mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 028.doc
  •   مواجهة الحرب النفسية:

كان الإسلام يواجه أساليب عديدة في المواجهة إذ كان يواجه أعداداً كثيرين مختلفين في الفكر والثقافة والأساليب ففي فترات الهدنة والهدوء السياسي كان السلاح الذي يشهره الأعداء ضد المسلمين هو سلاح الحرب النفسية بمختلف أنواعه لبعث الخوف ونزع الثقة من النفوس.

فمع أول خطوة خطاها الرسول (صلى الله عليه وآله) في تأسيس الدولة الإسلامية شرع اليهود الذين كانوا قد تعاقدوا مع المسلمين ضمن بنود الصحيفة ببث الحرب النفسية فلم يكن أمامهم يومذاك سوى استخدام هذا السلاح وهم قد برعوا بسبب ثقافتهم في فن الدعاية وبث الشائعات فأول عمل دعائي قاموا به هو تعييرهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وقولهم له: أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتنم رسول الله لذلك غماً شديداً وخرج في جوف الليل ينظر إلى أفاق السماء وينتظر من الله تعالى أمراً في ذلك، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد اتخذ بيت المقدس قبلة له وظل على هذا الحال سبعة اشهر وهو يستمع إلى دعايات اليهود حتى نزلت عليه الآية (143) من سورة البقرة (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) وبذلك أُغلق أمام اليهود فرصة استثمار هذه النقطة في تضعيف معنويات المسلمين.

وكان هدف اليهود في بداية الأمر هو اخضاع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعندما حبطت خططهم في ذلك أخذوا يبثون الدعايات على شخص الرسول (صلى الله عليه وآله) لإسقاط هيبته أمام المسلمين فمن دعاياتهم أن لبيد بن عاصم قد سحر النبي (صلى الله عليه وآله) ومنعه من الاتصال بنسائه، والادعاء أنه ظل لمدة يتخيل إليه أنه قد فعل الشيء ولم يفعله وكان من قوة تأثير هذه الدعاية أنها وجدت طريقها حتى إلى كتب الصحاح وإلى كتب السيرة (1) ويمكننا ملاحظة أهداف هذه الدعاية المضللة وهي:

1- إظهار قوة السحر وأنه أقوى من الرسالة.

2- إظهار قوة أحد اليهود الذي خضع له الرسول (صلى الله عليه وآله) مضطراً.

3- ضعف الرسول (صلى الله عليه وآله) في مواجهة السحر فلو كان الرسول نبياً وقادراً لما كان يخضع مرغماً للأساليب السحرية.

4- السخرية من الرسول (صلى الله عليه وآله) في اختيار محور شخصي هو الاتصال بالنساء.

5- التشكيك بالقرآن وبوجود الخالق الذي يحمي رسوله من مكاره الدهر.

وعندما عجز اليهود من النيل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذهبت جهودهم لتحقيق الفرقة بين الأوس والخزرج فلم يتركوا حادثة إلا واستثمروها في أهدافهم الشريرة ومنها هذه الحادثة.

مر أحد شيوخ اليهود وهو شاس بن قيس على نفر من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) فيهم الأوس والخزرج فغاظه ما وجد من الألفة والمحبة بين أفراد تلك القبيلتين المتخاصمتين في الماضى  فأخذ يبث أحقاده فأرسل فتى كان معه من اليهود وطلب منه أن يجلس معهم فيذكر لهم يوم بعاث وما كان من القتل وأخذ ينشد الأشعار التي قيلت في المعركة فذّكر القوم بما كان بينهم من عداوات فاستطاع بذكاء وحنكة أن يستشير الفريقين فتغيرت الوجوه وبدأ النزاع وأخذ كل طرف يفتخر بقبيلته وتواثب منهم رجلان وارادا أن يتقاتلا وكادت الحرب أن تقع بينهما لولا إسراع الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد وصول الخبر إليه، فوقف بينهم ليقول يا معشر الأنصار الله الله أفبدعوى جاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به وقطع عنكم الجاهلية واستنقذكم من الكفر وألّف بين قلوبكم، فندموا على ما فعلوا واحسوا بالدسيسة التي أرادها اليهود.

وظل إيقاع الفرقة بين المسلمين هدف أساسي من أهداف أعداء الإسلام معتقدين أن الماضي القبلي هو من أهم الثغرات التي يمكن استثارتها لتحطيم الوحدة الدينية بين القبائل التي وحّدها الإسلام.

