تمثلات المرايا في التكوينات الهندسية للروضة ألكاظميه
1. تعتمد الزخارف الهندسية في الدرجة الاساس على بناء الشبكة الاساسية في ضوء الفضاء المتاح ووفق تنوعات التكرار والانسجام والتوازن في رسم الوحدات والمفردات الزخرفية او توزيع مراكز تولد المفردة الزخرفية في مركز التصميم او على جانبية, أن البعد الروحي في صميم الزخارف الإسلامية يمثل الاستجابة لشعور خفي (باطني) يتجه إلى الغيب او المطلق وقد لايمكن أن يلمسه المتلقي في تجاربنا الزخرفية للواقع المحسوس الذي يأتي متناغما مع فطرة الإنسان وميوله الغريزية بالجمال.
2. التنوعات الشكلية الهندسية في التكوينات الزخرفية العمارية تعتمد على عنصرين اساسيين من الوحدات والمفلادات الهندسية شكل المربع وشكل الدائرة وان الأنظمة البنائية فائقة الدقة للنماذج الزخرفية الإسلامية جاءت بهدف خلق وحدة ذات تعبير وظيفي ومدلول روحي عقائدي وفق منهج جمالي أخاذ يلزم بصر المتلقي في ان يتأمل ويتخيل للوصول إلى الروحي والوظيفي.
3. اخذت الزخارف الهندسية الاسلامية مجالاتها العمارية والفنية الى حد مذهل ساعد الى تطورها كبنية رمزية بوحداتها الشكلية الهندسية او تجريدية غاية في التحرر.
4. الزخرفة الهندسية والعمارية لها بنية رياضية وتعتبر الرياضيات نظام ونسق منطقي في تكوينات الزخارف الهندسية في العمارة الاسلامية اذا ان الزخرفة هي شكل مكتمل للفكر الرياضي.
5. عنصر الرياضيات كان الرابط المشترك الاساس في مبدأ تنظيم الزخرفة الهندسية فالهندسة والعدد كانت مرتبطة بجوهر رسالة الوحدانية والرقم واحد هو الرمز الفكري لأصل الكون.
6. الاشكال الزخرفية الهندسية في العمارة الاسلامية تعطي اشارة تنعكس من خلال ثلاثة جوانب منها العناصر الشكلية ذاتها والثاني يرتبط بترتيب العناصر الشكلية وتركيبها في التكوين الزخرفي والثالث المعنى ومدى تأثير التكوين الزخرفي على مستوى الكل.
7. العمل الفني الزخرفي لتنوع الاشكال الهندسية لم يكن شيئاً في ذاته وانما ما يضفي عليه من معنى كما انها ليس محددة بتغطية السطوح وانما ايضاً تساعد في تحويل الفضاء.
المقدمة:
(الروضة الكاظميه) تقع في مدينة بغداد ويقع بالقرب منها مرقد (الشريف المرتضى)([1]) وتحتوي الروضة الشريفة على الجسد الطاهر للامام موسى بن جعفر عليه السلام المولود في 7 صفر سنة(128 هـ / 707م) في قرية الابواء([2]) وأمه يقال لها "حميدة" بنت صاعد "المغربية" وقيل "الاندلسية" وكان يلقب بـ (الكاظم) ويكنى بابي الحسن، استشهد في 25من رجب سنة (183 هـ/762م) وله من العمر الشريف(54 سنة).([3])كما تضم الجسد الطاهر للامام محمد بن علي عليه السلام المولود في 10 من رجب سنة (195هـ/774م) وأمه الخيزران من أسرة "مارية القبطية"زوجة النبي صلى الله عليه وآله يلقب بالجواد ويكنى بابي جعفر,استشهد في 6من ذي الحجة سنة 220هـ وله من العمر الشريف (25) سنة([4]).
قد بنيت الروضة الكاظمية على يد اسماعيل الصفوي ويبدو أن حب الصفويين لآل البيت عليهم السلام وحرصهم على اظهار اماكنهم المقدسة بالمظهر اللائق جعل المكان يظهر بمظهر جميل ورائع سار العثمانيون على هذا النهج بعناية اذ امر السلطان سليم العثماني في بناء أربع مآذن فضلاً عن المآذن الأربعة التي شيدت بأمر من اسماعيل الصفوي عام (1045هـ/1624م) ([5]). في حين كسيت المقرنصات العنقودية وبعض التشكيلات الزخرفية بقطع المرايا سنة (1230هـ/1809م) ([6]) ومن الواضح أن الروضة الكاظمية تتكون من السور الخارجي والمدخل وبعدها الاواوين والصحن والحرم حتى الوصول إلى الضريح.
إنَّ الصحن الشريف على شكل حرف (u) بالمقلوب فيبلغ طوله (370متر) وعرضه (150متر)وينفذ إلى الصحن عبر مداخل عشرة أبواب موزعة على الأركان الأربعة ويحيط به من الجهات الأربع رواق (5 أمتار)([7]).
فالضريح يقع في احد جوانب الصحن المكشوف وتبلغ أبعاده(140م×135م) ([8])ويضم الضريح القبرين الشريفين اللذين يغطيهما الصندوق وهو من الخشب وخارجه مشبك من الفضة, وحواشية مزدانة بالذهب كما تعلو قبتان ذات الشكل البصلي مكسوتان بالذهب عام (1211هـ،1790م)([9]) تقوم كل منهما على رقبة طويلة ومطلية مع رقبتها بالذهب ومزينة من الداخل بالنقوش والمرايا الرائعة.
في حين الاواوين زينت بمادة البلاط والأجر المزجج اذ شغل كل إيوان عناصر زخرفيه كتابية تتضمن أيه من الذكر المجيد وبعض من الأدعية بخطوط نصية من الذكر الحكيم وبعض الأدعية وهناك حُجر داخل كل ايوان فضلاً عن الحُجر التي تجاور كل مدخل من مداخل الروضة الكاظمية والإيوان يتضمن ابواباً متمثلة بباب القبلة وباب المراد وباب المغفرة وباب قريش.
وتميزت الروضة الكاظمية بالعناصر الزخرفية المتنوعة منها النباتية والهندسية فضلا عن الأشكال العمارية والحيوانية والاشرطة الخطية التي نفذت بمادة الكاشي الكربلائي والآجر المزجج والمرايا.
نبذة تاريخية عن المرايا:
من خلال الملاحظة للروضة الكاظمية نجد بان نسبة 060/0 من الزخارف المنفذة في الروضة المطهرة هي زخارف منفذة بالمرايا في العديد من الأماكن سواء فوق الضريح الشريف او في الممرات الداخلية وكذلك الجزء العلوي من الجدران مما اكسب الروضة منظرا جميلا ولما للمرايا من خواص عاكسة لا يتمتع بها باقي الخامات.
