mp3:
الملف: Microsoft Office document icon 07.doc

أولاً: صيانة وحدة الصف الإسلامي:

توقف الإمام علي (عليه السلام) عن المطالبة بحقوقه حتى حق زوجته في قطعة الأرض التي ورثتها عن أبيها وذلك من أجل المحافظة على وحدة الصف، وتغافل عن عروض أبي سفيان عندما جاءه قائلاً يا أبا الحسن أبسط يدك حتى أبايعك فأبى علي عليه ذلك فجعل يتمثل بشعر المتلمس.

ولن يقيم على خسف يراد به*****إلا الاذلان عير الحيّ والوتد

وهذا على الخسف معكوس برمته*****وذا يشج فلا يبكي له أحد

فزجره عليّ وقال إنك والله ما أردت بهذا إلا الفتنة(1).

وقد عرف الإمام بالنوايا السيئة التي تخفيها هذه العروض، فلا زال حنين أبي سفيان إلى الشرك قوي وقد وجد في الذي حدث بعد وفاة النبي الفرصة الذهبية لتحقيق مآربه، أما عودته إلى الزعامة أو تمزيق الصف الإسلامي والعودة بالمجتمع إلى العهد الجاهلي فلم تنطل هذه اللعبة على الإمام علي (عليه السلام) الذي وقف بوجهه منددا وزاجراً حتى ارتدع، وواصل أبو سفيان استثارته لبني هاشم فكان يمرّ على البيت الذي فيه علي وجمع من بني هاشم ومن صحابته فيردد هذه الأبيات:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم*****ولا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم وإليكـــــــــــم*****وليس لها إلا أبو حسن علي

أبا حسن فأشدد بها كف حــــازم*****فإنك بالأمر الذي يرتجى معي

وأي أمرئ يرمي قصياً ورأيهــا*****منيع الحمى والناس من غالب قصيّ

فقال له الإمام علي (عليه السلام): إنك تريد أمراً لسنا من أصحابه، وقد عهد إليّ رسول الله عهداً فأنا عليه(2).

وعندما يئس أبو سفيان من علي أدار بوجهه نحو العباس بن عبد المطلب فقال له: يا أبا الفضل أنت أحق بميراث ابن أخيك أمدد يدك لأبايعك فلا يختلف عليك الناس بعد بيعتي إياك فضحك العباس وقال يا ابا سفيان يدفعها عليّ ويطلبها العباس فرجع أبو سفيان خائباً(3).

وقد وقعت حوادث كثيرة في تلك الفترة كشفت بوضوح عن عظمة الموقف الذي وقفه الإمام علي (عليه السلام) حيث آثر المصلحة العامة وجعلها فوق كل شيء، فقد هبّ عتبة بن أبي لهب ليشارك بقصائده في المعركة السياسية إلى جانب الإمام علي (عليه السلام).

أخذ يستثير العواطف محرِّضاً المسلمين بالدفاع عن حق الإمام علي.

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف*****عن هاشم ثم منها عن ابي حسن

أليس أول من صلى لقبلتــــــــــكم*****وأعلم الناس بالقرآن والسنــــــن

وأقرب الناس عهداً بالنبي ومــــن*****جبريل عون له في الغسل والكفن

ما فيهم فيهم ولا يمترون بـــــــــه*****وليس في القوم ما فيه من الحسن

ماذا الذي ردهم عنه فنعلمـــــــــه*****ها إن ذا غبننا من أعظم الغبــــن

فماذا كان موقف الإمام علي (عليه السلام)؟

بعث إلى عتبة بن أبي لهب فنهاه وأمره ألا يعود وقال سلامة الدين أحب إلينا من غيره(4).

وكان للإمام علي (عليه السلام) موقفاً آخر هاماً في مواجهة عوامل التمزق والحفاظ على وحدة الصف وذلك عندما انفجرت المعركة الإعلامية بين الإنصار والمهاجرين وكادت أن تنتهي إلى حرب أهليه لا يعرف عواقبها إلا اصحاب الوعي والشعور بالمسؤولية من أمثال الإمام علي (عليه السلام).