فقد حاول عبد الله بن أُبي زعيم فئة المنافقين أن يجرب حظه أثناء عودة النبي (صلى الله عليه وآله) من غزوة بني المصطلق فاستغل حادثة شجار بين الأنصار وأحد المهاجرين حول بئر ماء وكاد أن يقع الشر بينهما فسارع ابن أُبي ليقذف سمومه لقد كاثرونا في بلادنا، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. ولولا حكمة القيادة ووعي المسلمين لنفذ السهم في الهدف.

وكان لجماعة المنافقين دور خطير في بث الدعايات والترويج لها ولأنهم كانوا يعيشون إلى جانب المسلمين فقد كانوا يستغلون كل حادثة في خدمة مصالحهم، فيبثون سمومهم في المواقع الحساسة وفي الظروف الحرجة.

فهذا معتب بن قشير كان مع المسلمين في معركة أُحد فعندما شاهد كثرة القتل بين المسلمين سارع لاستغلال الموقف فأصبح يشيع بين المقاتلين (ولو كان لنا ما في الأوس ما قتلنا هاهنا فانزل الله تعالى في ذلك (وطائفة قد اهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا).

ويوم الأحزاب أصبح يشيع بين المسلمين هذه العبارة: كان محمد يعدنا أن نأكل كل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن أن يذهب إلى الغائط فانزل الله تعالى:

 (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا).

عندما ضلت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ المسلمون يبحثون عنها ووجد أعداء الإسلام في هذه الحادثة وسيلة للدعاية فاستغلوها فأخذ زيد بن الصلت يبث الدعايات ويقول: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته فسارع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسد هذه الثغرة فقال لأصحابه: إن قائلاً يقول: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ولا يدري أين ناقته: وإني والله لا أعلمُ إلا ما علمني ربي وقد دلني عليها الآن فهي في هذا الشِعبْ قد حبستها شجرة بزمامها.

وحديث الأفك هو نموذج آخر من أساليب الدعاية التي استهدفت شخص النبي (صلى الله عليه وآله) عندما تعرضت إحدى زوجاته إلى الدس الرخيص وكان رد فعل النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك رداً حكيماً فقد التزم الصمت حيال هذه الدعاية إلى أن نزلت الآيات القرآنية لتفصح عن الحقيقة ولترد كيد المنافقين إلى نحورهم وكان القرآن الكريم يساير الانبعاثة الإسلامية ويعمل على معالجة كل موقف صعب كان يواجهه المسلمون.

فمع كل شائعة كان القرآن الكريم يقف ليؤازر الفئة المؤمنة وليكشف عن الحقيقة ناصعة لا يستطيع أحد انكارها.

  •  الإعلام الحربي:

وفي المعارك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشمر عن سواعد الجد مستخدماً كل الأسلحة المتاحة في تحطيم معنويات العدو، وكان في نفس الوقت يواجه محاولات العدو للنيل من معنويات المسلمين وإذا تناولنا معركة من معارك المسلمين كنموذج حي لوجدنا حشداً من المواقف الإعلامية التي تزدحم في هذه المعركة.

فلنأخذ معركة بدر الكبرى وما فيها من أبعاد إعلامية:

1- رؤية عاتكة بن عبد المطلب كان لها أثراً في تضعيف معنويات المشركين، كانت عاتكة قد رأت في المنام راكباً على بعير له وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته أن انفروا يا آل عدر لمصارعكم في ثلاث فرأت الناس قد اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد فمثل بعيره على الكعبة ثم صرخ مثلها ثم مثل بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ مثلها ثم أخذ صخرة عظيمة وأرسلها فلما كانت بأسفل الوادي ارفضت فما بقي بيت من مكة إلا دخله فلقة منها (2) وكانت هذه الرؤيا قد رافقت وصول أنباء عن المناوشات والتحركات العسكرية التي قام بها النبي (صلى الله عليه وآله) ولعب العباس بن عبد المطلب دوراً هاماً في نشر هذه الرؤيا بين المشركين وقد غضب أبو جهل من انتشار خبرها لأنها أدخلت الخوف في كل بيت.

فعندما قابل العباس قال له: ما رضيتم أن يتنبأ نساؤكم، ولم يمر وقت طويل حتى فزعت قريش : اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض له محمد وأصحابه لا أدري أن تدركوها الغوث الغوث.