نرى من الضروري التطرق لوظيفة المرايا وكذلك تاريخ نشوئها. المرآة miroir سطح مستو صقيل يعكس صورةً للأجسام الواقعة أمامه.([10]) المرآة المائية أو صفحة الماء كانت أقدم مرآة عرفها الإنسان في التاريخ, ومن اشهر المرايا قديما مراة بابل اسم بابل يعني (بوابة الإله) وهي مدينة عراقية تقع على نهر الفرات وكانت عاصمة البابليين حيث كانوا يحكمون وسط وجنوب العراق واستطاعت سلالة البابليين الأولى في ظل حكم حمورابي (1792-1750) قبل الميلاد من الإستيلاء على معظم اجزاء العراق و أصبحت بابل عاصمتهم التي اشتهرت بحضارتها. ويروى ان في بابل القديمة 7 مدن تتميز كل منها بميزة سحرية، فالمدينة الرابعة كان فيها مرآة من حديد، فإذاغاب رجل عن أهله وأرادوا ان يعرفوا عن حاله التي هو فيها أتوا بالمرآة ووضعوا أمامها اسمه ونظروا فيها فرأوه على الحالة التي هو فيها. فلقد كان اهل بابل يستخدمون المرآة السحرية لمعرفة احوال الغائبين عن أهلهم فكانوا يذكرون اسم احبائهم او اسم احد افراد العائلة فيستحضر صاحب الاسم وينظر إليه اهله في مرآة بابل العجيبة ([11]).
تعد المرايا التي ظهرت كأدوات من صنع البشر حديثة العهد إذ بدأ استخدامها كمرايا نحاسية في بلاد الرافدين ([12]), وكان لها أشكال وتصميمات مختلفة ومنها المرآة ذات المقبض الذي يصنع من عدة مواد كالبرونز أو العاج او الخشب وكانت تحفظ في علب بغرض حمايتها، وقد عثر على عدة مرايا بقرص نحاسي مصقول.
أما المرآة الزجاجية فقد ظهرت لأول مرة في القرن الـ 16 في مدينة فينيسيا (البندقية) الإيطالية, وكانت آنذاك أعجوبة سحرية افتتن بها سائر الناس وانتشرت بينهم حتى أنها أصبحت موضوعاً استوحى منه الفنانون أعمالهم,وكانت تُصنع بكميات قليلة قياسا في الوقت الحاضر, وكان الوجه الخلفي للزجاج يُغطى بطبقة رقيقة من القصدير ممزوجاً مع الزئبق، وبعد عام 1840 استبدلت بهذه الطبقة طبقة من الفضة. وقد تطورت صناعة المرايا الزجاجية إلى استخدام مرايا ثابتة كبيرة جزءاً من أثاث المنازل. كما استخدمت مرايا مفضضة صغيرة بكثرة في الشرق لتزيين الملابس وللديكور. بعد ذلك استخدم الألمنيوم مادةً عاكسة؛ لأنه عاكس جيد مثل الفضة تقريباً، ولكنه أكثر مقاومةً للأكسدة.
اما بخصوص انواعها توجد ثلاثة أنواع شائعة من المرايا؛ وهي المرايا المستوية التي يكون سطحها مستوياً، والمرايا المقعرة، والمرايا المحدبة التي يكون سطحها جزءاً من سطح كروي.
Introduction:
Kindergarten (Kazimiyah) located in the city of Baghdad and is located near the shrine of (Sharif al-Murtaza) () and contain Rawdah the pure body of Imam Musa bin Ja'far (peace be upon him) was born on 7 Safar (128 AH / 707 AD) in the village of Aloboa () and his mother said her "benign" girl bullish "Moroccan" and was told "Andalusian" and was nicknamed (Kazim) and nicknamed Papi Hassan, cited in 25 of Rajab (183 AH / 762 AD) with the age-Sharif (54 years). () also includes the body Tahrellamam Mohammed Ben Ali (peace be upon him) was born in 10 of Rajab (195 AH / 774 AD) and his mother bamboo from the family of "Maria Coptic" wife of the Prophet (Allah bless him and his family) nicknamed Paljoad and nicknamed Papi Jaafar, cited in 6 of the argument the year 20 AH with the age-Sharif (25) years.
Kindergarten Kadhimiya has been established by Ismail I seem to love the Safavid family of the house and are keen to show their holy places in the proper manner to make the place look like a beautiful and wonderful and delightful Ottomans this approach carefully as it ordered the Ottoman Sultan Selim in the construction of four minarets as well as the four minarets constructed by order of Ismail I year (1045 AH / 1624 AD) (). While covered with stalactites and cluster configurations cut some decorative mirrors the year (1230 AH / 1809 AD) () It is clear that K consists of Kadhimiya shrine and saucers Alawaoan.
Valdharih is located in the center of the dish and the dimensions (140 m × 135 m) () and includes the shrine graves Mosques who covered under the fund which is made of wood and outside the buckle of silver, and the fringes decorated with gold as above the graves with two domes shaped onion Maxōtan gold a year (1211 AH 0.1790 m) () is each of them on a long neck free from windows and coated with gold and decorated her neck from inside the magnificent carvings and mirrors.
The holy shrine stands at length (370 meters) and width (150 meters) and included ten sections spread over the four corners and surrounded by four sides gallery (5 meters).
While Alawaoan decorated textured tiles and wage glazed as filled every Ewan Bouktoota text from the Holy Quran and some prayers and there stone within each Ewan as well as the stone which adjoin every entrance kindergarten Alkazemih.owalioan includes doors, represented by the door of the kiss and the door to be the door of forgiveness and the door of the Quraysh.
And characterized kindergarten Kazimiyah diverse, including decorations and plant engineering as well as Ammaria and animal shapes and linear tapes carried Kashi Karbalai textured and glazed tiles and mirrors.
A brief history of mirrors:
Through observation of kindergarten Kadhimiya, we find that the 060/0 ratio of executing in kindergarten cleared motifs are motifs executed mirrors in many places both above the shrine Sharif or in inland waterways as well as the upper part of the walls, which earn kindergarten a beautiful sight and what the mirrors of the properties of reflective does not enjoy the rest of the raw materials.
