرب منه، فقالوا: دبج الغيث الأرض دبجا، من باب ضرب، إذا سقاها فأنبتت أزهارا مختلفة لأنه عندهم اسم للمنقش(117).

وفي شرح كتاب الإمام علي  عليه السلام  إلى بعض عماله (أما بعد فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارا وجفوة)(118).

الدهقان: معرب؛ يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر، وعلى من له مال وعقار(119).

وفي شرح حديث الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام :(أكل الأشنان يذيب البدن، والتدلك بالخزف يبلي الجسد، والسواك في الخلاء يورث البخر)(120). والأشنان: ويقال الإشنان، فارسي معرب وهو الحرض(121).

الخاتمة

    في الختام لا بد لي أن أضع حصاد رحلتي، في (نزهة النظر في غريب النهج والأثر)، بين يدي القارئ العزيز بهذه السطور:

 

  1. تبدو أهمية هذا المعجم في إنه يعد مصدرا مهما يعين الباحث على دراسة تراثنا الجليل الذي نعتز به، ونعمل على الحفاظ عليه وإبرازه بوجه ناصع، كما يعد هذا المعجم مرجعا مهما للفقيه والخطيب، والأستاذ والطالب وكمكمل للمعجمات اللغوية التي لا تتوسع في دلالات الألفاظ
  2. إن معجم نزهة النظر في غريب النهج والأثر، لمؤلفه السيد عادل عبد الرحمن البدري، واحد من معجمات الألفاظ الخاصة، حيث شرح فيه ما غمض من الألفاظ، في نهج البلاغة، وكتب الإمامية الأربعة في الحديث وهي الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، وتهذيب الأحكام، والاستبصار فيما اختلف من الأخبار.
  3. إن الغريب هو اللفظ الذي يعتريه نوع من الغموض، لدقة معناه ولقلة استعماله، فقد يكون غير غامض وشائع الاستعمال في زمن المعصوم  عليه السلام ، ولكنه غامض في زماننا لقلة استعماله.
  4. تم ترتيب المعجم ترتيبا هجائيا، وذلك بإرجاع مفردات الحديث، إلى أصولها الثلاثية أو الرباعية، وباعتماد الحرف الأول لكل مفردة.
  5. إن السيد عادل عبد الرحمن كان يعتمد في معجمه تفسيرا واحدا للفظ لا يتعداه ولا يحاول أن يأتي في كل لفظ بالأقوال الكثيرة المتفقة أو المختلفة التي أدلى بها اللغويون بشأن اللفظ، فالاستقصاء في التفسيرات التي تتعلق باللفظ الواحد معدوم عنده، فاكسب هذا معجمه صفة المختصرات.
  6. نلاحظ خوفه الشديد من اللحن والتحريف أن يطرأ على الألفاظ فحاول أحاطتها بالضمانات التي تقيها ذلك فالتزم ضبط الألفاظ.
  7. لقد استطاع هذا المعجم الربط بين الجانب الديني والجانب العلمي بأسمى سبل التفكير العلمي فالدراسة فيه جمعت لنا نصوص الحديث الشريف والأثر بالإضافة إلى آراء العلماء في اللغة والصرف والبلاغة، حتى أسهم هذا المعجم في بيان الألفاظ الأعجمية والمعربة، ولقد وفق الباحث في دراسته للدلالة المعجمية والصرفية والفقهية، كما وفق بدراسته لقسم كبير من الظواهر البلاغية والإشارة إلى فنونها حيثما ظهرت في النص، وفي هذا الأمر تيسير لطلبة العلم ورواد المعرفة.
  8. تنوع الشاهد لدى الباحث، فهو تارة يستخدم الشاهد القرآني وتارة يستشهد بأبيات من الشعر العربي وأحيانا بأمثال العرب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقافة البدري وسعة إطلاعه.
  9. إن السيد عادل عبد الرحمن البدري لم يجدد في حركة المعجمات من ناحية المنهج إذ سار على طريقة الزمخشري في أساس البلاغة وكل ما أضافه إلى هذه الحركة كان في جانب المادة المدروسة، إذ إن له الفضل في توجيه حركة المعاجم إلى العبارات الأدبية البليغة بدلا من الاقتصار على الألفاظ المفردة، والانتباه على الأساليب اللغوية البليغة، كذلك استطاع أن يفيد من نظر المعصومينعليهم السلام  وتفسيرهم للنصوص، وكل هذا أسهم في رفد المعجم العربي بمادة جديدة، كما ساهم في العناية بالكلمات لغويا واستخراجها من أماكنها وإثباتها في حروفها وذكر معانيها. 
  10. مما يؤخذ على عادل عبد الرحمن البدري في معجمه هو عدم بروز شخصية فلقد كان يعني بالجمع فقط، فلم نلاحظ أنه تدخل في مواد الكتاب، أو إنه خالف وناقش آراء العلماء، ولكن يتضح من مجهوده الشخصي في الجمع أنه كان أمينا في النقل عن العلماء وكان يشير في الهامش إلى أسماء من يقتبس منهم.