2- مقالة الأخنس بن شريق وكان مع المشركين في بدر وهي، يا بني زهرة قد نجى الله عيركم وخلص أموالكم ونجى صاحبكم مخرمة بن نوفل وإن خرجتم تبغونه وماله، ومحمد رجل منكم وابن اختكم فإن يك نبياً فأنتم أسعد به وإن يك كاذباً يلي قتله غيركم خير من أن تلوا أنتم قتل ابن أختكم فارجعوا واجعلوا خبثها لي، فلا حاجة لكم أن تخرجوا في غير ما يهمكم، ودعوا ما يقوله أبو جهل فإنه مهلك قومه سريع في فساده، فاطاعته بنو زهرة وتحايلوا بهذه الحيلة لترك الجيش عندما حل الليل اسقط الأخنس نفسه من البعير فتجمعت حوله عشيرته ورفضوا السير مع قريش قائلين لا نفارق صاحبنا حتى نعلم أحي هو أم ميت (3) فتحرك ركب قريش وما إن وصلوا الأبواء حتى سمعوا عن بني زهرة أنهم عادوا إلى مكة وكان عددهم زهاء الثلثمائة نفر.

واختلفت الأقوال في الأخنس هل كان مسلماً، قد كتم إيمانه حين فعل ذلك الفعل الذكي أم لم يكن مسلماً..

المهم أنه حتى لو لم يكن مسلماً كان متعاطفاً مع المسلمين فهو الذي كان يستمع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أثناء تلاوته للقرآن وكان الثلاثة يلتقون عند العودة فيلوم الواحد منهم الآخر، وفي إحدى المرات قال الأخنس لأبي سفيان.

ما تقول فأجابه أعرف وانكر.

ثم سأله أبو سفيان وما تقول أنت:

فأجابه أراه الحق.

3- أما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد جمع أصحابه وأراد أن يستشيرهم في أمر القتال بعد أن لاحت رايات قريش فقام خطيباً فيهم قائلاً:

هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها فتحدث الصحابة بين مواقف ورافض للحرب فتحدث عمر بن الخطاب يا رسول الله إنها قريش وغدرها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت والله لا تسلم عزها أبداً ولتقاتلنك فاتهب لذلك أهبته وأعد لذلك عدته فشعر المقداد أن هذه المقالة ستؤثر في معنويات المقاتلين فسارع في التحدث بما يليق وبما لا يدع مجال لأي أثر سلبي في النفوس مما سمعوه فقال يا رسول الله أمضي لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لنبيها: أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن أذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك العماد لسرنا معك فقال له رسول الله خيراً ودعا له.

وفي معركة أُحد نلاحظ ما يلي:

1- الأخبار التي كانت تصل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من العباس بعد أن عاد إلى مكة من اسر المسلمين فقد كتم اسلامه فصار يكتب الى النبي بالاخبار وهو في جيش العدو فكتب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) كتاباً وصف له به صنيعهم واجتماع كلمتهم وعدتهم وعددهم ودفعه سراً إلى رجل غفاري ليوصله إلى النبي وأوصاه بالكتمان وأن يجد السير ليلاً ونهاراً.

وعندما وصلت الرسالة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) دفعها إلى أُبي بن كعب فقرأها عليه فأمره النبي أن يكتم الخبر ولا يحدث أحداً بما فيه.

2- عندما تردد المسلمون في أمر القتال فهناك من كان رأيه الخروج والالتقاء بالعدو خارج المدينة وهناك من كان رأيه البقاء في المدينة وقد أدلى المنافقون أيضاً بدلوهم وكادت روح القتال تخفت في المجاهدين لولا مبادرة الرسول (صلى الله عليه وآله) وحسمه للمشكلة بلحظة بأن ارتدى لامة حربه ولبس درعه وتقلد سيفه وتنكب القوس ووضع الترس في ظهره بهذه الصورة أوجز رسول الله رأيه فدفع بالصحابة إلى الإسراع بالتهيؤ للعدو ولم يكن موقف آخر بقادر على حسم المشكلة غير تلك المبادرة العملية الرائعة.

3- كان للنساء دور هام في حشد المقاتلين فقد قرب أحد المنافقين وهو قزمان أن يتخلف عن المعركة فلما أصبح عيرته نساء بني ظفر وقلن له يا قزمان لقد خرج الرجال وبقيت ألا تستحي بما صنعت ما أنت إلا إمرأة وما زلن يؤنبنه حتى دخل بيته ولبس لامته.