Find researcher necessary to function mirrors, as well as the date of emergence addressed, mirror miroir flat surface satin reflects the image of the objects located in front of him. ((Water mirror page or water was the oldest mirror known to man in history and already the animals ever known before, and months mirrors old woman Babylon name Babylon means (gate of God), an Iraqi town on the Euphrates River and was the capital of the State of the Babylonians, where they rule the regions between the two rivers (Euphrates and Tigris) and was able to breed the first Babylonians under the rule of Hammurabi (1792-1750 BC) of the seizure of most of the provinces between rivers of Babylon became the capital known for its civilization. the story goes that in ancient Babylon 7 cities each of which is characterized by the advantage of the magic, the city is the fourth in the mirror of iron, Vamagab man from his family and wanted to know about the situation that is where they came from women and put in front of her name and looked where Frooh on the situation that is there. the people of Babylon have used the magic mirror to see the conditions of absentees from their parents and they mention the name of their loved ones or family member name Visthoudr his name and seen his family in a strange mirror of Babylon. (
Considered mirrors that have emerged as tools of recent man-made as it began to be used copper Kamraaa in Mesopotamia (), and have had different shapes and designs, including those with the handle mirror which is made of several materials Kalprunz or ivory or wood, were kept in boxes in order to protect them, have been found several mirrors disk brass polished, the glass mirror has emerged for the first time in the 16th century in the city of Venice Italian, and was then magically marvel fascinated by other people and spread them until they became the subject inspired the artists, their work, and were manufactured in small quantities measured in At present, the rear face of the glass covered with a thin layer of tin mixed with mercury, and then in 1840 replaced this layer of silver layer. Mirrors, glass industry has evolved to use a large part of the fixed mirrors homes furniture. Mirrors Mvddh small as frequently used in the Middle to decorate clothing and decor. I then used the aluminum reflective material; for it is a good reflector almost like silver, but it is more resistant to oxidation.
As for the types There are three common types of mirrors; they are flat mirrors which have flat surface, and concave mirrors, convex mirrors, which is part of the surface of a spherical surface.
فلسفة شكل المرايا الهندسية في الزخرفة الاسلامية:
العناصر المفاهيمية لهيئة أي شكل هندسي تكون غير مرئية للعيان ولكنها مدركة في الذهن فهناك نقطة ما عند زاوية الشكل وخط ما يحدد شكله وسطح ما يحيط به وكتلته تشغل فضاءً([13])وحينما النقاط والخطوط والسطوح والكتل لهيئات الأشكال تتحول عملياً وذلك بتجسيدها بصرياً وملمسياً تصبح عناصر لها مدلولات مرئية واقعية فيتكون عنصر النقطة لبداية ونهاية خط او تقاطع او تلاقي خطوط في الشكل الهندسي أما عنصر الخط يكون مسار اتجاهياً من تحرك النقطة له موقع معين في هيئة الشكل, ومن مسارات الخطوط يتكون سطح الشكل وهذا السطح المتكون له موقع واتجاه ضمن هيئة الشكل الذي به تحدد نهايات كتلة الشكل ومن تشكل مسارات الأسطح تتكون كتلته والتي تتحدد بعدد أسطح الشكل وان لكل سطح(مستو) موقعا في الفضاء ففي تصميم البعدين للأشكال الهندسية تدرك كتلتها بادراك العمق البصري أي إيهاما, وفي تصاميم الابعاد الثلاثة تجسد وتجسم بطبيعة مادية أي يصبح لها شكل وحجم ولون وملمس فالعناصر البصرية لهيئة أي شكل هندسي تتحدد في الأتي:
- عنصر الشكل المرايا: الذي يحدد هوية المظهر للشكل .
- عنصر الحجم المرايا: يوضح القياس الطبيعي والنسبي لهيئة الشكل .
- عنصر اللون (والمقصود به شدة لمعان المرايا): الصفة المميزة للشكل عن محيطه .
- عنصر الملمس(المتحقق من قطع المرايا وترصفها المقرنص): إظهار السمات السطحية للأشكال وقد تكون سطوحاً مستويه او زخرفيه او بارزة بقدر ما.([14])
فهيئة الشكل الهندسي ليست فقط شكلا مرئيا وإنما هي شكل محدد بالحجم واللون والملمس,لقد استطاع الفنان المسلم من خلال استخدامة للمرايا تحقيق بعدا جماليا فالشكل عندة متحقق بشكل متجسم من خلال الارتفاع وعكسة المناطق العميقة الحاصلة من القطع الفني لاجزاء المرايا, وكذلك توصل الى غاية في الروعة والجمال من خلال فلسفة استخدام المرايا ومالها من عكس لألوان بكم هائل وحصولة على ملامس مختلفة نتيجة الانكسارات الناتجة من قطع المرايا ’كما هو مبين في طريقة العمل في الشكل المرفق:
الأشكال الزخرفية تعطي إشارة تنعكس من خلال ثلاثة جوانب الأول منها هو العناصر ذاتها والثاني يرتبط بترتيب العناصر وتركيبها والثالث هو المعنى ومدى تأثير الشكل للرائي ([15]).
وان معظم الأشكال الزخرفية الهندسية للمرايا الإسلامية تبنى على أساس حسابي وان جميع هذه الأشكال تحتفظ بدلالاتها الخاصة([16])فالشكل الزخرفي الهندسي المبنى بناء رياضيا يتطلب نشاطا عقليا يكشف عن أسراره ويمسك بثراه وتعقيده فقدرة الفنان المسلم على الموازنة بين الأشكال الهندسية ذات بنية خطوط مستقيمة وذات بنية خطوط منحنية, فالخط الهندسي بنوعيه المستقيم والمنحني كليهما له جمال رياضي يستشعره العقل والمزاوجة بين تنوع خطوط الأشكال الهندسية يعطي محصلة جمالية رائعة([17]).
ويمثل الشكل المرايا الهندسية كذلك الهيئة الزخرفية الهندسية العمارية التي يأخذها للتعبير عن المحتوى اذ يكون الشكل في الهيئة الزخرفية في علاقة تبادلية مع المادة والأسلوب الفني الذي يستخدمه المزخرف المعماري وأسلوبه الشخصي في استغلال واستخدام المواد والوسائل والأدوات في انجازه للهيئة الزخرفية العمارية بحيث يجعل الشكل الهندسي جامعا للجانب الرمزي والجانب العملي وتكون الوظيفة الفعلية لموضوع الزخرفة الهندسية بالإمكان إشباعها بمدى واسع من الأشكال الهندسية والهيئات الزخرفية العمارية كالاشكال الهندسية الأساسية للزخارف العمارية مثل الدائرة, والمربع, والمضلع, والمثلث التي تعد مصدر إنتاج الكثير من الهيئات والموضوعات الزخرفية الهندسية العمارية أما باقي الأشكال فهي محتواة في هذه الهيئات ومشتقة منها([18]) لذلك تتخذ الأشكال في الفن الزخرفي الإسلامي أهمية فلسفية كبيرة.