فقد جدد موقف الأنصار في السقيفة أحقاداً وضغائن قديمة كانت بين المشركين والمسلمين، فعدد لا بأس به من زعماء قريش الذي أسلموا بعد الفتح لا زالوا يتذكرون جراحاتهم في بدر وأحد والخندق فقد تفجرت هذه الأحقاد وتحولت ولفترة من الزمن إلى مناوشات بالكلمات والقصائد بين المهاجرين والأنصار وكادت أن تتحوّل إلى صراع عسكري يحرق الأخضر واليابس.

فقد نقل ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكار حدثاً تأريخياً مروياً عن عبد الرحمن ابن عوف، إن نفراً من قريش ممن حارب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم دخلوا الإسلام وكلهم موتور قد وتره الأنصار فيهم سهيل بن عمرو والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل، أما سهيل بن عمرو فأسره مالك بن الدخشم يوم بدر وأما الحارث بن هشام فضربه عروة بن عمرو فجرحه يوم بدر، وأما عكرمة بن أبي جهل فقتل أباه ابنا عفراء وسلبه درعه يوم بدر زياد بن لبيد، فقد اجتمع هؤلاء بعد التوتر الذي حدث بين الأنصار والمهاجرين في السقيفة فقام سهيل بن عمرو وقال يا معشر قريش إن هؤلاء القوم قد سماهم الله الأنصار وأثنى عليهم في القرآن فلهم بذلك حظ عظيم وشأن غالب وقد دعوا إلى أنفسهم وإلى علي بن أبي طالب وعلي في بيته لو شاء لردهم فأدعوهم إلى صاحبكم وإلى تجديد بيعته فإن أجابوكم وإلا قاتلوهم فو الله إني لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نصرتم بهم، ثم قام كل من الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وتكلما بنفس تلك اللهجة وفي الأثناء دخل أبو سفيان بن حرب فقال:

يا معشر قريش إنه ليس للأنصار أن يتفضلوا على الناس حتى يقروا بفضلنا عليهم بإن تفضلوا فحسبنا حيث انتهى بها وإلا فحسبهم حيث انتهى بهم وايم الله لئن بطروا المعيشة وكفروا النعمة لنضربنهم على الإسلام كما ضربوا عليه فأما علي بن أبي طالب فأهل والله أن يسوّد على قريش وتطيعه الأنصار.

وعلى الظاهر إن الإجتماع الذي تحدّث عنه عبد الرحمن بن عوف لم يكن اجتماعاً عادياًلانه ضم أركان الزعامة القرشية في العهد الجاهلي ويستدل من الكلمات ومن وجود أبي سفيان في هذا الإجتماع إن الهدف منه هو كيفية استثمار الشقاق الذي نشب بين المهاجرين والأنصار لتأجيج الحرب الداخلية بين المسلمين. ويفهم من الكلمات التي قيلت حجم كتلة الأنصار وحجم التخوّف منهم باعتبارهم أنهم يمثلون الخط الدفاعي الأول عن الرسالة الإسلامية.

كانت الأجواء تنذر بحرب ضارية لا أول لها ولا آخر عبر عنها ابن أبي عزة بأبيات شعرية:

معشر الأنصار خافوا ربكـــــم*****واستجيروا الله من شرّ الفتن

إنني أرهب حرباً لا قــــــــــحاً*****يشرق المرضع فيها باللبن

جرها سعد وسعد فتنـــــــــــــة*****ليت سعد بن عباد لم يكـــــن(5)

وليس هنالك من يشك إن الفتنة سببها هذا النفر القليل من زعماء قريش، لكنهم يحاولون أن يظهروا الصراع وكأنه بين المهاجرين والأنصار، ويحاولوا أن يلصقوا أسباب التوتر بالأنصار.