 

المصادر والمراجع:

•    القرآن الكريم.

1. الاتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي (911هـ)، ط1، دار الفكر، لبنان، 2005م.

2. الاستبصار فيما اختلف من الأخبار: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (460هـ) تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الحديث للطباعة والنشر، قم 1380هـ.

3. أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية: العلامة جعفر السبحاني، ط1، دار الأضواء، بيروت، 2004م.

4. الأعلام: خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، ط4، بيروت، 1979م.

5. أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، تحقيق السيد حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، ط5، بيروت، 1998م.

6. تاريخ بغداد مدينة السلام: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463هـ)، تحقيق صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، 2004م.

7. تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن السيوطي (911هـ)، تحقيق عرفان العشا حسونة، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت،             2000 م.

8. تهذيب ألأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، تحقيق محمد جعفر شمس الدين، دار التعارف، بيروت، 1992م.

9. جمهرة اللغة: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (321هـ)، ط1، حيدر آباد الدكن، 1345هـ.

10.        ديوان زهير بن أبي سلمى: شرح عمر فاروق الطباع، بيروت، لبنان، د. ت.

11.        ديوان عنترة ومعلقته: تحقيق وشرح خليل شرف الدين، مكتبة الهلال، بيروت، 1997م.

12.        شرح المعلقات السبع: الحسين بن أحمد بن الحسين الزوزني (486هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 2002م.

13.        طبقات النحويين واللغويين: أبو بكر الزبيدي (379هـ)، تحقيق محمد أبو القضل إبراهيم، دار المعارف، مصر، 1973م.

14.        العين: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (175هـ)، تحقيق د. مهدي المخزومي د. إبراهيم السامرائي، دار الرشيد، وزارة الثقافة والإعلام، 1982م.

15.        فروع الكافي: أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (328هـ)، مؤسسة ألأعلمي للمطبوعات، بيروت، 2005م.

16.        الفهرست في أخبار العلماء المصنفين من القدماء والمحدثين وأسماء كتبهم: محمد بن إسحق النديم، طهران، 1971م.

17.        الكافي: أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (328هـ)، المطبعة الحيدرية، طهران، 1380هـ.

18.        كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني المعروف بحاجي خليفة (1017 – 1067)، دار الفكر، لبنان، 1999م.

19.        لسان العرب: جمال الدين بن منظور الأنصاري (711هـ)، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2003م.

20.        المجازات النبوية: محمد بن الحسين الشريف الرضي (406هـ)، تحقيق مروان العطية ود. محمد رضوان الداية، بيروت، 1987م.

21.        مجمع الأمثال: أحمد بن محمد الميداني، تحقيق: د. جان عبد الله توما، ط1، دار صادر بيروت، 2005م.

22.        المصباح المنير: أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، مكتبة ناشرون، بيروت، لبنان، 2001م.

23.        معاني الأخبار: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (381هـ)، ط1، مؤسسة ألأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1990 م.

24.        معجم الأدباء: ياقوت الحموي (626هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت،           1936.

25.        معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د. ت.

26.        مقاييس اللغة: أحمد بن فارس بن زكريا (392هـ)، تحقيق عبد السلام محمد هارون الدار الإسلامية، لبنان، 1990 م.

27.        من لا يحضره الفقيه: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (381هـ)، تحقيق محمد جعفر شمس الدين، دار التعارف، بيروت، 1994م.

28.        منهاج اليراعة في شرح نهج البلاغة: قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (573هـ)، تحقيق عبد اللطيف الكوشكمري، مطبعة الخيام، قم، 1406هـ.