4- أشاع المشركون بأن محمد (صلى الله عليه وآله) قد قتل وكانت الشائعة من القوة بحيث دفعت المقاتلين إلى الهروب من ساحة المعركة إلا نفر قليل فالتجأ الهاربون إلى صخرة اختبأوا فيها وأصبحوا يتحدثون بينهم لقد قتل محمد (صلى الله عليه وآله) فسمعهم أسد بن النضر فقال لهم يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد (صلى الله عليه وآله).

5- وعند انتهاء المعركة أراد أبو سفيان أن يتظاهر بأنه انتصر في الحرب فرفع صوته أعلى هبل.

فلم يدع له رسول الله فرصة استثمار الموقف فرفع بصوته الله أعلى وأجل.

فقال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله الله مولانا ولا مولى لكم قال أبو سفيان هذا يوم بيوم بدر والحرب سجال.

6- أراد المسلمون إبعاد المشركين عن المدينة ومنعهم من مواصلة الهجوم عليها فأرسلوا معبداً وكان مسالماً للنبي (صلى الله عليه وآله) لكنه مشرك فجاء معبد إلى أبي سفيان فقال له أن محمداً خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أرى مثله قط يتحرقون عليكم تحرقاً وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا على ما صنعوا فرجعوا إلى مكة بعد أن كانوا عازمين الزحف نحو المدينة.

وأما فتح مكة فنلاحظ الأبعاد الإعلامية التالية:

1- أحاط (صلى الله عليه وآله) استعداداته لفتح مكة بهالة من الكتمان فطلب من عائشة أن تتجهز ولم يخبرها بالهدف ومنع أحداً من أن يخرج من المدينة مخافة تسرب خبر الاستعداد حتى ظن الجميع بأنه لا يريد قريش بل بعض الأعراب القاطنين حول مكة.

2- أخذ العباس في عهدته مرافقة أبي سفيان عندما أرسلته قريش وذلك للتأثير فيه وغسل دماغه فقال له وهو يريه جيش الإسلام ويحك هذا رسول الله في عشرة آلاف مقاتل وهو مصبحكم فقال أبو سفيان بأبي وأمي هل من حيلة فأجابه نعم تركب معي عجز هذه البغلة لكي أذهب بك إلى رسول الله فأخذه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأنبه وطلب منه أن يشهر إسلامه فأسلم على كره منه فألتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى العباس وقال انصرف به واحبسه عند حطيم حتى تمر به جنود الله فيراها فمرت الكتائب وهي تهتف بالله أكبر استعداداً لفتح مكة فانبهر أبو سفيان فقال العباس لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً يا أبا الفضل فقال له العباس ويحك أنه ليس بملك إنما هي النبوة.

وعلى عجل تم إرسال أبي سفيان إلى قومه ليثبطهم عن القتال وليقول لهم إني رأيت من الرجال والكراع والسلاح ما ليس لأحد به طاقة أن محمداً في عشرة آلاف مقاتل أسلموا تسلموا وهكذا استطاع الرسول (صلى الله عليه وآله) بأساليبه الإعلامية أن يدفع أهل مكة لتسليم وأن يفتح أبوابها دون قتال وهذا ما كان قد خطط له.

3- وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستخدم العباس في اطلاق النداءات لأنه كان يمتاز بصوت غليظ يقوم مقام مكبرات الصوت.

4- وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلال بأن يعتلي فوق الكعبة للأذان فشرع في الأذان وعندما بلغ إلى قوله أشهد أن محمداً رسول الله رفع صوته بها كأشد ما يمكن فقال جماعة من قريش ليتنا متنا قبل هذا اليوم ولم نسمع بلال ينهق فوق الكعبة وهناك مواقف إعلامية كثيرة تخللت غزوات الرسول (صلى الله عليه وآله) الأخرى وهي تشير إلى وجود منهج إعلامي متكامل سار عليه المسلمون في تحركهم نحو تبليغ الرسالة الإسلامية سواء تحركهم السلمي أو العسكري.

ــــــــــ

الهامش

1)- معروف الحسني، سيرة المصطفى: ص338.

2)- ابن سعد، الطبقات الكبرى: ج2 ص71.

3)- فتح الباري: ج1 ص451.