وقد جابه الأنصار هذه الإتهامات باللامبالاة، لأنهم كانوا أحرص على الإسلام من أولئك النفر الضال وكانوا على يقين بأن هنالك خطة تبيّت في الظلام لاستدراجهم في معركة قذرة نتيجتها تقطيع عرى الإسلام وتضعيف المسلمين.

وقف خطيبهم وهو ثابت بن قيس ليقول:

يا معشر الأنصار إنما يكبر عليكم هذا القول لو قاله أهل الدين من قريش، فأما إذا كان من أهل الدنيا لا سيما من أقوام كلهم موتور فلا يكبران عليكم: إنما الرأي والقول مع الأخيار المهاجرين(6).

وكانت هذه المقالة كافية لإخماد نيران الفتنة قبل تأججها لأنها كشفت عن بواعثها والمسببين فيها.

وما كادت هذه الحادثة أن تنتهي إلا واشتعلت فتنة أخرى من جديد وهذه المرة على يد عمرو بن العاص، إذ كان خارج المدينة المنورة عندما وقعت المشادة بين قريش والمهاجرين وبمجرد وصوله المدينة اجتمع حوله زعماء قريش وقالوا له إنك لسان قريش ورمحها في الجاهلية والإسلام فلا تدع الأنصار وما قالت وأكثروا عليه من ذلك، فراح إلى المسجد وفيه ناس من قريش وغيرهم فتكلم وقال:

إن الأنصار ترى لنفسها ما ليس لها وايم الله لوددت أن الله خلّى عنا وعنهم وقضى فيهم وفينا بما أحب ولنحن الذين أفسدنا على أنفسنا أحرزناهم عن كل مكروه وقدمناهم إلى كل محبوب حتى آمنوا المخوف فلما جاز لهم ذلك صغروا حقنا ولم يراعوا ما أعظمنا من حقوقهم. وكان الفضل بن العباس بن عبد المطلب حاضراً في المسجد فلم يجبه بشيءلانه لم يكن يريد أن يتخذ موقفاً بمفرده. فقد اكتفى قائلاً.

يا عمرو أنه ليس لنا أن نكتم ما سمعنا منك وليس لنا أن نخيبك وأبو الحسن شاهد بالمدينة إلا أن يأمرنا فنفعل.

موقف رصين ينبأ عن استقامة وطاعة وانضباط. إلا إن مقولة عمرو بن العاص كادت أن تفجر صراعاً لا يمكن التكهن بنتائجه، فوجد الإمام أن من واجبه أن يوقف هذا الهجوم الكاسح الذي يواجهه الأنصار والذي يراد له أن يتحول إلى معركة داخلية.

وهنا يسارع الإمام ويبادر لإطفاء نار الفتنة وليدافع عن الأنصار الذين هم القوة الضاربة في الدولة الإسلامية فجاء إلى المسجد واجتمع حوله جمع كثير من قريش فقال مخاطباً الجمع:

يا معشر قريش إن حب الانصار إيمان وبغضهم نفاق وقد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم واذكروا أن الله رغب لنبيكم عن مكة فنقله إلى المدينة وكره له قريشاً فنقله إلى الأنصار ثم قدمنا عليهم دارهم فقاسمونا الأموال وكفونا العمل فصرنا منهم بين بذل الغنى وإيثار الفقير ثم حاربنا الناس فوقونا بأنفسهم وقد أنزل الله تعالى فيهم آية من القرآن جمع لهم فيها بين خمس نعم فقال (الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر/9 ألا وإن عمرو بن العاص قد قام مقاماً آذى فيه الميت والحي، ساء به الواتر وسر به الموتور فاستحق من المستمع الجواب ومن الغائب المقت وإنه من أحب الله ورسوله أحب الأنصار فليكفف عمرو عنا نفسه(7).

واعتبر الإمام الهجوم على الأنصار بمثابة الهجوم على الرسالة وبالتالي فهو أمر يعينه وكأنه هو المقصود بهذا الهجوم.

