محاضرات العقائد2 - المحاضرة 40 - أوجه االفرق بين الدنيا والآخرة
أوجه الفرق بين الدنيا والآخرة:
- أولاً: الحياة الدنيا متاع والآخرة قرار.
قوله تعالى: (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وأن الآخرة هي دار القرار) غافر:39.
إن الحياة فيها تحول وتبدل. الإنسان دائماً في حركة تكاملية مستمرة. وفي الآخرة يكون الاستقرار والثبات. ويحصل الإنسان على النتيجة النهائية، والكمال القطعي والخلود.
والثبات السمة المميزة للآخرة: وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) فاطر: 34-35.
- ثانياً: هذه الحياة مليئة بالعناء. في حين أن الآخرة لا نصب فيها ولا لغوب، يكون فيها العيش الهانئ والمسرة والسرور.
أما الدنيا فإنها دار اختبار وامتحان وفتن. ولكن السمة البارزة للآخرة هي النعمة. ولهذا لا يرضى أهل الجنة بالانتقال من ذلك المكان مطلقاً. لأنهم استقروا.ولأنهم سعدوا. فلا يحتاجون للانتقال إلى بيت آخر. (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً) الكهف: 107-108.
- ثالثاً: إن الدنيا مقر عمل ولا حساب، بينما الآخرة حساب ولا عمل.
يقول الإمام علي (عليه السلام) في إحدى خطبه: عباد الله الآن فاعملوا والألسن مطلقة. والأبدان صحيحة والأعضاء لدنة.والمنقلب فسيح.
(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) المؤمنون 99-100.
- رابعاً: إن الآخرة حياة مليئة بالوعي والشعور:
(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) العنكبوت:64.
الحياة الحقيقة تكون هناك. كل الموجودات تملك شعوراً وحياة وحتى جهنم: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) ق: 30.
الآخرة كلها حياة بعكس المحدوديات الموجودة في الدنيا.
- خامسا: السعة في الأفق:
(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ق:22.
ما دام الإنسان في هذه الحياة فهو مرتبط بالعلل والمعاليل ومتأثر بما حوله ويؤثر في ما حوله. والقوانين الطبيعية تتحكم فيه.
وفي الآخرة لا توجد قوانين فيزياوية لا يوجد بعد أو فواصل. لا يوجد مكان ولا زمان وإنما يعيش الإنسان في عالم أوسع، أرحب وأفضل بكثير من هذه الدنيا الضيقة المحدودة.
- مواصفات الجنة:
1- الأنهار الجارية:
قوله تعالى: (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى) محمد:15.
2- النعيم والفاكهة الكثيرة:
قوله تعالى: (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيها خالدون وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) الزخرف: 70-71-72-73.
3- الزينة والثياب:
قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك، نعم الثواب وحسنت مرتفقاً) الكهف: 30-31.
4- النعم الروحية:
(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) التوبة: 72.
(ادخلوا بسلام آمنين) الحجر: 46.
- النار ومواصفاتها:
1- السنة النار:
قوله تعالى: (إذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ) الملك: 7-8.
2- ثياب النار: (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار) الحج: 19.
3- شراب أهل النار: (لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً إلا حميماً وغساقاً) النبأ: 24-25.
4- التعذيب النفسي والجسدي الذي لا ينقطع:
(إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب..) النساء: 56.
5- الأغلال والسلاسل:
(خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه) الحاقة: 30-31-32.
- أبواب النار:
قوله تعالى: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) الحجر: 43-44.