29.        نزهة النظر في غريب النهج والأثر: عادل عبد الرحمن البدري، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم المقدسة، 1420هـ - 2000م.

30.        النهاية في غريب الحديث والأثر: أبو السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري (606هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، 2002م.

31.        نهج البلاغة (وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  عليه السلام )، تحقيق د. صبحي الصالح، ط2، أنوار الهدى، قم المقدسة، 2007م.

32.        الوجيزة في الدراية: محمد بهاء الدين العاملي (1030هـ)، مؤسسة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله ، قم، 1403هـ. 

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن خلكان (681هـ)، تحقيق د. إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1968م.

 

(1)- وردت هذه المعلومات جواباً عن رسالة بعثت بها إلى مؤسسة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم  في مشهد، إذ لم أعثر على ترجمة لمؤلف المعجم في كتب الأعلام.

(2)- نهج البلاغة: وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي (ت 406هـ) من كلام مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

(3)- الكافي: لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ت 329هـ)، وقد جمعه في ثلاثين سنة، بلغ عدد أحاديثه 16099 بأسانيد في الأصول والفروع.

(4) من لا يحضره الفقيه: لأبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي المعروف بالصدوق (ت 381هـ)، بلغ عدد أحاديثه 9044 حديثاً.

(5)- تهذيب الأحكام: للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460هـ)، وقد بوَّبه على 393 باباً، وعدد أحاديثه 13590 حديثاً.

(6)- الاستبصار فيما اختلف من الأخبار: للشيخ الطوسي أيضاً، وعدد أبوابه 920 باباً، وعدد أحاديثه 5511 حديثاً.

(7)- سورة الأعراف: الآية 89.

(8)- الاتقان في علوم القرآن: 1 / 161.

(9)- ينظر: لسان العرب / مادة (غرب).

(10)- تدريب الراوي: 357 – 358.

(11)- مقدمة نزهة النظر في غريب النهج والأثر: 11.

(12)- ينظر: العين 3 / مادة (حدث).

(13)- مقاييس اللغة 2 / مادة حدث.

(14)- لسان العرب 3 / مادة حدث.

(15)- الوجيزة في الدراية 2، وانظر: أصول الحديث وأحكامه في علم الدراية 19 (المقدمة).

(16)- سواء أكان المعصوم نبياً أم إماماً.

(17)- ينظر على سبيل المثال لا الحصر: الفهرست 96، تاريخ بغداد 12 / 405.

(18)- مقدمة النهاية في غريب الحديث 1 / 5.

(19)- المصدر نفسه 1 / 5 – 6.

(20)- المصدر نفسه 1 / 6.

(21)- المصدر نفسه 1 / 6.

(22)- ينظر: الفهرست 2 / 62، 96.

(23)- ينظر: المصدر نفسه 2 / 119.

(24)- ينظر: طبقات النحويين واللغويين 183.

(25)- ينظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 2 / 1205.

(26)- ينظر: طبقات النحويين واللغويين 207.

(27)- ينظر: الفهرست 2 / 89، 96.

(28)- ينظر: معجم الأدباء 16 / 237.

(29)- ينظر: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان 1 / 503.

(30)- ينظر: الفهرست 2 / 96.

(31)- ينظر: وفيات الأعيان 1 / 166.

(32)- ينظر: المصدر نفسه 1 / 28.

(33)- ينظر: معجم الأدباء 6 / 140.

(34)- ينظر: وفيات الأعيان 1 / 212..

(35)- ينظر: معجم المؤلفين 2 / 276.

(36)- ينظر: المرجع نفسه 5 / 267.

(37)- ينظر: الأعلام 7 / 178.

(38)- ينظر: المرجع نفسه 5 / 152.

(39)- ينظر: المرجع نفسه 5 / 290.

(40)- ينظر: المرجع نفسه 3 / 104.

(41)- ينظر: منهاج اليراعة في شرح نهج البلاغة 1 / 37 – 49.

(42)- ينظر: وفيات الأعيان 3 / 289 – 291.

(43)- ينظر: كشف الظنون 2 / 200.

(44)- ينظر: الأعلام 6 / 831.

(45)- ينظر: المرجع نفسه 3 / 289.

(46)- ينظر: المرجع نفسه 7 / 182.

(47)- ينظر: المرجع نفسه 5 / 108.