ان استخدام المرايا العاكسة لعدد غير متناهي من الاشكال ينحى منحى فلسفي في التوصل الى علاقة لانهائية تشد المتلقي الى طريق سرمدي ليس لة نهاية انظر الشكل المرفق:
فن هندسة المرايا من الفنون الزخرفة ذات الطابع الهندسي التي استخدمت في الروضة الكاظمية والتي وظفها الفنان المسلم ليس فقط للزينة بل لغايات وظيفية اخرى بالاضافة الى الناحية الجمالية,وان تقطيع المرايا ولصقها بالشكل الرائع تقوم بعكس الضوء وينتج عن ذلك (زيادة مصدر الانارة) في الروضة.([19]) محققة بذلك بعدا روحيا ووظيفيا, فضلا عن تحقيق التجسيم (البعد الثالث) الذي يعطي استلاما بصريا ذات ثراء جمالي.
وبقيت هذه المهنة في ازدهار واكتسبت أهمية كبيرة, ثم أدخلت عليها تقنيات حديثة في صناعة الزجاج كأشكال بديلة عن النفخ التقليدي، لارتباطها ارتباطاً وثيقا مع منتجات الديكور والإكسسوارات.
لم يكن هناك معمل لانتاج الزجاج في العراق حتى تم افتتاح معمل كبير للمرايا عام 1935لصناعة المرايا وحفر الزجاج وعمل الجداريات الفنية من قطع المرايا الصغيرة المقطعة باشكال هندسية التي كان تزين بها المراقد والاماكن المهمة.([20])
لتضيف الهالة المعنوية للزخارف الممتدة في فواصل مرقد الامامين الجوادين عليها السلام بشكل مثير للانتباة ويؤسس ناتجا جماليا مبتغاة.
الجانب العملي:
عينة رقم (1)
اسم العمل: زخرفة منفذة بالمرايا.
الخامة: قطع المرايا.
النوع: زخارف مركبة بالمرايا مقعرة.
قطر الدائرة: 12 م.
مكان العمل: داخلي.
اولاً: الوصف العام:
ان هذا الجزء الزخرفي يمثل تغليف اسفل قبة الامام موسى الكاظم عليه السلام أي جزء من التصميم الداخلي للحرم الشريف, والشكل هو يمثل مقطع مقعر نفذ بقطع المرايا الهندسية وتوجد فية بالاضافة الى الاشكال الهندسية للمرايا المستوية,كلمات تمثل (اسماء ائمة اهل البيت عليهم السلام ) نفذن بخط الثلث باللون الاسود,كما يحتوي التصميم الزخرفي الهندسي على خطوط منحنية كاسية تلتف عند الاسماء السابق ذكرها وتلتقي مع بعضها عند قمة كل اسم نقطة التقاء تنتهي بجزء كاسي.
ان الشكل المقعر تتمركز فية زخرفة المرايا الهندسية بشكل شعاعي يتكون من خلالة اثنا عشر راسا بين كل راس واخر يوجد اسم لأحد الأئمة (اهل البيت عليهم السلام )([21]) وكذلك يخرج من هذا التصميم الشعاعي, اثنا عشر شكلا كاسيا زخرفيا, ان رقبة القبة شغلت ايضا بالمرايا وتتخللها اثنتا عشرة نافذة تكون امتداد للاثنى عشر شكلا كاسيا زخرفيا التي تحمل الاسماء الشريفة.
كما تخرج من مركز القبة من الداخل (سلسلة حديدية ضخمه) تحمل ثريا كبيرة من الكرستال العاكس للضوء والتي تشع منها انارة قوية تبهر الأبصار قطرها عريض يبلغ 2م تزين اعلى القبر الشريف.
ثانياً: التحليل والمناقشة:
ان فكرة العمل الفني الزخرفي هي فكرة تجسد العقيدة الاسلامية من خلال الزخارف الهندسية التي تعكس جوانب روحية عميقة لها جذور تاريخية ترجع بالمتلقي للاشكال التي ابتكرها الفنان الرافديني بالكتابة الصورية والمسمارية,ان للاشكال الهندسية دلالات روحية بمفاهيم قد تكون في بعض الاحيان سحرية,مع وجود عناصر من الزخرفة النباتية الكاسية بالاضافة الى اسماء ائمة اهل البيت عليهم السلام وما لها من اهمية كبيرة لدى المسلمين وهذه الاسماء تمثل: اسم علي بن ابي طالب امير المؤمنين واخ الرسول وباب علمة وأبنية الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة ومن ثم التسعة المعصومين من ذرية الحسين آل البيت عليهم السلام الذين استكملت فيهم الصفات الإنسانية, وبلغوا ذروة الكمال المطلق, وأقاموا منار هذا الدين، ورفعوا شعار الحق والعدل في الأرض, وتبنوا القضايا المصيرية للإسلام, وعانوا في سبيله جميع ألوان الخطوب, ولاقوا كل جهد وضيق من جبابرة عصورهم وطغاة أزمانهم.
اما بخصوص عناصر التكوين الزخرفية لهذا العمل الفني وما تعكسة من اثار روحية لتحقيق جوانب وظيفية جمالية, نبدأ بالخط فقد احتوى هذا العمل الفني الزخرفي الخطوط المستقيمة التي ابدعت الزخارف الهندسية بالاضافة للخطوط المنحية (الخط الطايش) تحديدا الذي التف هنا وهناك حول الاسماء الطاهرة التي تمثل قمم لكل المعاني الانسانية العالية التي هي نفحة من روح الرسول محمد الطاهرة صلى الله عليه وآله ,تبدا بـ(علي) وليد الكعبة الذي شاء عز وجل أن يُولد في الكعبة مصباح يستمد وقوده من معين النبوة, ثم اقتضت حكمته جل وعلا ان يقترن إمام المتقين بسيدة نساء العالمين، في يوم سجّل فيه التاريخ أسمى تكريم لهما بلسان سيد الرسل, وهو ممسك بيد كل منهما قائلا: (مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان, اللهم اجمع شملهما, وألف بين قلبيهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة)([22]) فسلام على النسل المطهر الذي انحدر من مشكاة هذين النورين, لتبقى الفضيلة امتدادا حيّا لدعوة خاتم الأنبياء صلوات الله عليه واله وسلم الذي توغل نظره الشريف في اعماق الاتي من الزمان, تنتهي هذهِ الاسماء الطاهرة ب(الامام الحجة) صاحب العصر والزمان فتكون من خلال هذا التكرار الدائري حلقة دائرية تعكس جوانب روحية لما للدائرة من معان روحية تتمثل بدوران المسلمين حول الكعبة وكذلك دوران الزائرين حول القبرين الشريفين, اذن نجد ان العلاقة الجدلية بين الدين والفن عند الفنان المسلم, كانت ومازالت علاقة جذرية قديمة, كلاهما يلامس الروح, ينبثق منها ويؤدي اليها ويسعى في كل مرة الى تهذيبها والارتقاء بها الى مديات روحية.