وكان لكلمة الإمام هذه أثر كبير في الأوساط حيث انتشر صداها بين المسلمين وسارع البعض إلى عمر بن العاص ليقول له:

أيها الرجل أما إذا غضب عليّ فاكفف. واضطر عمرو بن العاص على أثر رد الإمام على محاولته اليائسة في تفجير الصراع بين المهاجرين والأنصار، اضطر على ترك المدينة وخرج عنها حتى رضي عنه علي والمهاجرون(8).

وانطلق أحد صحابة الإمام علي (عليه السلام) وهو خزيمة بن ثابت الأنصاري يخاطب قريشاً..

أيال قريش أصلحوا ذات بيننـا*****وبينكم قد طال حبل التماحـــك

فلا خير فيكم بعدنا فارفقوا بنا*****ولا خير فينا بعد فهر بن مالك

كلانا على الأعداء كفّ طويلة*****إذا كان يوم فيه جبّ الحوارك

فلا تذكروا ما كان منا ومنكم*****ففي ذكر ما قد كان مشي التساؤك

وتحولت هذه الأبيات شعاراً لكل المسلمين يدفعهم إلى وحدة الصف والتغاضي عن الخلافات الثانوية وتجاهل الماضي والبدأ بصفحة جديدة.

وهكذا، كان علي بن أبي طالب العين الحارسة على الإسلام الحريصة على وحدة المسلمين.. فعليّ (عليه السلام) يدرك أهمية الوحدة وإنها كانت رمز قوة المسلمين وانتصارهم في الحروب. فإذا انفرط هذا الصف الذي كان متماسكاً على عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) انكسر المسلمون سيما وإن الأعداء قد ازدادوا واتسعت دائرة المواجهة هذه المرة لتشمل المرتدين والمنحرفين عن الدين وكلهم عيون مفتوحة بحثاً عن أية ثغرة تنفعهم فيستغلونها.

ومرة ثانية وثالثة يأتي الإمام ليدافع عن الأنصار المستهدفين في المؤامرة..

وقف في المسجد وخطب قائلاً:

يا معشر قريش إن الله جعل الأنصار أنصاراً فأثنى عليهم في الكتاب فلا خير فيكم بعدهم إنه لا يزال سفيه من سفهاء قريش وتره الإسلام دفعه عن الحق وأطفأ شرفه وفضل غيره عليه يقوم مقاماً فاحشاً فيذكر الأنصار فاتقوا الله وارعوا حقهم فو الله لو زالوا لزلت معهم لأن رسول الله قال لهم أزول معكم حيثما زلتم فقال المسلمون جميعاً رحمك الله يا أبا الحسن قلت قولاً صادقاً.

وظلّ الإمام يذود عن الأنصار في كل موقع وموقف فقد اعتبر أي هجوم يشنّ على الأنصار كأنه هجوم موجه إلى الإسلام لأنهم يشكلون القوة البشرية والإقتصادية والقدرة العسكرية في الكيان الإسلامي. وإن أية محاولة للهجوم على الأنصار ما هي الا محاولة يائسة لاخراجهم عن دائرة الصراع الحقيقية مع اعداء الاسلام ثم حصر الإسلام في نطاق صغيرحيث يسهل تصفيته. وهذا هو طموح أكابر قريش من المهاجرين وقد شاطرهم جمع من أصحاب النعرات والعواطف العمياء خطتهم المشينة تلك التي أريد بها تمزيق الجسد الإسلامي. لكن هذه المؤامرة وكل المؤمرات ارتطمت بصخرة الوعي والصمود المتمثلين بالإمام علي(عليه السلام) والجمع الذي حوله. فقد وقف الإمام موقف المحطم للمؤامرة فأعاد الإعتبار للأنصار فلم يجرأ بعد ذلك أحد المساس بهم أو النيل منهم ولم يكن أمام مثيري الفتن كعمرو بن العاص إلا العزلة والفرار من المدينة إذ لا وجود لهم في مجتمع الوعي الذي كان يعمل على إيجاده الإمام، والنظرة الفاحصة إلى حوادث وقعت في هذا المجتمع تدل على مدى تنامي الوعي فيه.

