المادة: العقائد
الملف: Microsoft Office document icon 027.doc

 وفيه:

1- لم تثبت لنا المثل الأفلاطونية.

2- وعلى تقدير ثبوتها فإنما يكفي هذا لتصوير العلم التفصيلي بالاشياء في مرتبتها لا في مرتبة الذات، فتبقى الذات خالية من الكمال العلمي، وهذا خلاف الفرض، فقد سبق أن عرفنا أنه وجود صرف لا يشذّ عنه كمال وجودي.

القول الخامس - إن الأشياء - أعمّ من المجردات والماديات - حاضرة بوجودها عنده تعالى، غير غائبة عنه، وهو علمه التفصيلي بالاشياء. وقد اختار هذا القول شيخ الاشراق(1)، وتبعه عليه جمع من المحققين.

ويرد عليه:

1- إن المادية تنسجم مع العلم الحصولي ولا تلائم الحضور.

2- هذا يكفي لتصوير العلم التفصيلي في مرتبة الاشياء، فتبقى الذات خالية عن الكمال العلمي.

القول السادس: إنه تعالى يعلم العقل الأول وهو المعلول الأول، بحضور ذاته عنده، ويعلم سائر الأشياء بارتسام صورها في العقل الأول (وهذا منسوب إلى طالس المطلي).

ويرد عليه الاشكال المتقدم.

القول السابع: إن ذاته تعالى علم تفصيلي بالمعلول الأول، واجمالي بما دونه، وذات المعلول الأول علم تفصيلي بالمعلول الثاني واجمالي بما دونه، وهكذا.

ويرد عليه الاشكال المتقدم أيضاً.

القول الثامن: إن علمه تعالى باتحاده مع المعقول. (وينسب هذا إلى فرفوريوس).

ويرد عليه: إنه إنما يكفي لبيان كيفية تحقّق العلم وأنه بالاتحاد دون العروض ونحوه. أما كونه علماً تفصيلياً بالاشياء قبل الايجاد مثلاً فلا.

القول التاسع: إن علمه بذاته علم اجمالي بالاشياء، فهو تعالى يعلم الاشياء كلها اجمالاً بعلمه بذاته. وأما علمه بالاشياء تفصيلاً فبعد وجودها. لأن العلم تابع للمعلوم. ولا معلوم قبل وجود المعلوم.

وهذا مذهب أكثر المتأخرين من الحكماء الالهيين.

ويرد عليه:

1- هذا في مرتبة الاشياء، أما في مرتبة الذات فتبقى الذات خالية من الكمال العلمي.

2- هذا يصح لو كان علمه على نحو الارتسام والحصول، لكن ثبت أن المجرد ذاتاً وفعلاً لا يتحقق فيه علم حصولي.

القول العاشر: إن علمه تعالى بالاشياء قبل ايجادها بحضور ماهياتها على نظامها الوجودي لذاته تعالى، لأعلى نحو الدخول فيها والاتحاد بها، بل على نحو قيامها بها بالثبوت الذهني على وجه الكليّة، بمعنى عدم تغيّر العلم بتغيّر المعلوم. فهو علم عنائي حصوله العلمي مستتبع لحصوله العيني.

وهذا القول منسوب إلى المشّائين (أتباع ارسطو). وقد جرى عليه أكثر المتكلمين بعد أن طعنوا فيه من حيث اثبات الكلية في العلم.

ويرد عليه الاشكالان المتقدمان، مضافاً إلى اثباته لوجود ذهني من غير وجود عيني يقاس عليه.

ـــــــــــ

الهامش

 (1)- هو شهاب الدين السهروردي، إحياء الفلسفة الاشراقية لأفلاطون ولذلك لقب بـ(شيخ الاشراق) راجع: روضات الجنات، ج4، ص109.