(48)- ينظر: المرجع نفسه 3 / 302.

(49)- ينظر: أعيان الشيعة 13 / 58 – 60.

(50)- ينظر: المرجع نفسه 13 / 450.

(51)- ينظر: المرجع نفسه 13 / 436.

(52)- نزهة النظر في غريب النهج والأثر 902.

(53)- المرجع نفسه 902.

(54)- المرجع نفسه 913.

(55)- المرجع نفسه 904.

(56)- المرجع نفسه 484.

(57)- المرجع نفسه 19 (أثر)

(58)- المرجع نفسه 22 (أجن).

(59)- المرجع نفسه 47 (أور).

(60)- المرجع نفسه 301 (ربض).

(61)- مقدمة نزهة النظر في غريب النهج والأثر 11، 12.

(62)- نهج البلاغة: الخطبة (119)، ص291.

(63)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 132 (جفر).

(64)- معاني الأخبار 351، والمراد بابنه: الامام الحسن عليه السلام .

(65)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 309 (رحل).

(66)- معاني الأخبار 138.

(67)- سورة الأنبياء: الآية (60).

(68)- معاني الأخبار 318.

(69)- نهج البلاغة / الكتاب رقم (45) / ص530.

(70)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 520 (طر)، ولسان العرب 4 / 503 (طر).

(71)- ذكر ذلك الإمام في الخطبة رقم (160) / 285.

(72)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 520 مادة (طمر).

(73)- المجازات النبوية 226، ح 206.

(74)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 592 (عنو).

(75)- فروع الكافي 3 / 56، ح 6، باب البول يصيب الثوب أو الجسد.

(76)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 444 (شرع).

(77)- من لا يحضره الفقيه 4 / 118 ح 5238.

(78)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 408 (سمل)

(79)- جمهرة اللغة 2 / 859، باب السين واللام وما بعدهما من الحروف.

(80)- نهج البلاغة الخطبة رقم (3)، ص28.

(81)- ينظر: مقاييس اللغة 5 / 183.

(82)- نهج البلاغة الخطبة رقم (23)، ص55.

(83)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 228 (خصص).

(84)- سورة الحشر: الآية (9).

(85)- نهج البلاغة الخطبة رقم (33)، ص73.

(86)- سورة الأعراف: الآية (22).

(87)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 229 (خصف).

(88)- نهج البلاغة الخطبة رقم (65)، ص103.

(89)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 263 (دخر).

(90)- سورة غافر: الآية (60).

(91)- نهج البلاغة الخطبة رقم (17)، ص47.

(92)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 564 (عشا).

(93)- ديوان زهير بن أبي سلمى 75.

(94)- نهج البلاغة / الحكمة (131)، ص626.

(95)- شرح المعلقات السبع للزوزني 296.

(96)- نهج البلاغة الحكمة (211)، ص641.

(97)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 643 (فدم).

(98)- ديوان عنترة ومعلقته 62.

(99)- معاني الأخبار 277. والمزابنة: بيع التمر في رؤوس النخل بالتمر.

(100)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 192 (حقل)

(101)- مجمع الأمثال للميداني 3 / 211.

(102)- نهج البلاغة الخطبة رقم (115)، ص215.

(103)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 44 (أنن).

(104)- مجمع الأمثال للميداني 3 / 298.

(105)- نهج البلاغة الخطبة رقم (106)، ص106.

(106)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 195 (حلب).

(107)- مجمع الأمثال للميداني 1 / 483.

(108)- نهج البلاغة الخطبة رقم (3)، ص32.

(109)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 609 (غرب).

(110)-نهج البلاغة الخطبة رقم (102)، ص186.

(111)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 604 (غبر).

(112)- نهج البلاغة الخطبة رقم (72)، ص110.

(113)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 636 (فتح).

(114)- نهج البلاغة الخطبة رقم (4)، ص34.

(115)- ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 639 (فجر).

(116)-نهج البلاغة الخطبة رقم (165)، ص298.

(117)-ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 259 (ربج).

(118)-نهج البلاغة الكتاب رقم (19)، ص476.

(119)-ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 281 (دهق).

(120)-من لا يحضره الفقيه 1 / 52 ح 110.

(121)-ينظر: نزهة النظر في غريب النهج والأثر 461 (شنن)، وقد ضبط الفيومي (الحُرُض) بضمتين. المصباح المنير 130.