ان امتداد القبة أي الرقبة تحتوي اثنى عشر شباكا,ان وجود هذة المنافذ في الرقبة لها جوانب روحية لكونها منفذ لدخول الضوء الإلهي الذي يمثل ضوء الهداية والارشاد الى الطريق المستقيم وهي فكرة عقائدية مستواة من فحو القران الكريم قال تعالى: (أهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)([23]) (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)([24]),وجوانب وظيفية من حيث التهوية ومصدر طبيعي للإنارة, فحقق بذلك جوانب روحية ووظيفية في نفس الوقت, ان اظهار الناتج المقعر لنموذج عينة الدراسة اظهر انبهارا بنائيا اضاف سمات جمالية متعددة رافقها بعدها الروحي المتمثل بالاجزاء التي تضمنتة الاشكال السائدة والفرعية الاخرى.
اما بخصوص الشكل فقد استخدم الفنان المسلم الاشكال المجردة الهندسية والمتمثلة للاطباق النجمية التي استخدمها بكثرة في الروضة الكاظمية المطهرة لما لها من تاويلات تعكس معاني روحية سامية فكل نوع من الاطباق النجمية لها تفسير روحي خاص, يشعرنا الطبق ألنجمي وكأنه روح الأشياء, أو أنها تكونت نتيجة لتجليه,من خلال ما تقدم نستطيع أن نقف على حقيقة مفادها أن إستخدام الفنان المزخرف للأشكال النجمية كان يرمي من وراء ذلك أن تحيلنا أشكاله إلى هذه المديات من المعاني الروحية وإن النجم لديه تختلف دلالاته بحسب أشكاله وأطباقه النجمية فالنجمة ذات الرؤوس (الاثني عشر) تمثل لديه رمز الهداية وقدوتهم وهكذا تتوالى الأهميات بحسب طبيعة وشكل الطبق ألنجمي المستخدم في النسيج الزخرفي حتى يصل الحال أن تكون النجمة ممثلة للقلب, أو للعقل وصولاً إلى ما يمثل الحس لدى الإنسان كالنجمة الخماسية مثلاً التي تمثل الحواس الخمس.
إن الخطوط الخارجة من الأشكال النجمية والتي يتكون منها, أو جزائها أشكال هندسية فإنها تشير إلى ضرورة الإرتباط ومد الجسور بينها وبين النجم, وكأنما الحق أراد لها أن تبحث وتتعرف من خلال أي خيط على هذا النجم لأنه وسيلة الحق تعالى في تطبيق مقتضيات الرحمة الإلهية, يقول تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)([25]) لذلك فإن الفنان المسلم مثل كل واحد منهم مثل النجم الثاقب في كل زمان ولذلك أطلقت عليهم تسمية الآحاد,إن الاطباق النجمية من خلال هذا الفهم تفصح عن معانٍ روحية.
ان الاتجاة في هذا العمل الزخرفي هو اتجاة مائل بسبب الشكل المقعر,أي اتجاة مائل نحو مركز في الجزء المقعر الكروي اما الملمس فهو ملمس متكسر ناتج من ترصف قطع المرايا المتجمعة بشكل بارز وغائر لتكون الاشكال الزخرفية الهندسية,ان العمل الزخرفي يمتلك قيمة ضوئية عالية لان المرايا لها قابلية عكس الضوء الساقط عليها بشكل تجعل المكان يشع ضياء هذا الضياء لة صفة البرود او الراحة بعكس الذهب الذي يكون ضياءه ذا صفة الحرارة فبذلك نستطيع تصنيف المرايا و الفضة بالضياء البارد مثل ضياء القمر اما الذهب فضياؤه حار مثل الشمس,ان ماسبق ذكره يعني ان المرايا تحمل صفة الالوان الباردة,ان حجم العمل الزخرفي يمتاز بالحجم الكبير اما اجزاؤه الزخرفية فهي اجزاء صغيرة.
اما التضاد فهو تضاد ناتج من انعكاس الضوء فقطع المرايا المرتفعة يختلف ضياءها عن قطع المرايا العميقة او الغائرة,ان التصميم الزخرفي بشكلهِ العام يحمل صفة التناسب في كل العناصر التكوينية الزخرفية السابقة,مما ادى الى تحقيق بعداً روحياً بالاضافة لخدمته جوانب وظيفية في نفس الوقت.
اما التوازن الناتج في هذا العمل الزخرفي فهو توازن اشعاعي يجمع مفردات الشكل المقعر الدائري,ان التصميم الزخرفي بشكل يتمتع بالانسجام في كل عناصره التكوينية,اما التكرار فهو تكرار منتظم نحو المركز,اما السيادة فهي سيادة للاشكال الزخرفية الحاملة الاسماء (أسماء الاثني عشر معصوما),اما الوحدة فقد تحققت من خلال الشكل الدائري الذي يرمز الى التعبير عن الكلية واللانهائية,ووحدة المتضادات,ووحدة العالم الحسي الشخصي الزائل مع العالم الروحي السرمدي.
إن الفن الإسلامي بشكل عام, والزخرفة بشكل خاص لا يمكن الدخول إلى عالمها ما لم تكن هناك دراية بطبيعة الفكر السائد وبالأخص ذلك الفكر الذي لا يسعى إلى قولبة الخطاب الإلهي, إن قول الحق تعالى أراد له ان يكون سهلاً ممتنعاً, سهلاً بمعطياته التي تطور حركة المجتمع بشكل إيجابي, وهذا الحال يتطلب من العمل الفني الزخرفي قابليات تأويلية تتناسب معه إنه قد تجرد من الرحمة, أو إنه من روح العصر, أو إنه يجب أن يستبدل ببديل أكثر إيجابية فخطاب الحق أريد له أن يكون أكثر النصوص قابلية لإحتضان الإنسان ووضعه على طريق العدل والحرية والسلام والرحمة.
فإذا أدرك الفنان المسلم هذه الروحية من خلال إطلاعه على الخطاب الديني يستطيع بسهولة إن يفك طلاسم الفن الإسلامي وبالأخص زخرفته, ذلك لأن الفنان المزخرف المسلم إستطاع أن يقول ما صمت عنه الكثير ولكن عن طريق الأشكال الزخرفية الشاخصة في الروضة الكاظميه المطهرة.
ان التقنية المستخدمة في هذا العمل الزخرفي الفني هي (تقنية المرايا) ان تقنية المرايا المتراصفة التي تاسس منها هذا النموذج اضاف رؤى جمالية من تشكيل اجزاء المرايا هذهِ الاشكال هندسية ونجمية تظهر بانها محدبة (مجسمة) محققة عمقا فضائيا. ان المرايا هي أداة لها القابلية على عكس الضوء أو الصوت بطريقة تحافظ على الكثير من صفاتهما الأصلية قبل ملامسة سطح المرآة. وتعمل بعض المرايا على ترشيح بعض الأطوال الموجية، بينما تحافظ على أطوال موجية أخرى عند الانعكاس، وهذا يختلف عن الأدوات الأخرى العاكسة للضوء، والتي لا تحافظ على الكثير من خواص الموجة الأصلية عدا اللون، وتعمل على تشتيت الضوء المعكوس. وقد صنعت كذلك مرايا من النحاس المصقول في بلاد الرافدين حوالي 4000 قبل الميلاد، تمتاز المرايا فإذا نظر شخص ما إلى المرآة فإن صورته ستنعكس في المرآة مثلاً: إذا رفع الناظر إلى المرآة يده اليمنى فإنه سيبدو في المرآة وكأنه قد رفع يده اليسرى.