وقف الوليد بن عقبة بن أبي المعيط وكان يبغض الأنصار لأنهم أسروا أباه يوم بدر وضربوا عنقه بين يدي رسول الله وشتم الأنصار وقال شعراً ضدهم ففشا شعره في الناس، فغضبت الأنصار واستنكرت عمله هذا حتى بعض الجماعات من قريش فتصدى له نفر من زعمائها فيهم زيد بن الخطاب الذي رد عليه بكلام صريح قائلاً وأما ذكرك الذي كان بالأمس فدع المهاجرين والأنصار فإنك لست من ألسنتهم في الرضا ولا نحن من أيديهم في الغضب ثم تكلّم يزيد بن أبي سفيان فقال يا بن عقبة: الأنصار أحق بالغضب لقتلى أحد فأكفف لسانك، فإن من قتله الحق لا يغضب له.

ثم تكلم ضرار بن الخطاب الفهري ومما قال:

إن الله لم يفرق بين الأنصار والمهاجرين في الدنيا وكذلك الله لم يفرّق بينهم في الآخرة(9).

وأقبل حسان بن ثابت مغضباً من كلام الوليد بن عقبة فدخل المسجد وفيه قوم من قريش فقال: يا معشر قريش إن أعظم ذنبنا إليكم قتلنا كفاركم وحمايتنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كنتم تنقمون منا منة كانت بالأمس فقد كفى الله شرها فما لنا ومالكم والله ما يمنعنا من قتالكم الجبن ولا من جوابكم العيّ إنا لحيّ فعال ومقال ولكنا قلنا إنها حرب أولها عار وآخرها ذل فأغضينا عليها عيوننا وسحبنا ذيولنا حتى نرى وتروا فإن قلتم قلنا، وإن سكنتم سكتنا فلم يجبه أحد من قريش ثم سكت كل من الفريقين عن صاحبه (كما يقول الزبير بن بكار) في الموفقيات ورضي القوم أجمعون وقطعوا الخلاف والعصبية(10) وانطفئت الفتنة وتبدد حلم المندسين في صف المهاجرين في تفريق الصف الإسلامي ويعود الفضل الأكبر في ذلك إلى الإمام علي (عليه السلام) فقد تمكن أن يحقق من خلال مواجهته لهذه الفتنة.

1- أوجد رأياً عاماً معادياً للتمزق والفرقة.

2- أعاد الإعتبار للأنصار بشكل يحقق التوازن السياسي في المجتمع الإسلامي بينهم وبين المهاجرين.

3- فضح النوايا الشريرة التي يبيتها مثيرو الفتن والمشاكل.

وكان باستطاعة الإمام أن يستغل هذه الأجواء ويثيرها حرباً شعواء ضد الخليفة ومن يقف إلى جانبه من أصحاب الزعامات القرشية لكنه لم يفعل ذلك حفاظاً على وحدة المسلمين والإسلام. فلم يكن يريد أن يتصيد في الماء العكر حتى لو كان في المطالبة بحق ثابت ومشروع وهذه منقبة أخرى من مناقب الإمام في عمله السياسي في عهد الخليفة الأول.

 

 

الهوامش:

1- الطبري 2/ 449.

2- ابن ابي الحديد شرح نهج البلاغة 6/ 18.

3- المصدر نفسه.

4- ابن ابي الحديد شرح النهج مروياً عن الزبير بن بكار 6/ 21.

5- ابن أبي الحديد شرح النهج 6/ 25.

6- ابن أبي الحديد شرح النهج 6/ 25.

7- ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة 6/ 34.

8- المصدر نفسه عن الزبير بن بكار.

9- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6/ 38.

10- ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة 6/ 38.