اما بخصوص هذة التقنية فترجع الى زمن بعيد الى القرن الربع الهجري حيث استطاع العرب التعرف اكثر على فنون الزجاج والمرايا بسبب الفتوحات الاسلامية الاانها شهدت قمتها في القرن الرابع عشر الهجري حيث تم ادخالها في فنون التزين والعمارة في بادئ الامر استخدمت في القصور الاموية والعباسية بشكل اما مرايا مستوية او مرايا بشكل زخارف هندسية في السقوف وريازة الجدران هناك امثلة لما سبق ذكرة كثيرة منها ما تم استخدامة في سقوف وجدران قبة الصخرة الشريفة.
ان الزخرفه على الزجاج فن منفرد بذاته حيث يجمع بين جــمال الالوان وانعكاس الضوء على سطح المرايا لكي تضيف إلى المكان بريـقاً ناعماً يعطي الشعور بالبهجة والسرور. ويمكن وضعه في أى جزء من أجزاء المبانى، ويفضل أن يكون معرضاً للشمس لإبراز جمال ألوان الزجاج وخصوصاً عند انعكاس تفاصيل التصاميم علي الجدران والأرضيات وكذلك لتخفيف حدة أشعة الشمس. كما يمكن استخدامه في القواطع الداخلية بغرض حجب الرؤية وإعطاء خصوصية واستقلالية للمكان. ومن أجزاء المبني التى يمكن استخدام المرايا فيها ما يلى:
- القبب والمناور السماوية المفتوحة؛ وهى فتحات سقفية إما دائرية الشكل أو مربعة أو مستطيلة أو سداسية أو ثمانية الأضلاع أو بشكل قبة محدبة للخارج أو مقعرة للداخل أو هرمى أو مسطح منبسط.
- نوافذ القبب والمناور السماوية الخرسانية وهى نوافذ بأشكال هندسية مختلفة وقد تكون منحنية أو مستقيمة الشكل.
ان صفة الانعكاس في المرايا تعطي بعدا روحيا ووظيفيا لكون المرايا تزين من قوة انارة المكان,اما بخصوص البعد الروحي فان صفة انعكاس الاشكال في المرايا تعطي ايحاءً روحيا الى ان هناك من يرى كل ما يجري (ولايحيطون بشيء من علمه الابما شاء)([26]) كما ان المرايا شغلت تفكير المتصوفة وهذا ابن عربي يقول (انت مراتي وانت بيتي وانت مسكني وخزانة غيبي ومستقر علمي لولاك ما علمت ولا عبدت ولا شكرت ولاكفرت)([27])
اما بخصوص خطوات العمل بهذة التقنية تكون قائمة على اساس قطع المرايا الى قطع هندسية مثلثة اومربعة اوشبه مربع اومعينية ومن ثم جمعها باضافة المادة اللاصقه وهناك نوع من المواد اللاصقه خاصة تستخدم في العمارة تتمتع بالكثافة لكي يحق البعد المجسم المرتفع الذي نشده الفنان او الاسطى المسلم الذي يقوم بتنفيذ هذا العمل الفني ان هذة الكثافة بالمادة البنائية تقوم بعمل طبقة سميكة على الجدار او السقوف تكون الغاية منها اعطاء القوة والتماسك للبناء المعماري فبذلك تحقق بعدها الوظيفي بالاضافة الى الروحي والجمالي.
عينة رقم (2)
اسم العمل: زخرفة منفذة على المرايا.
الخامة: مرايا.
النوع: زخارف مقعرة مجسمة.
القياس: متران × متر واحد.
مكان العمل: داخلي.
اولاً: الوصف العام:
ان هذا المقرنص هو واحد من اربعة مقرنصات موجودة تحت قبة الامام موسى الكاظم عليه السلام,هذة القبة التي ظاهرها ذهب وداخلها زخرفة هندسية منفذة بالمرايا, يبدأ باربع نطف رئيسية واثنتين في كل صوب واحدة يمينا ويسارا صغيرة ومن ثم تتجة الى الاعلى مكونة مقرنص.
ثانياً: التحليل والمناقشة:
ان فكرة المقرنص المصنوع من المرايا هي فكرة اسلامية بحتة بالرغم من ان استعمال المقرنصات كعامل إنشائي كان للتدرج من السطح المربع الى السطح الدائري الذي يراد إقامة القباب عليه,هي فكرة قديمة لكن الفنان المسلم طور كل الافكار القديمة الى ان توصل الى فكرة استخدام المرايا لما لها من خصائص تكوينية ومعمارية في نفس الوقت والانتقال من المربع الى المثمن لبناء القباب عن طريق المقرصنات المتكونة من المرايا وحسب الشكل المطلوب.
لقد رتب المعمار المسلم مقرنصاته على المساحات المسطحة في صفوف يتألف كل منها في تكرار مقرنص واحد عدة مرات بحيث يكون شكله مختلفاً عن أشكال المقرنصات الأخرى في الصفوف التالية, الأمر الذي خلق تواصلاً تدريجياً ينتج عنه تتابع ترتيبي جعلها تتجلى دائماً أمام الناظر في مجموعات مكثفة ومتزاحمة تشبه خلايا النحل, وتقوم هذه المجموعات علاوة على وظيفتها الإنشائية والزخرفية بوظيفة دينية ترتبط في غالب الظن بفلسفة الظاهر والباطن ان كل ماسبق ذكرة جاء بسبب ظاهرة الانعكاس التي تمتلكها المرايا في خلق ايهام بصري بوجود سماء ثانية,سماء بعيدة عن العالم الحسي سماء روحية مرتبطة بمكان وجودها شكلت الاسلوبية التي اعتمدها الفنان المسلم في تصميم وتنفيذ المقرنصات على مادة المرايا قيمة جمالية اكسبها روح التفاؤل والبهاء الناتجان من روعة البناء التكويني الذي اضاف لها ابعادا فنية تتسم بالوظيفية والجمالية والتعبيرية.
فالمقرنص دخل هنا جنباً الى جنب مع الزخرفة بإعتبار أن تكوينه ينسجم مع التكوينات الزخرفية لأنه من جسدها فضلاً عن وظيفته المعمارية من كونه يسهم في تأسيس قاعدة يرتكز عليها السقف المقوس, أو القبة,وكما في الشكل (أ)
شكل (أ)
وهو بهذا يكون قد ساهم مع الجدران في امتصاص ثقل القبة, وبالنتيجة يكون الفنان المسلم قد حقق معادلة يجتمع فيها الجميل المفيد, أو الزينة الوظيفية فكان من خلال هذا الوصف خير مطبق لقوله تعالى الذي يجمع بين الزينة والوظيفة كما جاء في قوله تعالى(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ)([28])
فالزينة جاءت هنا غير مجردة عن الوظيفة, أو الفائدة, بل جاءت تحمل خاصيتين الأولى جمالية مرتبطة بالوظيفة والثانية رجم الشياطين روحية, والفنان المزخرف لم يستبعد هذه الخاصية من مقرنصاته الزخرفية المنفذة بالمرايا, يتضح ذلك من خلال الانعكاس, التأمل والإحالة, فإن الذي يتأمل المكان ومقرنصاته المرايا الزخرفية فانة حتماً يحال إلى الخطابين حسي وروحي في نفس الوقت.
اما بخصوص العناصر التكوينية للعمل الفني فالخطوط هي مستقيمة حيث ان قطع المرايا تم تشكيلها وذلك بقصها على اشكال هندسية مثلثات ومربعات ومستطيل ومعيني وكل هذة الاشكال هي اشكال هندسية مجردة,ان الاشكال الهندسية تعطي بعدا روحيا لانها غاية التجريد التي هي غاية الفنان المسلم, ان اللون في هذا المقرنص هو لون المرايا الفضي الذي يعد من الالوان الباردة,لكن صفة الانعكاس وما تعطية من الوان نتيجة انعكاس الضوء تعطي حالة من التغير فاللون في مقرنص المرايا يختلف عن باقي الحالات التي تم ذكرها بالتفصيل فهو متغير وليس لة صفة الثبات كالتي نفذت بالكاشي الكربلائي والذهب.
اما الاتجاة فهو الى الاعلى صوب مركز المقرنص الذي يؤدي الى رقبة القبة ومن ثم القبة الى قمة القبة وهي ذروة الولوج الروحي للمتلقي,اما الملمس فهو متكسر ناتج من صفة المرايا ذاتها, ان هذا المقرنص يتمتع بقيمة ضوئية عالية,اما الحجم فهي حجوم صغيرة تاتي من قطع المرايا التي قصت بشكل صغير, ان هذة العناصر التكوينية لتصميم المقرنص منجمعة تعطي بعدا روحيا عاليا.
وبخصوص العلاقات التي تربط بين العناصر التكوينية للعمل الفني فان التضاد, التناسب والانسجام متحققة في كل العناصر التكوينية التي سبق ذكرها, في حين التوازن فهو توازن متماثل بين نصفي المقرنص يمينا ويسارا, في حين التكرار كان بشكل متناظر منتظم لتوزيع البروزات (النطف) من قاعدة المقرنص الى اعلى قمة فيه أي الى رقبة القبة, بحيث يوظف في عملية (التشديد Exentuate) التي يراد منها إضفاء جمالا وتميزا بصريا و هيبة، ولفتا للإنتباه. وهذه غاية معمارية بحد ذاتها، لها أبعاد سايكولوجية, تستغل خلالها الوسيلة البصرية من أجل غايات الجذب والإستدعاء وترغيب الولوج الى العالم الغيب الالهي الروحي البعيد عن كل ماهو حسي فان.
ان السيادة كانت سيادة شكلية ولونية في الوقت نفسه فشكلية لشكل المقرنص كله اما لونية لما يعكسة من الوان غاية في الجمال تخلق عالماً ثالثا متصور فقط ليس محسوس قد يكون عالم البرزخ الذي تسكن فية الارواح.
اما التتابع فهو لاشك تتابع جامع مابين اثارة انتباة المتلقي و الجاذبية المتحققة بسبب ظاهرة الانعكاس في المرايا,ان كل ماتم ذكرة يحقق جانباً روحياً وجمالياً هو غاية الفنان الكربلائي في الوصول الى عالم ازلي بعيد عن كل ماهو دوني ورخيص عالم الشهادة والبطولة والرفعة عن الارض الى السماء.
لقد تمتع الفنان المسلم بالقدرة على اكتشاف اسرار وخفايا التقنيات (الخامات)المتعددة التي استخدمها في زخارفهِ الاسلامية والتي من ضمنها تقنية (المرايا) انموذج الدراسة الحالية, ان المقرنصات التي عولجت بها بطن قباب الروضة الحسينية, بما توحيه من محاكاة للسماوات الدائرة، ولاسيما عندما يلعب ضوء النهار الدوار لعبَته في حركة الظل الأخاذة المتنقلة الموحية بثبوت المكان وحركة الكون من حوله,ان هذا النوع من المقرنصات المرايا يكون في الزوايا الأربع التي تقع تحت القباب في البناءات المربعة الشكل,ان المقرنصات المنفذة بالمرايا ينم عن إبداع رفيع يأخذ بالألباب من جراء إنعكاس الضوء من مجموعة المرايا تلك.
في عام 1953 م جرى تجديد مرايا سقوف الحرم المطهر والأروقة بأكملها فقد كانت في بادئ الامر زخارف هنا وهناك فعل القائمون في الروضة الكاظمية على انشاء ورشة الزجاج والمرايا وهي من الورش المهمة ووظيفتها الأساسية صيانة وتنظيف واستبدال المرايا والتزجيج الخاص بسقوف وقبب بالحرم الشريف (عند الحاجة) بالإضافة إلى استبدال وعمل زجاج النوافذ وعمل السقوف الثانوية وتغليف الجدران بمواد الديكور المختلفة, وتضم هذه الورشة 8 حرفيين. ويمكن تلخيص بعض اهم الاعمال التي قامت بها هذه الورشة: عمل مرايا جديدة للجدران ما فوق المرمر وللسقوف في المنحر الشريف بعد أعمال استبدال مرمر الجدران فيه واستخدام نقوش جديدة رائعة التصميم تدل على الذوق الرفيع الأصيل وبما يتلاءم مع المكان المقدس وتم لأول مرة استخدام المرايا الحمراء اللون(في المذبح الشريف فقط) في العمل والتي تتوافق مع الفاجعة الأليمة التي يتصف بها هذا المكان. استبدال المرايا الخاصة بسقوف أبواب الذهب القديمة والجديدة والخاصة بمداخل الحرم الشريف واستخدام المرايا الملونة لأول مرة في العتبة الكاظمية وقد أضفت رونقا وشكلا أخاذا يلفت الانتباه. عمل صيانة وتنظيف دوري لكل المرايا الموجودة بالجدران والسقوف الخاصة بالحرم لكي تبقى في حالة بريق دائم وبما يليق بصاحب المكان المقدس ولكي تكون بأبهى صورة أمام الزائرين الكرام من داخل الوطن ومن خارجه.
لقد حاول الفنان المسلم في انموذجه هذا الى الكمال الفني والذي يعد الجمال احدى اركانة ومقوماتة فالتكوين الزخرفي المتحقق من المرايا قد امتثل للقوى الروحية الباطنة ضمن تجربتة الصوفية الطقوسية ليكون جزؤها الاساس شكلا هندسيا (المثلث)الذي يحمل دلالات ومضامين فكرية حاملة التواصل الوثيق مع النفس البشرية كقوة مقدسة تمثلت بالتلؤلؤ اللوني الذي يعتمد الاشراق الفني المثير للانتباة.
المصادر:
القران الكريم.
- أل ياسين, محمد, مقابر قريش، مجلة الأقلام,ج:3, 1968.
- بن شاكر,بنو موسى,الحيل,مكتبة المعارف بمصر,1958, ص109.
- جبار,طارق,الصناعات القديمة,دار المامون للطباعة والنشر,1988.
- الخليلي, جعفر, موسوعة العتبات المقدسة العراقية, قسم الكاظمين, ج: 1، دار التعارف, بغداد, 1965
- دليل السياحة الدينية في العراق, وزارة الثقافة والأعلام بغداد 2009.
- رايسر, دولف: بين الفن والعلم, ترجمة: د. سلمان الواسطي, دار المامون, بغداد, 1986م.
- زقزوق,محمد حمدي,العقيدة الدينية,دار الازهر الاسلامية,مصر,1415.
- عفيفي,بهنسي: الفن الحديث في البلاد العربية, دار الجنوب للنشر, اليونسكو, 1980م.
- عيسى سلمان ونجلة العزي وهناء عبد الخالق ونجاة يونس, العمارة العربية الاسلامية في العراق, وزارة الثقافة والاعلام, العراق ج: 1982.
- الفندي, محمد ثابت: فلسفة الرياضة, دار النهضة العربية 0 بيروت, 1969م.
- كجة جي,صباح,الصناعة في تاريخ وادي الرافدين,المطبعة الوطنية,بغداد,2002.
- المصباحي,محمد,نعم ولا ابن عربي والفكر المنفتح,منشورات ما بعد الحداثه,فاس,2006.
- مهدي آيت اللهي, مع المعصومين, ت: كمال السيد, ج:11, مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر, قم, ايران, 2001.
- نعيم,عنايات, الزخرفة الهندسية,جامعة حلوان,مصر,2008.
- هاشم,طارق,المنجد الفيزيائي, جامعة الرياض,السعودية,2007.
- Wong, W, principles of two Dimen sional Dessign, new york 1972.
[1]- الشريف المرتضى:أبو القاسم علي بن موسى بن محمد بن ابراهيم بن الامام موسى بن جعفر الكاظم 7 الملقب بـ(الشريف المرتضى) وهو عالم في علم الكلام والأدب والشعر ولد في سنة (355هـ/934م) وترك من المؤلفات العلمية ما يقارب ثمانين الف مجلد من مفرداته ومصنفاته ومحفوظاته توفي سنة (436هـ/1015م)ودفن في داره حيث مرقدة ألان في مدينة الكاظمية.للمزيد مراجعت: الخليلي, جعفر, موسوعة العتبات المقدسة العراقية, قسم الكاظمين, ج: 1، دار التعارف, بغداد, 1965.ص36
[2]- الابواء: قرية تقع قرب المدينة المنورة فيها قبر آمنة أم الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) مهدي آيت اللهي, مع المعصومين, ت: كمال السيد, ج:11, مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر, قم, ايران, 2001.ص4
[3]- المصدر السابق,ص3
[4]- المصدر السابق,ص4
-[5] أل ياسين, محمد, مقابر قريش، مجلة الأقلام,ج:3, 1968.ص68
[6]- عيسى سلمان ونجلة العزي وهناء عبد الخالق ونجاة يونس, العمارة العربية الاسلامية في العراق, وزارة الثقافة والاعلام, العراق ج:2،1982. ص185
-[7]ال ياسين,المصدر السابق,ص 67
[8]- دليل السياحة الدينية في العراق, وزارة الثقافة والأعلام بغداد 2009.ص38
-[9] المصدر السابق,ص39
-[10] هشم,طارق,المنجد الفيزيائي, جامعة الرياض,السعودية,2007.ص15
-[11] جبار,طارق,الصناعات القديمة,دار المامون للطباعة والنشر,1988.ص29
-[12] كجة جي,صباح,الصناعة في تاريخ وادي الرافدين,المطبعة الوطنية,بغداد,2002,ص71.
[13] – Wong, W, principles of two Dimen sional Dessign, new york, 1972.ص7
[14]- نعيم,عنايات, الزخرفة الهندسية,جامعة حلوان,مصر,2008,ص26-27
-[15] الفندي, محمد ثابت: فلسفة الرياضة, دار النهضة العربية 0 بيروت, 1969م.ص74
-[16] رايسر, دولف: بين الفن والعلم, ترجمة: د. سلمان الواسطي, دار المامون, بغداد, 1986م,ص74
-[17] الفندي, محمد ثابت,مصدر سبق ذكرة.ص82
-[18] عفيفي,بهنسي: الفن الحديث في البلاد العربية, دار الجنوب للنشر, اليونسكو, 1980م.ص77
-[19]بن شاكر,بنو موسى,الحيل,مكتبة المعارف بمصر,1958, ص109.
-[20]كجةجي,صباح,الصناعة في تاريخ وادي الرافدين,مصدر سبق ذكرة,ص184.
[21]- ان المقصود باهل البيت عليهم السلام (علي ابن ابي طالب,الحسن ابن علي,الحسين ابن علي,علي بن الحسين السجاد,محمد بن علي الباقر,جعفر بن محمد الصادق,موسى بن جعفر الكاظم,علي بن موسى الرضا, محمد بن علي الجواد,علي بن محمد الهادي,الحسن بن علي العسكري وأخيرا الحجة المنتظر عجل الله فرجة) صلوات الله عليهم اجمعين.
-[22]زقزوق,محمد حمدي,العقيدة الدينية,دار الازهر الاسلامية,مصر,1415.ص11.
[23]- سورة الفاتحة اية 4.
[24]- سورة الاحزاب,اية 3.
[25]- سورة الانبياء اية 107.
[26]- سورة البقرة اية 254.
[27]- المصباحي,محمد,نعم ولا ابن عربي والفكر المنفتح,منشورات ما بعد الحداثه,فاس,2006.ص122.
-[28]سورة الملك اية 5.